أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 27 أكتوبر 2019 2:16 م - التعليقات واشنطن وبكين.. تعلنان اكتمال المرحلة الأولى من اتفاق التجارة الأولي
اعداد ـ قلطيمة طيبي يحاول أكبر اقتصادين في العالم تهدئة حرب تجارية مستمرة ما يقرب من سنة ونصف تكدر بسبها صفو الأسواق المالية وتباطأ نمو الإقتصاد العالمي. وفي محادثة هاتفية جرت بين نائب رئيس وزراء الصين ليو هي، والممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، ووزير الخزانة ستيفن منوتشين، بحسب ما أوردته وكالة «بلومبرغ» الأمريكية وما اكدته الصين ايضا . في الخامس والعشرين من شهر اكتوبرالحالي انه تم الاعلان ان أجزاء من النص الخاص بالمرحلة الأولى من اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة «اكتملت بصفة أساسية»، حيث توصل الطرفان إلى اتفاق في مجالات، بينها المعايير التي تستند إليها جهات الرقابة الزراعية. وبحسب "الألمانية"، قالت وزارة التجارة الصينية، في بيان لها في السادس والعشرين من اكتوبر ، إن مفاوضي الطرفين اتفقوا على حل مصادر القلق الأساسية، وأكدوا أن المشاورات الفنية الخاصة ببعض نصوص الاتفاقية قد اكتملت بصفة أساسية . وقال مكتب الممثل التجاري الأميركي، في بيان، مساء الخامس والعشرين من اكتوبر ، إن الصين والولايات المتحدة تقتربان من وضع اللمسات النهائية لأجزاء من المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بين العملاقين الاقتصاديين، الذي يأمل الرئيسان، الأميركي دونالد ترمب والصيني تشي جينبينغ، في التوقيع عليه خلال قمة مقررة في تشيلي الشهر المقبل. ـ تصريحات دونالد ترمب: ووقال ترمب، في الواحد والعشرين من اكتوبر ، عن تقدم في صوغ نص اتفاق تجارة أولي مع الصين، مرجحاً أن يتمكن من توقيعه الشهر المقبل. لكنّ التفاصيل كانت - ولا تزال - نادرة، فيما لم يعلن الطرفان عن سحب الرسوم التجارية المفروضة على بضائع بمئات المليارات من الدولارات. واضاف ترمب إنّ الصين ملزمة بزيادة مشترياتها من المنتجات الزراعية الأميركية، وإنّ الاتفاق يغطي أيضاً الملكية الفكرية والخدمات المالية وصرف العملات. متوقعا ان توقيع الاتفاق مع الرئيس الصيني شي جينبينغ قبل قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي الشهر المقبل. هذا وأبلغ ترمب الصحافيين، في الخامس والعشرين من الشهر الحالي بقوله "نؤدي في شكل جيد للغاية مع الصين. الصين تريد اتفاقاً. يوّدون الحصول على بعض التخفيضات في الرسوم". وقال ايضا بالبيت الأبيض: "يريدون إبرام اتفاق بشكل ملح للغاية... من المقرر أن يشتروا منتجات زراعية أكثر بكثير من تصور أي أحد" . ــ سير المفاوضات : وقال أشخاص جرى إطلاعهم على سير المفاوضات لوكلات الانباء إنه كان من المتوقع أن تطلب بكين إلغاء بعض الرسوم الجمركية الأميركية المزمعة والقائمة على واردات صينية خلال المكالمة. وفي المقابل، كان من المتوقع أن تتعهد الصين بزيادة مشترياتها من المنتجات الزراعية الأميركية. ويحاول أكبر اقتصادين في العالم تهدئة حرب تجارية مستمرة منذ قرابة 16 شهراً لكن مصدرين في الولايات المتحدة قالا: لإبرام الاتفاق، من المتوقع أن تطلب بكين من واشنطن التخلي عن عزمها فرض رسوم جمركية على بضائع صينية بقيمة 156 مليار دولار، تشمل الهواتف المحمولة والكومبيوتر واللُعب، وذلك في 15 ديسمبر المقبل. وقال أحد المصدرين إنه من المرجح أن تسعى بكين أيضاً لإزالة رسوم جمركية بنسبة 15 % فُرضت في الأول من سبتمبر على بضائع صينية بنحو 125 مليار دولار. وقال مكتب لايتهايزر، في بيانه: "لقد أحرز مفاوضو الطرفين تقدماً في قضايا محددة. والطرفان قريبان من إنهاء بعض أقسام الاتفاق". ولم يقدم البيان أي تفاصيل، لكنه أشار إلى أن المباحثات ستتواصل على مستوى النواب والمديرين، وسيجمعهم اتصال تليفوني آخر في المستقبل القريب . ـ الرسوم الجمركية العقابية: وفرض ترمب الرسوم في أغسطس ، بعد فشل جولة محادثات، ليجعل الرسوم العقابية تستهدف تقريباً جميع واردات الولايات المتحدة من الصين، البالغة قيمتها 550 مليار دولار. وقال المصدر: "يريد الصينيون العودة إلى رسوم جمركية تقتصر على البضائع الأصلية التي قيمتها 250 مليار دولار" وقال ديريك سيسورز، الباحث المقيم خبير شؤون الصين لدى المعهد الأميركي لأبحاث السياسة العامة في واشنطن، إن الهدف في الأساس من محادثات أوائل أكتوبر كان الانتهاء من نص يتعلق بالملكية الفكرية والزراعة وفتح السوق، لتمهيد الطريق أمام تأجيل رسوم 15 ديسمبر وقال: "من الغريب أن الرئيس كان متفائلاً جداً مع ليو هي نائب رئيس الوزراء الصيني ، وما زلنا حتى الآن لا نرى سحباً لطرح فرض رسوم 15 ديسمبر. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، الأسبوع الماضي، إنه لم تتخذ أي قرارات بشأن رسوم 15 ديسمبر لكنه أضاف:"سنتناول ذلك مع تواصل المناقشات." ــ إتفاق استراد : وأوضح بيان صدر في الصين أن الجانبين توصلا لاتفاق تستورد بمقتضاه الولايات المتحدة منتجات دواجن جاهزة من الصين. كما ستقوم بكين برفع الحظر المفروض على صادرات الدواجن، وتطبيق "نظام معلومات الصحة العامة" على منتجات اللحوم الأميركية، بحسب وزارة التجارة الصينية. ونقلت "بلومبرغ"عن مصادر مطلعة أن مسؤولين أميركيين قالوا إن المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري تتضمن أيضاً التزامات من قبل الصين بشأن الملكية الفكرية وتوفير العملة. ومن المتوقع أن تستأنف الصين شراء المنتجات الزراعية الأميركية بمستويات تعود إلى ما قبل اندلاع الحرب التجارية بين البلدين قبل نحو عام، مقابل عدم فرض مزيد من الرسوم على الواردات الصينية للسوق الأميركية. ــ مسار المحادثات التجارية السليم : وقال بيترنافارو، المستشار التجاري للبيت الأبيض، إن المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة "تتحرك في الاتجاه الصحيح"، نحو احتمال توقيع اتفاق المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية بين البلدين في تشيلي الشهر المقبل، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) . وأضاف نافارو، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" التلفزيونية الأميركية في الخامس والعشرين من اكتوبر ، أن كل الأمور تمضي في هذا الاتجاه حتى الآن. ورداً على سؤال عما إذا كان التوترات بين البلدين، على خلفية قضية رابطة كرة السلة الأميركية، وتصريحات نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بشأن الأحداث في هونغ كونغ، يمكن أن تؤثر على المفاوضات، قال نافارو: "أجرينا محادثات ممتازة وسنواصل ذلك"، بحسب ما نقلته "بلومبرغ" . كانت الولايات المتحدة والصين قد توصلتا في وقت سابق من الشهر الحالي إلى اتفاق جزئي حول المطالب الأميركية بشأن حقوق الملكية الفكرية والخدمات المالية، وهو يمثل اتفاقاً مهماً، في حين وافقت الولايات المتحدة على تأجيل تطبيق زيادة الرسوم على السلع الصينية من 25 % إلى 30 % ، التي كان مقرراً تطبيقها منتصف الشهر الحالي. الا انه وحتى الآن، لم يوافق ترمب سوى على إلغاء زيادة كانت مقررة في 15 أكتوبر في الرسوم الجمركية على بضائع صينية بقيمة 250 مليار دولار كما وافقت الصين على زيادة وارداتها من المنتجات الزراعية الأميركية إلى 50 مليار دولار سنوياً، كجزء من الاتفاق. ــ تفاؤل بالأسواق: وقد استقبلت الأسواق الأنباء الواردة من واشنطن وبكين بإيجابية بالغة، حيث حقق مؤشر"ستاندرد أند بورز 500" للشركات الأميركية صعوداً قياسياً كان ذلك بعد أن اعلنت واشنطن إنها تقترب من وضع اللمسات الأخيرة على أجزاء من اتفاق تجارة مع بكين.كما صعد ايضا مؤشر "داو جونز الصناعي" وتقدم المؤشر "ناسداك" في حين ارتفعت أسعار النفط، في الخامس والعشرين من اكتوبر ، مسجلة أقوى مكاسبها الأسبوعية في أكثر من شهر، بفضل تفاؤل إزاء اتفاق التجارة . وقال جون كيلدوف من "أجين كابيتال" في نيويورك: "بعض ما يرد عن المحادثات الأميركية - الصينية إيجابي مجدداً، وهذا يغذي بلا ريب سوق الأسهم، ويستفيد منه النفط . ودعمت الأنباء الدولار ايضا ، وقال شهاب جالينوس، مدير استراتيجية الصرف الأجنبي في "كريدي سويس": "معظم القوة المحركة لأسعار الصرف الأجنبي في العام الماضي جاءت من توترات التجارة العالمية، لذا أي شيء يؤثر على ذلك السرد، إيجاباً أو سلباً، سيكون محركاً أكبر من البيانات"، مشيراً إلى أن الحدث الرئيسي التالي سيكون قمة "أوبك" في منتصف نوفمبر 2019 المقبل.
|
|||||||||||||||