أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
4 سبتمبر 2019 4:12 م
-
في مزاد للقطن لـ 2019 الفهلوة بدل القانون والشركات الخاصة إمتنعت

في مزاد للقطن لـ 2019 الفهلوة بدل القانون والشركات الخاصة إمتنعت

 

إعداد ـ فاطيمة طيبي 

إستياء شديد من مزارعى "الذهب الأبيض"لموسم 2019 عقب ما أعلنت عنه الحكومة ممثلة فى وزارة قطاع الأعمال والزراعة بتطبيق نظام شراء القطن من المزارعين.

بدأ المزاد الأول في محافظتي الفيوم وبني سويف، والذى جاء مخيبا لآمال المزارعين وشركات القطاع الخاص، حيث حضر المزاد شركة وحيدة هى الوادي لتجارة وحليج الأقطان، وبدأ المزاد بسعر 2100 جنيه للقنطار، ولم يجد من يزايد علي السعر، لعدم وجود شركات أخرى خاصة أو عامة وتم بيع القطن بهذا السعر الذى تم الاعلان عنه لشراء قطن محافظتى " الفيوم وبنى سويف " مما جعل المزارعون بشعرون بحالة من الإحباط  لتبخرجهودهم طوال عام كامل ولما انفقوه من مبالغ طائلة .  

 عفيفى قادوس : أحد المزارعين صاحب خبرة كبيرة فى زراعة المحاصيل، يقول:" ان مشاكل تسويق منظومة القطن هذا العام للاسف بدأت منذ أن تم تكليف مهامها  لمسئولين لا يملكون خبرة كافية ، وعدم ادراكهم لما يشكله هذا المحصول من اهمية اقتصادية للوطن الذي توليه القيادة السياسية  اهتماما كبيرا لذلك  ارى انه كيف يمكن ان  يتم تجاهل جمعية ولجنة تسويق الأقطان من منظومة التسويق وكذلك معهد بحوث القطن ( المعنى بإنتاج بذور القطن ) وخبرائه  القائمين على إنتاج أفضل البذور. 

مضيفا ان   أهم سلبيات النظام أن يتم حظر دخول شركات القطاع الخاص فى المزاد المعلن، والاكتفاء بدخول شركة أو أثنين من قطاع الأعمال، فلا يوجد شركة تقوم بالمزايدة على السعر المعلن عنه  للشراء، فلا تم تطبيق النظام الجديد للمزايدة، ولا النظام السابق الذى اقرته الحكومة والممثلة فى وزارة الزراعة والتجارة والصناعة وذلك  بوجود سعر ضمان لشراء الأقطان " الاكثار " طويلة التيلة بـ 2600 – 2500 جنيه لأقطان الاكثار بمحافظات الصعيد، و2700 جنيه لأقطان الأكثار طويلة التيلة لمحافظات الوجه البحرى، وتم بيع أقطان محافظة كفر الشيخ بـ 2800 جنيه. 

ـ تسويق الاقطان بنظام المزاد الاجبارى:  

أوضح قادوس انه  ما يتم الان من نظام للتسويق للاقطان بنظام المزاد الاجبارى هذا العام لموسم 2019 مخالف بشكل كبير لما تم بمواد قانون 210 وتعديلاته وهو أن تقوم وزارة الزراعة بتكليف الجمعية العامة لتسويق وتداول الأقطان على مستوى الجمهورية بمهمة تجميع وتسويق وتداول الاقطان، وقد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قراراً بقانون بشأن تنظيم تجارة القطن في الداخل، حيث ينص القانون على إضافة فقرتين جديدتين للمادة الأولى من مواد إصدار القانون رقم 210 لسنة 1994

ـ جاء نص القانون كالآتي:

"ولا تخضع أقطان الإكثار لأحكام القانون المرافق ، ويكون تداولها عن طريق وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي دون غيرهاوأن يصدر سنوياً قرار من وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بتحديد تلك الأقطان وشروط وإجراءات تداولها، ويأتي هذا القرار بقانون في إطار سعى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي للحفاظ على المصلحة العامة للبلاد من خلال استثناء أقطان الإكثار من التداول في السوق، حتى لا تتعرض للخلط وبما يهدد الصفات الوراثية والنقاوة لأصناف القطن المصري وتدهور سلالاته، الأمر الذى يهدد مكانته العالمية.

