دراسات
كتب فاطيمة طيبى 21 سبتمبر 2025 2:52 م - التعليقات الجرمانيوم وصل الى أعلى سعر منذ 14 عاما وسط ندرة المعروض اعداد ـ فاطيمة طيبي تشهد الأسواق العالمية أزمة حادة في إمدادات الجرمانيوم بعد القيود التي فرضتها الصين على صادراته، ما أدى إلى قفزة سعرية وصلت إلى 5000 دولار للكيلوجرام مقارنة بنحو 1000 دولار في بداية عام 2023، وفقا لوكالة Fastmarkets، ليسجل المعدن بذلك أعلى مستوى له منذ أكثر من 14 عاما . وزادت الأزمة حدة بعد العقوبات الغربية على روسيا، أحد الموردين الرئيسيين تاريخيا، عقب حربها على أوكرانيا، ما فاقم أزمة الإمدادات. ويعد المعدن أساسيا في أنظمة التصوير الحراري المستخدمة في الطائرات المقاتلة والمعدات العسكرية، فيما تهيمن الصين على إنتاجه عالميا ولا تحتفظ الشركات عادة بمخزونات كبيرة منه. ورغم أن الجرمانيوم ليس نادرا في الطبيعة، فإن استخراجه معقد، وينتج غالبا من معالجة الزنك ورماد الفحم. قال تجار إن القيود الصينية على صادرات الجرمانيوم، وهو معدن بالغ الأهمية لصناعة الدفاع، تسببت في أزمة إمدادات "يائسة" ودفعت الأسعار إلى أعلى مستوى لها منذ ما لا يقل عن 14 عاما وأعلنت الصين في عام 2023 أنها ستوقف تصدير الجرمانيوم والغالوم والأنتيمون، ردا على القيود التي فرضتها أميركا وهولندا على الرقائق المتقدمة ومعدات تصنيع الرقائق. لكن وفقا للتجار والمحللين، فإن التراجع الحاد في الصادرات بدأ فعليا مع نهاية عام 2024. ـ صناعة الصلب.. معقل الكربون والانبعاثات يعثر على طريقه للاستدامة : يتسبب الفولاذ في إطلاق غازات الانبعاثات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري؛ فكيف يمكن جعل تلك الصناعة أكثر استدامة. الفولاذ أو الصلب، من أشهر المواد المستخدمة في المجالات المختلفة، وأحدثت ثورة في تقدم البشرية. والفولاذ عبارة عن سبيكة من الحديد والكربون، تحتوي أقل من 2% كربون، 1% منجنيز، وكميات صغيرة من الفوسفور والكبريت والسيليكون والأكسجين. وهو مادة قابلة لإعادة التدوير، ويدخل في العديد من جوانب الحياة، مثل: السيارات، الثلاجات، الغسالات، سفن الشحن، المشارط الجراحية، ومنتجات البناء. على الرغم من الفوائد العديدة للفولاذ باعتباره أحد أهم المواد المستخدمة في كافة مناحي الحياة، إلا أنه يضر بالبيئة والمناخ؛ إذ ينتج سنويا نحو 2 مليار طن من الفولاذ، وهنا يجب إيضاح كيف تتم عملية صناعة الفولاذ. يتكون الفولاذ بصورة أساسية من الحديد والكربون وتحتاج عملية صهر الحديد أولا إلى أفران للصهر تصل حرارتها إلى 1600 درجة مئوية، وينتج عن احتراق الوقود الأحفوري في هذه العملية كميات هائلة من الانبعاثات الدفيئة. بعد ذلك، تأتي خطوة خلطه بالفحم المكرر أو فحم الكوك، وتلك الخطوة أيضا تتسبب في إطلاق كميات إضافية من غاز ثاني أكسيد الكربون. ثم تأتي الخطوة الثالثة التي تتضمن تحويل الحديد الناتج إلى فولاذ عبر قليل من الطهي وإزالة معظم الكربون المتبقي وخلطه ببعض العناصر مثل الكروم أو التيتانيوم. تلك الخطوة أيضا تتضمن إطلاق انبعاثات دفيئة. ولأن الطلب العالمي على الفولاذ مرتفع؛ يتم إنتاج نحو 2 مليار طن منه سنويا، ما يتسبب في إطلاق نحو 7% من انبعاثات الغازات الدفيئة البشرية. وتلك النسبة أعلى من روسيا والاتحاد الأوروبي. وهذه نسبة مرتفعة نسبيا. لذلك، تخطط بعض الدول لخفض انبعاثاته. كما ان هناك حاجة عالمية لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، ولتحقيق هدف اتفاق باريس بعدم تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة. وقطاع إنتاج الفولاذ من أبرز القطاعات المساهمة في انبعاثات الغازات الدفيئة ويحتاج إلى وضعه ضمن خطط التخفيف. وهناك بعض الاستراتيجيات لذلك، نذكر منها: 1 ـ اعتماد التقنيات النظيفة : تساعد التقنيات النظيفة في تعزيز استدامة صناعة الفولاذ عبر تقليل الانبعاثات. وفي هذا الصدد، هناك العديد من الآليات المقترحة، تتضمن: التقاط الكربون من مُحركات الاحتراق، واستخدام فرن القوس الكهربائي لإعادة انصهار الحديد وتصنيع فولاذ جديد منه، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل استخدام الهيدروجين الأخضر. هذه بعض الأمثلة على التقنيات النظيفة التي يمكن توظيفها في تقليل انبعاثات الفولاذ. 2 ـ مزيد من الفولاذ المستدام : هناك العديد من المبادرات العالمية التي تسعى نحو إزالة الكربون، من ضمنها قطاعات صناعة السيارات التي تستهلك نحو 12% من إجمالي استخدام الصلب العالمي. وهذه فرصة جيدة لتلك الشركات المهتمة بالاتجاه العالمي المحافظ على البيئة لاستغلال تلك الفرصة لإنتاج الفولاذ الأخضر أو المستدام. 3 ـ الرقمنة : تساعد الرقمنة في تعزيز أداء الاستدامة عبر مراقبة ورصد العمليات وتقييمها وضمان الجودة. من جانب آخر؛ فهي تعزز الإنتاجية عبر تحسين استهلاك الطاقة وتقليل النفايات. كما تساهم في إنشاء سلاسل توريد مرنة، والإشراف على العمليات عن بعد. 4 ـ التعاون مع أصحاب المصلحة : يساهم التعاون بين الشركات والمصانع المتخصصة في الفولاذ مع أصحاب المصلحة والموازنة بين مصالح الصناعة والبيئة والمستهلكين النهائيين في تنسيق جهود الاستدامة، وتسريع وتيرة التغيير المطلوب، وجعل صناعة الصلب أكثر استدامة. ـ امكانية دمجه في المساهمات المحددة وطنيا : يشير مصطلح المساهمات المحددة وطنيا (NDCs) إلى خطة العمل المناخي التي تتبناها الأطراف الموقعة على اتفاق باريس، وتقدم مرة كل 5 سنوات. وتتضمن تلك الخطة الجهود والالتزامات التي تحددها الدول لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة. ولأن صناعة الفولاذ من أبرز الصناعات المسببة لانبعاثات الغازات الدفيئة؛ فيجب وضعها في المساهمات المحددة وطنيا للدول المصنعة للفولاذ، ما يساعد تلك الدول على تحقيق أهدافها المناخية. وفي هذا الصدد، تبرز الصين كأكثر دولة عالميا في تصنيع الفولاذ على رأس القائمة؛ ففي فبراير 2025، أشارت دراسة أجراها "مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف" (CREA) إلى أنّ الصين بحاجة إلى خفض طاقتها الإنتاجية من الفولاذ بنسبة 15% خلال العام 2025 من أجل تحقيق أهدافها المناخية. قد تكون صناعة الفولاذ من أهم الصناعات العالمية وتعتمد عليها اقتصادات بعض الدول؛ فهي صناعة مهمة على أي حال، لكن يجب الحذر بشأن تأثيراتها البيئية وجعلها أكثر استدامة. ـ كندا أكبر مورد للصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة : أثار قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50% مخاوف واسعة في كندا، أكبر مورد لتلك المواد إلى الولايات المتحدة. ووصفت رابطة منتجي الصلب الكندية القرار بأنه كارثي، محذّرة من فقدان آلاف الوظائف ووقوع اضطرابات حادة في سلاسل التوريد بين البلدين، في وقت كانت الحكومة الكندية تسعى لإصلاح العلاقات التجارية المتوترة مع واشنطن. ويأتي التصعيد في وقت حساس، حيث تطرح اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا للمراجعة ، ما يهدد مستقبل الشراكة الاقتصادية الأهم في أميركا الشمالية.
