أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 30 أكتوبر 2024 2:11 م - التعليقات قبل أسبوع من الانتخابات .. الآثار المحتملة لفوز ترامب بولاية ثانية اعداد ـ فاطيمة طيبي عادت التكهنات بنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، واحتمالات فوز "دونالد ترامب" بولاية ثانية لتسيطر على حركة أسواق وول ستريت مرة أخرى. يناهز احتمال فوز "ترامب" 60%، مقارنة بانتخابات عام 2016 حين كانت فرصة فوزه قرابة 30% فقط، لذا كان وصول مرشح الحزب الجمهوري لكرسي الرئاسة مفاجأة مدوية خاصة بالنسبة للأسواق . حسب ما جاءت به بلومبورغ . كانت حالة الدهشة من فوز ترامب في 2016 نابعة من الشعور بحالة من انعدام اليقين تجاه السياسات المحتملة لإدارته، لكن تجربة ولايته الأولى تقلص مستويات انعدام اليقين في هذه الانتخابات، إذ تظل الخطوط العريضة لمخططاته كما هي دون تغيير. إذ اعتمد "ترامب" في حملته الانتخابية الراهنة على وعود سابقة مثل خفض الضرائب، وتذليل القيود التنظيمية، وفرض مزيد من التعريفات الجمركية، وتشديد قيود الهجرة . ـ التضخم وسوق الديون السيادية : يكمن الاختلاف في كيفية تعامل أسواق المال في أمريكا مع احتمالات فوز "ترامب" هذه المرة في تغير الظروف الاقتصادية، إذ كان التضخم لا يزال تحت السيطرة عام 2016 حين تولى الرئاسة، وكانت سوق السندات السيادية لا تتوقع وصوله إلى البيت الأبيض. أدى فوز ترامب بالولاية الأولى إلى ارتفاع حاد في عوائد السندات العشرية، وسرعان ما وصل هذا الارتفاع إلى ذروته لتهدأ الأمور بعدها، حسبما رصد تقرير نشرته "بلومبرج". أما في الوقت الراهن، تعد مستويات عوائد السندات أعلى بكثير مما كان عليه الحال في 2016، لذا من غير المرجح تكرار صعودها هذه المرة . ـ سوق الأسهم : أدى فوز ترامب في 2016 إلى ارتفاع مطول للأسهم الأمريكية استمر لمدة 15 شهرا، وكانت أسعار الأسهم آنذاك أقل مما هي عليه في الوقت الراهن . ومن غير المرجح أن يتكرر الأمر ثانية في هذه الانتخابات نظرا لارتفاع تقييمات الأسهم، هذا لا يعني إلى أن السوق ليس باستطاعتها تحقيق أداء إيجابي في الفترة الراهنة، لكن زيادة تكلفة الأسهم تضع حدا لأي صعود مستقبلي . كان لانخفاض تكاليف الاقتراض عام 2016 أثر كبير على أسهم الشركات الصغيرة، حيث تفوق أدائها خلال معظم السنة السابقة على الانتخابات، ثم شهدت قفزة كبيرة بعد وصول ترامب لكرسي الرئاسة. بينما تخلف أداء أسهم هذه الشركات على مدار السنوات الماضية، ولم يتحسن في الآونة الأخيرة على خلفية تصاعد احتمالات فوز ترامب بولاية ثانية رغم أنها تبدو أكثر جاذبية، وأقل ثمنا في الوقت الراهن .
