بورتريه


كتب فاطيمة طيبى
3 يونيو 2025 2:33 م
-
جورج سوروس.. الرجل الذي كسر بنك إنجلترا وأفلس بريطانيا وحطم الاسترليني

جورج سوروس.. الرجل الذي كسر بنك إنجلترا وأفلس بريطانيا وحطم الاسترليني

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 يعتبر جورج سوروس، أحد أنجح المستثمرين وأكثرهم تأثيرا في التاريخ بأوروبا والمملكة المتحدة. وهو معروف أيضا بنشاطاته الخيرية والسياسية، بالإضافة إلى توجهاته المثيرة للجدل حول قضايا مختلفة بحسب ما أفاد موقع "إنفيستينغ".

ولعل أبرز إنجازاته دوره في أزمة العملة عام 1992 التي أجبرت الحكومة البريطانية على الانسحاب من آلية سعر الصرف الأوروبية (ERM) وخفض قيمة عملتها، الجنيه الاسترليني، حتى أصبح معروفا في التاريخ بأنه الرجل الذي أفلس بريطانيا.


ـ  تقليده وظائف مختلفة بالبنوك التجارية :

بدأت حياة "سوروس" المهنية من خلال تولِّي وظائف مختلفة في البنوك التجارية في المملكة المتحدة ثم الولايات المتحدة. وفي عام 1969 بدأ بأول صندوق تحوط له، صندوق دبل إيغل، ووفرت الأرباح من صندوقه الأموال الأولية لبدء إدارة صندوق أكبر أسسه باسم "سوروس".

ويعد صندوق "سوروس" ثاني صندوق تحوط له وتأسس في عام 1970، وبعد ذلك، أسس صندوق آخر باسم "كوانتوم فند"، وبحلول عام 2011 بلغت ثروته 25 مليار دولار. ويعرف "سوروس" باسم "الرجل الذي كسر بنك إنجلترا" أو "الرجل الذي أفلس بريطانيا"، بسبب بيعه على المكشوف ما قيمته 10 مليارات دولار أمريكي من الجُنيه الاسترليني، وهذا جعله يُحقِّق ربحاً قدره مليار دولار خلال أزمة العملة البريطانية.

ـ ما هي آلية سعر الصرف الأوروبية  ERM:

آلية سعر الصرف الأوروبية (ERM) هي نظام نقدي أُنشئ عام ١٩٧٩ لتثبيت أسعار صرف العملات الأوروبية وتجهيزها لاعتماد عملة موحدة، وهي اليورو. وثبتت آلية سعر الصرف الأوروبية أسعار صرف العملات المشاركة بالمارك الألماني، الذي كان أقوى وأكثر العملات استقرارا في أوروبا آنذاك.

وسمحت آلية سعر الصرف الأوروبية ببعض التقلبات ضمن نطاق معين، ولكن إذا وصلت عملة ما إلى حدها الأعلى أو الأدنى، كان على البنك المركزي في ذلك البلد التدخل في السوق لإبقائها ضمن هذا النطاق.

ـ انضمام بريطانيا إلى آلية سعر الصرف الأوروبية :

ورفضت بريطانيا في البداية الانضمام إلى آلية سعر الصرف الأوروبية عند إنشائها، مفضلةً الحفاظ على استقلالية ومرونة سياستها النقدية.

إلا أنها قررت في عام 1990، بقيادة رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر، الانضمام إلى آلية سعر الصرف الأوروبية كجزء من التزامها بعملية التكامل الأوروبي. وكانت بريطانيا تأمل أن تستفيد من انضمامها إلى آلية سعر الصرف الأوروبية من انخفاض أسعار الفائدة، وانخفاض التضخم، وزيادة قوة العملة. ومع ذلك، لم يكن قرار بريطانيا بالانضمام إلى آلية سعر الصرف الأوروبية خاليا من المشاكل.

ـ أولا: انضمت بسعر صرف مرتفع بلغ 2.95 مارك ألماني للجنيه الاسترليني، مما قلل من قدرة صادراتها على المنافسة وأضر بنموها الاقتصادي.

ـ ثانيا: كان اقتصاد بريطانيا أضعف نسبيا، وكان معدل التضخم فيها أعلى من معدل التضخم في ألمانيا، مما اضطرها إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة للحفاظ على سعر صرفها.

ـ ثالثًا:  واجهت بريطانيا ومنطقة اليورو صدمات خارجية نتيجة إعادة توحيد ألمانيا عام 1990، مما أدى إلى زيادة التضخم وأسعار الفائدة في ألمانيا، وضغط على المارك الألماني لرفع قيمته.

