تقارير
كتب فاطيمة طيبى 24 أغسطس 2025 12:26 م - التعليقات "جولدمان ساكس": 100 طن من مشتريات البنوك المركزية كافية لرفع أسعار الذهب 1.7% اعداد ـ فاطيمة طيبي تتأثر ديناميكيات أسعار الذهب بشكل أكبر بجهات الشراء، وليس بمعروض المناجم، وفقا لبنك وول ستريت العملاق "جولدمان ساكس". وعلى عكس النفط أو الغاز الطبيعي، لا يستهلك الذهب بل يخزن، مما يعني أن نماذج العرض والطلب التقليدية غير كافية. بدلا من ذلك، يصفى السوق من خلال تغيرات الملكية. تفسر الخبيرة الاستراتيجية في "جولدمان ساكس" لينا توماس ديناميكيات سوق الذهب، حيث ترى أن تدفقات الإقناع ـ القوة الدافعة ـ تمثل 70% من أسباب حركة أسعار الذهب الشهرية، وفقاً لما نقله موقع "Investing" . يشمل هؤلاء المشترون صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)، والمضاربين، والأهم من ذلك، البنوك المركزية. يجمع "جولدمان" هذه التدفقات معا لأن تدفقاتها لها تأثير مماثل على الأسعار، حتى لو اختلفت الدوافع الكامنة وراءها. على سبيل المثال، تعتبر صناديق الاستثمار المتداولة شديدة الحساسية لأسعار الفائدة وتستجيب تدريجيا لتحولات سياسة الاحتياطي الفيدرالي، بينما تشتري البنوك المركزية لأسباب مالية أو جيوسياسية.
يقدر استراتيجيو "جولدمان" أن "100 طن من المشتريات الصافية من قبل حاملي السندات - البنوك المركزية والمضاربين وصناديق الاستثمار المتداولة - تقابل ارتفاعا بنسبة 1.7% في سعر الذهب". يلعب المشترون الانتهازيون، مثل الأسر في الأسواق الناشئة، دورا داعما من خلال تخفيف حدة التحركات السعرية، لكنهم لا يحركون هذا الاتجاه. يساعد هذا في تفسير سبب تحريك مشتريات البنوك المركزية للذهب في كثير من الأحيان بأكثر مما يتوقعه المستثمرون. فعلى عكس السلع الأخرى، لا يؤدي ارتفاع الأسعار تلقائيا إلى زيادة العرض أو كبح الطلب. يتميز إنتاج المناجم بالاستقرار وعدم مرونة الأسعار، بينما نادرا ما تبيع الأسر في الأسواق الناشئة، حيث تحتفظ بمعظم ذهبها في حوزتها. يعني هذا أنه عندما يتدخل مشتري السندات، قد ترتفع الأسعار بشكل كبير. تؤكد توماس أن "تحركات الأسعار تحركها نسبة واحدة: صافي مشتريات السندات ـ معروض التعدين". مع ثبات إنتاج المناجم، حتى التقلبات الطفيفة في تدفقات السندات تفسر تقريبا جميع التغيرات الشهرية في أسعار الذهب. ـ البنوك المركزية.. من بائع إلى مشتر: يؤكد التاريخ الحديث هذه النقطة. تحولت البنوك المركزية من كونها بائعة صافية إلى مشترين صافيين بعد الأزمة المالية العالمية، وتسارعت عمليات الشراء بشكل حاد عقب تجميد احتياطيات روسيا عام 2022. وأشارت توماس إلى أن "البنوك المركزية في الأسواق الناشئة استجابت بشراء الذهب باعتباره الأصل الاحتياطي الوحيد الذي لا يمكن تجميده إذا تم الاحتفاظ به محليا " كما أعادت هذه الزيادة الكبيرة في الطلب الرسمي، والتي بلغت 5 أضعاف، ضبط العلاقة بين أسعار الفائدة وأسعار الذهب، حيث تم تعويض تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة الخارجة بشكل كبير من خلال تراكم الأصول السيادية. ويسلط التقرير الضوء أيضا على أن طلب البنوك المركزية يتحرك في دورات طويلة، مدفوعة بالمخاوف المالية أو الجيوسياسية. كما يميل صافي الشراء إلى الارتفاع عندما تتراجع الثقة في نظام الاحتياطي، كما هو الحال أثناء العقوبات أو مخاوف الاستدامة المالية. وعندما تستعاد الثقة، يتلاشى الإلحاح وتتباطأ التدفقات.
عمليا، يتحدد اتجاه سعر الذهب من خلال "التدفقات المتراكبة" مقارنةً بمعروض المناجم الجديدة المحدود. ولهذا السبب، حتى التحولات الطفيفة في عمليات شراء البنوك المركزية يمكن أن يكون لها آثار كبيرة غير متناسبة على الذهب. ـ خفض الفائدة الأميركية يدفع أسعار الذهب إلى قمة جديدة: قال محمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة سبائك، إن التعريفات الجمركية الحادة كانت سببا رئيسيا في الارتفاعات القوية التي سجلها الذهب منذ بداية العام، والتي بلغت 27%، وهي نسبة تفوق ما تحقق في 2024، حيث بلغ الارتفاع حينها 26.5% . وأضاف صلاح، أنه "في حال بدأ بنك الفيدرالي الأميركي خطة التيسير النقدي وخفض الفائدة في سبتمبر ، فسنشهد ارتفاعات جديدة في أسعار الذهب، وربما قمة جديدة مع نهاية العام". وذكر أن المعدن النفيس، ومنذ تسجيله قمة في 22 أبريل 2025 عند 3500 دولار للأونصة، يسير في اتجاه عرضي، ولم يتمكن من العودة إلى تلك القمة مجددا. وتوقع صلاح أن ينهي الذهب العام على ارتفاع يتراوح بين 30% و35% مع نهاية العام .
|
|||||||||||||||