أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 3 ديسمبر 2025 2:54 م - التعليقات كم ستدوم صلاحية رقائق الذكاء الاصطناعي. ؟
اعداد ـ فاطيمة طيبي وسط التوقعات الجامحة حول وصول الذكاء الاصطناعي إلى مستوى "الذكاء العام" واستبدال ملايين الوظائف البشرية، يبرز سؤال أقل إثارة لكنه لا يقل أهمية: كم ستدوم صلاحية رقائق الذكاء الاصطناعي؟ ففي خضم سباق التسلح التكنولوجي، تتدفق مليارات الدولارات نحو شراء وحدات المعالجة الرسومية (GPUs)، وهي القلب النابض لتدريب وتشغيل النماذج اللغوية العملاقة. معظم الشركات تستدين لشراء أكبر عدد ممكن من هذه الرقائق بأسرع وقت، لكن القواعد المحاسبية تفرض عليها تقدير العمر الافتراضي لهذه المعدات. كلما طال العمر المقدر، توزعت التكلفة على سنوات أكثر، ما يرفع الأرباح الحالية على الورق. لكن ماذا لو فقدت هذه الرقائق قيمتها بعد أربع سنوات وليس ستا ؟ حينها ستضطر الشركات إلى إنفاق جديد ضخم، وربما إعادة هيكلة ديونها، أو تسجيل خسائر مفاجئة في دفاترها، بحسب تقرير مطول لوكالة "بلومبرغ". المخاطرة لا تتوقف عند شركة واحدة؛ إذا تكررت الأخطاء على نطاق واسع، قد يواجه القطاع بأكمله أزمة مالية. فهل أرباح شركات الذكاء الاصطناعي أقل مما تبدو؟ وهل القروض التي حصلت عليها أكثر خطورة مما يعلن؟ المعضلة أن لا أحد يعرف القيمة الفعلية لرقاقة عمرها 5 سنوات في سوق الذكاء الاصطناعي. حتى "تشات جي بي تي" لم يكمل عامه الثالث بعد. تقول سارة فراير، المديرة المالية لشركة "OpenAI": "لا أحد يعرف كيف يمول وحدة معالجة رسومية لأنه لا يعرف كم ستدوم"، لكنها تؤكد أن شركتها تراهن على خمس سنوات من الاستخدام. ـ سباق محموم.. ومناورات مالية جريئة : تمنح القواعد المحاسبية الشركات هامشاً لتحديد فترة الإهلاك، ومعظمها اختار 5 أو 6 سنوات. في بيئة تنظيمية أكثر صرامة، ربما كانت هيئة الأوراق المالية الأميركية ستطرح أسئلة قاسية، لكن في عهد الرئيس دونالد ترمب، تبنت الهيئة نهجا متساهلا، وفقا لفرانسين ماكينا، المحاضرة في جامعة مونتكلير، التي علقت بحدة: "نحن في بيئة متقلبة وتكنولوجية متسارعة، والهيئة خارج الخدمة". حتى تغييرات طفيفة في سياسات الإهلاك قد تقلب الأرباح رأسا على عقب. تقول أولجا أوسفياتسكي، الخبيرة في قضايا المحاسبة: "بضعة أشهر فقط قد تغير أرباح الشركات بمليارات الدولارات في ربع واحد". لكن هناك من يرى أن الخطأ أكبر من مجرد بضعة أشهر. مايكل بيري، المستثمر الشهير الذي توقع أزمة الرهن العقاري عام 2008، أثار ضجة مؤخرا بتقديره أن شركات الحوسبة العملاقة تقلل من الإهلاك بما يصل إلى 176 مليار دولار بين 2026 و2028. ـ من يواجه الخطر الأكبر؟ : عمالقة مثل "جوجل" و"مايكروسوفت" يملكون سيولة ضخمة، لكن شركات ناشئة مثل "OpenAI" و"Anthropic"، إضافة إلى مزودي الحوسبة السحابية المتخصصة، يعتمدون على الديون لتمويل مراكز البيانات. هؤلاء يدفعون فوائد أعلى، وبعضهم غير مربح، ما يجعلهم الحلقة الأضعف. أي تعثر قد يضر بالمستثمرين والمقرضين، وبالمصنعين مثل "إنفيديا"، وحتى بشركات الذكاء الاصطناعي التي تستأجر قدراتهم. تهيمن "إنفيديا" على سوق الرقائق، وتطلق نسخة أحدث كل عام، ما يسرع تقادم المعدات. لكن