دراسات
كتب فاطيمة طيبى 24 يونيو 2025 12:53 م - التعليقات فورين أفيرز: الصين وامريكا سباق لإعادة التوازن لبلدين يؤديان أدوارا متعارضة بالاقتصاد العالمي اعداد ـ فاطيمة طيبي السؤال الذي طرحه تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز : هل يمكن للولايات المتحدة أن تعوض الإنتاج المفقود من الصين بسرعة أكبر مما يمكن للصين أن تعوض الاستهلاك المفقود من الولايات المتحدة؟ . سبب هذا الاستفسار ما تشكله الصين كمنتج، والولايات المتحدة كمستهلك. لكن الآن، يحاول كل بلد أن يصبح أشبه بالآخر في سباق لإعادة التوازن إلى اقتصاده .ما فسره بعض من المحللين بقولهم فسرت صور التنافس بين الولايات المتحدة والصين على أنه صراع بين بلدين يؤديان أدوارا متعارضة في الاقتصاد العالمي . في مقالتهما القيمة بعنوان "التقليل من شأن الصين" في عدد مايو ـ يونيو 2025، جادل كورت كامبل وراش دوشي فسرا بأن واشنطن تحتاج إلى تحقيق حجم كاف من خلال إنشاء شبكة من الحلفاء، من أجل الفوز بهذا السباق. وجمع فريق أمريكي قد يحل مشكلة الحجم، لكنه لن يكون كافيا للتفوق على قدرة الصين الصناعية وقوتها في التصنيع. وعلى الولايات المتحدة أيضا أن تقوم بالعمل الشاق سياسيا، مثل استخراج المواد الخام، وبناء البنية التحتية، وتطوير التكنولوجيا داخل حدودها. وبكلمات أخرى، فإن الحجم وحده لا يكفي لتشكيل سلسلة توريد متكاملة من التعدين والتصنيع إلى علوم المواد. ـ حجم وتنظيم : ووفقا للتحليل، فإذا أرادت الولايات المتحدة أن تصبح أكثر شبها بالصين، فعليها أن تضاهي ليس فقط الحجم الصيني، بل أيضا كيفية تنظيم بكين لاقتصادها الإنتاجي وتعبئته، لا سيما في مجالات السرعة والتكتل الصناعي. ويمكن اعتبار ذلك سياسة صناعية بخصائص أمريكية. ويجب على الولايات المتحدة تقليص الإجراءات البيروقراطية، مثل المراجعات المطولة بموجب قانون السياسة البيئية الوطنية، لتمكين الشركات من بناء البنية التحتية بسرعة، كما يحدث في الصين. وعلى سبيل المثال، أنشأت حكومة شنغهاي البلدية وشركات الدولة المحلية مسرعا للذكاء الاصطناعي في غضون 38 يوما فقط في عام 2023 . كما ينبغي للولايات المتحدة أن تركز الصناعات في مناطق محددة لتحقيق الكفاءة وخفض التكاليف. وهنا، يمكن أن تكون تجربة مدينة خفي الصينية، التي أصبحت مركزا لتصنيع السيارات الكهربائية، مماثلة لمدينة ديترويت في القرن الحادي والعشرين، مصدرا للتعلّم. ويجري حاليا نقاش ثري حول تجديد أمريكا، يركز كثيرا على الشؤون الداخلية. ويتفق المراقبون على ... أن تبني الولايات المتحدة سياسة صناعية أمر ضروري للتنافس مع الصين، لكنه وحده لا يكفي. فالحجم الناتج عن التحالفات لا يقل أهمية، إذ يوفر طريقا للتنافس من خلال تكامل الأسواق، وتدفق التكنولوجيا والمعرفة، ووسيلة لصد قدرة الصين على إنتاج سلع منخفضة التكلفة. والإنتاج المحلي دون دعم من الحلفاء غير قابل للاستمرار ماليا، والتحالفات دون قاعدة إنتاج محلية تظل بلا جدوى. ويجب أيضا إدراك أن السياسات الداخلية لحلفاء الولايات المتحدة تؤثر على قدرتها التنافسية. ونأمل أن تسهم هذه الرسالة ومقالتنا في دعم أجندة التجديد التي تدمج بين العوامل المحلية والدولية في صياغة القوة الوطنية. ـ الدول الآسيوية الأكثر تضررا من إغلاق مضيق هرمز لاعتمادها على استراد النفط عبر هذا المضيق : يتجه حوالى 84% من النفط العابر في مضيق هرمز إلى بلدان آسيوية، أبرزها الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان، وهي اقتصادات حساسة للغاية إزاء أي قيود قد تفرض على الملاحة البحرية في المضيق. وفي الربع الأول من عام 2025 الجاري، عبر في هذا المضيق الاستراتيجي 14.2 مليون برميل من النفط الخام يوميا، فضلا عن 5.9 مليون برميل في اليوم من منتجات نفطية أخرى، أي 20 % تقريبا من الإنتاج العالمي، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA). ويعد مضيق هرمز سبيل التصدير شبه الوحيد للنفط الخام الآتي من السعودية والإمارات والعراق والكويت وقطر وإيران. فيما يأتي، أبرز البلدان الآسيوية التي توجّه إليها صادرات النفط العابرة في مضيق هرمز. ـ الصين و الهند : بحسب تقديرات الخبراء، يمرّ أكثر من نصف النفط المستورد إلى آسيا الشرقية عبر مضيق هرمز. وهي خصوصا حال الصين التي استوردت في الربع الأول من العام 5.4 مليون برميل