أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
2 فبراير 2020 1:12 م
-
استمرار تراجع أسعار النفط يزيد احتمالات تقديم اجتماع "أوبك +" إلى فبراير الجاري

استمرار تراجع أسعار النفط يزيد احتمالات تقديم اجتماع "أوبك +" إلى فبراير الجاري

اعداد ـ فاطيمة طيبي

أسعارالنفط  الآن قرب أدنى مستوياتها منذ أكتوبر2019 بفعل مخاوف من أن يضر وباء فيروس كورونا بالنمو العالمي والطلب على النفط، لكن يفترض أن تضع تخفيضات الإنتاج من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) حدا للنزول. ويتوقع  أن تمدد أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، اتفاقهم لكبح الإمدادات بعد الموعد النهائي المُتفق عليه في نهاية مارس وتأثيراته السلبية الواسعة على استقرار الأسواق العالمية، حيث أدت زيادة الإصابات واتساع حالة الهلع في الأسواق الدولية إلى خسائر كبيرة لقطاع النفط، حيث سجلت الأسعار رابع أسبوع من الخسائر المتتالية، وهبط خام برنت على أساس أسبوعي بنحو 4 %، والخام الأمريكي 4.8 %.

وتلقت الأسعار دعما نسبيا من إعلان روسيا والجزائر عن احتمال تقديم موعد اجتماع المنتجين في "أوبك +" من  مارس  المقبل إلى الشهر الحالي لتدارس وضع السوق والتوافق على خطط عمل مشترك لدعم تماسك الأسعار ووقف نزيف الخسائر، وسط أنباء عن تعميق جديد في مستوى خفض الإنتاج أو تمديد التخفيضات الحالية إلى فترات أطول تغطي كامل شهور العام الجاري.


وفي هذا الإطار، أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن "إعلان التعاون" بين دول أوبك وحلفائها من خارج المنظمة يركز في المرحلة الراهنة على بلورة أفضل السبل للمضي قدما للمساعدة في الحفاظ على السوق المتوازنة والاستقرار المستدام في عام 2020.

  ـ 4 و 5  من  فبراير الجاري انعقاد إجتماع دول البترول:

 ذكر تقرير حديث للمنظمة الدولية أن اجتماعات "أوبك +" الوزارية والفنية على مدار الأعوام الماضية كانت ولا تزال تركز على وضع تقييم مستمر لتطور وضع السوق، وعلى بيانات وتفاعلات العرض والطلب والمخزونات في سوق النفط، وتدارس السيناريوهات المحتملة للسوق، لافتا إلى وجود توقعات قوية بحدوث اختلال كبير في أساسيات السوق خلال النصف الأول من العام الجاري . من جهة أخرى أفاد مندوبان من منظمة الدول المصدرة للنفط أن تحالف منتجي "أوبك +" بانعقاد اللجنة الفنية للمجموعة الأسبوع الجاري.

وحسبما ذكرت وكالة أنباء "بلومبيرج" الأمريكية للأنباء، أوضح المندوبان تحديد يومي الرابع والخامس من  فبراير الجاري لانعقاد الاجتماع. وذكر المندوبان أن الدعوة تمت لانعقاد الاجتماع لتقييم أثر فيروس كورونا على الأسواق، وتضم مجموعة "أوبك+" دول منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وعشر دول نفطية أخرى منها روسيا. وقد يعجل وزراء مجموعة "أوبك+" بعقد الاجتماعات، التي كان مقررا أن تنعقد في مارس  2020 ،  ويأتي هذا الاجتماع الطارئ في ظل تراجع أسعار النفط. كما ان تقديرات تشير إلى وجود فائض في المعروض العالمي بنحو 700 إلى 900 ألف برميل يوميا في الربعين الأول والثاني، وذلك قبل اندلاع أزمة فيروس كورونا الصيني أخيرا.

