أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
3 مارس 2025 12:43 م
-
روما : قمة الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي كيفية مساهمة الدول بمبلغ 200 مليار دولار

روما : قمة الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي كيفية مساهمة الدول بمبلغ 200 مليار دولار

اعداد ـ فاطيمة طيبي

أبرم أكثر من 140 دولة اتفاقًا بشأن استراتيجية لجمع وتوزيع مليارات الدولارات لحماية الطبيعة في قمة الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي التي انعقدت في العاصمة الإيطالية روما.


وقدم الاجتماع "بصيصا من الأمل" وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وخفض الولايات المتحدة لبرامج المناخ والعلوم.  وقال تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن الاتفاق حول كيفية مساهمة الدول بمبلغ 200 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030، والذي تم الالتزام به من حيث المبدأ في اجتماع مونتريال، قوبل بالتصفيق والدموع في اللحظات الأخيرة من مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (COP16) الخميس 27 فبراير ، الذي عقد في مقر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في روما.

وجاء ذلك بعد انهيار قمة سابقة في كالي بكولومبيا، في نوفمبر ، عندما فشلت الدول في التوصل إلى اتفاق بشأن استراتيجية التمويل  لكن تم تأجيل القرار بشأن إنشاء صندوق مخصص للطبيعة، وهو أحد القضايا الرئيسية في المفاوضات، حتى عام  2028.  

وبدلا من ذلك، اتفق المندوبون على إطار لتمويل جهود الحفظ حتى نهاية العقد، مستندين إلى الالتزام الذي تم التعهد به في مونتريال عام 2022 لوقف فقدان التنوع البيولوجي بحلول عام 2030، بما في ذلك حماية 30% من أراضي الكوكب وبحاره. وستُعقد القمة المقبلة في أرمينيا .. 

ـ  بريق من الأمل :

كما قالت سوزانا محمد وزيرة البيئة الكولومبية المنتهية ولايتها ورئيسة مؤتمر (COP16) : "لقد أرسلنا نورا من الأمل يظهر أن الصالح العام، والبيئة، وحماية الحياة، والقدرة على الاتحاد من أجل شيء أكبر من كل مصلحة وطنية لا تزال ممكنة".   وأضافت: "أجد ذلك جديرا بالملاحظة في عام 2025، حيث نشهد تغيرا سياسيا كبيرا عالميا، حيث يزداد التشرذم والصراع". وكانت محمد قد أعلنت استقالتها من منصب وزيرة البيئة في كولومبيا لكنها بقيت في المنصب للإشراف على مؤتمر (COP16). 

وقالت أستريد شوميكر، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي: "تظهر نتائج هذا الاجتماع أن التعددية تعمل، وهي الوسيلة لبناء الشراكات اللازمة لحماية التنوع البيولوجي ودفعنا نحو السلام مع الطبيعة". 

ـ خلافات تفاقمت بالموقف الأمريكي:

ظل هناك خلاف بشأن المؤسسات التي ينبغي أن تدير وتوزع أي أموال يتم جمعها، حيث دعت الدول النامية إلى إنشاء صندوق جديد مخصص للتنوع البيولوجي، بينما واجه ذلك مقاومة من الدول الغنية، فيما وصفه ممثلو الدول والمنظمات غير الربحية بأنه صراع رمزي على توازن القوى والموارد. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة، التي لم تصدق قط على اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، لم ترسل وفدا رسميا إلى روما، إلا أن المناخ السياسي فيها كان حاضرا في المفاوضات. 

وقالت سوزانا محمد  لصحيفة فاينانشيال تايمز إن التحول في السياسات تحت رئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدى إلى زيادة التوترات في المناقشات بين دول الشمال والجنوب. وأضافت أن المشهد الجيوسياسي المتغير "وضع الكثير من الضغط" على الدول الغنية الأخرى، في وقت يتعين عليها زيادة الإنفاق الدفاعي استعدادا لتهديدات الحرب. من ناحية أخرى، ترى الدول الفقيرة أن الدول الغنية والشركات الكبرى ينبغي أن تتحمل تكلفة فقدان التنوع البيولوجي، حيث جمعت القوى الاقتصادية الكبرى ثرواتها من خلال استخراج الموارد، مما تسبب في تدمير بيئي خلال هذه العملية. 

ـ صندوق تمويل مخصص للتنوع البيولوجي:

وقالت ماريا أنجيليكا إيكيدا، مديرة إدارة البيئة في وزارة الخارجية البرازيلية، إنه بدون صندوق مخصص للتنوع البيولوجي، فإن مستوى التمويل الذي تم جمعه "بعيد جدا عما هو مطلوب".

