تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 15 يناير 2025 2:37 م - التعليقات شرق أوسط جديد يحمل بصمات لارث ثقيل من إدارة الرئيس جو بايدن اعداد ـ فاطيمة طيبي العديد من المحللين يؤكدون أن الشرق الأوسط لم يعد كما كان، بل أصبح أكثر تعقيدا وتشابكا كما انه ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض،اصبح الشرق الأوسط يواجه مرحلة جديدة من التحولات التي تحمل بصمات إدارة الرئيس جو بايدن. في حين يشدد بايدن على أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر قوة وموثوقية مما كانت عليه قبل أربع سنوات . ـ الإرث الشرق أوسطي لإدارة بايدن : يصف محلل الشؤون الأميركية موفق حرب، حقبة بايدن بأنها مرحلة التحول من الفشل إلى الإنجاز في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن خصوم الولايات المتحدة أصبحوا أضعف. ورغم ذلك، فإن الحرب تشير إلى تراجع واضح في القيادة الأميركية العالمية، حيث اعتبر هؤلاء المحللون أن الإدارة الأميركية تفتقر بالفعل إلى أفكار جديدة ومبتكرة للتعامل مع أزمات المنطقة، مثل الصراع في غزة والتوترات المستمرة مع إيران . أما الباحث في مركز الشرق الأوسط في واشنطن، سمير التقي، له راي اخر اذ يرى أن بايدن ركز على إعادة صياغة التحالفات الأميركية مع أوروبا وشرق آسيا، لكنه لم يمنح الشرق الأوسط الاهتمام اللازم . ويشير التقي من ناحية ثانية إلى أن الإدارة الأميركية الحالية فشلت في تقديم نهج متكامل لحل الأزمات الإقليمية، اذ نبه على ان الحاجة إلى استراتيجيات شاملة تعيد تعريف دور الدول العربية في النظام الإقليمي . من ناجية اخرى يبرز الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد صالح صدقيان، زاوية أخرى من المشهد، حيث يصف تعامل بايدن مع إيران بأنه غير حاسم .حيث اوضح أن إيران ظلت في حالة ترقب للتعامل مع إدارة بايدن، لكنها لم تحصل على الضمانات اللازمة لأي اتفاق محتمل. وفي المقابل، يرى صدقيان أن إيران مستعدة للتفاوض مع ترامب إذا قدم شروطا مقبولة، معتبرا أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يرضي الطرفين لضمان استقرار المنطقة. ـ استراتيجيات ترامب المرتقبة في الشرق الأوسط : من المرجح أن تشهد إدارة ترامب المقبلة تحولات جذرية في التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط اذ نجد ان ترامب، الذي حاول خلال ولايته الأولى عقد صفقة مع إيران دون جدوى، الا انه قد يسعى مجددا لاستغلال نقاط الضعف الإيرانية، خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد . ويرى موفق حرب من ناحية اخرى أن انتخاب ترامب في ولايته الأولى أدى إلى تغييرات هائلة في المنطقة، مثل .. 1 ـ تراجع النفوذ الإيراني . 2 ـ التحركات التركية . 3 ـ الاضطرابات الداخلية في إيران . الا انه يشير أيضا إلى أن ترامب قد يواجه صعوبة في تقديم حلول مبتكرة، خصوصا مع استمرار الأزمات الكبرى مثل حرب غزة. أما سمير التقي، فيؤكد أن إدارة ترامب ستحتاج إلى إعادة صياغة علاقاتها مع الدول العربية عبر مبادرات مثل "اتفاقيات إبراهيم"، مع التركيز على تقليص نفوذ إيران في المنطقة. ويرى أن تعزيز الدور العربي سيكون مفتاحا لتحقيق استقرار إقليمي يخدم المصالح الأميركية. من جانبه، يشير محمد صالح صدقيان إلى أن إيران قد تتجه نحو تعزيز علاقتها مع الصين وروسيا إذا زادت الضغوط الأميركية. ويعتقد أن ترامب سيواجه تحديات كبيرة في محاولته للتعامل مع إيران كجزء من المنافسة الجيوسياسية الكبرى مع الصين. ـ التحديات الكبرى للولايات المتحدة : تشير التحليلات إلى أن الشرق الأوسط سيظل ساحة اختبار رئيسية لأي إدارة أميركية. فالتوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وتعقيد العلاقات مع إسرائيل، واستمرار الصراعات في غزة وسوريا، كلها ملفات تحتاج إلى نهج استراتيجي شامل. يضيف موفق حرب أن القيادة الأميركية في الشرق الأوسط تعاني من إرث صعب، حيث فشلت إدارة بايدن في تحقيق اختراقات كبرى، رغم التباهي بتحقيق استقرار إقليمي نسبي. ويرى أن أي تقدم في المنطقة يتطلب حلولا خلاقة وتعاونا أوسع مع الحلفاء. ـ شرق أوسط جديد بسيناريوهات قديمة : بين إرث بايدن وتوقعات ترامب، يقف الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة من التحولات. وعلى الرغم من الوعود المتكررة من الإدارات الأميركية بتقديم حلول للأزمات المتراكمة. يظل السؤال قائما: هل ستتمكن واشنطن من تقديم رؤية استراتيجية تعيد تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحها ومصالح شركائها؟ بينما يعتقد بعض المحللين أن إدارة ترامب ستسعى لفرض رؤيتها بقوة، يحذر آخرون من أن تكرار السياسات القديمة دون الابتكار قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها. الأيام القادمة وحدها ستكشف عن ملامح هذه المرحلة الجديدة.
|
|||||||||||||||