دراسات
كتب فاطيمة طيبى 23 أكتوبر 2022 3:59 م - التعليقات اليونان: ضعف الدخل وتزايد احتياجات الأسر 29% من السكان يواجهون خطر الفقر اعداد ـ فاطيمة طيبي بعد أن احتفل العالمي الأسبوع الثالث من شهر اكتوبر الحالي بـ"اليوم الدولي للقضاء على الفقر"، ذكرت صحيفة "إيكاتيميريني" اليونانية، نقلا عن تقرير شبكة مكافحة الفقر في اليونان، أن 19.6 % من السكان يواجهون خطر ضعف الدخل، كما يواجه 14.8 % خطر الحرمان المادي من السلع الأساسية. قالت شبكة مكافحة الفقر في اليونان في تقريرها السنوي إن 29.5 %، من إجمالي السكان في البلاد، والبالغ عددهم ثلاثة ملايين و92 ألفا و300 نسمة، يواجهون خطر الفقر أو الاستبعاد الاجتماعي في وقت واحد. كما انه وفي الوقت نفسه، يعيش 13.6 % من السكان، الذين تراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما، ضمن أسر ذات دخل منخفض، بحسب ما أوردته الشبكة التي تستخدم بيانات خاصة بهيئة الإحصاء اليونانية وغيرها من البيانات التي تتضمن استبيانات خاصة بها. وخلصت شبكة مكافحة الفقر في اليونان، إلى أن ما يقرب من طفل واحد من بين كل أربعة أطفال يعيش في منزل معرض لخطر الفقر، وأن واحدا من بين كل ثلاثة معرض لخطر الفقر أو الاستبعاد الاجتماعي، وفقا لـ"الألمانية". وقال التقرير إن "هذه الأرقام تظهر أن الفقر بين الأطفال في اليونان، حاد ومتكرر ويزداد سوءا، وأننا في وضع أسوأ بكثير من المتوسط في أوروبا، حيث هناك طفل واحد بين كل خمسة أطفال، يعيش في ظروف فقيرة". وبدأت معدلات الفقر النسبي في الارتفاع بشكل كبير بعد 2010، حيث كانت النسبة 27.7 % ، ثم بدأت في الانخفاض في 2015 عندما كانت النسبة 35.7 % ووصلت إلى 28.9 % في 2020. وجاء في التقرير أنه "من اللافت للنظر أن نحو ثلث مجموع السكان، عاشوا في ظل ظروف فقيرة أو عانوا الاستبعاد على مدار الأعوام الـ 12 الماضية بأكملها، بحسب ما ورد في البيانات الرسمية. ويشير ذلك إلى أن الفقر كان يمثل مشكلة مستمرة بالنسبة لقطاع كبير من السكان، وأنه لم يبدأ في الانخفاض إلا خلال الفترة بين 2017 و2019 . وبدأ الفقر النسبي في الارتفاع من جديد في 2020، في ظل التراجع الكبير في حجم الدخل بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا حول العالم. وخلص التقرير إلى أن نصف عدد الأسر تكافح من أجل سداد تكاليف احتياجاتها من الطاقة، حيث تحصل 70 % من بين تلك الأسر على أقل من 1500 يورو كدخل شهري. ولمواجهة ذلك، قالت الأسر إن 64 % قللوا من احتياجاتهم الأخرى لأسرهم، فيما قلل 36 % من بعض احتياجاتهم الأساسية. في الوقت نفسه، تقوم 40 % من الأسر بتدفئة جزء واحد فقط من مساكنها ثم توقف تشغيل المدفأة، حتى لو كانت درجة الحرارة منخفضة. وكانت الأسر قد واجهت درجات حرارة أقل من 18 درجة مئوية داخل بيوتها في فصل الشتاء الماضي، ومن حيث فواتير الطاقة، فتتأخر أسرة من كل ثلاثة في سداد قيمة فواتيرها. ويشير التقرير، نقلا عن تحليل صادر عن صندوق النقد الدولي، إلى أن خسارة الدخل الحقيقي للأسر اليونانية بسبب أزمة الطاقة سيأتي مرتفعا بنسبة أكثر من 10 % في 2022. وإلى جانب قضايا أخرى، يشير التقرير إلى أن اليونان لديها واحدة من أعلى معدلات ضريبة القيمة المضافة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما أنها تحتل المرتبة الأولى مع فنلندا في منطقة اليورو. ومع ذلك، تؤدي الضرائب غير المباشرة المرتفعة- إضافة إلى التهرب الضريبي- إلى تراجع حجم الدخل المتاح. وأشار التقرير إلى أن الإيرادات الواردة من الضرائب غير المباشرة في اليونان، تشكل نحو 56.4 % من عائدات الضرائب، بينما تشكل الضرائب المباشرة نحو 35.4 % وبالتالي، فإنه ليس هناك توزيع عادل للعبء الضريبي، كما أن الفئات ذات الدخل المنخفض صارت الشريحة المثقلة بقدر أكبر من الأعباء من جديد. جدير بالذكر أن تاريخ الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر يرجع إلى تاريخ 17 من أكتوبر منذ 1987، حيث اجتمع في ذلك اليوم ما يزيد على 100 ألف شخص لتكريم ضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع، في ساحة تروكاديرو بباريس، حيث تم توقيع "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" في 1948. وأعلن في هذا اليوم أن الفقر يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان، كما تم التأكيد على الحاجة إلى تضافر الجهود من أجل احترام تلك الحقوق.
|
|||||||||||||||