أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 19 فبراير 2023 11:52 ص - التعليقات مجلس الذهب العالمي.. 523 طنا ارتفاع الطلب على المجوهرات الذهبية بزيادة 10 % بالربع الثالث 2022 اعداد ـ فاطيمة طيبي تأثير مجموعة من المتغيرات العالمية على الاقتصاد العالمي جعل الكثير من الدول البحث عن ما يسمى بالملاذ الامن وهو اللجوء الى الاحتياطي من الذهب الذي يمثل لها نوعا من الامان عند التعامل في سوق العملات ومن هنا ياتي رصد وضع أسواق الذهب العالمية في 2022، إذ سجل مكاسب طفيفة نتيجة الارتفاع غير المسبوق في الأسعار من جانب، والقوة المتزايدة للدولار الأمريكي من جانب آخر، ما جعل العملة الأمريكية قناة استثمارية منافسة للمعدن الأصفر، وإذ كانت البنوك المركزية أنهت العام بوصفها أحد المشترين الكبار للذهب، فإن طلب المؤسسات الاستثمارية عليه كان ضعيفا، وإن تم تعويضه بارتفاع استثمارات التجزئة. ـ سوق الذهب ستكون أفضل في 2023: يعتقد هانكوك برينجان المحلل المالي في بورصة لندن، أن أوضاع سوق الذهب في 2023 ستكون أفضل من العام الماضي 2022 . وقال إن "شهر ديسمبر الماضي من 2022 انتهى بمكاسب وصلت الى 3 %، أدت إلى رفع أسعار الذهب إلى 1814 دولارا للأونصة، ما عزز المكاسب السنوية 0.4 %، وهو أمر بدا غير مرجح بالنسبة لأغلب المحللين قبل ذلك بشهرين". وأضاف أن "قوة الدفع تلك استمرت في شهر يناير الحالي من 2023 إذ استقر سعر الذهب بالقرب من ذروة ثمانية أشهر وبلغ نحو 1876 دولارا للأونصة، ويرجع هذا لانخفاض قيمة الدولار ولقناعة المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي لن يرفع أسعار الفائدة في القريب العاجل". وبين "تاريخيا الركود المعتدل يدفع المستثمرين إلى الاستثمار في الذهب، والاضطرابات الجيو- سياسية التي يتوقع أن تستمر هذا العام سواء الحرب الروسية - الأوكرانية أو التوترات الأمريكية - الصينية في منطقة بحر الصين تؤدي لزيادة الطلب الصيني على الذهب، كما أن تحسن أداء الاقتصاد الصيني يصب أيضا في اتجاه تعزيز طلب المستهلكين". بدوره، يرى الخبير المصرفي أليكس كرافت، أن هناك مستوى عاليا من عدم اليقين يحيط بالتوقعات الاقتصادية لـ2023، وهذا يوجد مناخا إيجابيا للطلب على الذهب، وسواء قررت البنوك المركزية وتحديدا الاحتياطي الفيدرالي تشديد السياسة النقدية إلى المستوى الذي يوجد انكماشا اقتصاديا، أو زادت من معدلات الفائدة لكبح جماح التضخم فكلا المسارين سيتركان بصمات إيجابية على سوق الذهب. مع هذا يقول إليكس كرافت إن "التحدي الأكبر الذي يواجه أسواق الذهب يأتي من الدولار وقوته المتزايدة، إذ ستفضل الأغلبية العظمى من المستثمرين الدولار القوي على الذهب، خاصة أن إيداع الدولار في البنك كوديعة يحقق فوائد مالية إضافية، ما يوجد له جاذبية استثمارية مقارنة بالذهب الذي يعد من الأصول غير ذي عائد". وأضاف "لكن من المرجح أن يعمل البنك المركزي الأمريكي على خفض قيمة الدولار وهو ما تشجعه الإدارة الأمريكية الحالية لزيادة قيمة الصادرات، وتقلص قيمة الدولار يعود بالفائدة على أسواق الذهب". ـ تفوق سوق الذهب على معظم فئات الأصول الأخرى في 2023 : فريق آخر من الخبراء يتوقع أن يستمر سوق الذهب في التفوق على معظم فئات الأصول الأخرى هذا العام، إلا أنهم لا يتوقعون أن يشاهد المعدن الأصفر ارتفاعا كبيرا حتى النصف الثاني من العام، ويراهنون في هذا السياق على أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سينهي في مارس سياسة التشدد المالي