دراسات


كتب فاطيمة طيبى
16 أكتوبر 2022 12:32 م
-
مصر : 5 مليارات جنيه فاتورة استيراد البن والشاي سنويا وافاق لتوطين زراعته

مصر : 5 مليارات جنيه فاتورة استيراد البن والشاي سنويا وافاق لتوطين زراعته

اعداد ـ فاطيمة طيبي

وفقا لإحصائيات اللجنة الدولية للشاي، سجلت مصر المرتبة الثالثة بين أكبر الدول العربية استهلاكا للشاى والقهوة ،حيث ان  أهم الدول  التي يستورد منها الهند ، وكينيا وسريلانكا.

واستهلك المصريون خلال العام الماضى 2021  نحو 273 مليار لتر من الشاى والقهوة، بقيمة إجمالية تجاوزت 5 مليارات جنيه وفقا لإحصائيات اللجنة الدولية للشاى.

وأظهرت بيانات صادرة عن جهاز التعبئة والإحصاء أن إجمالى واردات مصر من الشاى خلال 9 أشهر بلغت 231 مليون دولار، وسجلت فاتورة استيراد الشاى فى يناير العام الماضى 2021  نحو 15 مليونا، وارتفعت إلى 34 مليونا فى فبرايرمن نفس السنة  ثم 48 مليونا فى مارس الذي يليه ، بينما وصلت فى أبريل إلى 62 مليون دولار من 2021 .

ـ حل جذرى لمشكلة الفجوة الاستيرادية:

كما أكدت الدكتورة شكرية المراكشي، رئيس شركة مصر تونس للتنمية الزراعية، إن التوسع فى زراعة البن والشاى فى مصر حل جذرى لمشكلة الفجوة الاستيرادية الهائلة، خاصة أنها محاصيل مربحة وعالية العائد.

 وعليه طالب عدد من المستثمرين الزراعيين بتوطين زراعة ، البن والشاى فى مصر، لتقليل فاتورة استيرادهما وتخفيض الطلب على الدولار، لاسيما بعد ظهور موجه من الأرتفاعات القياسية فى أسعار المنتجين.

لابد ان نشير الى أن وزارة الزراعة لديها مساحات لزراعة للبن ونجحت فى إنتاجه فى المحطة البحثية بالقناطر الخيرية؛ و تستمر التجارب عليه بواسطة كوادر من وزارة الزراعة.

وأضافت المراكشى أنه يتم التفكير حاليا بزراعة المحصولين على هيئة تجارب فى المزراع التابعة للشركة، مؤكدة انه يجب التوسع وتوطين زراعة المحاصيل غير التقليدية مثل الشاى والبن فى مصر بعد الاعتماد منذ سنوات طويلة على الاستيراد. وقالت إننا نقوم مع أغلب دول الوطن العربى باستيراد البن من أسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.

ولفتت إلى أن هناك كثيرا من الباحثين والعلماء فى الوطن العربي، خاصة فى مصر نجحوا فى زراعة البن فى مزارعهم أو  في مشاتلهم الخاصة. كما أوضحت أن علماء بمركز البحوث الزراعية بمصر أجروا تجارب بحثية متقدمة لزراعة البن فى مصر ونجحوا بالفعل فى تحقيق إنتاجية وجودة مقبولة، وهو ما يعطى الأمل فى إمكانية زراعة البن وتوفير فاتورة الاستيراد الكبيرة التى تدفعها مصر ودول عربية اخرى فى سبيل الحصول على فنجان من القهوة.

وأضافت أن اليمن المميزة بإنتاج البن العربى تعانى حاليا من تراجع المساحات المنزرعة بالبن وانخفاض الانتاجية وحجم التصدير بسبب التوترات الداخلية بها. كما كشفت أنه فى ظل التغيرات المناخية الحالية حان الوقت لاستكشاف تأثيرات تلك التغيرات ومميزاتها التى ستمنح مصر فرصا عديدة فى إنتاج محاصيل لم تكن معروفة لديها.

يذكر أن الدكتورة نهاد مصطفى الباحثة بمعهد بحوث البساتين هى صاحبة تجارب زراعة البن فى محطة بحوث القناطر والتى اجتهدت لعدة سنوات للوصول إلى معاملات زراعية تمكن مصر من زراعة البن مع التأكيد على ضرورة مراعاة عوامل مناخية مختلفة للحصول على جودة مرتفعة.

ـ امكانية نقل تجربة السعودية الناجحة فى الاستزراع أسفل الأشجار:

إن مصر يمكنها أن تعتمد تجربة السعودية فى زراعة المحاصيل الاستوائية أسفل المحاصيل البستانية مثل أشجار الفاكهة . هذا ما  أكده ماهر أبو جبل عضو نقابة الزراعيين والمدير الإقليمى لشمال افريقيا والشرق الأوسط فى مجموعة "ذا جيت"،

مضيفا أن البن والشاى من المحاصيل التى تحتاج الى مناخ استوائى الذي يتميز بالحرارة والرطوبة ، وبالتالى يمكن زراعته أسفل أشجار الفاكهة.حيث كشف أن العوامل الجوية ربما لا تتوافر بشكل كبير فى كل المناطق بمصر إلا أنه يجب الاهتمام بها خلال الفترة المقبلة.

من جانبه، أكد الدكتور عادل الغندور، عضو جمعية منتجى ومصدرى الحاصلات البستانية، أن تكلفة الزراعة؛ أكبر عقبة تواجه توطين زراعة البن والشاى فى مصر حيث تحتاج هذه المحاصيل إلى توفير ظروف بيئية  تتشابه مع بيئتها الأصلية كما يجب من ناحية اخرى نشر وتوطين المعرفة بها بالسوق المصرية .

وأضاف الغندور أن سعر طن البن البرازيلى 40 ألف دولار بينما اليمنى 350 ألف دولار حاليا نظرا لندرته فى السوق، مطالبا بمزيد من البحوث الزراعية حول ذلك الموضوع واستنباط سلاسلات تناسب البيئة المصرية .

ونجد مثلا في هولندا تزرع جميع الحاصلات الاستوائية داخل صوبات زراعية من بينها الموز والخضراوات والفواكهة المختلفة.

وقال نادر نور، أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة إن زراعة الشاى والبن تتطلب مناخا استوائيا، ودرجات معينة للحرارة والرطوبة تتراوح بين 20 إلى 30 درجة مئوية بشكل ثابت.

وأكد أن الأزمة الحالية للشاى والبن عالميا نتجت بسبب تغير الظروف المناخية فى البلاد التى يتم فيها زراعة الشاى والبن، خاصة البرازيل والهند والصين، وانخفاض درجات الحرارة وتراجع سقوط الأمطار والجفاف ،وتصل انتاجية فدان الشاى إلى 2 طن من الأوراق الجافة وبينما فدان البن ينتج 950 كجم .



التعليقات