 

وأوضح قادوس أن أخر قرار لوزيرى التجارة والزراعة نص على أن يكون تداول القطن الزهر لموسم 2019/2020 وفقًا للضوابط والاشتراطات التي تقررها لجنة تنظيم تجارة القطن في الداخل حيث تلتزم اللجنة بتقديم تقريرًا شهريًا للوزيرين بشأن حركة التداول.ويتساءل قادوس مجدداً كيف يتم أجراءات مزاد للاقطان دون حضور منتجين ومزارعين وشركات للشراء؟ وهل ما يتم على الواقع معني به القضاءعلى قطن زهر الاكثار طويل التيلة والابقاء على زراعة أقطان قصيرة التيلة؟ .

ـ مراكز تجميع الاقطان:  

ويرى عفيفى من المفروض أن تقوم وزارة الزراعة بتوافر مراكز تجميع للاقطان فى كل مركز لديه منتجين للاقطان وأن يعمم ذلك على جميع المحافظات، بحيث يحدد سعرها فى كل مركز تجميع إذا تعلق الأمر بالمزاد، ولكن الأفضل أن يتم تطبيق سعر ضمان للشراء من جانب شركات عامة وخاصة لحماية الفلاح، وعدم تعرضهم للخسائر، لان قطن الاكثار لأبد أن يعامل معاملة جيدة من قبل المسئولين وأن يكون من خلال خبراء لديهم المعرفة الكاملة بأهميته، مع وضع ضوابط صارمة لعدم الخلط، ويشرف عليها الجمعية واللجنة المخولة بتجميع وتسويق وتداول الأقطان. 

 هذا ويتفق مع الرأى السابق جمال فتحى رئيس جمعية منتجى محاصيل بـ "بنى سويف"، مضيفا انه ما يتم الآن فى عملية تسويق أقطان موسم 2019، ما هو إلا إتفاق بين وزارتى قطاع الأعمال والزراعة للقضاء على الفلاح المصرى،  الذى يتحمل شديد العناء ولم يستطع بعد ثورتين ان يحصل على حقوقه كما كان للقئات الوطنية الاخرى المنتجة.والسؤال المطروح  لماذا ألغت الحكومة الممثلة فى الزراعة وقطاع الأعمال، نظام العام الماضى " سعر الضمان" لشراء الأقطان من محافظات الوجه القبلى بـ " 2500 – 2600 " والوجه البحرى " 2600 – 2700 " .

ويوضح رئيس جمعية محاصيل بنى سويف من السلبيات الخطيرة لهذا النظام الجديد، أن سعر بيع أول وثانى مزاد للاقطان ببنى سويف من تجميع 246 قنطار قطن إكثار لا يزيد عن 2100 جنيه للقنطار، وكان العام الماضى مع تكلفة أقل تم بيعه بسعر ضمان للفلاحين بـ 2600 جنيه للقنطار، مهذا يعني انً الفلاح خسر 500 جنيه للقنطار الواحد .

جمال فتحى الفلاح يزرع أقطان تعرض لخسائر ضخمة اثرت على مدخوله الاسري قائلا :إذا افترضنا أن فدان القطن ينتج ما بين" 10 – 12 – 15 " والمتوسط هو 10 قناطير قطن اكثار " طويل التيلة " وتم بيع القنطار بهذا السعر 2100 فإن إجمالى ما يتم الحصول عليه 21 ألف جنيه للفدان، مشيراً الفلاح يصرف طوال العام على زراعة الفدان ما يقرب من 27 – 28 ألف جنيه، وتصبح خسارته تقارب الـ 6 الأف أو الـ 7 ألاف جنيه على الأقل، أى أن الفلاح لا يستطيع تحصيل ما أنفقه على زراعة المحصول، ولا يستطيع تسديد ما عليه من ديون للبنك الزراعى أو للذين أقترض منهم للزراعة.