التي يتبعها حاليا، على أن يقوم بخفض أسعار الفائدة بحلول نهاية العام. إلا أن هذا الفريق من الخبراء يعتقد أن العامل الأساسي في التأثير في أسعار الذهب في 2023 سيقع في أماكن أخرى بعيدا عن الفيدرالي الأمريكي وسياسيات الفائدة حول العالم. من جانبها، ذكرت الدكتورة روزي دنكن أستاذة الاقتصاد الدولي في جامعة لندن، أن "الارتفاع الراهن في أسعار الذهب جاء كرد فعل على إعلان البنك المركزي الصيني، زيادة احتياطاته من الذهب بمقدار 30 طنا في ديسمبر، في أعقاب شراء 32 طنا من الذهب في شهر نوفمبر ، وتلك أول عملية شراء مسجلة للمركزي الصيني منذ 2019، وبذلك بلغ احتياطي الذهب لدى الصين حاليا 2010 أطنان". وأضافت دنكن أن "مواصلة شراء المركزي الصيني للذهب سيسهم في رفع الأسعار ولربما تتجاوز قيمة الأونصة 1900 بفضل الطلب الصيني". مع هذا يرى آخرون أن مشتريات الصين لن تغير قواعد اللعبة في سوق الذهب، وأن حيازات الذهب في البنك المركزي الصيني لا تزال تلعب دورا ثانويا من إجمالي الاحتياطات المالية لدى البنك، إذ لم تتغير تلك النسبة عن 3.7 % ووصلت قيمة احتياطات الذهب في المركزي الصيني إلى نحو 118 مليار دولار. كما أن المركزي الصيني ليس استثناء في شهيته المفتوحة لاقتناء مزيد من المعدن النفيس، إذ تواصل عديد من البنوك المركزية حول العالم عملية الاقتناء تلك، فخلال النصف الأول من العام الماضي 2022 بلغت مشتريات البنوك المركزية 673 طنا من الذهب يضاف إليها 50 طنا أخرى في نوفمبر الماضي، وهو ما يدفع بعض المضاربين إلى التأكيد على أن هذا الاتجاه يكشف عن قناعة سائدة لدى محافظي البنوك المركزية حول العالم من أن أسعار الذهب ستواصل الارتفاع. وكان الطلب على المجوهرات الذهبية قويا في الربع الثالث من العام الماضي، حيث بلغ الاستهلاك 523 طنا وذلك وفقا للبيانات الصادرة عن مجلس الذهب العالمي، ويمثل هذا زيادة بنسبة 10 % تقريبا على أساس سنوي، وذلك رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي مر بها الاقتصاد العالمي. ومع تخفيف الصين للقيود المتعلقة بسياسة صفر كوفيد وإعادة فتح اقتصادها، من المتوقع أن يزداد الطلب على المجوهرات الذهبية، حيث تعد الصين حاليا أكبر سوق للمجوهرات الذهبية في العالم ويقدر استهلاكها السنوي بنحو 799 طنا وفقا لإحصاءات 2021.
لكن التحسن المتوقع في سوق الذهب العالمي والزيادة المتوقعة في الأسعار هذا العام التي يحتمل أن تبلغ 10 % لا ترتبط فقط بجانب الطلب، فالعرض أيضا يكشف عن محدودية في كميات الذهب المتاحة، ما يعزز إمكانية ارتفاع الأسعار. وذكر كريستن نيل الباحث السابق في مجلس الذهب العالمي قائلا "يمثل تعدين الذهب نحو 75 % من المعروض السنوي من الذهب، ولهذا توفر الذهب يعتمد إلى حد كبير على التعدين، وقد ظل الإنتاج العالمي للمناجم في حالة من الركود في الأعوام الأخيرة وبلغ ذروته في 2018". وأضاف أنه "وفقا لمجلس الذهب العالمي ارتفع إجمالي المعروض من الذهب بشكل طفيف بنسبة 1 % على أساس سنوي ليصل إلى 1215 طنا ابتداء من الربع الثالث من 2022 والاكتشافات الجديدة باتت نادرة بشكل متزايد". وأفاد نيل بأن العثور على مناجم ذهب عالية الجودة ومربحة أصبح صعبا وعسير المنال، كما أن الجدوى الاقتصادية لمشاريع الذهب تواجه أيضا تحديات بسبب ارتفاع معدلات التضخم ما يزيد تكاليف تشغيل المناجم، ومن ثم يتوقع أن يستمر الاتجاه المتمثل في ركود أو انخفاض إنتاج الذهب في 2023، ما قد يؤدي إلى تقلص العرض وارتفاع الأسعار.
|
|||||||||||||||