الشركات تقول إن الرقائق القديمة لا تزال مفيدة في مهام أقل تعقيدا مثل تشغيل النماذج الجاهزة "عمليات الاستدلال " . حتى الآن، الطلب على خدمات منخفضة التكلفة باستخدام رقائق قديمة كبير لدرجة أن بعض الشركات تراهن على عمر يصل إلى 10 سنوات لهذه المعدات، وفقا لكارمن لي، الرئيسة التنفيذية لشركتين في مجال الرقائق، التي شبهت الوضع بسوق السيارات المستعملة: "هناك من يريد الأحدث دائما، وهناك من يكتفي بالمستعمل". لكن هذا الطلب قد يتراجع إذا زالت أزمة نقص الرقائق. وحتى لو استمر، هناك مخاطر أخرى، مثل مدى قدرة مراكز البيانات على إعادة توظيف الرقائق لأغراض جديدة، وهو ما يسمى "قابلية التبديل". الشركات الأقل مرونة ستدفع ثمنا أكبر للتكيف مع السوق. ـ "AI360": نتائج "إنفيديا" أبعدت شبح "فقاعة الذكاء الاصطناعي" : أكد مؤسس شركة "AI360" للابتكارات، بشار الكيلاني، أن نتائج إنفيديا أرسلت رسائل مطمئنة جدا للأسواق المالية في الولايات المتحدة وحول العالم، وتراجعت مخاوف فقاعة الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ. وأضاف الكيلاني في مقابلة مع مصادر اعلامية عربية أن نتائج إنفيديا لم تقتصر على التفوق على التوقعات، بل قدمت تطمينات للمستقبل، إذ تحدثت اليوم عن نتائج الربع الرابع وتوقعت أن تكون أفضل من الربع الثالث، كما أشارت إلى وجود طلبات متراكمة بقيمة 500 مليار دولار خلال العامين المقبلين. هذه نتائج ممتازة، وردود فعل الأسواق بعد الإغلاق كانت إيجابية جدا. كما ان إنفيديا وجدت لنفسها سوقا مميزا وتفوقت فيه. اليوم أصبحت أول شركة في العالم تصل قيمتها السوقية إلى خمسة تريليونات دولار. امتلاكها لتكنولوجيا متكاملة ورؤيتها المستقبلية، إضافة إلى اهتمامها الكبير بمراكز البيانات، منحها ميزة تنافسية واضحة، وجعلها تتفوق على منافسيها بشكل كبير. من الواضح أن إنفيديا فازت بهذا السباق. وأوضح الكيلاني أنه خلال السنوات الثلاث الماضية تضاعفت المبيعات عشر مرات، ومنذ العام الماضي 2024 حتى هذا العام 2025 ارتفعت بنسبة 62%. الرسالة التي تحاول الإدارة إيصالها هي أننا في بداية الطريق، وهناك مستقبل كبير للذكاء الاصطناعي، مع اهتمام عالمي بمراكز البيانات والتكنولوجيا المرتبطة به. الرئيس التنفيذي لإنفيديا قدم خارطة طريق واضحة للتوجهات المقبلة في الاقتصاد العالمي من حيث الذكاء الاصطناعي . واستدرك مؤسس شركة "AI360" أن التقييم التقليدي لإنفيديا قد يبدو مبالغا فيه إذا اعتمدنا على المعايير القديمة، لكن الاهتمام الكبير منصب على المستقبل، وذلك لأن إنفيديا تؤكد أنها في بداية الطريق، والرقائق هي البداية، وهناك تركيز على الكهرباء، سلاسل التوريد، والجغرافيا السياسية، وكلها عوامل ستؤثر على تطور الشركة وأسواقها المستقبلية. لذلك قد لا يكون من الممكن الاستمرار في تقييم هذه الأسهم وفق المعايير التقليدية لقطاع التكنولوجيا. كانت مبيعات شركة صناعة الرقائق الإلكترونية الأميركية "إنفيديا" من رقائق الحوسبة التي تغذي جنون "الذكاء الاصطناعي" فاقت التوقعات المرتفعة التي وضعها محللو سوق الأسهم، وهو ما قد يخفف من حدة القلق الأخير بشأن تحول طفرة أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى إلى انهيار