ويوضح فتحى مضيفا ان  سبب عدم دخول شركات القطاع الخاص مزاد وزارة قطاع الاعمال، أن الشركة القابضة المسئولة عن المزاد والتابعة لقطاع الأعمال تفرض على كل شركة قبل دخولها المزاد مبلغ 70 جنيهاً، فقررت عدم الدخول أمام شركات قطاع الأعمال، متسائلا أين دور وزارة الزراعة ؟، وأين دور الأدارة المركزية للأرشاد والخدمات الزراعية وما تقدمه للمزارعين؟،   أن هذه الجهات للاسف تعمل ضد المزارع ولا تقدم له أى مساعدة اومعونة والمفروض أن تكون مساعدة مع اول وهلة للمزارع وان تصادق الفلاح  وترشده وتقدم له المشورة ومستلزمات الانتاج ولا تتركه فريسة لكل فاسد وعابث. لكن للاسف ما نرى من وزارة الزراعة ومراكز الارشاد إلا أنها تبيع للمزارعين أسمدة وتقاوى " فاسدة " وتعجل بموت الفلاح فى كافة المحافظات .

ومن جهة أخرى من أجل الحفاظ على موسم جنى الاقطان وتسويقه هذا العام قام المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة والدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بإصدار قرارًا مشتركًا بشأن نظام تداول القطن الزهر لموسم 2019/2020 

ونص القرار على أن يكون تداول القطن الزهر لموسم 2019/2020 وفقًا للضوابط والاشتراطات التي تقررها لجنة تنظيم تجارة القطن في الداخل حيث تلتزم اللجنة بتقديم تقريرًا شهريًا للوزيرين بشأن حركة التداول، القرار نص أيضًا على أن يكون تداول أقطان الإكثار وغيرها من الأقطان في محافظتي الفيوم وبنى سويف وفقًا للنظام الذي حدده القرار.وأن وزارة التجارة والصناعة للحفاظ على الثقة العالمية في جودة القطن المصري وفتح أسواق جديدة أمام صادراته، بما يسهم في وضع شعار القطن المصري في المكانة اللائقة به كأهم وأجود الأنواع في العالم. وأن هناك تنسيقا كبيرًا بين وزارتى التجارة والصناعة والزراعة واستصلاح الأراضي لتطوير منظومة إنتاج القطن وتنويع استخداماته في الصناعة المصرية، بما يسهم في الارتقاء بجودة المنتجات المصنعة بقطن مصري خاصة أنها تلقى قبول المستهلكين في كافة أنحاء العالم.

ـ متوسط أسعار القطن العالمية:

ومن جانبه حسين أبوصدام نقيب الفلاحين، يتفق مع الآراء السابقة ويقول : أن فتح أول مزاد لبيع القطن بنظام المزايدة بسعر 2100 جنيه لقنطار القطن الزهر، تأكدت به مخاوف المزارعين، وخيبة أمل المهتمين بالشأن الزراعي حول مستقبل زراعة القطن في مصر، حيث تم فتح المزاد، بناء على متوسط الأسعار العالمية بين قطن البيما الأمريكي طويل التيلة و"إندكس A" قصير التيلة، وبسعر الصرف اليومي للدولار الأمريكي، وحضر المزاد 5 شركات من القطاع الخاص بإشراف شركة الوادي لتجارة وحليج الأقطان التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج، ولم يتقدم أحد من التجار للمشاركة في المزاد بدعوى ارتفاع سعر فتح المزاد وهذا كان متوقع من التجار، ورسى المزاد على شركة الوادي التي قامت باستلام الأقطان بسعر 2100 للقنطار.

مضيفا ، أن مخاوف المزارعين ظهرت في تكاتف شركات القطاع الخاص العاملة في تجارة القطن واتفاقهم علي عدم المزايدة لشراء القطن بسعر "بخس"، مما أجبر الشركة القابضة للقطن علي الشراء بسعر فتح المزاد دون أدنى زيادة، وهذا يؤكد صحة المقولة الشهيرة (تعيش الأغنام طِوال حياتها خائفة من الـذئب وفي النهاية يأكلها الـراعي).

ويختلف صدام مع رأى جمال فتحى رئيس جمعية منتجى محاصيل ببنى سويف أن متوسط تكلفة زراعة فدان القطن من تجهيز وحرث الأرض وري ومصاريف سماد وتقاوي ومبيدات وأيدي عامله لزراعة وجني المحصول، تصل إلي نحو 12 ألف جنيه تقريبا، حيث إن جني محصول فدان القطن الواحد، يحتاج إلي 50 عاملا في كل مرة ، أجر العامل 100جنيه أي نحو 5 آلاف جنيه لجني محصول فدان واحد فقط، إضافة إلى 4 آلاف جنيه مقابل إيجار الفدان الواحد لزراعة محصول القطن فقط.

