دراسات
كتب فاطيمة طيبى 27 مايو 2020 9:24 م - التعليقات تراجع أسعار النفط الى 2 %، في الأسبوع الأخير من مايو لتنامي التوتر الأمريكي- الصيني اعداد ـ فاطيمة طيبي
ذكرت وكالة بلاتس الدولية للمعلومات النفطية أن المكاسب السعرية توقفت في نهاية الأسبوع الاخير من شهر مايو بعد مسيرة استمرت عدة أسابيع من الارتفاع المتلاحق لأسعار النفط الخام بفضل مزيج من التوترات الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة، خاصة التوتر الأمريكي - الصيني. استمرت المكاسب الأسبوعية للنفط الخام بدعم من اتفاق خفض الإنتاج لمجموعة "أوبك +" علاوة على التخفيضات الطوعية وغير الطوعية الإضافية، إلى جانب تأثيرات تخفيف قيود الإغلاق في عديد من دول العالم، حيث ربح خام برنت وغرب تكساس الوسيط 8 %، و13 %، على الترتيب على أساس أسبوعي. الا ان أسعار النفط الخام في المقابل اختتمت الأسبوع الاخير من مايوعلى تراجع بسبب عودة التوترات السياسية والتجارية بين واشنطن وبكين ونتيجة تنامي حالة عدم اليقين في الأسواق وتزايد الشكوك في سرعة تعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود، الذي تعرض لخسائر فادحة منذ اندلاع جائحة كورونا. من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي من شهر مايو ، هبطت أسعار النفط بنحو 2 %، في 22 من مايو الحالي على خلفية تنامي التوتر الأمريكي - الصيني وشكوك حيال مدى سرعة تعافي الطلب على الوقود من أزمة فيروس كورونا. وتهاوى الطلب على الوقود بعد أن دفعت جائحة فيروس كورونا الحكومات إلى فرض قيود على التحركات وأغلقت الشركات أبوابها. وزاد النفط في الأيام الأخيرة مع بدء استئناف النشاط، لكن الأسعار نزلت بعد أن قالت الصين "إنها لن تصدر هدفا للنمو السنوي للمرة الأولى"، وتعهدت بكين أيضا بمزيد من الإنفاق الحكومي، إذ لا تزال الجائحة تؤثر في الاقتصاد. وقال ستيفن برينوك من "بي.في.إم" للسمسرة في النفط "إن فيروس كورونا عقد من نمو الطلب العالمي على النفط، وسيكون التعافي بطيئا". وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 93 سنتا، أو 2.6 %، لتجري تسويتها عند 35.13 دولار للبرميل، وأغلق خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي على انخفاض 67 سنتا، أو 2 %، عند 33.25 دولار للبرميل. وعلى أساس أسبوعي، ربح برنت وغرب تكساس الوسيط 8 %، و13 % ، على الترتيب. وبحسب بيانات من شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة تعود إلى عام 1940 انخفض عدد الحفارات في الولايات المتحدة، وهو مؤشر مبكر على مستقبل الإنتاج، بواقع 21 إلى مستوى قياسي منخفض عند 318 هذا الأسبوع. وفي علامة على انحسار التخمة، هبطت مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي. وقال تقرير حديث لوكالة بلاتس "إن العقود الآجلة للنفط استمرت على مسار تصاعدي مستمر منذ أواخر أبريل 2020، عقب الهبوط إلى المستوى السلبي التاريخي، لكن الأسعار تعافت مرة أخرى فوق 30 دولارا للبرميل". وأوضح التقرير أن المخاطر الجيوسياسية إلى جانب الارتفاع المنهك من تحسن أساسيات العرض والطلب أدت إلى انخفاض أسعار النفط، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من