وأشار التقرير إلى أن هناك اعترافا بأن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات أقوى وأعمق للتغلب على الخلل في السوق النفطية، وإلا فسيؤدي ذلك إلى ارتفاع كبير في مستويات المخزونات وتضخم مشكلة اختلال السوق وتسجيل تقلبات وتذبذب أكبر في مستوى الأسعار. هذا كما  أن هناك حالة من التركيز على تحسين وضع الأساسيات في السوق بالتعاون بين المنتجين الـ24 في تحالف "أوبك +" من أجل إظهار مزيد من حالة اليقظة والمرونة والالتزام باتخاذ الإجراءات اللازمة للتغلب على التحديات المتسعة في السوق النفطية، عادا أن جهود تحالف "أوبك +" تصب في النهاية في صالح المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي على السواء.

ـ مواجهة  مخاطر ضعف الطلب العالمي على النفط:

وأوضح التقرير أنه بعد إجراء مفاوضات ديناميكية وإيجابية شملت تدارس جميع الخيارات المتاحة، قرر وزراء الطاقة في دول "أوبك +" في  ديسمبر  2019 تعميق خفض مستويات الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميا، إضافة إلى التخفيضات الطوعية الأخرى، ويبدو أن المنتجين على أعتاب خطوة جديدة مماثلة في الاجتماع المقبل لمواجهة اتساع مخاطر ضعف الطلب العالمي على النفط.


حيث أن تعميق تخفيضات الإنتاج التى طبقت مطلع العام الجاري، ربما لا تكون كافية في المرحلة الراهنة بحسب تقديرات بعض المعنيين في السوق، حيث لا تتجاوز 1.7 مليون برميل يوميا، وما زال مقررا العمل بها على مدار الربع الأول من العام الجاري، مع رفع مستوى التخفيضات إلى 2.1 مليون برميل يوميا في ضوء التخفيضات الطوعية الإضافية التي تنفذها السعودية.

وذكر التقرير أن التعديلات الإضافية في مستوى إنتاج تحالف "أوبك +" سواء الحالية أو المتوقعة مستقبلا تتم في أجواء إيجابية وهادئة، كما يتم مراعاة الوصول إلى توافق تام مع كل دولة مشاركة في الاتفاق، ما يدعم استمرارية تعاون ووحدة وتنسيق التفاهم بين المنتجين والتعاون مع بقية أطراف الصناعة.

اضف اليه أن الشركاء في تحالف "أوبك +"، من خلال إعلان التعاون، يأخذون باستراتيجية عمل تقوم على المشاركة الكاملة من كل الأطراف وتعزيز الاستباقية لمواجهة مخاطر وتحديات السوق، حيث تؤكد الدول الأعضاء بشكل متجدد على التزامها المستمر بالعمل على دعم الاستقرار في السوق وتعزيز المصلحة المتبادلة للدول المنتجة وتوفير كفاءة اقتصادية وأمن كامل للإمدادات ولجميع احتياجات المستهلكين.

ـ على غير العادة اجتماعا غير عادي:

  وزراء دول "أوبك +" اختاروا   اجتماعا غير عادي ومبكرا، وهناك رغبة في تقديمه إلى الشهر الجاري نتيجة احتياجات السوق المتلاحقة والرغبة القوية في مراقبة التقدم بشكل كامل وضمان عدم خروج السوق عن حالة التوازن بطريقة أو بأخرى. وسلط التقرير الضوء على المواقف الإيجابية والمعززة لاستقرار السوق من قبل الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، وتأكيده المستمر على تعزيز منظومة العمل الجماعي وتوافر الجاهزية المستمرة لاتخاذ جميع التدابير الضرورية للتغلب على التحديات القائمة والمستجدة على وضع السوق النفطية. مشيرا  إلى أن الشركاء في إعلان التعاون لتحالف "أوبك +" يقدرون تمام التقدير الحاجة إلى استقرار العرض وبقائه عند مستويات صحية ملائمة دون نقص أو إفراط مما يخدم جميع أصحاب المصلحة في الصناعة النفطية، وهو ما يعد دفعة إيجابية بالنسبة لجميع الأطراف.

