تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
27 أبريل 2022 11:24 ص
-
الاقتصاد الصيني في تحد صعب للتغلب على مؤشرات الركود في المستقبل

الاقتصاد الصيني في تحد صعب للتغلب على مؤشرات الركود في المستقبل

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 جاءت الأزمة الأوكرانية وما نجم عنها من تداعيات سلبية على العالم، لتزيد  الوضع صعوبة  من مهمة تعافي الاقتصاد الصيني بعد الضربة التي وجهها تفشي فيروس كورونا، وليجد ثاني أكبر اقتصاد في العالم نفسه أمام امتحان صعب.

ـ توقعات بارتفاع حاد في تباطؤ النمو :

ورغم نموه بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الأول من العام الحالي محققا زيادة 4.8 % على أساس سنوي، لكن خطر حدوث تباطؤ حاد خلال الأشهر المقبلة مرتفع مع تسبب قيود كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا بخسائر فادحة، خاصة وأنه سجلت خلال الأسابيع القليلة الماضية زيادة مقلقة في وتيرة الإصابات بالفيروس التاجي.

وأدى انتشار فيروس كورونا مجددا في الصين لفرض إجراءات إغلاق في كثير من المدن، بحيث يلتزم المسؤولون سياسة "صفر كوفيد" للقضاء على أي بؤرة عند ظهورها.

وأجبر هذا الوضع المصانع على وقف عملياتها، مثل شركات صناعة السيارات التي حذرت من تعطل حركة الإنتاج، إضافة الى إعلان موانئ رئيسية في مدينة شنغهاي وهي بمثابة العاصمة الاقتصادية للصين عجزها عن العمل بسبب تكدس البضائع.

وعن مستقبل ثاني أكبر اقتصاد في العالم وخططه لمجابهة تداعيات جائحة كورونا وحرب أوكرانيا على معدلات نموه، قال عامر الشوبكي، الباحث والخبير الاقتصادي، في تصريح لاحدى الوكالات الصحفية العربية : "إجمالا ثمة مظاهر ركود بالاقتصاد الصيني، حيث أن النسبة المستهدفة الرسمية للنمو الاقتصادي في الربع الأول من عام 2020 كانت الأقل منذ عقدين، والنمو الاقتصادي خلال الربع الأول هذا العام ولو أنه أفضل منه خلال الربع الرابع للعام 2021، حيث بلغت نسبته 4.8 %، لكنها تبقى مع ذلك قليلة نسبيا".

هذا كما أنه رغم الركود الاقتصادي الصيني على وقع تداعيات ظهور فيروس كورونا المستجد، لكن الصين هي الدولة الوحيدة حول العالم التي حققت نموا اقتصاديا رغم ظروف جائحة كورونا، حيث حقق اقتصادها نموا بنسبة تقارب 2.5 % خلال عام الجائحة الأول، في حين أن نسب النمو الصينية المستهدفة عادة ما كانت بحدود 7 %، في الاقتصاد الذي يعد الأعلى نموا في العالم".

اضف الى ذلك وهناك حسب بلومبيرغ نقص أو انخفاض أو انسحاب في الاستثمارات بالاقتصاد الصيني، نتيجة خوف المستثمرين من أن يجري للاقتصاد الصيني ما جرى لنظيره الروسي من فرض للعقوبات، واحتمال ان تكون المواجهة القادمة هي بين الغرب والصين، وبالتالي أن يتم فرض العقوبات الاقتصادية على بكين مستقبلا".

ـ مؤشرات وعوامل الركود في الصين:

ايضا فيما يتعلق بمؤشرات وعوامل الركود في الصين، أوضح بعض الخبراء انه   حتى في استهلاك النفط ثمة تراجع واضح في الربع الأول من العام الجاري 2022  اذ انخفض بنسبة 8 % عن مثيله بالعام الماضي 2021، وخلال شهر مارس الماضي فقط انخفض استهلاك النفط بقرابة 1.6 مليون برميل عن نفس الشهر من العام الماضي 2021 ، حيث كان الاستهلاك أو الاستيراد يوميا بمعدل 10.2 مليون برميل بينما كان خلال مارس العام الماضي يفوق 11.8 مليون برميل يوميا، وبالتالي فانخفاض وتيرة استهلاك النفط والطاقة بهذا الشكل يدل على ضعف وتراجع الاقتصاد، علاوة على تراجع مؤشرات ومعدلات الإنتاج الصناعي والخدمي، أضف لذلك أن الأزمة العقارية بالصين ما انفكت تؤرق واضعي السياسات الاقتصادية حيث لا زالت هذه الأزمة تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد ككل".

ـ  التغلب على مؤشرات الركود في المستقبل :

 وعن خطط بكين لمواجهة مؤشرات الركود واستعادة اقتصادها لعافيته وحيويته، تحاول الحكومة الصينية :

ـ معالجة هذا التراجع الاقتصادي عبر خفض معدلات أسعار الفائدة على عكس ما تعتمده الدول الغربية من رفع لمعدلات الفائدة لمواجهة التضخم، وذلك لتحفيز الاقتصاد الصيني.

ـ    هناك اتجاه نحو إنفاق مبالغ هائلة على تنمية وتحديث البنية التحتية في الصين، حيث تعتزم بكين إنفاق مبلغ 2.3 تريليون دولار في هذا السياق، وهذا الرقم الضخم جدا هو ضعف ما ستنفقه الولايات المتحدة الأميركية على تحديث وتطوير بنيتها التحتية التي خصصت لذلك مبلغ 1.1 تريليون دولار.

ـ    سعى الصين  الحثيث لإحياء وإنعاش القطاع العقاري المتداعي في البلادز

ـ    إنقاذ وظائف وأعمال نحو 50 مليونا ممن يعملون في قطاع العقارات الصيني وهو ما يسهم في تنشيط الاقتصاد وتعافيه من عثرات جائحة كورونا ومن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على اقتصاد العالم .

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 13 ساعةنحو التكافؤ في السلطة.. دورالمرأة على طاولة نقاشات دافوس 202521 يناير 2025 11:30 صالمالية: نسعى لرفع كفاءة إدارة المالية العامة للتوسع في الإنفاق على الصحة والتعليم20 يناير 2025 2:04 موعود ترامب.. خطة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي19 يناير 2025 4:01 ممنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تختار مصر لإطلاق النسخة العربية من إرشاداتها للسلوك المسئول للشركات15 يناير 2025 2:37 مشرق أوسط جديد يحمل بصمات لارث ثقيل من إدارة الرئيس جو بايدن14 يناير 2025 3:31 مخالد عبد الغفار يوجه بتأسيس لجنة استشارية عليا للتنمية البشرية12 يناير 2025 12:37 متمكين المرأة اقتصاديا من خلال توفير الخدمات المالية وغير المالية للمشروعات وبرامج التدريب8 يناير 2025 3:06 ممصر: سيناريوهات استيراد الغاز المسال في الربع الأول من 20256 يناير 2025 12:40 معودة أعمال تنمية حقل غاز"ظهر" يناير 2025 مع طرح مناطق للتعدين5 يناير 2025 2:56 مارتفاع أسعار الخامات والأدوات والأجور.. أبرز تحديات صناعة الأثاث

التعليقات