تقارير
كتب فاطيمة طيبى 31 أكتوبر 2022 3:18 م - التعليقات الصين: خروج جماعي للمديرين الأجانب والعمالة الماهرة بعد سياسة "صفر كوفيد" اعداد ـ فاطيمة طيبي أكدت تقديرات تقريبية، انخفاض عدد المديرين والأيدي العاملة الماهرة من الأجانب في ثاني أكبر اقتصاد في العالم لأكثر من النصف، وكان يوجد في الصين قبل تلك الأزمة 850 ألف أجنبي، لكن لا أحد يعرف بالضبط كم عددهم اليوم، حيث تدفع الأزمة الكل إلى الرحيل. وفقا لمسح أجرته غرفة التجارة الألمانية AHK، فقدت الشركات الألمانية في الصين ربع موظفيها الأجانب، وبعدما كان الحصول على وظيفة في الصين بمنزلة قفزة مهنية، أصبح من الصعب الآن إعادة شغل هذه الوظائف. وأدت الاستراتيجية المعروفة باسم "صفر كوفيد" - التي تتمثل في القضاء على فيروس كورونا في الصين عبر عمليات إغلاق متكررة ومراقبة مستمرة وعزلة البلاد عن الدول الأجنبية - إلى خفض جودة الحياة هناك وزيادة خطر وقوع الأجانب تحت وطأة هذه الإجراءات المشددة في الصين. كما أدت توترات جيوسياسية وفك ارتباطات واضطهاد الأقليات والقمع في هونج كونج والتهديد بالهجوم على تايوان إلى تراجع سمعة الصين، وفقا لـ"الألمانية". وتضاعف عدد الألمان الذين لديهم رأي سيئ عن الصين إلى 74 %، مقارنة بـ2005، وفقا لاستطلاعات أجراها معهد "بي إي دابليو" لقياس مؤشرات الرأي. بينما يتعلم بقية العالم التعايش مع الفيروس، تظهر الصين بثبات عدم التسامح معه مطلقا، إذ يجب أن يخضع الوافدون إلى البلاد للحجر الصحي الفندقي لمدة سبعة أيام إضافة إلى ثلاثة أيام في عزلة منزلية، التي يتم تطبيقها بشكل تعسفي محليا. هناك عدد قليل من الرحلات الجوية. وتبلغ تكلفة التذكرة الواحدة من فرانكفورت إلى بكين اليوم أكثر من 2000 يورو. يقول ينس هيلدبرانت، عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الألمانية AHK في الصين: "لا تزال قيود السفر إلى الصين وداخل البلاد صعبة للغاية بشكل يحول دون الاحتفاظ بالموظفين الأجانب أو اجتذابهم". وأكد أنه على الرغم من أن تخفيف الإجراءات أمر وارد، فإن هناك "فرصة ضئيلة" للعدول بصورة جذرية عن هدف "صفر كوفيد"، إذ إن خطر المزيد من عمليات الإغلاق لا يزال يحدق بكل شيء، سيناريوهات الرعب مثل الإغلاق لمدة شهرين ونصف في شنغهاي تدور في أذهان عديدين من الأجانب". وعلاوة على ذلك أشار هيلدبرانت إلى أن هناك صورة سلبية متزايدة للصين في ألمانيا في هذه الأوقات الجيوسياسية الصعبة، باختصار أصبح الاحتفاظ بالمتخصصين والمديرين في الصين أو إرسالهم إلى هناك عملا صعبا. وفي الوقت الذي يخرج فيه الجميع من الصين، لا يريد آخرون القدوم ليحلوا محلهم، ويقول هيلدبرانت: "يتعين على الشركات الألمانية أن تتكبد مزيدا من النفقات لتعويض المساوئ الحالية للصين كموقع، كثير من الشركات تفعل ذلك الآن"، مشيرا في المقابل إلى أن هناك شركات ألمانية توظف أيضا منذ فترة موظفين محليين في مناصب رئيسة. وأضاف أن "الشركات التي استثمرت في وقت مبكر في التدريب والتعليم الإضافي للموظفين المحليين هي الأقل تضررا على المدى القصير". يكدر تطبيق كورونا على الهاتف الخلوي، الذي من شأنه أن يحدد كل خطوة لصاحب الهاتف، حياة عديد من الألمان وغيرهم من الأجانب في الصين. إذا لم تتمكن من إثبات نتيجة سلبية لاختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (بي سي آر) عند مداخل المباني خلال 72 ساعة، فلن تتمكن في كثير من الأحيان حتى من الوصول إلى شقتك، فضلا عن المتاجر أو المطاعم. ويتعين على الجميع إجراء الفحوص، ما يعني مراقبة كاملة وتتبعا لجهات الاختلاط وإذا كانت هناك حالة كورونا في مكان ما، فسيتم إغلاق أحياء بأكملها، وإذا تم تحديد شخص ما على أنه مخالط محتمل، فسيؤمر بالخضوع للحجر الصحي. خطر الوقوع في رحى إجراءات كورونا الصارمة كبير للغاية لدرجة أن غرفة التجارة الأوروبية كتبت أخيرا في مذكرة: "حتى إن الشركات تتساءل عما إذا كان تعيين موظفين أجانب في الصين سيصبح خطوة مسؤولة منها، في ظل القيود العديدة التي تعوق قدرتها على ضمان العناية الواجبة الأساسية لهم ولأسرهم". لذلك تقتصر الشركات على جلب الموظفين الشباب الذين ليست لديهم أسر - أو كبار السن الذين كبر أطفالهم هذا يحد بشدة من الخيارات.
|
|||||||||||||||