  فالسوق النفطية  بحاجة مستمرة إلى قرارات حاسمة كما جاء به التقرير بحيث يجب سرعة اتخاذها خاصة مع اتساع حجم الضغوط والمستجدات والمتغيرات المؤثرة على الاستقرار، وقد كانت القرارات السابقة ضرورية بشأن خفض الإنتاج في ديسمبر  2019 ، ومن المرجح أن تكون هناك قرارات لاحقة لا تقل أهمية عن السابق وذلك في الاجتماع المقبل، في ضوء تلاحق التطورات في السوق خاصة العوامل الجيوسياسية وما شابهها.

ـ تراجع اسعار النفط:

وكانت أسعار النفط قد تراجعت في ختام الأسبوع الاخير من شهر يناير 2020، مسجلة رابع خسارة أسبوعية على التوالي مع تزايد المخاوف بشأن الأضرار الاقتصادية المحتملة لتفشي فيروس كورونا الذي انتشر من الصين إلى نحو 20 دولة وقتل أكثر من 200 شخص. ووجدت الأسعار دعما لفترة وجيزة بعد أن قال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، إن بلاده مستعدة لتقديم موعد اجتماع مجموعة "أوبك +" إلى فبراير  بدلا من مارس ، للتعامل مع هبوط محتمل في الطلب العالمي على النفط بسبب الفيروس القاتل. وقال نوفاك إن الدول المنتجة للنفط ستحتاج إلى بضعة أيام إضافية لتقييم الوضع وتقرير موعد الاجتماع.

وذكرت "بلومبيرج" أنه إذا اتفق أعضاء "أوبك" على تقديم موعد الاجتماع في سابقة تاريخية، فإن الاجتماع قد يسفر عن خفض جديد لإنتاج النفط، بعد قرار الخفض السابق في ديسمبر 2019، لأنه في كل مرة دعت فيه منظمة أوبك إلى اجتماع طارئ خلال الأعوام العشرة الماضية تقريبا كان يتم اتخاذ قرار بخفض كبير للإنتاج بهدف تعزيز الأسعار، حدث هذا في اجتماعي عامي 2006 و2008.

وخلص مسح إلى أن إنتاج نفط "أوبك" هوى في الشهر الماضي إلى أدنى مستوياته في عدة أعوام، مع قيام السعودية وأعضاء خليجيين آخرين بخفض الإنتاج بأكثر من المستويات المطلوبة في اتفاق جديد لكبح الإنتاج وهبوط في الإمدادات من ليبيا بسبب إغلاق موانئ وحقول نفطية. وضخت منظمة الدول المصدرة للبترول 28.35 مليون برميل يوميا في المتوسط خلال شهر يناير، ويقل ذلك بمقدار 640 ألف برميل يوميا عن رقم  ديسمبر .

وتجاوز أعضاء "أوبك" العشرة الملزمون باتفاق التخفيضات المعلنة بفارق واضح في  يناير  بفضل تخفيضات أكبر من منتجين خليجيين لدعم السوق. وخلص المسح إلى أن "أوبك" امتثلت 133 % للتخفيضات المعلنة في  يناير ، وفي    ديسمبر ، كانت النسبة 158 %. هذا وكان إنتاج يناير  الأدنى لـ"أوبك" منذ 2009، وهو العام الذي طبقت فيه المنظمة أضخم تخفيضاتها الإنتاجية على الإطلاق خلال الأزمة المالية العالمية.

ووجد المسح أن متوسط الإنتاج في ليبيا بلغ 760 ألف برميل يوميا على مدار الشهر، انخفاضا من 1.15 مليون برميل يوميا في  ديسمبر . علما أن نيجيريا والعراق، وكلتاهما تقاعستا في تنفيذ التخفيضات في 2019، حققتا بعض التقدم في التخفيضات الإنتاجية. ومن الدول التي زاد إنتاجها، اما فنزويلا التي تواجه عقوبات فرضتها الولايات المتحدة على شركة النفط الحكومية "بي. دي. في. إس. إيه" وتراجعا  في الإنتاج منذ فترة طويلة،  تمكنت من تحقيق زيادة صغيرة في الإنتاج لترتفع الصادرات في شهر يناير 2020. وغادرت الإكوادور "أوبك" في نهاية 2019، وهو ما اقتطع نحو 500 ألف برميل يوميا من إنتاج "أوبك".

