أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 26 نوفمبر 2019 3:13 م - التعليقات ضبابية مفاوضات التجارة تعمق القلق لتوقعات الطلب العالمي على النفط في 2020
اعداد ـ فاطيمة طيبي
العامل الرئيس لتوقعات الطلب على النفط يتمثل في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين المستمرة حاليا".ومع اقتراب النفط من أعلى نطاقات التداول، التي سجلها في الآونة الأخيرة ليس من المفاجئ أن نرى بعض الضغوط البيعية خلال الجلسات". هذا ما قاله مايكل مكارثي، كبير خبراء السوق لدى "سي.إم.سي" للأسواق والوساطة في الأسهم في سيدني ". هذا ويرى مراقبون أن ملف مفاوضات التجارة الأمريكية الصينية وتباطؤ إحراز تقدم في تأثيراته على العوامل الجيوسياسية، والتوقعات الخاصة باقتراب المنتجين في "أوبك" وخارجها من قرار تمديد التخفيضات الحالية لفترة أطول، ستظل طاغية طيلة السنة المقبلة . كما تراجعت أسعار النفط في ختام الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر من أعلى مستوياتها في نحو شهرين في ظل استمرار الضبابية بشأن ما إذا كان بمقدور الولايات المتحدة والصين التوصل إلى اتفاق تجاري جزئي، ما عمق القلق بشأن معدلات نمو الاقتصاد العالمي وتوقعات الطلب العالمي النفطي. وكان ذلك أكثر من كاف ليطغى على أنباء بشأن تمديد مرجح لتخفيضات الإنتاج، التي ينفذها منتجون كبار للنفط دفعت الأسعار للارتفاع في الجلسة السابقة. اقتربت الأسعار أعلى مستوياتها منذ أواخر سبتمبر بعد أن ذكرت مصادر أن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا ستمددان على الأرجح تخفيضات الإنتاج القائمة لمدة ثلاثة أشهر أخرى حتى منتصف 2020 حين تجتمعان في الخامس من ديسمبر ويبقي المتعاملون أنظارهم على التأثيرات على إنتاج النفط في إيران والعراق العضوتين في "أوبك" في ظل احتجاجات جارية. إلى ذلك، أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن المنظمة وروسيا في طليعة حقبة غير مسبوقة من التعاون الدولي في مجال الطاقة، و أن هذه الحقبة الجديدة بدأت قبل ثلاثة أعوام بعد أن شهدت سوق النفط العالمية واحدة من أسوأ حالات الركود في التاريخ، وذلك بين عامي 2014 و2016 حيث بلغت المخزونات المتضخمة 5.5 مليون برميل يوميا متجاوزة نمو الطلب النفطي البالغ 4.1 مليون برميل يوميا. ــ التعاون الدولي وميثاق يوليو 2019 وتم الاشارة إلى أهمية التعاون الدولي في مجال الطاقة كأكثر الطرق فعالية لتحقيق استقرار دائم في الصناعة والحفاظ على استثمارات طويلة الأجل كافية، موضحا أن القيادة الروسية لم تدعم إعلان التعاون منذ البداية فحسب، بل رأت ضرورة كما فعلت "أوبك"- لإنشاء إطار دائم وطويل الأجل للتعاون يتجاوز حدود ونطاق الإعلان، وأدى ذلك إلى توقيع ميثاق التعاون في الاجتماع السادس لمنظمة "أوبك" والمستقلين في يوليو 2019، معتبرا أن الميثاق يعد منصة دائمة ومنفتحة وشفافة على الحوار بين الدول المشاركة بهدف تعزيز استقرار سوق النفط والتعاون في تكنولوجيا الطاقة وغيرها من المجالات. وأوضح تقرير حديث للمنظمة عن لقاء محمد باركيندو الأمين العام بالجمعية النمساوية الروسية في فيينا أنه بحلول يوليو 2016 ارتفع حجم التداول في المخزونات التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى مستوى قياسي بلغ نحو 403 ملايين برميل فوق متوسط الصناعة في خمسة أعوام، ما أدى إلى انخفاض هائل في سعر سلة "أوبك" المرجعية، التي انخفضت 80 % بين يونيو 2014 وكانون الثاني يناير2016. وأشارت "أوبك" إلى أن هذا الوضع جعل الصناعة النفطية تجتاز أزمة عميقة، بعدما فقد نحو نصف مليون شخص وظائفهم وتم تجميد أو تأجيل