تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
1 يوليو 2025 4:08 م
-
"ڤورتكس" مشروع تكشف عنه فرنسا .. طائرة فضائية فريدة تغير قواعد اللعبة

"ڤورتكس" مشروع تكشف عنه فرنسا .. طائرة فضائية فريدة تغير قواعد اللعبة

  اعداد ـ فاطيمة طيبي

 

دخلت فرنسا رسميا سباق الفضاء المتقدم، بإطلاق مشروع طائرة فضائية جديدة تحت اسم "ڤورتكس" VORTEX، وصفها مسؤولو الدفاع بأنها مفتاح السيادة الفضائية الفرنسية.

المشروع الذي تم الكشف عنه رسميا خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية، يشكل أحد أبرز مخرجات معرض لوبورجيه 2025، إلى جانب برنامج القتال الجوي المستقبلي.

وكشفت فرنسا عن ورقتها الرابحة، بمشروع الطائرة الفضائية "ڤورتكس"، وهذه المركبة المستقبلية، التي ستحلق بسرعة تفوق 12 ضعف سرعة الصوت، ليست مجرد طموح نظري، بل تدخل مرحلة التنفيذ الفعلي، مدعومة بتحالف مالي وعسكري ضخم. فهل تدخل فرنسا نادي القوى الفضائية الكبرى عبر بوابة "ڤورتكس"؟ .


ـ مشروع فضائي فرنسي :

وفي جلسة استماع أمام الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي)، كشف مدير عام التسلح الفرنسي إيمانويل شيفا عن تفاصيل جديدة تخص مشروع الطائرة الفضائية "ڤورتكس"، الذي من المنتظر أن يرى النور بدءا من عام 2027. وقد مثّل هذا المشروع إحدى أبرز مفاجآت معرض لوبورجيه 2025، إلى جانب نظام القتال الجوي المستقبلي (سكاف)، بحسب إذاعة "20 مينيت" الفرنسية.

ويأتي هذا الإعلان عقب توقيع وزارة الجيوش الفرنسية، في 20  شهر يونيو2025 ، اتفاق دعم تطوير مع شركة داسو للطيران لتصميم نموذج تجريبي للطائرة، في خطوة تعكس إرادة الدولة لتأمين حضورها في المجال الفضائي الذي بات، وفق تعبير وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو، "معيارا للقوى الكبرى" .

 ـ استثمار كلف ملايين اليوروهات :

برر وزير الجيوش سيباستيان لوكورنو دعم الدولة للمشروع بقوله:" الفضاء هو معيار القوى العظمى"، ولتفادي تراجع مكانة فرنسا، ستخصص الدولة 30 مليون يورو لدعم تطوير المركبة، التي تتميز بكونها قابلة لإعادة الاستخدام ومتعددة المهام.

أما شركة داسو، فستساهم من أموالها الخاصة بمبلغ يقارب 40 مليون يورو، بحسب ما أعلنه شيفا خلال جلسة استماع أمام لجنة الدفاع في الخامس والعشرين من شهر  يونيو.

بهذا التمويل المشترك، الذي يبلغ 70 مليون يورو، ينتظر أن تنفذ المركبة أول رحلة تجريبية خلال عامين، وستكون رحلة تحت مدارية، أي بسرعة لا تسمح لها بالبقاء في المدار الأرضي.

ـ اختبارات فائقة للتحقق من قدرة فورتكس :

خلال عرضه أمام النواب، أوضح شيفا أن الهدف من اختبار 2027 هو التحقق من قدرات ڤورتكس الحيوية، بما في ذلك: التوجيه فائق السرعة، أنظمة الحماية من الحرارة الشديدة، قدرات المناورة النهائية في الجو، فمركبة "ڤورتكس" ستعمل في نطاق السرعات فوق الصوتية العالية، وتصل إلى Mach 12، أي ما يعادل 12.800 كم/س عند مستوى سطح البحر. ولن تكون مأهولة بالبشر، بل ستدار عن بعد من قبل فريق داسو.

