تقارير


كتب سحر صالح
1 سبتمبر 2019 1:15 ص
-
16 مليار دولار استثمارات جعلت من الكويت أكبر شريك تجاري لمصر

16 مليار دولار استثمارات جعلت من الكويت أكبر شريك تجاري لمصر

(الكويت في قلب مصر، ومصر في قلب الكويت)، هي ليست عبارة يرددها المسئولون المصريون أو الكويتيون في مختلف المحافل الإقليمية أو الدولية، لكنها عقيدة راسخة في قلب وعقل القيادة السياسية في البلدين الشقيقين، خاصة في ظل العلاقات القوية والتاريخية بينهما، والتي ازدادت رسوخا ومتانة في ظل رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

فالعلاقات الراسخة التي تجمع مصر والكويت منذ زمن بعيد، صنعت علاقات اقتصادية قوية وتبادل تجاري ضخم يزداد حجمه مع مرور الوقت، ويعكس الروابط المتينة بين البلدين والمصالح المشتركة على الصعيد التجاري.

الاستثمارات بين مصر والكويت:

تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر والكويت نمو كبير فقد تجاوز الاستثمار المشترك التراكمي بين البلدين 16 مليار دولار خلال العقود الاربعة الماضية بمتوسط 400 مليون دولار سنويا وبلغت التجارة البينية 3 مليارات دولار سنويا.

واقترب الانفاق المتبادل للجاليات في البلدين من حاجز الـ 4 مليارات دولار سنويا، ووصل الإنفاق المتبادل للسياح بين البلدين إلى ما يزيد عن 2 مليار دولار سنويا، فضلا عن تحويلات العاملين المصريين في الكويت والمقدرة بنحو 3.5 مليار دولار سنويا، هذا إلى جانب المساعدات والقروض الكويتية إلى مصر، وذلك بحسب الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لمجلس الوزراء المصري.

حجم التبادل التجاري:

تعد الكويت ثالث أكبر شريك تجاري لمصر في العالم العربي، بعد الإمارات والسعودية، حيث أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 1.74 مليار دولار، منها نحو 363 مليون دولار سلع غير بترولية، وفقا للهيئة العامة للاستعلامات.

كما تأتي في المرتبة الرابعة في قائمة أكبر الدول المستثمرة في مصر بمشروعات استثمارية مشتركة يبلغ عددها 1227 بمساهمة كويتية قيمتها 3,7 مليار دولار.

أوجه الاستثمار بين البلدين:

تتركز تلك الاستثمارات في مجالات السياحة، والصناعة، والتمويل، والعقارات والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والاستثمار الزراعي، وان هذه الأرقام لا ترقى لمستوى العلاقات المشتركة بين البلدين، حيث تتطلع مصر لتعميق هذه العلاقات وزيادة مساهمة القطاع الخاص والشركات في البلدين، وذلك تحت مظلة وتشجيع الحكومتين المصرية والكويتية.

ومن أجل المزيد من التنسيق التجاري والاقتصادي بين الجانبين، تم الاتفاق على إنشاء مجلس للتعاون المصرى الكويتى في 30 نوفمبر 2014 من رجال القطاع الخاص بالبلدين بهدف تسريع وتيرة التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين ، 18 فبراير 2015، أصدر وزير التجارة والصناعة قرارًا بتشكيل الجانب المصرى فى مجلس التعاون الاقتصادى المصرى الكويتى روعى فى تشكيل المجلس الجديد أن يضم العديد من القطاعات المتنوعة والأنشطة الواعدة التى لديها فرصًا كبيرة للمساهمة فى نمو وتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية بين مصر والكويت ، ونص القرار على أن يرفع رئيس الجانب المصرى تقريرًا دوريًا نصف سنوى عن جهوده ونشاطه إلى وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة يتضمن نشاطات ومقترحات وخطط المجلس المستقبلية لتنمية المصالح المشتركة بين مصر والكويت.

الاستثمارات المصرية فى الكويت:

فوفقًا لبيانات غرفة التجارة والصناعة بالكويت بلغ عدد الشركات التى تساهم فيها رؤوس اموال مصرية حتى نهاية عام 2012 حوالى 2736 شركة معظمها شركات صغيرة ومتوسطة، وبنسبة مشاركة دون 51% وفقًا للقانون الكويتى، فيما تعد استثمارات شركة المقاولون العرب فى الكويت من أهم الاستثمارات المصرية فى الكويت، ومن أهم المشروعات الحالية للشركة فى الكويت هما مشروعا مستشفى جابر الاحمد بقيمة 1.2 مليار دولار " وهو أكبر مشروع تفوز به شركة المقاولون العرب فى تاريخها داخل وخارج مصر" ، ومشروع تطوير طريق الجهراء، بقيمة 917 مليون دولار.(المصدر : وزارة الخارجية - السفارة المصرية فى الكويت).

