بورتريه


كتب فاطيمة طيبى
24 نوفمبر 2025 3:45 م
-
من المحنة إلى العالمية.. قصة رجل أعمال مصري أصبح "سير" في بريطانيا

من المحنة إلى العالمية.. قصة رجل أعمال مصري أصبح "سير" في بريطانيا

اعداد ـ فتطيمة طيبي

من الإسكندرية إلى لندن، ومن تجارة القطن إلى الاستثمار في التكنولوجيا، إلى منصب وزير النقل في مصر، ثم إلى قاعات التكريم الملكي في بريطانيا.. يحكي رجل الأعمال المصري الملياردير محمد لطفي منصور عن محطات حياته التي صنعت منه واحدا من أبرز رجال الأعمال في الشرق الأوسط والعالم. 

وفي كتابه "مسيرتي" يحكي منصور تجربته عن السقوط ثم النهوض وتكرار الأمر في حياته وحياة عائلته. يعتبر منصور، لحظة تقليده وسام الفروسية أعلى وسام في بريطانيا الذي يعطى لصاحبه لقب سير، بأنها "لحظة فخر لي ولأسرتي، لأنها تجسد قيمة العطاء لا حجم الثروة" وفقا لمقابلة منصور مع قناة "ON" المصرية.

جاء الحصول على اللقب من ملك بريطانيا بناء على توصية من رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك.


يقول منصور: "هذا اللقب لا يمنح لأصحاب الثروات ولا لمجرد النجاح في الأعمال، بل يمنح لمن أحدثوا تأثيرا إيجابيا في حياة الناس من خلال المبادرات الخيرية والمشروعات المجتمعية. المال لا يشتري كل شيء، ولا يصنع الإنسان؛ الشخصية والقيم هي التي تصنع المال".

ثلاث سنوات بلا حركة علمتني أن لا مشكلة بلا حل، وأن الإرادة أقوى من أي عائق"، وفق منصور.

في العاشرة من عمره يوم 23 يوليو 1958، تعرض منصور لحادث سيارة كاد أن يحرمه من المشي للأبد وطلب الأطباء بتر قدمه بسبب التسمم في الدم، ولكنني توسلت إلى والدي بعدم بترها وتبنى أحد الأطباء ذلك. يقول: "قضيت ثلاث سنوات كاملة في السرير بلا حركة، لكنني لم أستسلم. الإيمان بالله، وكلمات والدي، وزيارات عبد الحليم حافظ، كلها منحتني قوة داخلية جعلتني أؤمن أن المستقبل أفضل".

ـ الفرصة الثانية.. نقطة التحول الكبرى :

 الفرصة الأولى قد تأتي صدفة، لكن الثانية هي التي تصنعك".

كان والده يرسل له واثنين من أخوته 200 دولار شهريا لسداد قيمة الإيجار لكن كل ذلك تغير بعد التأميم وأرسل لهم خطابا بوقف إرسال المبلغ.


يحكي منصور عن أيامه في أميركا: "كنت على وشك الطرد من الجامعة، بلا مال، بلا مأوى، وعلي ديون بلغت 454 دولارا. عملت ثلاث سنوات في مطعم كجرسون، أعيش على البقشيش لأدفع ديوني وأكمل دراستي. تلك التجربة علمتني أن الحياة ليست كلها عسل، وأن الصعاب تصنع القوة". يقول: "من محمد الجرسون إلى رجل يوظف 60 ألف موظف وموظفة في العالم".

ـ إرث الأب وتجربة تجارة القطن :

علمني والدي أن التجارة ليست شطارة، بل اسم وسمعة". بعد التأميم، بدأ والده من الصفر مرة أخرى، وأصبح من كبار مصدري القطن السوداني عالميا.

عمل مستشارا للحكومة السودانية لتحسين سياسة تصدير القطن للخارج وسافر بموافقة الرئيس جمال عبدالناصر، ثم تولى رئاسة شركة "سودان لتصدير الأقطان" المملوكة لعائلة أبو العلا، وصعد بها من المرتبة 40 إلى المرتبة الأولى خلال سنة واحدة ثم أُممَ  قطاع الأقطان في السودان وكان يملك 10% من تلك الشركة.

وعاد للبدء من الصفر مرة أخرى وفتح مكتبا في جنيف، وأصبح من أكبر مصدري القطن السوداني منذ 1971 إلى 1974.

يقول منصور عن والده: "كان والدي يستيقظ يوميا في الرابعة صباحا ليقرأ القرآن حتى التاسعة، وختم المصحف مئات المرات. هذه القيم هي التي صنعتنا".