ـ مشروع استراتيجي :

شدد شيفا على أن "الجميع يؤمن بهذا المشروع"، وأضاف: "هذا ليس مجرد استعراض إعلامي. إذا نظرتم إلى ما يحدث في هذا المجال، فستجدون برامج صينية ومركبة X37-B الأمريكية. من الضروري أن نمتلك وسيلة قابلة لإعادة الاستخدام، تحسبا لإمكانية حرماننا من الوصول إلى الفضاء".

ـ مراحل متعددة :

ويتضمن مشروع ڤورتكس أربع مراحل تطويرية: ڤورتكس D: نموذج تجريبي بنسبة 1/3 من الحجم الفعلي، سيختبر عام 2027، وڤورتكس S: نموذج بنسبة 2/3، و ڤورتكس C: نسخة مخصصة للشحن الفضائي، وڤورتكس M: نسخة مأهولة بالبشر.

وستكون المرحلتان الأخيرتان بالحجم الكامل، ما يفتح الباب أمام الاستقلالية الفرنسية في إرسال بعثات فضائية مأهولة.

ـ فرنسا في مفترق طرق :

ويرى شيفا أن هذا المشروع يمكن أن يعيد فرنسا إلى صدارة القوى الفضائية، أو على الأقل يمكن أن يمنع تراجعها، قائلا: "فرنسا بالفعل قوة فضائية، لكن إذا لم نفعل شيئا، سنقصى من المنافسة".

غير أن هذا الطموح الكبير لا يخلو من مفارقة: فلتنفيذ الرحلة التجريبية الأولى، اعترفت وزارة الدفاع بأن فرنسا ستعتمد على حل خارج القارة الأوروبية، وتحديدا عبر مطلق صواريخ أمريكي صغير (Electron) تقدمه شركة Rocket Lab.

ومع دخول مشروع ڤورتكس حيز التنفيذ، يبدو أن فرنسا تعتزم استعادة موقعها كلاعب رئيسي في سباق الفضاء العالمي، عبر رهان جريء على التكنولوجيا، والسيادة، والتفوق الصناعي. فهل تنجح في مواجهة العملاقين الأميركي والصيني؟ السنوات القادمة كفيلة بالإجابة.

ـ فرنسا تصبح أكبر مساهم في «يوتلسات».. المنافس الأوروبي لـ"ستارلينك":

ـ خطوة استراتيجية نحو تأمين السيادة الفضائية :

في خطوة استراتيجية تهدف إلى ضمان السيادة الوطنية في مجال الاتصالات الفضائية، أعلنت الحكومة الفرنسية في 19 يونيو2025  عن استثمار ضخم في "يوتلسات"، مشغل الأقمار الصناعية الأوروبي.

ومع تزايد التوترات الجيوسياسية وارتفاع نفوذ الشركات الأمريكية مثل "ستارلينك" المملوكة لإيلون ماسك، يسعى الفرنسيون لتأمين موقعهم كقوة رائدة في هذا المجال الحيوي، بحسب محطة "فرانس.إنفو" الفرنسية .

ـ أهمية الموضوع:

ـ تسعى فرنسا عبر الاستثمار في "يوتلسات" إلى تأمين استقلالها التكنولوجي والعسكري في مجال الاتصالات الفضائية خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية.

ـ منافسة الهيمنة الأمريكية في الفضاء من بين أهم الأهداف حيث تمتلك "ستارلينك" نحو 60% من الأقمار الصناعية في المدار، مما يهدد التوازن الاستراتيجي .

ـ بناء تحالفات أوروبية مستقبلية، حيث أن الطموح الفرنسي لا يقتصر على الداخل، بل يشمل إشراك شركاء أوروبيين مثل ألمانيا لجعل "يوتلسات" نواة لمشروع أوروبي مشترك، شبيه بـ "إيرباص"

ـ حصة كبرى :

وستضخ الحكومة الفرنسية أكثر من 700 مليون يورو في "يوتلسات"، مما سيزيد حصتها إلى ما يقارب 30% من أسهم الشركة، مما يجعلها المساهم الرئيسي في هذا القطاع الحيوي المتعلق بالدفاع والاتصالات العسكرية. 

وتؤكد الحكومة الفرنسية أن الهدف هو "السيطرة على مستقبل اتصالاتنا الفضائية. في ظل التوترات الدولية الراهنة، حيث يعد الأمر مسألة سيادة"، خصوصا في مواجهة صعود "ستارلينك" الأمريكية.