يطيح بالشركة الأكثر قيمة في العالم . وبلغت الأرباح 1.30 دولار للسهم مقابل توقعات عند 1.25 دولار، وحققت إيرادات بنحو 57.01 مليار دولار مقابل توقعات 54.92 مليار دولار. ـ " ليوناردو" الإيطالية تستعد لإطلاق نظام دفاع جوي يعتمد على الذكاء الاصطناعي يشبه القبة الحديدية الإسرائيلية : تستعد شركة ليوناردو الإيطالية لإطلاق نظام دفاع جوي جديد يدعى Michelangelo Dome يعتمد على الذكاء الاصطناعي لربط مختلف المنصات والمعدات العسكرية بهدف الحماية من التهديدات الجوية بطريقة مشابهة لمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية. وذكرت مصادر مطلعة لـ"فايننشال تايمز"، أن النظام يتميز بأنه غير مرتبط بمنصة عسكرية واحدة، ما يتيح لأي دولة استخدامه مع مركباتها وهياكلها وأنظمتها الخاصة وفق معايير حلف الناتو. وتأتي هذه الخطوة في ظل سباق أوروبي متسارع لتعزيز القدرات الدفاعية في مواجهة التهديدات الروسية، ومع التوسع المستمر لمبادرة European Sky Shield التي انضمت إليها أكثر من 20 دولة حتى الآن. ـ 1.2 تريليون دولار من الأجور الأميركية معرضة للاستبدال بالذكاء الاصطناعي : ـ بما يعادل 1.2 تريليون دولار من الأجور في سوق العمل الأميركي ... أصدر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، دراسة جديدة تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر حاليا على استبدال 11.7% من سوق العمل الأميركي، بما يعادل 1.2 تريليون دولار من الأجور عبر قطاعات تشمل الخدمات المالية والرعاية الصحية والخدمات المهنية. وأُجريت الدراسة باستخدام مؤشر محاكاة لسوق العمل يعرف باسم "Iceberg Index" ويحاكي هذا المؤشر تأثير الذكاء الاصطناعي على 151 مليون عامل أميركي، وكيف تؤثر عليهم التقنيات والسياسات المرتبطة به. تتسارع الشركات في الإعلان عن موجات تسريح جماعية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي خلال عام 2025، ويبدو أن أولى الضحايا هم الموظفون الجدد والمناصب المخصصة للخريجين. حيث باتت برامج التدريب والتوظيف لحديثي التخرج مهددة بالاندثار، في ظل توجه الشركات الكبرى لتقليص أعداد الموظفين لصالح الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي . وكشفت شركة إتش بي الأميركية، المتخصصة في أجهزة الكمبيوتر والطابعات، عن خطة واسعة لإعادة الهيكلة تتضمن الاستغناء عن 4 آلاف إلى 6 آلاف موظف بحلول نهاية عام 2028، في خطوة تربطها الشركة مباشرة بتسارع اعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي. أعلنت شركة "أمازون" مؤخرا تسريح 14 ألف موظف في إطار خطتها للتركيز على "أكبر رهاناتها" التي تشمل الذكاء الاصطناعي التوليدي. بينما كشفت شركات أخرى مثل "أكسينشر"، و"سيلزفورس"، و"لوفتهانزا"، و"دولينجو" عن خطوات مشابهة، ما أثار مخاوف بشأن مستقبل الوظائف المبتدئة. ووفقا لمسح أجراه المعهد البريطاني للموارد البشرية (CIPD)، فإن 62% من أصحاب العمل في المملكة المتحدة يتوقعون أن تختفي وظائف المبتدئين والإدارية لصالح الذكاء الاصطناعي. وفي الولايات المتحدة، انخفضت إعلانات الوظائف المخصصة للخريجين بنسبة 35% منذ يناير 2023، بحسب بيانات شركة الأبحاث "Revelio Labs".
|
||||||||||