دراسات
كتب فاطيمة طيبى 23 فبراير 2025 1:51 م - التعليقات من الطماطم إلى النفط.. قائمة السلع المتضررة من تعريفات ترامب اعداد ـ فاطيمة طيبي
التعريفات الجمركية كأزمة فرضت نفسها على قطاع التجارة الدولية بين الولايات المتحدة ودول العالم الآن. ذلك بعد أن وقع الرئيس دونالد ترامب على أوامر تفرض رسوما جمركية على المنتجات من المكسيك ،كندا والصين، وهي الخطوة التي قد تزيد بشكل كبير من أسعار السلع داخل الولايات المتحدة، من ثلاثة من أهم شركاء أمريكا التجاريين. ومنذ توليه منصبه، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على مجموعة من الشركاء التجاريين، بما في ذلك أوروبا ،روسيا ، البرازيل والهند. كما دفع تهديده بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على السلع الكولومبية، بعد أن رفضت حكومة بوجوتا السماح للطائرات العسكرية الأمريكية التي تحمل المهاجرين المرحلين بالهبوط، الحكومة الكولومبية إلى الموافقة على شروطه. والأوامر التنفيذية الثلاثة التي تم توقيعها ،هي أول رسوم جمركية يسنها الرئيس رسميا في ولايته الثانية. وتستعرض صحيفة واشنطن بوست، ضمن هذا التقرير، السلع التي من المتوقع أن تشهد ارتفاعا في قيمتها داخل الولايات المتحدة بعد توقيعه قرار فرض التعريفات. ـ العديد من السلع مهددة: وأشارت الصحيفة، على سبيل المثال، إلى أن بعض السلع مثل "الطماطم" من قطاع الأغذية، و"القمصان" من قطاع الملابس، إلى جانب النفط الخام والسيارات، قد تشهد ارتفاعا في تكلفتها نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة، وذلك وفقا لتحليل أجرته "واشنطن بوست" استنادا إلى بيانات التجارة الدولية الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي. و تعتبر المكسيك أكبر مصدر للواردات إلى الولايات المتحدة، تليها الصين وكندا، ويمثلان معا 43% من البضائع المستوردة بقيمة 3.1 تريليون دولار وفق أحدث احصائية للواردات في أمريكا لعام 2023. وتفرض الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب ضريبة بنسبة 25% على أغلب السلع المكسيكية والكندية، وضريبة إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية، وتستهدف المنتجات في كافة الفئات الرئيسية من الواردات من الآلات إلى الأغذية. وتستعرض الصحيفة، تفصيلا لحجم الواردات من الصين وكندا والمكسيك من بين إجمالي الواردات للولايات المتحدة في أحدث إحصائية لعام 2023، وذلك عبر كل قطاع، للوقوف بشكل أكثر وضوحا على أبرز الواردات التي ستشهد ارتفاعا دون شك في أسعارها مستقبلا. ـ المنتجات الاستهلاكية.. تأتي في الصدارة، حيث بلغ إجمالي قيمة واردات المنتجات الاستهلاكية في الولايات المتحدة 758 مليار دولار في 2023، ومثلت الواردات من الصين وحدها من هذه المنتجات نسبة 28% . ـ لوازم الصناعة والمواد الخام،.. كانت ثاني أكبر الواردات لأمريكا من حيث القيمة الإجمالية في 2023، بلغت قيمتها إجمالا 675 مليار دولار، وما نسبته 33% من هذه الواردات كان مصدرها كندا وحدها. ـ السيارات وقطع غيار المركبات والمحركات، مثلت ثالث أكبر الواردات لأمريكا في 2023، بقيمة إجمالية 458 مليار دولار، وكان ما نسبته 38% من هذه الواردات مصدره المكسيك وحدها في العام نفسه. ويقول خبراء الاقتصاد لواشنطن بوست، إن النتيجة ستكون على الأرجح ارتفاع الأسعار بالنسبة للأمريكيين العاديين. وقال جو بروسويلاس، كبير خبراء الاقتصاد في شركة الضرائب والاستشارات RSM US، "من المؤكد أن هذه الأنواع من الزيادات في الضرائب على الواردات ستنتقل دائما إلى المستهلك". ـ الإلكترونيات الاعلى في الاستراد : وأضافت الصحيفة إلى ما سبق من سلع، قائمة أكثر تفصيلا للواردات التي من المتوقع أن تشهد ارتفاعا في أسعارها بعد فرض التعريفات. وشملت أدوات الطبخ وأدوات