وكان ترامب قد أعلن عن نيته مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب من 25% إلى 50%، ما يزيد الضغوط على الشركات المصنعة التي تعتمد على المعادن الصناعية في عملياتها الإنتاجية. وقد جاء إعلان ترامب خلال تجمع انتخابي في شركة U.S. Steel بولاية بنسلفانيا، بعد أن ألمح في وقت سابق من هذا الشهر إلى موافقته على صفقة مثيرة للجدل بين شركة Nippon Steel اليابانية وU.S. Steel الأميركية.
وأشار ترامب خلال التجمع إلى وجود "اتفاق" بين الشركتين، لكنه أوضح أن الصفقة لم تحسم بعد. وأكد ترامب أنه لن يكون هناك أي تسريح للعمال ولا "نقل للوظائف إلى الخارج على الإطلاق" بسبب هذه الصفقة. ـ رسوم ترامب الجمركية على الصلب والألمنيوم ودخولها حيز التنفيذ قد تهدد (الواردات) منها "الأمن القومي" الامريكي : الولايات المتحدة رفعت الأربعاء الرسوم الجمركية التي تفرضها على منتجات الصلب والألمنيوم التي تستوردها من 25 إلى 50% تنفيذا لقرار أعلنه الرئيس دونالد ترامب. وقال الرئيس الأميركي عند إعلانه القرار ، إن الرسوم الجمركية الإضافية الجديدة من شأنها حماية "صناعاتنا من الصلب والألمنيوم التي ستكون أقوى من أي وقت مضى"، وفقا لوكالة فرانس برس وجاء في نص المرسوم "مع أن الرسوم الجمركية المفروضة حتى الآن وفرت دعما أساسيا للأسعار في السوق الأميركية إلا انها لم تسمح لهذه الصناعات بتطوير والمحافظة على نسبة استخدام لقدرات الإنتاج تكون كافية لاستمراريتها وبالنظر إلى متطلبات الدفاع الوطني". وكان قطاع الصلب والألمنيوم أول المستهدفين بالرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب مع اعتماد رسوم جمركية إضافية نسبتها 25% اعتبارا من 12 مارس من أجل الحث على الاستثمار في الولايات المتحدة. وباستثناء الاتحاد الأوروبي، تعد الولايات المتحدة أكبر مستورد للصلب في العالم. وتقول وزارة التجارة إن إجمالي واردات البلاد من الصلب بلغت 26.2 مليون طن في عام 2024. ولذلك فمن المرجح أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى زيادة أسعار الصلب على نطاق واسع مما يؤثر سلبا على الصناعة والمستهلكين على حد سواء. ـ ارتفاع رسوم واردات الولايات المتحدة من الألومنيوم 50% سيضر بكافة الأطراف المعنية : حذرت صناعة الألومنيوم في ألمانيا من أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الولايات المتحدة من الألومنيوم إلى 50% سيضر بكافة الأطراف المعنية. ودعا الاتحاد، إلى إجراء حوار فوري وبناء بين المفوضية الأوروبية والإدارة الأميركية حول الرسوم الجديدة.
كان الرئيس ترامب أعلن سابقا اعتزامه زيادة الرسوم على واردات الصلب والألومنيوم من 25% حاليا إلى 50%، ومن المقرر دخول الرسوم الجديدة حيز التطبيق ، وفق وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ". وبحسب اتحاد صناعة الألومنيوم في ألمانيا، بلغت صادرات القطاع إلى الولايات المتحدة حوالي 51 ألف طن سنويا بما يعادل 2% من إجمالي الإنتاج المحلي في ألمانيا. ورغم أن حجم صادرات الألومنيوم الألمانية إلى أميركا يبدو صغيرا، قال الاتحاد إن الرسوم تأتي في وقت تتعرض فيه الصناعة لضغوط قوية، مضيفا أن هذا التصعيد الجديد في حرب الرسوم يزيد بشدة من حالة الغموض بالنسبة للشركات. وأعرب الاتحاد عن قلقه المتزايد من الآثار غير المباشرة للرسوم، قائلا إن الدول المصدرة تقليديا للألومنيوم قد تفقد القدرة على الوصول السهل إلى السوق الأميركية بسبب الرسوم المرتفعة، وتحول تركيزها إلى السوق الأوروبية، وهذا سيؤدي إلى زيادة واردات الدول الأوروبية من الألومنيوم مما يزيد الضغوط على الصناعة المحلية.
|
||||||||||