دراسات


كتب فاطيمة طيبى
29 مارس 2020 5:26 م
-
ارتفاع "كورونا حول العالم أدى إلى إطلاق عمليات بيع ضخمة في سوق الأسهم.

ارتفاع "كورونا حول العالم أدى إلى إطلاق عمليات بيع ضخمة في سوق الأسهم.

 اعداد ـ فاطيمة طيبي

 

جرى تنفيذ 42 خفضا للفائدة منذ أول  فبراير2020 ، لتتجاوز وتيرة الخفض بكثير 36 خفضا جرى تسجيلها بعد إفلاس "ليمان براذرز" في 2008. هذا ما أعلن  عته بنك أوف أمريكا بحسب وكالة محلية

هذا و أعلنت البنوك المركزية في أنحاء العالم التعبئة، سعيا إلى طمأنة الأسواق وحملها على تخطي صدمة انتشار فيروس كورونا المستجد، فضلا عن خطوات للتخفيف من نقص الدولار وتوفير سيولة إضافية، لإعادة الهدوء إلى الأسواق المالية التي اضطربت بفعل الأزمة المتفاقمة. وأدى الوباء الذي قلب حياة العالم رأسا على عقب، إلى انهيار في الأسواق المالية ليواجه النمو الاقتصادي أكبر أزمة له منذ عام 2008.

وباتت أوروبا بؤرة جائحة "كوفيد-19" وقد سعت الحكومات فيها إلى فتح قنوات الإنفاق، فيما اتخذت إجراءات بإقفال حدودها. وأعلن المصرف المركزي الأوروبي الثامن عشر من مارس الحالي  خطة بقيمة 750 مليار يورو "820 مليار دولار" لشراء سندات حكومية وأسهم شركات، ليضخ بذلك المال للمساعدة على احتواء الأضرار الاقتصادية الناجمة عن انتشار الفيروس. واتخذ المصرف المركزي الأوروبي إجراءات فرضتها الأزمة لتشجيع المصارف على إقراض الشركات، لكنه أثار بلبلة عندما أبقى على فوائده على ما هي عليه.

وخفض بنك إنجلترا في العشرين من مارس نسبة الفائدة الرئيسة من 0.25 % إلى 0.10 % وهو أدنى مستوى لها، بعد ثمانية أيام من تخفيض أول، وهو ينوي شراء 200 مليار جنيه استرليني "235 مليار دولار" من ديون الحكومة والشركات. وكشفت برلين عن قروض مدعومة من الحكومة بقيمة 550 مليار يورو، وعلقت الموجبات القانونية للشركات التي تعاني أزمة سيولة.

وقد خصصت بريطانيا قروضا مدعومة من الحكومة بقيمة 330 مليار جنيه لمساندة الشركات، في حين ستضمن فرنسا قروضا بقيمة 300 مليار يورو للشركات مع إعلانها أيضا حزمة مساعدة منفصلة بقيمة 45 مليار يورو لمساعدة الشركات والموظفين.

وفي إيطاليا أكثر الدول تضررا من الوباء، وعدت الحكومة "بضخ كمية كبيرة من السيولة" في النظام المالي لتوفير 340 مليار يورو، وتخطط إسبانيا لضمان قروض بقيمة 100 مليار يورو للشركات. وأعلن مصرف سويسرا المركزي أنه سيتدخل بشكل أكبر لضمان استقرار العملة المحلية، في حين تدرس النرويج التدخل مع تراجع كبير في سعر صرف الكرونة.

أما أمريكا الشمالية، فعرض ميتش ماكونل زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الأمريكي في العشرين من مارس  خطة مساعدة طارئة بقيمة تريليون دولار لمحاربة العواقب الاقتصادية في الولايات المتحدة.

وتتجاوز هذه الخطة بكثير المساعدات التي خصصت خلال أزمة 2008 المالية، ويرجح أن تشمل مساعدات نقدية مباشرة للعائلات المعوزة. وتضاف هذه الخطة إلى100  مليار دولار مخصصة للإجازات المرضية ومخصصات التوقف عن العمل لفترة طويلة، وقد وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على هذا القانون الأخير  .