وتقدّر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن التدفقات الفعلية في عام 2022 بلغت فقط 15 مليار دولار، وهو أقل بكثير من الهدف المطلوب لتحقيق أهداف عام 2030.   وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في روما، ستنشئ الدول آلية تمويل دائمة جديدة بحلول عام 2030، بينما تعمل على تحسين الأدوات المالية الحالية. كما يسمح الاتفاق بأساليب "مبتكرة" للتمويل، بما في ذلك تعويضات التنوع البيولوجي، وائتمانات الكربون، ومقايضات الديون من أجل الطبيعة. وكانت الشركات غائبة إلى حد كبير عن الحضور البالغ نحو 1000 مشارك في روما، على عكس اجتماع كالي، حيث كانت "الرسوم من أجل الطبيعة" في دائرة الضوء، ولم يكن حاضرا سوى مجموعات الضغط الصناعية مثل كروب لايف (CropLife). 

ـ من أجل استدامة الحياة على الكوكب.. العالم يستهدف الاتحاد في "COP16 "  مفاوضات شاقة لتمويل جهود حفظ الطبيعة :

 استؤنفت محادثات الأمم المتحدة للحفاظ على الطبيعة في روما، بدعوة إلى الاتحاد من أجل "استدامة الحياة على الكوكب" والتغلب على الخلاف المالي بين بلدان الشمال والجنوب الذي تسبب في انهيار محادثات سابقة قبل أشهر في كولومبيا.

وقالت الوزيرة الكولومبية سوزانا محمد التي ترأس المؤتمر السادس عشر (COP16) لاتفاقية التنوع البيولوجي، إن البلدان تحمل بين أيديها "أهمّ مهمة للإنسانية في القرن الحادي والعشرين، أي قدرتنا على دعم الحياة على هذا الكوكب".

ويشارك نحو 300 ممثل من 154 دولة من أصل 196 بلدا موقّعا على اتفاقية التنوع البيولوجي، في المؤتمر المقام في القاعة الكبرى بمقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في العاصمة الإيطالية. ويهدف اجتماعهم الذي يستمر ثلاثة أيام إلى حل خلاف دفعهم، في الثاني من نوفمبر في كالي، إلى مقاطعة مؤتمر المناخ بشكل مفاجئ مفاوضات إضافية امتدت طوال الليل، كما أوردت وكالة "فرانس برس". ويرافق هذا الهدف الذي حدد في عام 2022 في اتفاق كونمينغ- مونتريال، خريطة طريق تتضمن 23 هدفا يتعين تحقيقها خلال العقد، وتهدف كلها إلى حماية الكوكب وكائناته الحية من إزالة الغابات، والاستغلال المفرط للموارد، وتغير المناخ، والتلوث، والأنواع الغازية.

وأشارت سوزانا محمد إلى أن هذا البرنامج "قادر على توحيد العالم"، "وهو ليس بالأمر السهل في مشهد جيوسياسي شديد الاستقطاب والتجزئة والانقسام والصراع". وتبعت ذلك 3 ساعات من الخطابات من جانب بلدان اتخذت المواقف نفسها تقريبا كما في مؤتمر كالي، ولكن مع وجود خلافات، بين البلدان الغنية التي لا تزال مناوئة لطرح إنشاء صندوق جديد، والعالم النامي الذي يطالب باحترام التزاماته.

وتلتزم الدول المتقدمة بتوفير 20 مليار دولار كمساعدات سنوية للطبيعة حتى العام 2025، ثم 30 مليار حتى العام 2030، لكنها لم تصل إلا إلى نحو 15 مليار دولار في عام 2022، وفق منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. وحذرت مندوبة بنما قائلة "من دون ذلك، قد تنكسر الثقة"، معتبراً أن حل "أزمة التنوع البيولوجي (...) يشكل مسألة بقاء للأنظمة البيئية والاقتصاد والإنسانية (...)، ولم يعد لدى العالم الوقت". وأضافت "لا يمكننا أن نكرر إخفاقات تمويل المناخ".

ـ صندوق جديد مخصص للتنوع البيولوجي :

وتدعو البلدان النامية، وعلى رأسها البرازيل والمجموعة الأفريقية، إلى إنشاء صندوق جديد مخصص للتنوع البيولوجي يوضع تحت سلطة مؤتمر الأطراف، كما هو منصوص عليه في نص اتفاقية عام 1992. ولكن الأطراف المتقدمة، بقيادة دول الاتحاد الأوروبي واليابان وكندا في غياب الولايات المتحدة التي لم توقع على الاتفاقية ولكنها من كبار المانحين، تعارض بشدة هذا المقترح. كما تندد هذه القوى بتجزئة المساعدات التنموية التي تراجعت أصلا بسبب الأزمات المالية وانكفاء الأمريكيين عن دعم هذه الجهود.