ـ رابعا: واجهت بريطانيا حالة من عدم اليقين السياسي نتيجة التصديق على معاهدة ماستريخت عام 1992، والتي كانت تهدف إلى إنشاء اتحاد نقدي وعملة موحدة في أوروبا.


ودخلت بريطانيا آلية سعر الصرف الأوروبية على أمل الحفاظ على عملتها فوق مستوى 2.70 مارك ألماني للجنيه الاسترليني الواحد، لكن هذا كان مستحيلا عمليا، للأسباب المذكورة أعلاه. وتفاقمت هذه المشاكل القائمة بسبب المضاربين الذين بدأوا بفحص آلية سعر الصرف الأوروبية (ERM) وإدراج الجنيه الاسترليني، مما أثار تساؤلات حول المدة التي تستطيع فيها أسعار الصرف الثابتة مقاومة قوى السوق الطبيعية.

وللتغلب على ذلك، رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة إلى ما يقارب 10% في محاولة لجذب المزيد من المستثمرين لشراء الجنيه. ومع ذلك، بدأ مضاربون مثل جورج سوروس ببيع العملة على المكشوف بشكل مكثف، بحجة أن هذا التدخل النقدي مصطنع وغير مستدام.

ـ الرهان ضد الجنيه الاسترليني :

وانتقد سوروس إجراءات بنك إنجلترا، لكنه لم يكن الوحيد الذي راهن ضد الجنيه الاسترليني، فرغم أنه بدأ يراهن ضد العملة البريطانية بهدوء في البداية، محققا من ذلك ما قيمته مليار دولار تقريبًا، إلا أنه سرعان ما أصبح أكثر صراحةً في ممارساته. وقالت مصادر مثل فوربس، أن جورج سوروس حطم الجنيه الاسترليني.

وقد رأى العديد من المضاربين والمستثمرين الآخرين أن موقف بريطانيا في آلية سعر الصرف الأوروبية غير مستدام، وأنها ستضطر في النهاية إلى خفض قيمة عملتها أو الانسحاب من النظام تماما.

إلا أن سوروس كان المضارب الأكثر جرأة وتأثيرا، فقد اتخذ موقفا ضخما ضد الجنيه الاسترليني، واستخدم سوروس صندوق التحوط الخاص به، "كوانتوم فند"، لاقتراض مليارات الجنيهات من بنوك مختلفة وبيعها مقابل عملات أخرى، مثل المارك الألماني أو الدولار الأمريكي.

وأدى هذا إلى زيادة الطلب على العملات الأخرى وزيادة المعروض من الجنيه الاسترليني، مما أدى إلى انخفاض قيمته في السوق. كما استخدم سوروس المشتقات، مثل عقود الخيارات والعقود الآجلة، لتعزيز رهاناته وزيادة نفوذه

 

 


أخبار مرتبطة
 
26 مايو 2025 1:57 مابتكار لفض الاشتباك التجاري.. صندوق ثروة سيادي مشترك بين أمريكا واليابان4 مايو 2025 11:57 ص60 عاما من النجاح والتأثير الاقتصادي.. وارن بافيت يسلم قيادة "بيركشاير"17 فبراير 2025 1:11 ممجموعة شاكر الاستشارية تتولى ابرز مشاريع استراتيجية في الطاقة بتانزانيا11 فبراير 2025 3:32 مخليل البواب: مزايا عدة لتعديل نسب استثمار أموال شركات التأمين15 يناير 2025 12:53 مالعبار: التسويق ليس مجرد دعاية وإنما يجب أن يكون مرتبطا دائما بمنتج حقيقي وواقعي25 ديسمبر 2024 2:09 مالسياحة الدينية الطريق الاول للاستثمار السياحي في الجنوب الجزائري8 ديسمبر 2024 2:26 مخبير تكنولوجيا الاتصالات: المستقبل للروبوتات متعددة المهام وللذكاء الاصطناعي التوليدي25 نوفمبر 2024 12:04 مأحمد صبور: التمويل أبرز تحديات القطاع العقاري المصري20 نوفمبر 2024 1:09 مبافتتاح بافكس.. مصر تتصدر مشهد التحول الرقمي وتعزز الشمول المالي بالتكنولوجيا المتطورة13 نوفمبر 2024 12:54 مسوزي وايلز مهندسة فوز دونالد ترامب حصلت على وظيفة رفيعة المستوى بالبيت الأبيض

التعليقات