الاستثمارات الكويتية فى مصر:

ووفقًا لإحصاءات الهيئة العامة للاستثمار فى مصر، تحتل الكويت المركز الرابع ضمن قائمة الدول المستثمرة في مصر (الثالثة عربيًا)، وذلك بإجمالي مساهمات في رأس المال المصدر تبلغ حوالي 2.8 مليار دولار خلال الفترة 1970- 31 أكتوبر 2013، والتي تعكس نشاط 902 شركة، تشمل أنشطتها معظم المحافظات المصرية، وتقدر مصادر أخرى حجم تلك الاستثمارات الحقيقي في مصر بأضعاف ذلك. وتتوزع الاستثمارات الكويتية في مصر على عدد من القطاعات هي: الخدمات والبناء والتشييد و الصناعة والزراعة والتمويل.(المصدر : وزارة الخارجية - السفارة المصرية فى الكويت).

الدعم الاقتصادى:

أما المساعدات الكويتية الاقتصادية الى مصر فقد شملت منذ 30 يونيو 2013 مساعدات حكومية كويتية مباشرة بلغت نحو 4 مليارات دولار منها مليارا دولار كوديعة في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطيات الدولية المصرية ومليار دولار كمساعدات عينية نفطية ومليار دولار منحة لا ترد، كذلك قدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منذ انشائه نحو 2.4 مليار دولار لتمويل مشاريع مصرية في مختلف القطاعات.


الزيارات المتبادلة:

شهدت الدولتان عددا من الزيارات المتبادلة على المستوى الرئاسي، منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى رأس السلطة المصرية ،حيث زار الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت مصر 4 مرات.

كانت زيارته الأولى في 2014 لحضور حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية، في خطوة تعكس حرص الدولة الخليجية على الوقوف خلف النظام المصري الجديد ، فيما شهد عام 2015 فقط 3 زيارات متتالية لأمير الكويت إلى مصر ، كانت الأولى لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى، والتقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ثم زيارته في مارس للعام نفسه لحضور القمة العربية في دورتها الـ 26، ثم الزيارة الأخيرة في أغسطس من العام نفسه لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.

ويزور الرئيس السيسي دولة الكويت العربية الشقيقة ، في ثالث زياراته إليها منذ توليه مهام الحكم في يونيو 2014؛ حيث كان في استقباله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في حين ستبدأ جولة المباحثات الرسمية بينهما صباح اليوم الأحد وتتناول المباحثات بين الرئيس السيسى وأمير الكويت أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، كما يجرى توقيع اتفاقيات تعاون مشترك بين مصر والكويت خلال الزيارة.

 يذكر ان الزيارة الأولى  فى ، يناير 2015، وجاءت تعبيرًا عن المواقف الجيدة للكويت والمساندة للشعب المصري في أعقاب ثورة ‏30‏ يونيو‏.

بينما كانت الزيارة الثانية في السابع من مايو 2017، استكمالا للزيارات المتبادلة بين البلدين الشقيقين، والتي تستهدف النهوض بالتعاون الثنائي في كافة مجالات العمل المشترك، من أجل تعزيز علاقات التعاون التاريخية الراسخة والمتنامية بين البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات الحيوية، إيمانا بوحدة الهدف والمصير والتطلع إلى مستقبل مزدهر.

وتكتسب الزيارة أهمية كبيرة نسبة إلى توقيتها، نظرا للتحديات الجسام التي تعصف بالعالمين العربي الإسلامي، وتؤكد أهمية العمل العربي المشترك؛ للتصدي لتلك التحديات، ومواجهة التهديدات التي تهدد مستقبل المنطقة، والتي تتطلب العمل على تعزيز المصالح المشتركة في شتى المجالات.

وقد شهدت العلاقات المصرية الكويتية تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية وفي العديد من المجالات، نستعرضها فيما يلي:

التعاون السياحي:

تعد الكويت ثالث أكبر دولة عربية مصدرة للسياحة لمصر بنحو 170 ألف سائح كويتى وفق تقديرات؛ إذ تمثل مقصدا سياحيا تقليديا بالنسبة للكويتين، وفى المقابل هناك 150 الف مصرى يقيمون فى الكويت كملتحقين بعوائلهم ولا يعملون ويمثلون سياحا دائمين بإنفاق يتجاوز 1.3 مليار دولار سنويا.