استثمارات تقدر بنحو تريليون دولار، وإشهار عدد قياسي من الشركات إفلاسها. كما أدركت "أوبك" أن حجم الأزمة يتطلب استجابة عاجلة ومنسقة من قبل جميع أصحاب المصلحة في الصناعة للمساعدة في تقليل المخزون الهائل من الخام وإعادة التوازن إلى سوق النفط، وعلى الفور بدأت سلسلة من المشاورات بين "أوبك" والمنتجين الآخرين، التي بدأت تؤتي ثمارها في 10 ديسمبر 2016 بتوقيع إعلان التعاون بين الدول الأعضاء في "أوبك" وعشر دول مستقلة بقيادة روسيا، معتبرا أن هذا الموقف الاستباقي أنقذ فعليا صناعة دخلت في دوامة تنازلية ، وهو ما ساعد على استعادة الثقة ليس فقط بسوق النفط، ولكن بالاقتصاد العالمي في عامي 2017 و2018. ـ العلاقات بين "أوبك" وروسيا: وعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية استمرت العلاقات بين "أوبك" وروسيا في الازدهار والوصول إلى مراحل جديدة طوال مرحلة تنفيذ إعلان التعاون، فقد كانت روسيا أحد المساهمين الرئيسين كرئيس مشارك للجنة المراقبة الوزارية المشتركة إلى جانب السعودية. أن هذه الجهود المشتركة لـ"أوبك" وشركائها بقيادة روسيا ساعدت على تكوين رابطة دائمة من الثقة والاحترام المتبادل، حيث وضع المنتجون حرفيا مخططا جديدا لكيفية تحسين جهودهم، كما أن صناعة النفط أصبحت معقدة ومتقلبة بشكل متزايد. ولفت إلى أنه لا بد من الاعتراف بالدور الأساسي المطلق، الذي اضطلع به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان من أبرز المدافعين عن هذا المسعى، مشيرا إلى تعهد موسكو بتقديم الدعم المستمر لمصلحة المنتجين والمستهلكين، كما تبدي تقديرها المستمر لجميع البلدان المشاركة لالتزامها وإسهاماتها في تحقيق الاستقرار المستدام في أسواق النفط العالمية. وذكر التقرير أن الميثاق يوفر أيضا آلية قيمة لمواجهة التحديات، التي تنتظر الصناعة والكثير منها خارج عن سيطرة المنتجين حاليا، موضحا أن سوق النفط تواجه على سبيل المثال تحديا بسبب مجموعة من العوامل غير الأساسية مثل العوامل الجيوسياسية والكوارث الطبيعية والنزاعات التجارية والسياسات النقدية المتطورة. وأشار إلى أن هذا الإطار المبتكر والشامل سيمكن أيضا من استخدام النفط على المدى الطويل كعنصر أساسي في مزيج الطاقة العالمي المتغير باستمرار مع تعزيز كفاءة استخدام الطاقة عبر سلسلة القيمة والمساعدة في تحسين بيانات الاعتماد البيئي للنفط. واعتبرالميثاق نوع من الالتزام الطوعي والمفتوح لجميع البلدان المنتجة، لأن الدعوة مفتوحة لجميع الدول المنتجة للنفط للانضمام إلى هذه الحملة الدولية لتعزيز الاستقرار والازدهار في جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن ترى الصناعة في الأعوام المقبلة بوضوح نتائج التعاون القوي والموسع باعتباره الطريقة الأكثر فاعلية للمضي قدما في مواجهة التقلبات وتحقيق الأهداف المشتركة لمصلحة المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي. ــ الاجتماع السابع في النصف الأول من 2020: نوه تقريرالاوبك إلى أن إطار التعاون المهم الآخر يتمثل في الحوار السنوي الرفيع المستوى بين "أوبك" وروسيا، الذي سيعقد اجتماعه السابع في النصف الأول من 2020، مشيرا إلى أن أصول هذه المبادرة تعود إلى 26 ديسمبر 2005، مشددا على أهمية وجود عملية مستمرة للحوار بين الطرفين. وألمح إلى أهمية وجود منصات تتيح منتدى مستمرا لتبادل الأفكار حول تطورات سوق النفط وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك سياسات الطاقة والاستثمار في مشروعات المنبع والمصب وتدفقات البيانات والقضايا المتعددة الأطراف، و تبني منظمة "أوبك" مبادرات حوار ثنائية ودولية مماثلة في