أخبار وأرقام
كتب فاطيمة طيبى 16 مارس 2025 10:48 ص - التعليقات مخاوف أوروبية من فرض قيود أميركية على حركة الأموال اعداد ـ فاطيمة طيبي تصاعدت وتيرة المخاوف في أوساط الأوروبيين بشأن السياسات الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك بعد أن فرض بالفعل رسوما جمركية على العديد من السلع الأوروبية والكندية، حيث اشتعلت موجة من القلق والمخاوف حول حركة رؤوس الأموال وما إذا كانت هي الحلقة التالية في فرض الرسوم، بما يحد من حرية المستثمرين في نقل رؤوس أموالهم.
ولفت تقرير نشرته جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية، الى أن "الرسوم الجمركية على السلع قد تكون مقدمة لرسوم جمركية على الأموال ستفرضها إدارة الرئيس ترامب، حيث يشعر العديد من المستثمرين بالحيرة والارتباك من هذا الاحتمال". ويقول التقرير إن الرئيس دونالد ترامب يكثف حربه التجارية في الوقت الذي ارتفعت فيه مؤشرات عدم اليقين الاقتصادي بشكل حاد متجاوزةً المستويات التي كانت عليها خلال جائحة كورونا في العام 2020 أو خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، ومع ذلك فإن حالة عدم اليقين قد تتفاقم، وسط تساؤلات عما إذا كان هجوم ترامب على التجارة الحرة سيصل إلى فرض قيود على تدفقات رأس المال الحرة أيضا؟ وهل يمكن أن تكون الرسوم الجمركية على السلع مقدمة لرسوم جمركية على الأموال؟ وبحسب "فايننشال تايمز" فإن فكرة فرض قيود على حركة رأس المال كانت حتى وقت قريب تبدو ضربا من الجنون، وذلك لأن تدفقات رأس المال ساهمت في تمويل الدين الوطني الأميركي البالغ 36 تريليون دولار والكثير من المشاريع التجارية الكبرى في الولايات المتحدة، لكن الكثيرين أصبحوا يبدون قلقا الآن من أن تتخذ إدارة ترامب هذه الخطوة. والشهر الماضي أعلنت "أمريكان كومباس"، وهي مؤسسة فكرية محافظة مقربة من نائب الرئيس جيه دي فانس، أن الضرائب على تدفقات رأس المال قد تجمع تريليوني دولار خلال العقد المقبل. ثم أصدر البيت الأبيض أمراً تنفيذيا تحت عنوان "سياسة الاستثمار الأميركية أولا"، تعهد فيه بـ"مراجعة ما إذا كان سيتم تعليق أو إنهاء" معاهدة عام 1984 التي ألغت ضريبة سابقة بنسبة 30% على تدفقات رأس المال الصيني. وتقول "فايننشال تايمز" إن هذا الأمر التنفيذي لم يحظ باهتمام إعلامي كبير، لأن ترامب كان "يغرق المنطقة" بأمور أخرى ملهية، لا سيما فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، لكن هذا الأمر أثار قلق المراقبين الآسيويين، وربما ساهم في انخفاضات سوق الأسهم الأميركية الأخيرة، حيث هجر بعض المستثمرين البلاد استباقيا . لكن الصحيفة البريطانية تستدرك بالقول: "في الواقع، قد لا يحدث تحول ضريبي، ولو حدث فقد لا يؤثر على أي جهة أخرى غير الصين، حيث يُعرف ترامب بتقلباته الشديدة، مما يجعل التنبؤ بالسياسة المستقبلية أمرا صعبا، لا سيما وأن حاشيته منقسمة إلى ثلاثة فصائل متناحرة على الأقل: الشعبويون القوميون مثل ستيفن بانون، والليبراليون التقنيون مثل ماسك، والجمهوريون في الكونجرس، وقد يعارض الفصيلان الأخيران قيود رأس المال، نظرا لمخاوفهما من زعزعة استقرار أسواق الخزانة، لكن ترامب حريص أيضا على استخدام جميع الأدوات المتاحة لتعزيز نفوذه على الساحة العالمية".
|
||||||||||