بورتريه


كتب بسمة رحال
20 نوفمبر 2019 11:10 ص
-
إنغفار كامبراد (مؤسس مجموعة إيكيا للأثاث ) : بخيل بدرجة ملياردير !

إنغفار كامبراد (مؤسس مجموعة إيكيا للأثاث ) : بخيل بدرجة ملياردير !

كتبت / بسمة سامي رحال .

أسس إنغفار كامبراد واحدة من أهم شركات الأثاث والتي نالت شهرة عالمية حيث تقوم الفكرة على توفير أثاث ومفروشات مميزة ولكنها بأسعار منخفضة، وتعتمد على فكرة شراء الأثاث في شكل منفرد، حيث يستطيع اقتنائها أصحاب الدخل العادي فمن هو صاحب هذه الفلسفة؟.

نشأ في أسرة كئيبة

ولد كامبراد في 30 مارس  1926م، في مزرعة صغيرة مملوكة لوالديه، تُسمى "إلمتاريد - "Elmtaryd وتقع على مقربة من قرية "أجونّاريد -  Agunnaryd" في مقاطعة "سمولاند Småland - السويدية"، ونشأ في تلك المزرعة التي كانت تعود لجده، الذي انتحر قبل مولده، بسبب عجزه عن دفع ديون مستحقة على هذه المزرعة، وقد كان جد أبيه من ألمانيا، ولكن العائلة انتقلت للسويد للعيش فيها.

جاء مولد كامبراد في أوقات قاسية عندما كانت السويد بلدًا زراعيًّا يعاني الفقر، إنهم يتحدثون عن العمل الشاق والتقشف والمساواة المقترنة بحالة الفقر التي يتشارك فيها الجميع، وهي القيم التي ستمتزج فيما بعد بروح أيكيا.

وقد تميز بشخصيته الذكية عندما تعلم قيمة الادخار من  سن الخامسة، وعلى الرغم من أنه نشأ في أسرة كئيبة، وكان مصابا بمرض الدسلكسيا، وهو اضطراب تعلمي يتضح بشكل أساسي كصعوبة في القراءة والهجاء.

البداية كانت بثقاب كبريت

كان كامبراد يستقل كل يوم دراجته في الحي الذي يسكن فيه، ويقوم ببيع ثقاب الكبريت، وهو في سن الخامسة، وحينما بلغ العاشرة، ومن أرباح تجارة الثقاب وسّع تجارته، وراح يبيع بذور الأزهار وبطاقات المعايدة، وزينة أشجار عيد الميلاد والأقلام وبطاقات أعياد الميلاد والأسماك وبذور الحدائق، حيث كان يقطع الحي ذهابًا وإيابًا على دراجته، ليبيعها لجيرانه وفي الأحياء القريبة من منزله، حيث تمتّع منذ صغره بحس عملي قوي، كما قام بتعليم نفسه العديد من الحيل العملية في مجال التجارة.

هدية والده تسببت في انطلاقة "أيكيا"

عندما بلغ كامبراد سن الـ17، قدم والده إليه مبلغًا بسيطًا، كهدية له بسبب علاماته المرتفعة، وبهذا المبلغ أسس شركته الخاصة التى أسماها "أيكيا – IKEA"، من على طاولة مطبخ عمّه، واستوحى الاسم، من خلال الحروف الأولى لاسمه، ومزرعته وبلدته، وفي البدء كانت أيكيا، لم تقدم سوى الأغراض المنزلية الصغيرة والأغراض المكتبية البسيطة، كالأقلام، والمحافظ، وإطارات الصور، وشراشف الطاولات، والساعات، والمجوهرات، وخزائن النايلون، ومنتجات خاصة بالمكاتب بأسعار منخفضة.

استمر نشاط الشركة بهذا الشكل حتى أواخر الأربعينات وبدأ بعدها إنغفار كامبراد في تحديد نشاط الشركة في تجارة الأثاث فقط ولكن بمنظور جديد، حيث يقوم العميل بتجمع أثاثه بنفسه من خلال شراء قطع الاثاث بشكل منفرد وهى الفكرة التي ظلت الشركة قائمة عليها حتى تم تسميتها في بعض الصحف “المصمم الغير مرئي”، وتعرض إنغفار للمحاربة بسبب أنه يوفر المنتجات بأسعار مخفضة، ومع الدخول في الخمسينيات من القرن الماضي انتقلت إيكيا التي توسعت بشكل كبير من مجرد بيع المنتجات المحلية الصنع من الأثاث إلى عملية التصميم .