مجال الطاقة تشمل: ـ الاتحاد الأوروبي. ـ الصين ـ الهند ـ الولايات المتحدة ـ المنتدى الدولي للطاقة ـ الوكالة الدولية للطاقة ـ صندوق النقد والبنك الدوليين ـ مجموعة العشرين، وكذلك مع القطاع الخاص والشركات المرتبطة بالطاقة. وبحسب التقرير، فقد اتسمت السوق خلال الأعوام الخمسة الأخيرة بالظواهر المتناقضة ما بين اضطراب وانتعاش وعدم يقين وثقة، موضحا أنه من خلال كل ذلك هناك شيء واحد أحدث كل الفارق ويمكن تلخيصه في كلمة واحدة وهي التعاون. ـ استراتيجية التعاون : وأفاد التقرير أن "أوبك" وشركاءها اعتمدوا بالفعل استراتيجية ناجحة تتضمن الاحترام والتعاون والشفافية وهي طريقة عمل تبرز الأفضل فينا جميعا، كما أن الصناعة تعيش حقبة جديدة في التعاون الدولي في مجال الطاقة، وهناك كثير، يجب تحقيقه مع استمرار العمل المشترك. في شأن آخر، خفضت شركات الطاقة الأمريكية عدد حفارات النفط العاملة حيث تراجعت الى 24 % على أساس سنوي مع قيام منتجين بخفض الإنفاق على عمليات الحفر الجديدة.. وعلى الرغم من انخفاض عدد الحفارات، فإن إنتاج النفط الأمريكي يواصل الارتفاع، فيما يرجع جزئيا إلى زيادة الإنتاجية إلى مستويات قياسية في معظم أحواض النفط الصخري في الولايات المتحدة. ـ افاق اجتماع "أوبك" : وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" يوم الخامس من ديسمبر في مقرها في فيينا، ويلي ذلك محادثات مع مجموعة من المنتجين الآخرين بقيادة روسيا، في التحالف المعروف باسم "أوبك+"، وتستمر تخفيضات الإمدادات الحالية حتى مارس 2020. وأفاد مصدر في "أوبك" "انه يوجد تصوران رئيسان: ـ إما الاجتماع في ديسمبر وتمديد التخفيضات الحالية حتى يونيو ـ إما تأجيل القرار حتى أوائل العام المقبل، والاجتماع قبل مارس للتعرف إلى وضع السوق وتمديد التخفيضات حتى منتصف العام.. الا ان الأكثر ترجيحا تمديد الاتفاق في ديسمبر لإرسال رسالة إيجابية للسوق. وذكرت مصادر بـ"أوبك" أن أوضاع السوق في النصف الأول من 2020 لا تزال غير واضحة المعالم في ظل المخاوف من تباطؤ الطلب على النفط وضعف الالتزام بسياسات خفض الإنتاج من جانب بعض المنتجين مثل العراق ونيجيريا، ما يضفي تعقيدا على التوقعات. وتعتقد "أمريتا سين" المؤسسة المشاركة في "إنرجي أسبكتس" للأبحاث، التي تراقب عن كثب سياسات النفط لـ"أوبك"، أن "الأسواق تتوقع مزيدا من الخفض وتمديدا حتى نهاية 2020.. أي سيناريو آخر سيحول السوق للبيع". واستقر إنتاج الولايات المتحدة من النفط عند مستوى قياسي مرتفع في الأسبوع الماضي، مع تجاوز صادرات الخام الأمريكي ثلاثة ملايين برميل يوميا. ـ الانتاج الامريكي في نوفمبر 2019 وكشف التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن الإنتاج الأمريكي بلغ 12.800 مليون برميل يوميا في الأسبوع الثالث من نوفمبر، وهي المستويات نفسها للأسبوع السابق له. ويقف بذلك إنتاج النفط الأمريكي عند أعلى مستوى في تاريخه على صعيد المستويات الأسبوعية، الذي سجله في الأسبوع الماضي. وارتفعت صادرات الولايات المتحدة من النفط خلال الأسبوع الماضي بمقدار 394 ألف برميل يوميا لتصل إلى 3.027 مليون برميل يوميا. كما شهدت واردات النفط الأمريكية ارتفاعا إلى مستوى 5.972 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنقضي وهو ما يمثل زيادة قدرها 222 ألف برميل يوميا عن مستويات الأسبوع السابق له. وتراجع صافي الواردات الأمريكية من الخام، بنحو 172 ألف برميل يوميا في الأسبوع الماضي إلى 2.945 مليون برميل يوميا. وشهدت المخزونات الأمريكية زيادة بنحو 1.4 مليون برميل في الأسبوع الماضي وهي توقعات المحللين نفسها.
|
|||||||||||||||