وأوضح أبوصدام، أن فدان القطن ينتج من 5 إلى 7 قناطير، ومن ثم فإن 2100 جنيه مقابل القنطار، سعر مخيب للآمال ويأتى بخسائر كبيرة للمزارعين وينذر بمستقبل ضبابي لزراعة القطن في ظل تدني أسعار تسويقه وتخلي الحكومة عن شراء المحصول بهامش ربح، طبقا للمادة 29 من الدستور التي تلزم الدولة بشراء المحاصيل الأساسية بهامش ربح، وتمسك المسئولين وإصرارهم علي سياسة الشراء بمتوسط السعر العالمي.

ـ تكلفة انتاج القطن

من جانبه، يتفق حسين عمر مزارع بمحافظة قنا " نجع حمادى " مع الاراء السابقة مشيراً إلى إن تجربة بيع القطن بطريقة المزاد التى تم تنفيذها هذا العام في محافظة الفيوم وبنى سويف ما زالت موضع تقييم من الوزارة، ، وأن السعر غير عادل مقارنة بتكلفة الإنتاج؛ حيث أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى زيادة أسعار المستلزمات الزراعية، وارتفاع تكلفة العمالة، وتحديد سعر القنطار بـ2100  سيؤدي إلى عزوف المزارعين عن زراعة محصول القطن العام المقبل. ويطالب عمر، بأن يكون هناك "سعر ضمان" عادل لجميع المحاصيل الإستراتيجية، حتي يعلم المزارع السعر قبل عملية الزراعة.

ـ حماية المزارع من مطامع التاجر:

في سياق متصل، يختلف رجل الأعمال المهندس الزراعى سمير عطية أن المنظومة الجديدة للقطن التى تطبق هذا العام بمحافظتي الفيوم وبنى سويف، تتضمن إلغاء نظام الحلقات التابعة للتجار وعمل مراكز لتجميع القطن تابعة للحكومة، مشيراً إلى أن المزارعين لن يكونوا تحت أيدي التجار، حيث إن هذه المنظومة تحمى المزارع من مطامع التاجر.مشيراً إلى أن المنظومة الجديدة وجدت - للحفاظ على القطن من التلوث - أن يلتزم المنتجون بعدم خلط القطن بأصناف غريبة، وكذا منع خلط "أقطان الإكثار" نهائيًا والحفاظ عليها، والحرص على خلو الأقطان من الشوائب وأن يقتصر تداول أقطانهم على مراكز استلام محددة فى كل مركز إدارى بكل محافظة، ويتم تداول أقطان الإكثار تحت إشراف هيئة التحكيم ومعهد بحوث القطن بالتعاون مع الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي، ويسمح هذا النظام لكبار المزارعين الذين يبلغ إنتاجهم 50 قنطارًا فأكثر بتوريد أقطانهم مباشرة إلى المحالج.

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 19 ساعةانسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ينذر بتحول زلزالي في السياسة المناخية21 يناير 2025 2:43 مبعد ساعات من تنصيبه.. ترامب يوقع سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات21 يناير 2025 12:37 متعديلات وتحديثات جديدة لتعزيز وتفعيل دور صناديق التقاعد20 يناير 2025 1:05 مدافوس 2025.. التعاون من أجل العصر الذكي" في ظل عالم مجزأ وجمود اقتصادي شامل19 يناير 2025 3:12 ممفاجآت بيتكوين في 2025.. تقلبات وتغيرات العملة المشفرة تقودها لصعود غير متوقع15 يناير 2025 3:57 مفترة حكم جو بايدن على الميزان الداخلي والدولي12 يناير 2025 3:07 متمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة قرار واقعي يعكس رؤية المركزي8 يناير 2025 3:45 مبصمة "إيلون ماسك" في عهد ترامب بين الرفض والقبول الدولي6 يناير 2025 3:33 موزير المالية ولقاءات حوارية حول برنامج الطروحات الحكومية والإعفاءات الضريبية والديون وزيادة الأجور5 يناير 2025 1:15 مالحصاد السنوي حول تطورات الشراكات مع بنوك التنمية والشركاء الثنائيين خلال 2024

التعليقات