ارتفاع أسعار النفط الأخير يرجع إلى انتعاش الصين التي شهدت عودة الطلب على النفط الخام إلى ما يقرب من مستويات ما قبل الوباء، لكن الآن تحولت التوقعات إلى حالة من التذبذب. وأشار التقرير ايضا إلى أنه لا يزال من المتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على النفط بأكثر من 10 %، طوال العام الجاري وسط المخاوف المتعلقة باستمرارية حالة الوباء، كما يمكن أن يؤدي أي صراع متصاعد بين الولايات المتحدة والصين إلى تفاقم الأمور. وذكر التقرير، أنه لا يمكن أن يكون لدى أكبر اقتصادين في العالم - في ضوء حالة غياب الانسجام الاقتصادي الراهنة بينهما - أي مؤشرات داعمة لوضع الاقتصاد العالمي، كما من الصعب أن يتوقع المستثمرون أن تواصل سوق النفط طريقها نحو استعادة التوازن. وأضاف التقرير أنه "على الرغم من ارتفاع النشاط الاقتصادي وتنامي الطلب على النفط في الصين بشكل أسرع مما كان متوقعا بعد ذروة عمليات الإغلاق الوبائية، إلا أنه لا يزال لدى الصين وأغلب دول العالم كثير من المخاوف الاقتصادية والقلق من حدوث موجة ثانية من العدوى بفيروس كورونا". كما أضاف انه "في ضوء البيئة الاقتصادية المتوترة الراهنة ألغت الصين هدف النمو الاقتصادي السنوي لأول مرة منذ عقود، واختارت عدم الإعلان عن هدف آخر جديد"، مشيرا إلى انتقاد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، بكلمات قوية نهج الصين تجاه هونج كونج، ما يشكل مواجهة جيوسياسية أخرى محتملة. وذكر أن الولايات المتحدة تحث بكين بقوة على الامتثال لالتزاماتها الدولية واحترام درجة عالية من الحكم الذاتي والمؤسسات الديمقراطية والحريات المدنية في هونج كونج التي تعد أساسية للحفاظ على وضعها الخاص بموجب القانون الأمريكي. ولفت إلى أن مسحا سريعا حول مخاوف قطاع الطاقة أشار إلى أن القلق الأكبر لا يزال يتمثل في احتمال حدوث موجة ثانية قوية من حالات الإصابة بفيروس كورونا، مشيرا إلى أن أكبر قلق متزايد - في حال حدوث انتشار الوباء مجددا - هو زيادة التوترات بين الولايات المتحدة والصين. وأشار التقرير إلى دراسات تحليلية لشركة ريستاد إنرجي تؤكد أنه بصرف النظر عن الصراع الأمريكي - الصيني فإن حركات تسعير النفط تميل إلى إجراء تصحيح في مستوى الأسعار وتعافي السوق تدريجيا، لافتا إلى الارتفاعات الجيدة التي حققتها أسعار النفط خلال الأسبوعين الماضيين لكن الزيادة المستمرة ليست مستدامة أو مبررة. كما أن "وضع السوق هو بالتأكيد أفضل مما كان عليه قبل بضعة أسابيع، لكن هذا لا يعني أن السوق استقرت بشكل كامل أو أنها حققت التوازن المنشود"، مشيرا إلى أن إنتاج النفط لا يزال أعلى من مستويات الطلب وهناك كثير من عدم اليقين بشأن مستقبل كيفية تطور جائحة كورونا. وأكدت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أن المنظمة تبحث مع جميع الأطراف المعنية بالصناعة تأثير جائحة كورونا في الاقتصاد العالمي وفي سوق النفط، مشيرة إلى أهمية تكثيف جهود عملية إعادة التوازن بين العرض والطلب على النفط. ولفت تقرير حديث للمنظمة الدولية - عن نتائج الحوار الأخير بين المنظمة والصين - إلى حدوث توافق في الآراء