تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
7 يوليو 2025 4:02 م
-
قمة"بريكس": مدبولي.. فعالية عمل مجموعة بريكس على تحسين آلية الدين الدولي لدعم استدامة الديون

قمة"بريكس": مدبولي.. فعالية عمل مجموعة بريكس على تحسين آلية الدين الدولي لدعم استدامة الديون

اعداد ـ فاطيمة طيبي

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،  كلمة مصر خلال مشاركته نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة "بريكس" التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية على مدار يومي 6 و7 يوليو الجاري.

واستهل رئيس الوزراء كلمته بالجلسة الافتتاحية التي جاءت تحت عنوان "السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية" قائلا: بالنيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، الذي لم يتمكن للأسف من الانضمام إلينا اليوم لارتباطه بإلتزام يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، أود أن أعرب عن خالص تقديري لـ الرئيس لولا دا سيلفا وشعب البرازيل على كرم الضيافة والتنظيم الممتاز لقمة مجموعة "بريكس" السابعة عشرة، التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو المتنوعة ثقافيا، بوابة البرازيل التاريخية إلى العالم. كما أود أن أعرب عن تقديري لجهود الرئاسة البرازيلية، وأرحب بالرئيس برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا، الذي ينضم إلينا لأول مرة.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: إن انعقاد هذه الدورة لمجموعة "بريكس" يأتي في توقيت دقيق نواجه فيها أزمات وتحديات متعددة ومتشابكة، تشمل التوترات الجيوسياسية، وتهديدات السلام والأمن، إلى جانب سلسلة من النكسات الاقتصادية غير المسبوقة، وتصاعد تطبيق الإجراءات الحمائية التجارية، وارتفاع مستويات الديون التراكمية، وتغير المناخ، وفوق كل ذلك الكارثة الإنسانية في غزة.

ولا شك أن أخطر أزمة في وقتنا الحالي الحرب الإسرائيلية المستمرة على الأبرياء من الشعب الفلسطيني بقطاع غزة منذ ما يقرب من عامين، وقد أسفرت هذه الحرب عن استشهاد أكثر من 55 ألف مدني فلسطيني، ثلثاهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى ما يقرب من 125 ألف مصاب. ونرفض أي خطط لتهجير أو نقل سكان غزة الفلسطينيين بعيدا عن وطنهم، لأن مثل هذه المقترحات تهدد حل الدولتين والسلام في المنطقة بأسرها.

ايضا أشار رئيس الوزراء إلى أنه في ضوء الأزمات والتحديات المذكورة سلفا، يتزايد دور مجموعة "بريكس" المحوري في النظام الدولي. وأود تسليط الضوء على عدد من الأولويات، والتي تتمثل في تسريع التعاون والتكامل المشتركين لمواجهة التحديات التي نواجهها، من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك في مجالات الطاقة والتصنيع والبنية التحتية، بالإضافة إلى التقنيات الناشئة والابتكار، وخاصةً الذكاء الاصطناعي.

وضمن أولويات التعاون بيننا، نولي أهمية بالغة لتعزيز تعاوننا الاقتصادي والمالي والنقدي، وخاصة بين البنوك المركزية. ويجب علينا إحراز تقدمٍ في تمكين التسويات المالية بالعملات المحلية، بما يتماشى مع مبادرة "بريكس" للمدفوعات عبر الحدود، وزيادة التمويل المقدم من بنك التنمية الجديد بالعملات المحلية.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن توفير التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، كما نؤمن بضرورة أن تعمل مجموعة بريكس بفعالية على تحسين آلية الدين الدولي لدعم استدامة الديون، بالإضافة إلى دعم إصلاح النظام المالي العالمي لتلبية احتياجات وأولويات الدول النامية.

ايضا ينبغي أن يضمن هذا الإصلاح استجابة نماذج الأعمال والقدرات التمويلية للاحتياجات الخاصة للدول النامية، ومن المهم أيضا تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية وزيادة المشاركة في عملية صنع القرار.

وفي الختام، أكد رئيس الوزراء أن التأثير الحقيقي لمجموعة "بريكس" يكمن في قدرتنا على خلق المساحة والرؤية اللازمتين لتحقيق مصالحنا المشتركة في مجالات متعددة، وهو ما يلبي في نهاية المطاف آمال وتطلعات شعوبنا لمستقبل مزدهر.

ـ مصر تدعم نظاما عالميا متعدد الأطراف وتدعو لتعزيز التسويات المالية بالعملات المحلية:

كما ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال جلسة "تعزيز التعددية والشئون الاقتصادية والمالية، والذكاء الاصطناعي" ضمن فعاليات قمة مجموعة "بريكس"، التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية على مدار يومي 6 و7 يوليو الجاري.