يمكن تفسير اختلاف ردة فعل أسهم الشركات الصغيرة هذه المرة بارتفاع تكاليف الاقتراض، وتمتعها بحرية أقل في الحصول على تمويلات بأسعار مخفضة مقارنة بمنافسيها الكبار. وفي حين تعتمد هذه الشركات بدرجة كبيرة على الاستدانة لتمويل أعمالها، فقد يؤثر ارتفاع أسعار أسهمها سلبا على قدرتها على زيادة رأس المال، وبالتالي الأداء المالي لها، ومن ثم أداء الأسهم في السوق . لذا، وحسب وجهة نظر "مايك ويلسون" محلل استراتيجيات الأسهم في "مورجان ستانلي"، قد لا ترتفع أسهم الشركات الصغيرة هذه المرة . ـ السياسات التجارية الحمائية : تسود حالة من التوتر في الأسواق المالية الأمريكية إثر السياسات الحمائية المقرر أن يطبقها ترامب ، إذ يتمتع الرئيس الأمريكي بحرية نسبية في فرض رسوم جمركية أعلى دون دعم من الكونجرس . يرى "جورج سارافيلوس" الرئيس العالمي لوحدة بحوث أسعار الصرف في "دويتشه بنك"، أن حصول الحزب الجمهوري على أغلبية في الكونجرس - تُعقد الانتخابات التشريعية تزامنا مع الرئاسية - من شأنه أن يعزز من قدرة ترامب على فرض سياسات حمائية. إذ يوجد ملف واحد فقط يتعلق بالتجارة الخارجية يتطلب من الرئيس الحصول على موافقة تشريعية أولا ، ألا وهو سحب ميزة الدولة الأكثر تفضيلا من الصين التي حصلت عليها من الولايات المتحدة بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية. ويمكن لإدارة ترامب فرض تعريفات جمركية تناهز القيود الناتجة عن سحب هذه الميزة التجارية من الصين، لكن اتخاذ مثل هذا الإجراء عبر القنوات التشريعية من شأنه أن يجعل القيود الجديدة أكثر ديمومة. كان لأحداث ما قبل انتخابات عام 2016 أثر كبير على الأسهم المكسيكية التي كانت معرضة لخطر القيود التجارية حال فوز "ترامب"، في حين كان أثرها محدودا على الأسواق العالمية الأخرى . بينما تعرضت مجموعة من أسواق الأسهم الرئيسية حول العالم كما في حالة اليابان وأوروبا وبريطانيا، لتقلبات شديدة على مدار الأشهر القليلة الماضية إثر تأرجح احتمالات الفوز بين مرشحي الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي والجمهوري. ـ أعباء التعريفات الجمركية : قال ترامب مرارا خلال حملاته الانتخابية إن زيادة التعريفات الجمركية لن تؤثر على المستهلك الأمريكي، لكن الحكم على صحة هذا الادعاء من عدمها تتطلب تقييما اقتصاديا دقيقا، وهو ما فعله "سارافيلوس" من "دويتشه بنك". إذ أوضح أن مراجعة التاريخ الاقتصادي للولايات المتحدة تظهر أنها تتحمل على المدى القصير الجزء الأكبر من آثار زيادة التعريفات الجمركية. لكن هذه الآثار تنتقل إلى الاقتصاد من خلال تحمل تجار التجزئة لأعباء زيادة التعريفات الجمركية نتيجة تقلص هوامش أرباحهم، في حين لا يتحمل المستهلك أي من تكاليف هذه السياسات الحمائية. وأضاف أن زيادة التعريفات الجمركية لا تؤثر على الضرائب ومستويات الناتج المحلي الإجمالي، وتتقلص آثارها الأولية على مجمل الاقتصاد الأمريكي بمرور الزمن، وتنتقل إلى الصين بعد ذلك . لكن الأمر الجدير بالملاحظة هو أن سياسات ترامب المعلنة في حملته الانتخابية الراهنة تتضمن زيادة الرسوم الجمركية بشكل أكثر عدوانية مقارنة بولايته الأولى، ما قد ينجم عنه آثار غير متوقعة أو لم يسبق حدوثها في فترات سابقة. ـ يو بي إس: نتائج الانتخابات الأمريكية ستؤثر على الأسواق العالمية بغض النظر عن الفائز : يرى "سيرجيو إرموتي" المدير التنفيذي لبنك "يو بي إس" أن نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة من المقرر أن يصل تأثيرها إلى الأسواق العالمية بغض النظر عمن سيفوز بمنصب الرئيس . وصرح "إرموتي" لشبكة "سي إن بي سي" قائلا: من الواضح أن التوقعات للربع الرابع لا تزال متأثرة بشكل ما بعدم اليقين الحالي على صعيد الاقتصاد الكلي والجيوسياسي، لدينا الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة، والتي بالطبع لن تكون حدثا غير مهم . كما أنه بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات ونتائجها، نتوقع بعض تحركات السوق، ويبقى أن نرى كيف سيتفاعل المستثمرون . وجاءت تلك التصريحات بعدما أعلن أكبر المصارف السويسرية نتائج أعمال فصلية أعلى من المتوقعة، بدعم من الدخل القوي من عمليات الإقراض .