عالمية أيكيا بدأت في 1956

اشتهرت الشركة عالميًّا في عام 1956، وبدأ مفهوم أيكيا في التبلور، وتم افتتاح عدة متاجر جديدة، وإطلاق عدة منتجات جديدة، كما تم عام 1960م افتتاح أول مطعم خاص بالسلسلة في السويد، حيث بدأ كامبراد أيضًا في بيع منتجات أيكيا بطريقة التعليب والتوضيب المسطح  الشهيرة من متاجر تابعة لشركته، والتي تحولت لتصبح أسطورة الشركة، ونقطة بيع محورية، تخفف من تكاليف اليد العاملة والنقل والتخزين على العميل، وبالتالي تقدم المفروشات بأسعار منخفضة عن منافسيها.

وبذلك اكتمل المفهوم الأساسي لشركة أيكيا، وهو أثاث مسطح التعليب، بأسعار في متناول الجميع، يتم تصميمه وتوزيعه وبيعه داخل الشركة، فقد كانت الفكرة المُحفِّزة لإنشاء أيكيا، وما زالت هي قدرة أي شخص على شراء أثاث أنيق وعصري، ولم يكن كامبارد يهدف فقط لتقليل أعباء التكاليف وكسب المال، وإنما أيضًا كان يسعى لتقديم خدمة أفضل للجمهور.

كان إنغفار كامبراد يعمل دائمًا تحت شعار مهم يتبعه في عمله التجاري وفي حياته بشكل عام وهو توفير أفضل سلعة بأقل تكلفة، لذا فحتى في حياته لا يميل إلى البذخ في الإنفاق، وبمرور الوقت ومع هذا الفكر توسعت إيكيا لتخرج خارج نطاق السويد لتصل إلى حوالي 38 دولة موزعة في مختلف قارات العالم، ويصنف كامبراد كأغنى رجل في أوروبا ورابع أغنى رجل في العالم، وترك كامبراد العمل الإداري في الشركة منذ عام 1988 وظل فقط مستشارًا للشركة ومنذ العام 2013 ترك العمل كله ثم رحل وهو في عمر الواحد والتسعين في يناير عام 2018.

كامبراد.. بخيل بدرجة ملياردير

على الرغم من أن ثورة كامبراد، بلغت 54 مليار دولار في عام 2016، إلا أنه معروف عنه بخله الشديد، فظل سنوات طويلة يقود سيارته الفولفو القديمة، ويعيد استخدام فتلات الشاي، ويبتاع ملابسه من متاجر البالة، وكان عادة يذهب إلى شوارع أسواق الخضار قبل أن تغلق أبوابها أملا في الحصول على أفضل سعر، ويطلب من موظفيه أن يكتبوا على الورق من الجهتين للتوفير.

ثروته

ترك "كامبراد" الذي توفى يوم 27 يناير 2018،  ثروة تُقدر قيمتها بـ 58.7 مليار دولار، مما جعله يحتل المركز الثامن في قائمة أغنى الأشخاص في العالم وفقًا لوكالة "بلومبرج".

 


أخبار مرتبطة
 
15 يناير 2025 12:53 مالعبار: التسويق ليس مجرد دعاية وإنما يجب أن يكون مرتبطا دائما بمنتج حقيقي وواقعي25 ديسمبر 2024 2:09 مالسياحة الدينية الطريق الاول للاستثمار السياحي في الجنوب الجزائري8 ديسمبر 2024 2:26 مخبير تكنولوجيا الاتصالات: المستقبل للروبوتات متعددة المهام وللذكاء الاصطناعي التوليدي25 نوفمبر 2024 12:04 مأحمد صبور: التمويل أبرز تحديات القطاع العقاري المصري20 نوفمبر 2024 1:09 مبافتتاح بافكس.. مصر تتصدر مشهد التحول الرقمي وتعزز الشمول المالي بالتكنولوجيا المتطورة13 نوفمبر 2024 12:54 مسوزي وايلز مهندسة فوز دونالد ترامب حصلت على وظيفة رفيعة المستوى بالبيت الأبيض5 نوفمبر 2024 12:10 ماتفاقيات مصرية مع شركات عالمية لإنتاج النفط والغاز بقيمة 340 مليون دولار4 نوفمبر 2024 12:31 مالملياردير المنعزل أصبح أغنى شخص في الصين بسبب انهيارات أسهم شركات المنافسين27 أكتوبر 2024 2:09 مكليربريدج: ضعف مؤشرات سوق العمل يدفع الفيدرالي لإعادة التركيز على التوظيف وخفض الفائدة27 أكتوبر 2024 1:50 مصفقة رأس الحكمة أبرز أسباب تراجع الدين الخارجي لمصر

التعليقات