واستهل مدبولي كلمته بتوجيه الشكر للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا على استضافة القمة، مؤكدا أهمية اللقاء في ظل التحديات المتصاعدة عالميا، التي تتطلب تعزيز النظام الدولي متعدد الأطراف، وعلى رأسه الأمم المتحدة. وقال رئيس الوزراء إن الدول النامية تعاني من أزمات مركبة تشمل أعباء الدين، التضخم، وصعوبة الحصول على التمويل الميسر لمشروعات البنية التحتية، مشيرا إلى أن التوترات الجيوسياسية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، فاقمت من حدة هذه الأزمات وتسببت في موجات هجرة وتهجير قسري.

وأكد مدبولي أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب سد فجوة تمويل تتجاوز 4 تريليونات دولار سنويا، مشددا على ضرورة تمكين الدول النامية من الوصول إلى مصادر تمويل ميسرة، مع الإشارة إلى أهمية بنك التنمية الجديد ومنصته الاستثمارية الجديدة لدعم الاستثمارات المشتركة، خاصة بالعملات المحلية.

كما دعا إلى تعزيز التعاون بين البنوك المركزية في دول بريكس، ودفع جهود تفعيل مبادرة المدفوعات عبر الحدود باستخدام العملات المحلية، مؤكدًا أهمية دعم القطاع الخاص لتنفيذ مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة، والتصنيع، والزراعة.

وفيما يخص الذكاء الاصطناعي، رحب مدبولي بجهود الرئاسة البرازيلية لصياغة "بيان قادة بريكس حول الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي"، داعيا إلى ضمان الوصول العادل للتكنولوجيا، وسد الفجوة الرقمية بين الشمال والجنوب. وأكد أن دول "بريكس" بحاجة إلى وضع خارطة طريق لنقل المعرفة، وبناء القدرات في التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

واختتم كلمته بالتأكيد على التزام مصر بتعزيز التعاون مع دول المجموعة لتحقيق الأهداف التنموية المشتركة.

ـ فى الجلسة الخاصة بمناقشة القضايا المالية باجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول "البريكس" بالبرازيل..

 ـ كجوك : على دول "البريكس" دفع جهود ضمان استدامة الديون للدول الناشئة مع كل الاطراف :

وأكد أحمد كجوك وزير المالية، أنه من المهم أن تتبنى دول مجموعة "البريكس" مع كل الأطراف دفع جهود ضمان استدامة الديون للدول الناشئة، بأنه من المهم والضروري دفع أدوات التمويل المتنوعة وأهمها مبادرات مبادلة الديون لكل الدول الناشئة.

 قال الوزير، فى الجلسة الخاصة بمناقشة القضايا المالية باجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول "البريكس" بالبرازيل، إننا نتطلع إلى بصمة واضحة لـ "البريكس" فى مساندة الاقتصادات الناشئة في مواجهة التحديات العالمية، لافتا إلى أن الإجراءات الأحادية تضعف الثقة في النظام الاقتصادي العالمي وتعوق التمويل التنموي. ايضا تيسير وصول الدول النامية إلى تمويلات مناسبة وعادلة للمناخ بات ضرورة عاجلة، لأننا ملتزمون بدعم تطوير نظام ضريبي دولي أكثر عدالة عبر اتفاقية الأمم المتحدة الضريبية.

 كما أكد أن الإصلاحات الاقتصادية في مصر، نموذج لتعزيز المرونة وتحقيق النمو الشامل والمستدام، قائلا: "أوضحنا نجاح الاقتصاد المصرى فى تحقيق معدلات نمو مرتفعة بسبب النمو القوى للقطاع الخاص وعودة تدفقات الاستثمارات الخاصة للنمو بقوة، وقد نجحنا فى دفع جهود الانضباط المالى من خلال التسهيلات الضريبية مما أدى لنمو الإيرادات الضريبية بنحو 35% دون فرض أعباء جديدة".

ولدينا فرص كبيرة للتعاون فى مجالات الزراعة والتصنيع والصحة من أجل الأمن الغذائي والصحي للجنوب العالمي، لأهمية إيجاد آليات تمويل مبتكرة من خلال منصة الاستثمار الجديدة بالبريكس لتسريع مشروعات البنية التحتية.

ـ النتطلع لدور أكبر في حل أزمة الديون وتعزيز التنمية المستدامة :

ايضا خلال الجلسة الرسمية لاجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول "البريكس" اكد أحمد كجوك، وزير المالية، تطلع مصر إلى دور أكبر لمجموعة "البريكس" في إيجاد حلول مبتكرة لأزمة الديون العالمية، خاصة للدول متوسطة الدخل، لأن دول   "البريكس" يمكن أن تلعب دورا مؤثرا مع باقي الأطراف الدولية لدفع مبادرات مبادلة الديون بالاستثمارات، إلى جانب أدوات تمويلية مبتكرة تسهم في تعزيز جهود التنمية ، مع أهمية دفع الجهود الدولية لترسيخ مبادئ التعددية الاقتصادية عالميا، بما يضمن نموا أكثر شمولا واستدامة. كما أعرب عن تطلع مصر إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المجموعة، بما يخفف من حدة الصدمات الاقتصادية العالمية، خاصة في ظل ما تشهده الأسواق الناشئة من تأثيرات سلبية نتيجة ارتفاع الرسوم الجمركية وتزايد حالة عدم اليقين.

