تقارير
كتب فاطيمة طيبى 25 مارس 2025 11:29 ص - التعليقات اكتشاف مصدر طاقة نظيف يكفي البشرية آلاف السنين داخل منجم بأوروبا اعداد ـ فاطيمة طيبي وفقا لما نقله موقع "Ecoportal تم اكتشاف بئر ضخم في قاع منجم في أوروبا، يرجح أنه يحتوي على 200 مليون طن من الهيدروجين. حقيقة وجود احتياطيات ضخمة من مصادر الطاقة الطبيعية بهذه الحجم، لا سيما مع تفاقم أزمة المناخ سنويا، تعطي المزيد من الأمل للبشرية في عيشٍ رغد. حيث تشير التقارير الأخيرة الصادرة عن معهد علوم الأرض إلى أن هناك طاقة كافية لتزويدنا بالطاقة لآلاف السنين، كما انه وفي أعماق منجم كروم، عثر على نبع هيدروجين يمكن أن ينتج ما يصل إلى 200 طن من الهيدروجين سنويا. ولتوضيح ذلك، ينتج هذا النبع كمية من الهيدروجين تفوق ما تُنتجه مناطق أخرى ذات جيولوجيا مماثلة بحوالي 1000 مرة. وتسلط دراسة حديثة نشرت في مجلة "ساينس" الضوء على معدل مرتفع للغاية لانبعاث غاز الهيدروجين، لا يقل عن 200 طن سنويا في منجم الكروميت العميق في ألبانيا، وهو أعلى معدل مسجل لتدفق الهيدروجين الطبيعي حتى الآن. تخيل بركة منجم بمساحة 30 مترا مربعا تعج بفقاعات من الهيدروجين شبه النقي، تشبه جاكوزي طبيعي. تدفع هذه الفقاعات الكثير من انبعاثات الغازات إلى مزيد من الاستكشاف في أصول الهيدروجين وقيمته الاقتصادية المحتملة.
تجدر الإشارة إلى أن صناعة البتروكيماويات تنتج بالفعل 100 مليون طن من الهيدروجين سنويا. وبالمقارنة مع هذا الإنتاج الهائل، فإن هذا المنجم يبدو ضئيلا مقارنة به. ومع ذلك، تشير الملاحظات والمحاكاة التي أجراها مؤلفو دراسة "ساينس" في الموقع إلى وجود خزان أكبر بكثير يقع في منطقة الصدع أسفل أرضية المنجم. ـ أسرار يكشفها منجم بولكيزه : قد يمهد هذا الاكتشاف الطريق لمناهج جديدة لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي. يتمتع منجم بولكيزه بوصول مباشر إلى بيئات تحت سطح الأرض، مما يمثل موقعا بحثيا بالغ الأهمية لفحص أنظمة الهيدروجين وفهم الظروف المؤدية إلى تكوينها وتراكمها. وقد تحمل كتل الأفيوليت المزيد من الأدلة على هذا اللغز. هذه الكتل الصخرية هي صخور مشتقة من وشاح الأرض من قشرة محيطية قديمة اندفعت إلى القارات، وتعتبر حاضنات واعدة لخزانات هيدروجين عالية النقاء. في ظل درجات حرارة وضغوط عالية، يمكن أن يتفاعل الماء مع هذه الصخور، مولِدا كميات كبيرة من الهيدروجين. ومن المعروف أن هذا الغاز القابل للاشتعال يتسرب إلى منجم بولكيزه، الذي تعرض لثلاثة انفجارات كبيرة - أحدها مميت منذ عام 1992. وقد عرف بالفعل أن هذه التكوينات الصخرية الشاسعة والموزعة عالميا تحتوي على مصادر قلوية عالية يتسرب منها الهيدروجين بشكل طبيعي. في الماضي، تجاهلت صناعة النفط والغاز صخور الأفيوليت نظرا لافتقارها إلى إمكانات الهيدروكربون. ومع ذلك، يمكن لهذه النتائج أن تغير مسار استكشاف موارد الطاقة بشكل كبير. ـ افاق مستقبل الهيدروجين: من جانبه، قال الباحث في أنظمة الطاقة في جامعة تكساس، مايكل ويبر، إن هذا الاكتشاف قد "يحدث تغييرا جذريا في الجغرافيا السياسية، ولأسباب وجيهة عديدة، لأن الهيدروجين سيتواجد حيث لا يوجد النفط والغاز". هناك أيضا أصوات معارضة تشير إلى أن مخزون الهيدروجين الألباني ليس وفيرا كما أشار الباحثون. قدر لوران تروتش، عالم الكيمياء الجيولوجية في جامعة جرونوبل ألبس، والذي كان حاضرا ومشاركا عند إجراء القياسات في المنجم الألباني، وجود ما بين 5000 و50000 طن من الهيدروجين في الخزان. من المرجح ألا يكون هذا كافيا لإثارة اهتمام الجهات التجارية، ولكن لا يزال لهذا الاكتشاف آثار كبيرة على التسابق المستمر على الموارد. وهناك جدل كبير حول ما إذا كان الهيدروجين موردا متجدداً أم لا، نظرا لبطء معدل إنتاجه. في الواقع، يبحث مديرو المناجم عن طرق للتخلص من الهيدروجين، لكن تروتش أشار إلى إمكانية استخدامه لإنتاج الطاقة في الموقع. بدوره، قال المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS): "قد يعيد هذا الاكتشاف صياغة نهجنا في استخدام موارد الطاقة، ويفتح آفاقا واعدة لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي. ومع ذلك، من الضروري مواصلة البحث مع مراعاة الأثر البيئي لهذه المبادرات واستدامتها". لا ينبغي إساءة فهم الآثار المترتبة على احتياطي الهيدروجين في ألبانيا. يتيح هذا الاكتشاف رؤيةً ثاقبةً لكيفية العثور على احتياطيات مماثلة في جميع أنحاء العالم، والتي قد توفر ملايين الأطنان الإضافية من الهيدروجين سنويا. ومع ذلك، ومع وجود أدلة تشير إلى أن هذه الخزانات تجدد باستمرار، فقد تكون هناك احتياطيات من مصادر الطاقة قادرة على دعم الحياة البشرية لأجيال قادمة.
|
||||||||||