تقارير


كتب فاطيمة طيبى
21 أكتوبر 2024 3:23 م
-
جهود روسيا المكثفة لاستخراج النفط والغاز من القطب الشمالي

جهود روسيا المكثفة لاستخراج النفط والغاز من القطب الشمالي

اعداد ـ فاطيمة طيبي

اعتبر القطب الشمالي قطبا متجدا، قبل ان بتحول  في السنوات الأخيرة الى ساحة تنافسية بين الدول الكبرى  الهدف السيطرة على موارده الغنية .  هذا وتسعى كل من روسيا والولايات المتحدة والصين إلى السيطرة على أجزاء من القطب الشمالي لتأمين نفوذها الاقتصادي .

التغير المناخي المتتالي ادى الى ذوبان مساحات شاسعة من الجليد، أسفر عن اكتشاف موارد طبيعية غير مستغلة، فأجج منافسة شرسة بين القوى العالمية للسيطرة على ثروات القطب الشمالي .

الذي يجدلر معرفته انه عرف عن القطب الشمالي  انه يحتوي على جزء كبير من احتياطيات النفط والغاز الطبيعي غير المكتشفة. اذ تقدّر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن القطب الشمالي يحتوي على ما يقرب من 13 % من النفط غير المكتشف في العالم، و30 % من الغاز الطبيعي غير المستغل. ما جعل من هذه الموارد مقصدا ذو جاذبية اكبر  للدول التي تعاني من ازمات في الطاقة.

وفي هذا السياق، علقت خبيرة الطاقة هولي بيت قائلة: "روسيا بساحلها القطبي الشمالي تظهر حرصا شديدا للهيمنة على موارد المنطقة، وبدأت بالفعل جهودا مكثفة لاستخراج النفط والغاز".

وتؤكد أن موسكو لا تنظر للمنطقة باعتبارها مفتاحا لأمنها المستقبلي في مجال الطاقة فحسب، بل وسيلة للحفاظ على موقعها المميز في أسواق الطاقة العالمية، لهذا استثمرت بكثافة في تطوير البنية التحتية، بما في ذلك بناء كاسحات جليد عملاقة لدعم أنشطة استخراج النفط .

ـ  طريق الحرير القطبي :

الصين، وعلى الرغم من بعدها الجغرافي عن القطب الشمالي، لم تتردد في إعلان نفسها دولة قريبة من القطب الشمالي تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في المنطقة. ومن خلال مبادرات مثل "طريق الحرير القطبي"، تهدف إلى تأمين الوصول إلى طرق الشحن والموارد في القطب الشمالي. واستثمرت الشركات الصينية بالفعل في مشاريع التعدين والطاقة في المنطقة.

وجاء تعليق   الدكتور إل. ثرونبري، أستاذ الجغرافيا السياسية، قائلا: "للصين اهتمام بالقطب الشمالي مدفوع باحتياجاتها من الطاقة على المدى الطويل، وترى في المنطقة حلا محتملا لانعدام الأمن في مجال الطاقة لديها".

ويضيف لمصادر اعلامية عربية  أن "الصراع الاقتصادي في القطب الشمالي لا يتعلق بالموارد فحسب، بل يتعلق أيضا بالسيطرة على طرق الشحن الجديدة التي أصبحت قابلة للاستخدام بسبب ذوبان الجليد."

يتضح ذلك من تصريحات الرئيس بوتين في اغسطس الماضي 2024  حول زيادة حركة الشحن عبر طريق بحر الشمال، الذي يمتد عبر الدائرة القطبية الشمالية، ويقلص أوقات الشحن بين أوروبا وآسيا بنسبة تراوح بين 30 % و40 % مقارنة بالطرق التقليدية عبر قناة السويس. ولهذا الطريق جاذبية خاصة للاقتصادات الآسيوية مثل الصين ،كوريا الجنوبية ،اليابان وفيتنام التي تعتمد بشكل كبير على التجارة البحرية.

تلك الإمكانات الاقتصادية للمنطقة تنذر بزيادة حدة التوتر بين المتنافسين. روسيا مثلا أعلنت سيطرتها على أجزاء من طريق بحر الشمال، وأصبح على السفن الأجنبية طلب الإذن لاستخدامه، ما أثار انتقادات الولايات المتحدة التي ترى أن القطب الشمالي يجب أن يظل مفتوحا للملاحة الحرة.

يعد بعض الخبراء أن القطب الشمالي يمثل الحدود الأخيرة لاستخراج الموارد على نطاق واسع، وأن السباق لاستغلال موارده يغذي التوترات التي سيكون لها عواقب جيوسياسية خطيرة وطويلة الأمد. ما يعني أن الفرص الاقتصادية ستصبح تكلفتها مستقبلا باهضة . 

وفي هذا الصدد، يحذر الدكتور باركر ريفز، أستاذ القانون الدولي، من أن التسارع في استغلال موارد القطب الشمالي يحمل أخطارا كبيرة بسبب الافتقاد إلى حوكمة دولية واضحة.

ويضيف أن "مجلس القطب الشمالي"، وهو منتدى حكومي يضم دول القطب الشمالي والمجتمعات الأصلية، نفوذه محدود للغاية وقدرته على حل النزاعات ضئيلة.

وفي حديث الدكتور باركر لوسائل اعلامية عربية  حيث قال : "لا توجد أطر محكمة حتى الآن لتنظيم عملية استغلال الموارد الاقتصادية للقطب الشمالي. وفي ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة بين الدول العظمى، فإن الاتجاه الأرجح   أن يمثل الوصول إلى الموارد الاقتصادية للقطب الشمالي نزاعات محتملة ومزيد من العسكرة، ما سيشعل جليد المنطقة.

 


أخبار مرتبطة
 
3 ديسمبر 2025 12:32 موزير الاستثمار: مصر تطلق رؤية شاملة لتفعيل التجارة التفضيلية وتعزيز التكامل بمجموعة D-83 ديسمبر 2025 11:01 صأفريقيا ترسم خريطتها المالية.. تريليون دولار تحت إدارة وطنية بعهد اقتصادي جديد2 ديسمبر 2025 12:14 مقمة مسقط: مصر تخطط للاستحواذ على 8% من سوق الهيدروجين الأخضر عالميا2 ديسمبر 2025 11:43 صالحكومة تشكل لجنة لدراسة أسباب التشوهات الجمركية الضارة بالصناعة المحلية1 ديسمبر 2025 10:57 صبدء عملية إعادة هيكلة الإجراءات يناير 2026 تمهيدا لإنشاء منصة تراخيص موحدة30 نوفمبر 2025 1:54 ممصر: النجاح بإلغاء فاتورة واردات هواتف بـ1.8 مليار دولار خلال 5 سنوات30 نوفمبر 2025 11:16 صوزيرة التخطيط: العمل الأفريقي المشترك السبيل الوحيد لمواجهة تحديات التنمية26 نوفمبر 2025 3:43 مباستثمارات 15 مليار جنيه المجتمعات العمرانية توقع عقد مشروع تجاري فندقي مع هورايزون مصر26 نوفمبر 2025 1:19 مالسويدي إليكتريك السعودية تدشن مصنعا لإنتاج ملحقات الكابلات بقيمة 40 مليون دولار25 نوفمبر 2025 12:29 مكجوك: الأولوية لتوسيع القاعدة الضريبية طواعية من خلال تقديم خدمات متميزة للممولين

التعليقات