تقارير
كتب فاطيمة طيبى 22 أكتوبر 2025 4:57 م - التعليقات تحذير بسبب "جنون الذهب".. جيل الشباب بات الأكثر إقبالا على اقتناء الذهب
اعداد ـ فاطيمة طيبي
رغم التراجعات التي طالت أسعار الذهب خلال اليومين الماضيين، إلا أن العالم لا يزال يشهد موجة غير مسبوقة من الإقبال على شراء المعدن الأصفر، مع توقعات مواصلة الأسعار ارتفاعها إلى مستويات قياسية خلال الفترة المقبلة. عشرات المقاطع المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت اصطفاف الناس أمام متاجر الذهب في دول مثل سنغافورة وأستراليا واليابان، في مشهد وصفته وسائل الإعلام العالمية بأنه "اندفاع جنوني نحو الذهب". وفي ظاهرة جديدة، بات جيل الشباب هو الأكثر إقبالا على اقتناء الذهب، سواء عبر المشغولات التقليدية أو عبر الاستثمار في "الذهب الرقمي". وبحسب رئيس مجلس الذهب العالمي شو كاي فان، فإن السوق العالمية تشهد دخولا متزايدا من المستثمرين الأصغر سنا الذين يشترون الذهب حتى بمبالغ بسيطة. ويؤكد المجلس في أحدث تقاريره أن العالم يعيش ما يمكن وصفه بـ "العصر الذهبي الجديد"، وأن مستقبل المعدن الأصفر بات مرتبطا بمنصات التداول الرقمية التي تسهل الوصول إلى الذهب كأصل استثماري عالمي. ـ تضخم عالمي و"خوف استثماري" : على مواقع التواصل الاجتماعي، تتكرر النصائح من محللين وصناع محتوى بعدم بيع الذهب في هذه المرحلة. "لا تبيع ذهبك أبداً… التضخم لا يرحم، والعملة تفقد قيمتها، لكن الذهب يثبت كل يوم أنه الاستثمار الأكثر أمانا. ويعكس هذا الخطاب حالة الخوف من فقدان القيمة الشرائية للنقود في ظل ارتفاع التضخم وتراجع العملات، ما يدفع الأفراد لتأمين مدخراتهم عبر شراء الذهب المادي. ـ الذهب المادي أم الرقمي : يقول الخبراء ان الإقبال الحالي يتركز بشكل ملحوظ على شراء السبائك وليس المشغولات، مما يعكس دافعا استثماريا حقيقيا وليس موسميا. كما ان الذهب المادي يمثل خيار المدخر طويل الأجل، بينما الذهب الرقمي يناسب المستثمر الباحث عن أرباح سريعة عبر التداول الإلكتروني" . والفارق بين الذهبين يشبه الفرق بين المدخر والمستثمر، لأن الذهب الرقمي أصبح واقعاعالميا لا يمكن تجاهله، لكنه يحتاج إلى منصات موثوقة ومعتمدة مثل تلك الموجودة في الولايات المتحدة وبعض دول الخليج، ومنها السعودية التي بدأت تقدم هذا النوع من الخدمات الاستثمارية عبر بنوكها. ـ تحذيرات من المنصات الوهمية : كما حذّر الخبراء من المنصات الرقمية الوهمية التي تنتشر على الإنترنت وتستغل حماسة المستثمرين الجدد، لأن بعض هذه الجهات تفرض رسوما خفية أو عمولات مرتفعة عند سحب الذهب أو بيعه. ونصح المستثمرين بضرورة قراءة الشروط والأحكام بعناية قبل التعامل مع أي منصة تداول رقمية، خاصة في ظل تنامي عمليات الاحتيال الإلكتروني المرتبطة بالأصول الافتراضية. ـ هل الإقبال ينذر بأزمة عالمية : مقاطع مصورة من اليابان تظهر طوابير طويلة أمام متاجر الذهب بعد أن تجاوز سعر الأونصة 4 آلاف دولار لأول مرة منذ عام 1979، وهو ما دفع بعض الخبراء، إلى التحذير من أن هذا الاندفاع قد يكون مؤشرا على مخاوف اقتصادية عالمية متصاعدة. ويرى محللون أن التحول من العملات إلى الذهب يعكس فقدان الثقة في استقرار الأسواق المالية، ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة يكون فيها الذهب "الملاذ الأخير" للمستثمرين والأفراد. ـ الذهب بين الأمان والرقمنة: ورغم اختلاف الآراء، يبدو أن العالم يقف اليوم عند نقطة تحول تاريخية في علاقة الإنسان بالذهب. فبينما تظل السبائك والمشغولات رمزا للأمان والملكية الملموسة، يفتح الذهب الرقمي آفاقا جديدة للاستثمار السهل والسريع في عصر التكنولوجيا المالية. ومع استمرار التضخم وتذبذب العملات، يبدو أن المعدن الأصفر يستعد فعلا لعصر ذهبي جديد يجمع بين الأصالة والرقمنة.
|
|||||||||||||||