ويبدو أن الولايات المتحدة تدرس خطة لإنقاذ شركات الطيران الأمريكية بعدما قال ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأمريكي "إنها تواجه أزمة أسوا من تلك التي واجهتها بعد هجمات 11 من سبتمبر 2001".

وخفض "الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي" نسب الفائدة إلى الصفر تقريبا، وكشف أيضا عن تسهيلات قروض لمساعدة الأسر والشركات على الاستمرار. وأمر ترمب بتعليق إجراءات الإخلاء للمتخلفين عن السداد وحبس الرهونات بوضع اليد على الممتلكات العقارية لمدة ستة أسابيع في إطار جهود الحكومة لتخفيف العبء.

والخميس 20 مارس  كشف الاحتياطي الفيدرالي عن إجراءات لمساعدة الصناديق المشتركة وهي أداة استثمارية تحظى بالإقبال وتلقت طلبات سحب هائلة مع مواجهة الأسر والشركات الصغيرة صعوبات نقدية.

من جهتها، أعلنت كندا الأربعاء خطة مساعدة بقيمة 27 مليار دولار كندي "19 مليار دولار أمريكي" فضلا عن مساعدة إضافية على شكل إرجاء تسديد ضرائب، ولجأت كذلك إلى خفض أسعار الفائدة. وخصص صندوق النقد الدولي 50 مليار دولار للدول الفقيرة ودعا إلى "استجابة عالمية" مماثلة لتلك التي حصلت في عام 2008.

ودعت السعودية التي ترأس مجموعة العشرين إلى قمة استثنائية لقادة دول المجموعة الأسبوع المقبل، عبر الفيديو كونفرنس كما يحصل مع كل الاجتماعات الدولية راهنا.

وفي آسيا والمحيط الهادئ، خفضت الصين من حيث انطلق الوباء، معدلات الفائدة وتعهدت بسلسلة من الاجراءات منها تخفيض ضريبي وتحويلات مالية من بكين إلى أكثر المناطق تضررا. وخصصت نيوزيلندا 7.3 مليار دولار لتحفيز الإنفاق.

فيما كشفت أستراليا الأسبوع الثالث من مارس  عن خطة إنفاق بقيمة 11 مليار دولار توازي نحو 1 % من إجمالي الناتج المحلي، للمساعدة على تجنب أول تراجع  اقتصادي قد تسجله منذ 29 عاما، وعمد المصرف المركزي   إلى خفض نسب الفائدة إلى أدنى مستوى لها في البلاد.

وتواجه اليابان ضربة مالية كبيرة جدا في حال إرجاء دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو خلال الصيف، وهي خصصت برنامج قروض للشركات بقيمة 15 مليار دولار.

وكشفت كوريا الجنوبية عن برنامج دعم غير مسبوق للشركات الصغيرة بقيمة 50 تريليون وون "39 مليار دولار".

أما حكومة هونج كونج فهي تقدم مبلغا نقديا إلى كل مقيم دائم على أراضيها، مع تسجيلها انكماشا سببه احتجاجات مستمرة منذ أشهر، زاد من وطأتها انتشار فيروس كورونا المستجد.

وبشأن تدفقات الصناديق، أظهرت بيانات أسبوعية لبنك أوف أمريكا 27 مارس أن عمليات بيع جميع الأصول في السوق أدت إلى تراجع حاد في كل فئة من فئات الأصول تقريبا، فيما سجلت صناديق السندات نزوحا قياسيا للتدفقات بقيمة 109 مليارات دولار.

هذا وقد أدى ارتفاع حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا خارج الصين إلى إطلاق عمليات بيع ضخمة في سوق الأسهم، وسحب المستثمرون ما قيمته 20.7 مليار دولار من الأسهم مع نزوح 20.2 مليار دولار في يوم واحد فقط، وهو مستوى قياسي.

كما شهد يوم 24 مارس  تخارجا قياسيا قدره 4.7 مليار دولار من صناديق سندات الأسواق الناشئة، ما قاد إلى نزوح أسبوعي قياسي قدره 18.8 مليار دولار. ودفعت عمليات العزل غير المسبوقة في مدن كبرى في أرجاء العالم والتبعات الاقتصادية المحتملة البنوك المركزية والحكومات إلى الإعلان عن إجراءات تحفيز ضخمة.

 



التعليقات