ـ قلق الشارع الامريكي من عنف بعد الانتخابات : يقترب الناخبون الأمريكيون من الانتخابات الرئاسية بقلق عميق بشأن ما قد يتبعها من احتمال اندلاع عنف سياسي ومحاولات تغيير النتائج، بعد ما يقرب من 4 سنوات من رفض الرئيس السابق "دونالد ترامب" قبول نتائج انتخابات 2020. تشير نتائج الاستطلاع، الذي أجراه مركز "أسوشيتد برس-نورك" للأبحاث، إلى أن حوالي 4 من كل 10 ناخبين أعربوا عن قلقهم بشدة بشأن المحاولات العنيفة لتغيير النتائج بعد انتخابات نوفمبر. كما تشعر فئة مماثلة بالقلق بشأن الجهود القانونية للقيام بذلك، وقال حوالي ثلث الناخبين الذين شاركوا في الاستطلاع إنهم "قلقون للغاية" بشأن محاولات مسؤولي الانتخابات المحليين لمنع الانتهاء من فرز الأصوات. وقال ما يقرب من 90% من المشاركين إن الخاسر في الانتخابات الرئاسية ملزم بالاعتراف بالهزيمة بمجرد انتهاء كل ولاية من فرز أصواتها وحل التحديات القانونية، بما في ذلك حوالي 8 من كل 10 جمهوريين. لكن ثلث الناخبين فقط يتوقعون أن يقبل "ترامب" النتائج ويعترف بالهزيمة، في مقابل 80% توقعوا قبول "كامالا هاريس" النتائج والاعتراف بالهزيمة حال خسارتها الانتخابات . وعن أقدم نظام ديمقراطي في العالم الآن، يرى الناخبون أن نتيجة الانتخابات القادمة ستؤثر سلبا على أداء الديمقراطية الأمريكية، حيث توقع 50% أن يضعفها "ترامب" في مقابل 40% قالوا إن "هاريس" تمثل تهديدا لها. ـ تقرير معهد "ايفو" الألماني ألمانيا الخاسر الأكبر حال فوز ترامب بولاية ثانية : ذكر معهد "ايفو" الألماني في تقرير، أن اقتصاد بلاده سوف يكون الخاسر الأكبر حال فوز "دونالد ترامب" في انتخابات الرئاسة الأمريكية، واشتعال حرب تجارية بين الولايات المتحدة وحليفتها أوروبا . توصل التقرير إلى أن فرض إدارة "ترامب" رسوم جمركية بنسبة 20% على الاتحاد الأوروبي، وردت القارة العجوز بالمثل، سوف يؤدي ذلك إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بنسبة 1.3% خلال عامي 2027 والذي يليه. بينما تصل نسبة انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا خلال ذات العامين إلى 1.5%، وسوف تصبح فترة ما بين 2025 و2028 ذات التأثير السلبي الأكبر على الاقتصاد الأوروبي . وأوضح التقرير أن ذروة الصدمة التي سوف يتعرض لها الاقتصاد الأمريكي حال حدوث هذا السيناريو سوف تكون في أول عامين على نشوب الحرب التجارية . إذ من المتوقع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي 1.3% حال فرض رسوم جمركية بنسبة 10%، أو 1.5% في حالة تطبيق رسوم بقيمة 20%. . وبسبب الانخفاض المتوقع في الواردات الأمريكية بوتيرة أعلى من الصادرات ضمن السيناريو، سوف يتقلص الأثر السلبي للحرب التجارية على الناتج المحلي الإجمالي بمرور الزمن، وسوف يتأثر ميزانها التجاري إيجابيا ومن جانبه، وجد معهد "إيفو" للأبحاث في مسح صدرت نتائجه الخميس 24 اكتوبر ، أن 44% من الشركات الصناعية في ألمانيا تتوقع صدمة سلبية لأعمالها حال فوز "ترامب". شمل الاستطلاع آراء ألفي شركة صناعية في ألمانيا في سبتمبر الماضي، وأفادت 51% من الشركات بأن فوز أي من المرشحين "ترامب" أو "كامالا هاريس" لن يحدث أي فارق. كانت الشركات الألمانية ذات الروابط الاقتصادية الوثيقة بالولايات المتحدة أكثر تشاؤما حيال الآثار السلبية المتوقعة نتيجة فوز "ترامب"، بينما أعربت العديد من المؤسسات التي ليس لديها علاقات تصديرية مباشرة عن خوفها من الآثار السلبية .
|
|||||||||||||||