ـ حفارات النفط الأمريكية:

من جانب آخر، خفضت شركات الطاقة الأمريكية عدد حفارات النفط العاملة للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع مع مواصلة المنتجين المستقلين تنفيذ خطط لخفض الإنفاق على عمليات الحفر الجديدة لثاني عام على التوالي في 2020.


وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، في تقريرها الذي يحظى بمتابعة وثيقة، إن شركات الحفر أوقفت تشغيل حفار نفطي واحد في الأسبوع الاخير من شهر يناير 2020  لينخفض إجمالي عدد الحفارات النشطة إلى 675 حفارا. وفي الأسبوع نفسه من 2019، كان هناك 847 حفارا نفطيا قيد التشغيل، وعلى مدار  يناير ، تراجع عدد الحفارات النشطة للمرة الثالثة عشرة في الأشهر الأربعة عشرة الماضية في أعقاب زيادة في ديسمبر .

وتراجع إجمالي عدد حفارات النفط النشطة، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، في 2019 بعد ارتفاعه في 2018 مع قيام شركات مستقلة للاستكشاف والإنتاج بخفض الإنفاق على عمليات الحفر الجديدة، بينما يسعى المساهمون إلى تحسين عوائدهم وسط بيئة من أسعار النفط المنخفضة. وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقرير شهري أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة قفز 203 آلاف برميل يوميا إلى مستوى قياسي عند 12.9 مليون برميل يوميا في  نوفمبر  وأصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم بفضل تطورات تكنولوجية زادت الإنتاج من التشكيلات الصخرية في تكساس ونورث داكوتا ونيو مكسيكو. وسجل إنتاج الخام في تكساس ونيو مكسيكو في  نوفمبر 2019 مستوى قياسيا مرتفعا عند 5.3 مليون برميل يوميا و1.1 مليون برميل يوميا على الترتيب.

ووفقا لأحدث البيانات، قفز إنتاج النفط الأمريكي أكثر من مليون برميل يوميا في الأشهر الأحد عشر الأولى من 2019، ولم تنشر إدارة معلومات الطاقة حتى الآن بيانات الإنتاج لشهر ديسمبر . وتراجع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة إلى 9.2 مليون برميل يوميا في    نوفمبر 2019  من 9.3 مليون برميل يوميا في أكتوبر .

   

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 19 ساعةانسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ينذر بتحول زلزالي في السياسة المناخية21 يناير 2025 2:43 مبعد ساعات من تنصيبه.. ترامب يوقع سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات21 يناير 2025 12:37 متعديلات وتحديثات جديدة لتعزيز وتفعيل دور صناديق التقاعد20 يناير 2025 1:05 مدافوس 2025.. التعاون من أجل العصر الذكي" في ظل عالم مجزأ وجمود اقتصادي شامل19 يناير 2025 3:12 ممفاجآت بيتكوين في 2025.. تقلبات وتغيرات العملة المشفرة تقودها لصعود غير متوقع15 يناير 2025 3:57 مفترة حكم جو بايدن على الميزان الداخلي والدولي12 يناير 2025 3:07 متمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة قرار واقعي يعكس رؤية المركزي8 يناير 2025 3:45 مبصمة "إيلون ماسك" في عهد ترامب بين الرفض والقبول الدولي6 يناير 2025 3:33 موزير المالية ولقاءات حوارية حول برنامج الطروحات الحكومية والإعفاءات الضريبية والديون وزيادة الأجور5 يناير 2025 1:15 مالحصاد السنوي حول تطورات الشراكات مع بنوك التنمية والشركاء الثنائيين خلال 2024

التعليقات