تقارير
كتب فاطيمة طيبى 16 أكتوبر 2022 2:21 م - التعليقات المشروع الفريد تجاريا أول خدمة بالعالم عابرة للحدود لنقل وتخزين ثاني أكسيد الكربون اعداد ـ فاطيمة طيبي كان ينظر إلى "مسار احتجاز الكربون وتخزينه" منذ فترة طويلة على أنه حل معقد ومكلف من الناحية التقنية وذو فائدة بسيطة. غير أنه أصبح رائجا اليوم على كوكب يكافح من أجل تقليل الانبعاثات وسط حالة طوارئ مناخية. وعلى الشواطئ الجليدية لبحر الشمال، يتم بناء "مقبرة" لثاني أكسيد الكربون تحيي أملا عند خبراء المناخ، إذ سيبدأ الموقع يستقبل قريبا جزءا صغيرا من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه القطاع الصناعي الأوروبي لتجنيب وصوله إلى الغلاف الجوي بحسب "الفرنسية". وعلى جزيرة قريبة من برجين "غرب النرويج"، في منطقة أويجاردن، تستقبل محطة قيد الإنشاء في غضون بضعة أعوام أطنانا من ثاني أكسيد الكربون المسال، يتم نقلها من القارة الأوروبية بواسطة سفن بعد التقاطها عند مداخن المصانع. بعدها، يضخ ثاني أكسيد الكربون عبر خط أنابيب في تجاويف جيولوجية على عمق 2600 متر تحت قاع البحر، على أمل أن يبقى هناك للأبد. ويقول مدير المشروع سفيري أوفيرا إنها "المنشأة الأولى المفتوحة في العالم للنقل والتخزين، تسمح لأي منتج لثاني أكسيد الكربون التقط انبعاثاته أن يراها منقولة ومخزنة بشكل دائم وبطريقة آمنة". وتملك النرويج، وهي المصنع الرئيس للهيدروكربونات في أوروبا الغربية، أكبر قدرة لتخزين ثاني أكسيد الكربون على القارة الأوروبية، خصوصا في الحقول النفطية المستنفدة. ومحطة أويجاردن جزء من مشروع "لانجسكيب" - ما يشير باللغة النرويجية إلى سفن الفايكينج. مولت أوسلو 80 % من المنشآت، عبر تقديمها 1.7 مليار يورو من أجل تطوير مسار احتجاز الكربون وتخزينه. ويتوقع أن يرسل موقعان في منطقة أوسلو - هما مصنع أسمنت ومحطة لتحويل النفايات إلى طاقة - ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج من نشاطاتهما، إلى محطة أويجاردن. لكن المشروع فريد أيضا تجاريا، إذ يتيح للصناعيين الأجانب فرصة إرسال ثاني أكسيد الكربون الناتج من أعمالهم. للقيام بذلك، أقامت مجموعات "الكونيون" و"توتال إنيرجي" و"شل" للطاقة شراكة باسم "نورذرن لايتس" ستكون أول خدمة في العالم عابرة للحدود لنقل وتخزين ثاني أكسيد الكربون حين ستبدأ العمليات في 2024. وفي الأيام الأخيرة، تم إنجاز مرحلتين مهمتين في عملية تشغيل مسار احتجاز الكربون وتخزينه في النرويج. وأعلن في الخامس من شهر سبتمبر الماضي أعضاء شراكة "نورذرن لايتس" عن اتفاق تجاري أول عابر للحدود بشأن نقل - عبر سفن خاصة - واحتجاز 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا يتم التقاطها في مصنع هولندي تابع لمصنع الأسمدة "يارا" ابتداء من 2025. ـ مشروع المستقبل : في اليوم التالي، كشفت "ايكوينور" مع الشركة الألمانية "وينترشال ديا" عن مشروع لبناء خط أنابيب طوله 900 كيلومتر يهدف إلى نقل ثاني أكسيد الكربون من ألمانيا إلى النرويج لتخزينه. وهناك مشروع مماثل مع بلجيكا قيد الإعداد. لكن "مسار احتجاز الكربون وتخزينه" ليس الحل السحري في مواجهة الاحتباس الحراري. في المرحلة الأولى من شراكة "نورذرن لايتس"، سيستوعب المشروع 1.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، إلى أن يستوعب في وقت لاحق بين خمسة وستة ملايين طن. وبحسب الوكالة الأوروبية للبيئة، سجل الاتحاد الأوروبي 3.7 مليار طن من انبعاثات غازات الدفيئة في 2020 الذي أثر خلاله تفشي كوفيد - 19 على القطاع الصناعي. لكن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ووكالة الطاقة الدولية تعدان "مسار احتجاز الكربون وتخزينه" ضروريا لوقف ارتفاع درجات الحرارة. ويقول هالفارد رافاند ممثل منظمة "جرينبيس" في النرويج، "لطالما عارضنا مشروع مسار احتجاز الكربون وتخزينه، لكن بفعل عدم التحرك في مواجهة الأزمة المناخية، أصبح من الأصعب أن نتمسك بهذا الموقف" .
|
|||||||||||||||