 سنويا، وتسهم حركة الطيران المباشر بين البلدين في زيادة التدفقات السياحة بشكل ملموس، حيث توجد حاليا خطوط طيران مباشرة بين الكويت وكل من القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ وأسيوط وسوهاج والأقصر.

وهناك جهود للحكومة المصرية في تطوير منظومة الخدمات السياحية المقدمة والتي كان من آخرها تفعيل نظام خدمة التأشيرة السياحية الإلكترونية لمواطني 46 دولة والذي يطبق حاليا عبر الموقع الإلكتروني.

التعاون العسكري:

تجسد التعاون العسكري جليًا في أبلغ صوره بمشاركة الجيش الكويتي جنبًا إلى جنب مع الجيش المصري خلال حرب 6 أكتوبر عام 1973، كما شارك الجيش المصري في حرب تحرير الكويت ضد العدوان العراقى في حرب تحرير الكويت عام 1990 وقدمت مصر العديد من الشهداء من اجل تحرير الكويت الشقيق.

فيما تعمل اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين من خلال اجتماعات دورية وتنسيقية مستمرة لتعزيز التعاون الثنائي. وتشهد الآونة الراهنة ازدهار في العلاقات العسكرية الكويتية المصرية بمجالي التدريب والتعليم، وتستقبل المعاهد والمنشآت العسكرية المصرية اعدادًا كبيرة من الدارسين الكويتيين وكذلك تستقبل المعاهد والمنشآت العسكرية الكويتية اعداد من الدارسين المصريين بهدف تبادل الخبرات والرؤى والافكار في المجال العسكري.

وفي فبراير 2014 افتتح بيت الكويت للأعمال الوطنية جناح القوات المصرية الذى يضم مقتنيات زودته بها وزارة الدفاع والإنتاج الحربى المصرية، إضافة إلى وثائق ومخطوطات ودروع ومجسمات فرعونية تبرز بعضها دور مصر إبان تحرير الكويت من محنة الغزو العراقي. فهذا البيت عمق العلاقات الأخوية التى تربط بين البلدين بشكل عام والعسكرية منها بشكل خاص.

من جانبه فقد صرح الرئيس السيسى فى وقت سابق أن أمن دول الخليج ومن ضمنها الكويت خط احمر بالنسبة لمصر وان مصر سوف تبذل الغالي والنفيس من أجل حماية الأشقاء فى الخليج ضد اى عدوان واختصر الرئيس السيسى ذلك فى جملة «مسافة السكة» ليؤكد على سرعة استجابة مصر فى حماية اشقائها فى الخليج ضد أى أطماع خارجية. 


أخبار مرتبطة
 
22 يناير 2025 2:10 مجولدمان ساكس: العديد من الفرص الواعدة في الاقتصاد المصري رغم التحديات22 يناير 2025 12:40 م"فايننشال تايمز": بنوك أوروبا تصدررسائل تهديد لأكبر تحالف مناخي بالقطاع المصرفي20 يناير 2025 2:53 متوقعات المركزي الأوروبي بالتاثير السلبي على الاسعار لحتمية الحرب التجارية مع أمريكا20 يناير 2025 10:59 صتعزيز الشراكات المستقبلية والمشروعات ذات الأولوية مع الأوروبي لإعادة الإعمار19 يناير 2025 4:19 م"وزارة الاستثمار" تستضيف فعاليات منتدى الأعمال المصري النيجيري المشترك19 يناير 2025 3:23 ممشروع فريد لإنتاج الأمونيا الخضراء في دمياط بشراكة عالمية15 يناير 2025 1:31 محرائق كاليفورنيا.. عدد الضحايا وقائمة الخسائر15 يناير 2025 12:19 ممؤتمر التعدين الدولي: نحو اتفاق عام عالمي بشأن قطاع التعدين14 يناير 2025 2:50 موزير الصناعة يبحث مع 35 شركة استثمارية المشاركة في إدارة وتشغيل مراكز التدريب المهني14 يناير 2025 2:40 موزير الاتصالات ورئيس بنك مصر يشهدان توقيع بروتوكول تعاون لتأهيل كوادر تكنولوجية للعمل بالبنك

التعليقات