وأشار كجوك إلى أهمية استكشاف أدوات تمويلية ميسرة لدفع مشروعات البنية التحتية والطاقة المتجددة والبنية التحتية الرقمية، باعتبارها أحد المحركات الرئيسية للتنمية المستدامة. موضحا أن دول "البريكس" يمكنها الإسهام بفاعلية في بناء نظام اقتصادي عالمي أكثر توازنا وعدالة، داعيا إلى تحرك جماعي وتعاون مع كل الأطراف الدولية لتحقيق التنمية الشاملة وضمان التعددية.

وأكد الوزير دعم مصر للشراكة القوية بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الأهداف التنموية، كما أشار إلى أهمية التعاون المشترك وتبادل الخبرات لبناء قدرات دول "البريكس" في مواجهة مخاطر التغير المناخي.

واختتم كلمته بالإشارة إلى منصة الاستثمار الجديدة، التي وصفها بأنها مبادرة مبتكرة لتعبئة رأس المال الخاص والمختلط لتمويل المشروعات الاستراتيجية في الدول الأعضاء.

ـ خلال لقاء بنظيره البرازيلي على هامش اجتماعات "البريكس"

"كجوك": تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري الثنائى مع دول "البريكس":

كما أكد أحمد كجوك وزير المالية، أننا حريصون على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري الثنائى مع البرازيل ودول مجموعة "البريكس" فى المشروعات الإنتاجية والصديقة للبيئة وتسهيل حركة التجارة. 


وقال كجوك، فى لقائه مع فرناندو حداد وزير المالية البرازيلى، على هامش مشاركتهما فى اجتماعات مجموعة البريكس بالبرازيل، إننا نتطلع للاستفادة من الخبرات البرازيلية فى تطوير المنظومة الضريبية، وتوسيع مظلة الشمول المالى، لضرورة تعميق التعاون بين دول مجموعة "البريكس" وأفريقيا فى قضايا تمويل التنمية والمناخ ومبادلة الديون والأمن الغذائى.

 كما أننا نتطلع إلى أن تصبح "البريكس" منصة رائدة للجنوب العالمى للوصول إلى نظام دولي أكثر توازنا وتنوعا، مشيرا إلى أهمية توفير آليات مالية مرنة لتحقيق الأهداف التنموية للاقتصادات الناشئة. وأننا نتطلع أيضا إلى دور أكبر لبنك التنمية الجديد فى أفريقيا عبر شراكته الإقليمية مع مصر، مؤكدا ضرورة العمل على التوسع فى مشروعات البنية التحتية والخضراء وتعميق الشراكة مع القطاع الخاص وتوفير تمويلات ميسرة بالعملة المحلية وزيادة دور بنك التنمية الجديد.  مشيرا إلى أنه يمكن الاستفادة من التمويلات منخفضة التكاليف فى جذب المزيد من الاستثمارات الخاصة بالقطاعات الإنتاجية والتنموية.

وأكد أن سياسات الانضباط المالى والإصلاحات الهيكلية والاقتصادية جعلت الاقتصاد المصرى أكثر مرونة فى مواجهة التحديات، كما  أننا نعمل على تهيئة بيئة استثمارية واعدة ترتكز على بناء الثقة والشراكة مع مجتمع الأعمال من أجل تعزيز تنافسية الاقتصاد المصرى .

                        

 

 


أخبار مرتبطة
 
6 يوليو 2025 3:15 متوقعات بتسارع التضخم في يوليو واستقراره أغسطس وسبتمبر 20251 يوليو 2025 4:08 م"ڤورتكس" مشروع تكشف عنه فرنسا .. طائرة فضائية فريدة تغير قواعد اللعبة30 يونيو 2025 1:54 م5 مرشحين لخلافة جيروم باول في رئاسة "الفيدرالي"29 يونيو 2025 12:26 مبتراجع الدولار كملاذ آمن.. البنوك المركزية حول العالم تتجه نحو الذهب واليورو واليوان25 يونيو 2025 4:39 مالتكنولوجيا تقلل تكلفة الاستحواذ وتحافظ على العملاء بالأنشطة غير المصرفية25 يونيو 2025 1:05 مالأسواق الناشئة تتفوق على العالم المتقدم بتوجه مديري الصناديق للتنويع بعيدا عن الأصول الدولارية24 يونيو 2025 2:25 مالرعاية الصحية وبشراكة يابانية تطلق مشروعا جديدا لتحقيق التغطية الشاملة حتى 202723 يونيو 2025 3:07 مالاقتصاد العالمي على مفترق طرق.. البنك الدولي يراجع تقديراته نزولا22 يونيو 2025 1:39 ممستثمرون: استمرار التصعيد الإقليمي يؤثر سلبا على اقتصادات الشرق الأوسط ومنها مصر18 يونيو 2025 1:31 مخبراء: الهند قد تصبح بديلا استراتيجيا للصين نحو سباق المعادن الأرضية النادرة

التعليقات