تعرض محمد لطفي منصور في عمر 20 عاما للإصابة بالسرطان، ويصف هذه الفترة "أصعب فترة في حياتي" ثم تجاوزت تلك الفترة بعد التجاوب مع العلاج.


ـ حرب أكتوبر.. انتصار فتح أبواب الرزق :

"كان والدي وقت حرب أكتوبر 1973 من كبار مصدري القطن السوداني، وفي يوم وليلة تغيرت حياتنا مرة أخرى، لكن هذه المرة كان الفتح من عند الله." قفز سعر القطن من 32 سنتا إلى 120 سنتا بعد حرب أكتوبر، فحققوا أرباحا كبيرة، لكن والده قرر الخروج من السوق في القمة خلال عام 1975 بعد وصول الأسعار إلى مستويات قياسية: "النجاح ليس فقط في اقتناص الفرصة، بل في معرفة متى تخرج منها".

ـ دخول الصناعة والتحديات الكبرى :

"الصيت أهم من الغنى." في الثمانينيات، واجهت العائلة أزمة ضخمة عند تأسيس مصنع جنرال موتورز مصر، واضطرت لبيع معظم أملاكها للحفاظ على السمعة بعد استيراد 4000 سيارة من اليابان ثم صدر قرارا بوقف الاستيراد وبقيت هذه الكمية في الميناء نحو 3 إلى 4 سنوات واضطرت العائلة لبيع أملاكها لسداد ثمنها للجانب الياباني.

 تعلمنا أن السمعة أهم من المال، وأن النجاح لا يأتي بلا ثمن".


ـ تجربة وزارة النقل والاستقالة التاريخية :

 أصعب فترة في حياتي العملية كانت عندما أصبحت وزيرا للنقل، لأن المسؤولية هنا ليست عن أموالك، بل عن أموال الدولة وحياة الناس".

بعد حادث قطار العياط عام 2009، استقال منصور بإرادته، ليصبح أول وزير في مصر يقدم استقالته طوعا: "لا أعيش في الماضي، بل في مستقبلي. بعد الاستقالة، أسست مكتب العائلة (Man Capital)  في لندن، وكانت هذه بداية جديدة."

ـ من لندن إلى وادي السيليكون.. رؤية منصور للتكنولوجيا :

 أنا لست خبيرا في التكنولوجيا، لكنني أؤمن أن من يقرأ اتجاهات العالم مبكرا يقتنص الفرص قبل الآخرين."


استثمر منصور في شركات مثل فيسبوك، تويتر، Airbnb، وSpotify  قبل إدراجها في البورصة: اشتريت سهم "فيسبوك" بسعر 18 دولارا ليناهز ثمنه بعد ذلك 400 إلى 500 دولار.

يصف منصور ذلك التوجه بأنه: "ليس مغامرة، بل مزيج من الخبرة والتعليم والقدرة على قراءة المستقبل." "التنويع ليس رفاهية، بل ضرورة."

ـ فلسفة منصور في الحياة :

 لا تعيش في ظلك، بل في مستقبلك. أي أزمة يمكن أن تتحول إلى فرصة إذا امتلكت الإرادة والرؤية .

 


أخبار مرتبطة
 
13 أكتوبر 2025 11:24 ص"بيوش بانسال" إمبراطور البصريات في الهند.. قصة ملهمة بدايتها من مايكروسوفت12 أكتوبر 2025 1:28 مكلينت شارب.. قائد الثورة الهادئة في فهم ومعالجة عالم البيانات4 أغسطس 2025 12:59 مهواوي تطلق الإصدار الأحدث 8.5 من حلول الحزمة السحابية في شمال أفريقيا3 يونيو 2025 2:33 مجورج سوروس.. الرجل الذي كسر بنك إنجلترا وأفلس بريطانيا وحطم الاسترليني26 مايو 2025 1:57 مابتكار لفض الاشتباك التجاري.. صندوق ثروة سيادي مشترك بين أمريكا واليابان4 مايو 2025 11:57 ص60 عاما من النجاح والتأثير الاقتصادي.. وارن بافيت يسلم قيادة "بيركشاير"17 فبراير 2025 1:11 ممجموعة شاكر الاستشارية تتولى ابرز مشاريع استراتيجية في الطاقة بتانزانيا11 فبراير 2025 3:32 مخليل البواب: مزايا عدة لتعديل نسب استثمار أموال شركات التأمين15 يناير 2025 12:53 مالعبار: التسويق ليس مجرد دعاية وإنما يجب أن يكون مرتبطا دائما بمنتج حقيقي وواقعي25 ديسمبر 2024 2:09 مالسياحة الدينية الطريق الاول للاستثمار السياحي في الجنوب الجزائري

التعليقات