حول أهمية أمن الطاقة والحفاظ على الاستقرار في أسواق الطاقة وتعزيز التعاون بين "أوبك" والصين وكذلك دعم وتعزيز الأهمية الفريدة للتعددية والعولمة. وشدد التقرير على أهمية وجود أساس صلب للتعاون المستقبلي وتعميق الحوار بين "أوبك" والصين، مشيرا إلى تأكيد محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة أوبك، أن الوباء أتاح الفرصة لمواصلة تعزيز الشراكة بين "أوبك" ودول الاستهلاك بقيادة الصين، وأثبت أن قوى العولمة لا رجعة فيها، مضيفا أن "الدروس الغنية التي نتعلمها حاليا من الوباء تجعل انتصار التعددية والتعاون الدولي واضحين للغاية ولا خلاف عليهما". ونوه التقرير بتفاؤل باركيندو بالنتائج الإيجابية المتوقعة للقرارات الأخيرة التي اتخذها المشاركون في إعلان التعاون في الاجتماعين الوزاريين التاسع والعاشر "غير العاديين" لـ"أوبك" وغير الأعضاء في "أوبك" في أبريل 2020، لتعديل الإنتاج الإجمالي للنفط الخام بمقدار9.7 مليون برميل يوميا لشهري مايو الجاري و يونيو المقبل مع إجراء تخفيضات تدريجية في الشهور اللاحقة. ونقل التقرير عن الصين تأكيدها أن الحوار مع "أوبك" يأتي في وقت حرج حيث يجتاز العالم خضم جائحة كورونا، مشيرا إلى أن الصين تسير بالفعل على طريق الانتعاش الاقتصادي وتأمل الدولة في استعادة أنماط استهلاكها السابقة للطاقة قريبا، ما سيساعد على دعم صناعة النفط. وأضاف "الصين تريد استمرار العمل بشكل وثيق مع "أوبك" لتحقيق الاستقرار في صناعة النفط العالمية وضمان أمن الطاقة في المستقبل للعالم وتسهيل انتقال الطاقة"، لافتا إلى دعم "أوبك" للصين في مكافحة جائحة كورونا. وأشار التقرير إلى تأكيد الصين أن تفشي الوباء جلب تغييرات غير مسبوقة في صناعة النفط والغاز، منوها بأهمية القرار التاريخي الذي اتخذته مجموعة "أوبك+" في إعلان التعاون بشأن تعديلات الإنتاج وهو ما سيلعب دورا إيجابيا في استقرار سوق النفط العالمية. وأشاد تقرير "أوبك" بجهود الصين في احتواء جائحة كورونا، مشيرا إلى أنها أنقذت ملايين الأرواح وضربت مثالا لبقية العالم التي تتطلع الآن إلى الصين للحصول على خبراتها العريقة في مكافحة الأوبئة، لافتا إلى التكامل بين الصين و"أوبك"، حيث إن الدول الأعضاء في "أوبك" هي أكبر مصدري النفط للصين، مشيرا إلى أن الصين بدورها هي أكبر مستورد للنفط في العالم. وذكر أنه يجب على الطرفين العمل معا اليوم وغدا لتعميق حوارهما، مضيفا أن "التعاون القوي ليس ضروريا فقط لمصالح الطرفين، لكن أيضا للاقتصاد العالمي"، مشيرا إلى رؤية الصين بشأن العوامل التي من شأنها أن تساعد الاقتصاد العالمي على العودة إلى المسار الصحيح بعد جائحة كورونا وتشمل تحسين النظام التجاري لتعزيز وتوسيع تجارة النفط ودعم الاتصالات للحفاظ على استقرار سوق الطاقة وتطوير التعاون العملي لتوسيع سلسلة التوريد الصناعية بما في ذلك المنتجات النفطية والتخزين والنقل. وشدد على أن هناك حاجة ماسة إلى عودة الاستقرار إلى أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي على أساس قواعد السوق الدولية، لافتا إلى أهمية بذل جهود دولية لتقليل آثار العوامل السياسية في هذا الصدد.
|
|||||||||||||||