من النفط الخام يوميا عبر المضيق، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وكانت السعودية العام في 2024 ثاني أكبر مزود للصين بالنفط، مع 1.6 مليون برميل يوميا، أي حوالي 15 % من وارداتها الإجمالية بحسب المصدر عينه. وتعد إيران نفسها مصدراً كبيرا للهيدروكربونات المصدرة إلى الصين. وفي أبريل ، بلغت واردات الخام الإيرانية إلى الصين 1.3 مليون برميل نفط يوميا، بحسب مركز "كبلر". ويوجه الجزء الأكبر من هذه الصادرات إلى مصاف صينية صغيرة (تعرف بمصافي أباريق الشاي) تعمل على نحو مستقل عن الشركات النفطية الحكومية الكبرى التابعة للصين، بما يتيح لهذه المجموعات الكبيرة تفادي العقوبات الأمريكية. وتشتري الصين، بحسب "كبلر" أكثر من 90 % من صادرات إيران النفطية. اما الهند بالربع الأول من عام 2025 الجاري، استوردت 2.1 مليون برميل من النفط الخام يوميا عبر مضيق هرمز، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وهي تعول كثيرا على هذا المعبر الاستراتيجي، إذ إن بلدان الشرق الأوسط، خصوصا العراق والسعودية، زودتها مطلع عام 2025 حوالي 53 % من وارداتها النفطية، بحسب الصحافة الاقتصادية المحلية، ما يضع نيودلهي في وضع حرج في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، رغم ازدياد الواردات النفطية الروسية إلى الهند منذ ثلاث سنوات. وقال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري على إكس "سنتخذ كل التدابير اللازمة لضمان استقرار إمدادات الوقود لمواطنينا". وأشار "نوعنا مصادر الإمداد في السنوات الأخيرة... ويتمتع موزعونا باحتياط يكفي لأسابيع وهم يعتمدون على سبل عدة للإمداد"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. ـ كوريا الجنوبية و اليابان : بحسب أرقام قطاع النفط الوطني، يعبر حوالي 68% من واردات النفط الخام إلى كوريا الجنوبية عبر مضيق هرمز، أي حوالي 1.7 مليون برميل في اليوم وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وتعتمد كوريا الجنوبية بشكل خاص على السعودية التي زودتها في 2024 بثلث وارداتها النفطية لتصبح أكبر مزود للنفط في البلد. وجاء في بيان صادر عن وزارة الطاقة الكورية الجنوبية "ما من اختلالات راهنا في واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، لكن أزمة إمداد قد تطرأ بحسب تطور الوضع". وأشار البيان إلى أن "الحكومة والجهات المعنية في القطاع أعدت العدة لحالات الطوارئ مبقية على احتياطي استراتيجي من النفط يوازي حوالي 200 يوم من الإمدادات ومخزون كاف من الغاز الطبيعي المسال". كما تستورد اليابان 1.6 مليون برميل من النفط الخام في اليوم عبر مضيق هرمز، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وبالاستناد إلى بيانات الجمارك اليابانية، كان 95 % من النفط الخام الوارد إلى الأرخبيل قي 2024 يأتي من الشرق الأوسط . وبدأت شركات شحن منتجات الطاقة في البلد تكيف ترتيباتها. وأفادت مجموعة "ميتسوي أو إس كاي" وكالة فرانس برس "نتخذ تدابير لنخفض قدر المستطاع فترات بقاء سفننا في الخليج". ـ بلدان أخرى: كما استوردت بلدان أخرى في آسيا مليوني برميل من النفط الخام في اليوم الواحد عبر مضيق هرمز في الربع الأول من 2025 كانت أبرزها تايلاند والفيليبين. لكن أوروبا (0.5 مليون) والولايات المتحدة أيضا (0.4 مليون) كان لهما أيضا حصة من النفط العابر في المضيق. الا انه قد تحاول البلدان الآسيوية تنويع مصادر الإمداد، لا سيما من خلال زيادة مشتريات النفط الأمريكي، لكن من المستحيل تعويض إجمالي الكمية الواردة من الشرق الأوسط. وعلى المدى القصير، "قد يوفر الاحتياطي العالمي من النفط ومخزون الإنتاج في أوبك+ وإنتاج الغاز الصخري الأمريكي حماية نسبية"، بحسب خبراء في مصرف "MUFG". وتتمتع السعودية والإمارات ببنى أساسية تسمح بتفادي العبور في مضيق هرمز، ما قد يحد من رقعة الاختلالات في حال حدوثها. غير أن طاقة العبور التي تقدرها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بحوالي 2.6 مليون برميل في اليوم تبقى محدودة جدا. أما خطّ أنابيب التصدير غورة-جاسك الذي أنشأته إيران للتصدير عبر خليج عمان والذي لم يستخدم منذ العام الماضي، فلا تبلغ طاقته القصوى سوى 300 ألف برميل في اليوم، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
|
|||||||||||||||