ونشرت رئاسة مؤتمر "COP16" الكولومبية   اقتراح تسوية يتضمن خريطة طريق لإصلاح الأنظمة المختلفة التي تولّد التدفقات المالية الرامية لحماية الطبيعة بحلول عام 2030، بما يستجيب والصعوبات التي تواجهها البلدان الفقيرة والمثقلة بالديون.

وتهدف الوثيقة إلى ..  "تحسين أداء" مرفق البيئة العالمية GEF، وتحت سلطته، صندوق الإطار العالمي للتنوع البيولوجي GBFF، وهو حل مؤقت جرى اعتماده في عام 2022 وتلقى تمويلا متواضعا (400 مليون دولار). كما تنص على أن المؤسسة المالية، القائمة بالفعل أو التي سيتم إنشاؤها، ستوضع في نهاية المطاف تحت سلطة مؤتمر الأطراف.

دعت أغلبية الدول النامية في كلمات الممثلين عنها في 25 فبراير إلى العودة للتسوية التي كانت على الطاولة في كالي، والتي نصت صراحة على إنشاء صندوق جديد. وأمام ممثلي البلدان البالغ عددهم نحو 300، والذين جرى تعزيزهم منذ الأربعاء بـ25 مندوبا بمناصب وزارية أو ما يعادلها، حتى الخميس، أو ربما الجمعة، لإيجاد حل، في سياق جيوسياسي معقد. ومن المقرر إجراء مشاورات غير رسمية مساء سعيا لتفادي تمديد  ، أو حتى عدما لتوصل إلى اتفاق في ختام القمة المنعقدة في ظل أوضاع جيوسياسية غير مؤاتية.

بعد فشل مفاوضات كالي، تعرضت التعددية البيئية لضربة أخرى مع نتيجة  وصفت بأنها مخيبة للآمال تمخض عنها مؤتمر المناخ "COP29"، أيضا بسبب الخلاف حول المساعدات المقدمة من الدول الغنية تبعا لمسؤولياتها التاريخية. ثم في ديسمبر/كانون الأول، انتهى مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التصحر في المملكة العربية السعودية، والمفاوضات في كوريا الجنوبية بشأن معاهدة عالمية ضد التلوث البلاستيكي، من دون أن تتكلل بالنجاح.

وأُطلق رسميا 25 فبراير في روما الصندوق المتعدد الأطراف المعروف بـ"صندوق كالي" والذي كان قرار إنشائه من أكبر إنجازات مؤتمر "COP16" العام الماضي في كولومبيا. ويهدف هذا الصندوق إلى تقاسم جزء من الأرباح التي تحققها الشركات من الجينومات المرقمنة لنباتات أو حيوانات في البلدان النامية. لكن يبقى أن يتم التثبت من حجم المساهمات التي تبقى طوعية. وتم إطلاق صندوق جديد لحماية التنوع البيولوجي،  والذي يطلب من شركات الأدوية والشركات الزراعية المساهمة طوعا بنسبة 1% من أرباحها أو 0.1% من إيراداتها لتغطية استخدامها للبيانات الجينية. الا انه ، لم تبلغ أي شركة عن تقديم أي مساهمة للصندوق.

 


أخبار مرتبطة
 
12 مارس 2025 2:35 مبنوك مصر تفتح حسابات بنكية جديدة لتعزيز الشمول المالي10 مارس 2025 2:58 مجهود تجديد المفاعلات القديمة.. مسعى عالمي لمستقبل الطاقة النووية9 مارس 2025 2:50 مالحرب التجارية في منعطف جديد.. الصين وكندا على خط المواجهة4 مارس 2025 1:10 ممصر تدرس تعديل قانون الضريبة العقارية وزيادة حد الإعفاء على الوحدات السكنية26 فبراير 2025 3:35 ممسودة صفقة المعادن بين أميركا وأوكرانيا.. بنود الاتفاق لا تحدد ضمانات أمنية25 فبراير 2025 4:29 ممصر والإمارات تعلنان إطلاق المفاوضات حول اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة24 فبراير 2025 1:28 مفي مجال التعاون الدولي مباحثات تعزيز الشراكة وتبادل الخبرات بين مصر والبحرين23 فبراير 2025 4:19 مفي معرض دبي العالمي للقوارب 2025.. أكثر من 200 يخت ومركبة مائية19 فبراير 2025 3:04 ممعرض مصر الدولي للطاقة "إيجبس 2025": الرئيس السيسي يؤكد أهمية تعزيز استثمارات أباتشي الأمريكية بمصر18 فبراير 2025 12:40 مضعف الابتكار والثقافة المؤسسية والتركيز على الأرباح اسباب دفعت الى انهيار الشركات العملاقة بأميركا

التعليقات