المائدة، وألعاب الأطفال والمنتجات الرياضية، والهواتف الخليوية ومعدات الرعاية الصحية. وكذلك كل من أجهزة التليفزيون ومعدات الفيديو وأجهزة الصوت، بالإضافة لأنواع من الأحذية والمنتجات القطنية، وكذلك الأثاث المنزلي. وتعد الصين المصدر الرئيسي لمعظم هذه السلع الاستهلاكية المستوردة، حيث أرسلت ما قيمته 210 مليارات دولار من السلع المنزلية اليومية إلى الولايات المتحدة العام الماضي 2024. وهذا يعني أن الإلكترونيات مثل الهواتف المحمولة والملابس مثل القمصان القطنية أو الأحذية وألعاب الأطفال قد تخضع لرسوم جمركية أعلى مما هي عليه الآن. وحذرت مجموعات الصناعة من أن هذه الضرائب قد تؤدي إلى زيادة الأسعار، وقالت جمعية تكنولوجيا المستهلك، إن الهواتف الذكية قد تكلف حوالي 213 دولارا إضافية. وقال، كوري باري، الرئيس التنفيذي لشركة Best Buy في حدث الإعلان عن أرباح الشركة الأسبوع الاخير من شهر يناير 2025 ، "هناك القليل جدا في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية غير المستوردة". وقالت الشركات التي تصنع كل شيء من الأحذية إلى الأجهزة بالفعل إنها تخطط لتمرير تكلفة الضرائب الأعلى ليتحملها العملاء بزيادة تكلفة منتجاتها. ـ البقالة لم تمنع من الرسوم الجمركية : ومن بين القطاعات الأولى التي قد يشعر المتسوقون فيها بتأثير زيادة الرسوم الجمركية هي البقالة. .. فقد استوردت الولايات المتحدة خضراوات بقيمة 9.9 مليار دولار وأكثر من 11 مليار دولار من الفاكهة والعصائر المجمدة من المكسيك العام الماضي 2024 . وقال ديفيد أورتيجا، الخبير الاقتصادي في مجال الأغذية وأستاذ في جامعة ولاية ميشيجان، قبل إقرار التعريفات رسميا: "ستكون للتعريفات المقترحة تأثير كبير على أسعار المواد الغذائية". ،أيضا تأتي غالبية إمدادات الأفوكادو في أمريكا من المكسيك، بالإضافة إلى كمية كبيرة من المشروبات الروحية، مثل التكيلا ومعظم البيرة المستوردة التي يشربها الأمريكيون. ومثل العديد من المنتجات، غالبا ما يتم تصنيع البيرة المكسيكية بالشراكة مع الولايات المتحدة، باستخدام الشعير من أيداهو أو مونتانا، على سبيل المثال. وقال أورتيجا إنه لن يكون من السهل توفير إمدادات الغذاء محليا بسرعة، على سبيل المثال، تستغرق أشجار الفاكهة سنوات حتى تنضج، وغالبًا ما تكون تكاليف العمالة أعلى في الولايات المتحدة، وقد يعيق الجفاف والطقس النمو. ـ المركبات وقطع الغيار: يضاف إلى ذلك، أن أكثر من نصف السلع المصنفة على أنها مركبات وقطع غيار ومحركات سيارات تأتي من كندا والمكسيك. وكانت كندا أيضا المصدر الرئيسي للإمدادات الصناعية إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك مواد البناء والنفط والمواد المعدنية المستخدمة في تصنيع منتجات أخرى.وغالبا ما يتم تصنيع السيارات بين الولايات المتحدة وأقرب جيرانها، وتنتقل الأجزاء ذهابا وإيابا عبر الحدود أثناء عملية التصنيع. وقال جو بروسويلاس في هذا الشأن، "لا يوجد شيء مثل السيارة المصنوعة في أمريكا، لدينا سلسلة توريد متكاملة لأمريكا الشمالية". ورغم ذلك، جاءت نحو 173 مليار دولار من المركبات وقطع الغيار والمحركات من المكسيك وحدها العام الماضي 2024. ويقول إريك جوردون، الأستاذ المساعد للدراسات الريادية في جامعة ميشيجان، إن التعريفات المقترحة ستجعل تصنيع وتجميع السيارات في الولايات المتحدة أكثر جاذبية. ويتوقع أن تضطر شركات السيارات إلى إعادة ضبط استراتيجيتها الصناعية، للحفاظ على التكاليف تحت السيطرة. في الوقت نفسه، تعتمد العديد من الصناعات الأخرى أيضا على الأجزاء والمواد المصنعة دوليا، حتى لو تم تصنيع المنتج النهائي في الولايات المتحدة، ومثال على ذلك، استوردت البلاد ما قيمته 93 مليار دولار من النفط الخام من كندا في عام 2024 .
|
||||||||||