وتابعت: "في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية، يتعين الحفاظ على السيطرة على أنظمتنا للاتصالات، خاصة العسكرية منها. إنها مسألة سيادة".

وقد أعلنت الحكومة الفرنسية بشكل رسمي يوم الخميس 19 يونيو 2025  عن قرارها بضخ استثمار مالي كبير في "يوتلسات"، المشغل الأوروبي للأقمار الصناعية، بقيمة تزيد على 700 مليون يورو، لزيادة حصتها في هذه الشركة الرائدة في قطاع الدفاع. وبذلك سترتفع حصتها من أكثر من 13% حاليا إلى ما يقارب 30%، مما يجعلها المساهم الرئيسي في الشركة.

 يوتلسات" هي واحدة من اثنين فقط من المشغلين العالميين، إلى جانب "ستارلينك" الأمريكية المملوكة لإيلون ماسك، اللذين يمتلكان كوكبة من الأقمار الصناعية في المدارات المنخفضة لغايات الاتصالات.

وفي معرض بورجيه للطيران، أعلنت "يوتلسات" عن توقيع اتفاقية مدتها عشر سنوات مع الجيش الفرنسي في مجال الاتصالات العسكرية الفضائية، بقيمة قد تصل إلى مليار يورو.

 ـ " ستارلينك" تمتلك 60% من الأقمار الصناعية في المدار :

لكن هذا لا يكفي، فالشركة تحتاج إلى مزيد من الأموال والاستثمارات للتوسع، ومن هنا جاء الدعم الضخم من الدولة الفرنسية. مع حصة تقترب من 30% من أسهم "يوتلسات"، يمكن لفرنسا أن يكون لها تأثير أكبر في مجلس إدارة الشركة وتؤثر في استراتيجيتها.

تجدر الإشارة إلى أن هناك مستثمرين آخرين، سواء من القطاع العام أو الخاص، من المتوقع أن يساهموا في تمويل الشركة.

فألمانيا، التي لا تمثل حاليا أي وجود في الشركة، قد تكون مهتمة أيضا، خاصة وأن "يوتلسات" تهدف إلى أن تصبح "إيرباص" الأوروبية للأقمار الصناعية، لتنفيذ مشاريع أوروبية مشتركة.

ـ التصدي لصعود "ستارلينك" :

في هذا السياق، يهدف التحرك الفرنسي إلى مقاومة صعود "ستارلينك". حيث تمتلك شركة "ستارلينك" الأمريكية أكثر من 60% من الأقمار الصناعية في المدار، وفي ظل التوترات العالمية، أصبحت هناك حاجة ماسة للحفاظ على الاستقلالية عن القوى الأجنبية.

وهذا هو التحليل الذي قدمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي عمل جاهدا لجعل فرنسا رائدة في هذا المجال. الأمريكيون ليسوا اللاعبين الوحيدين في هذا المجال، حيث إن الصينيين أيضا يتواجدون بشكل قوي في هذا القطاع.

ـ الدولة الفرنسية تضخ 717 مليون يورو عبر وكالة الاستثمارات العامة  (APE) :

ستضخ الدولة الفرنسية 717 مليون يورو عبر "وكالة الاستثمارات العامة" (APE)، الوكالة المسؤولة عن إدارة محفظة أسهم الدولة، مثل "رينو"، و"أطوس"، و"الفرنسية للألعاب". وهذه جهة منفصلة عن الميزانية الحكومية، حيث أكد المسؤولون أن هذا الاستثمار لن يؤثر على الميزانية العامة.

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 سبتمبر 2025 2:32 مالسردية الوطنية: إصدار اللائحة التنفيذية لقانون التخطيط يونيو المقبل23 سبتمبر 2025 11:52 صالسردية الوطنية: تطوير مؤشر لقياس التقدم في تنفيذ سياسة ملكية الدولة21 سبتمبر 2025 11:57 صنسعى لإيجاد حلول متكاملة لدعم مجتمع الأعمال من خلال الحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية17 سبتمبر 2025 11:57 صوزير الاتصالات: نستهدف مساهمة الذكاء الاصطناعي بنسبة 7.7% للناتج المحلي بحلول 203016 سبتمبر 2025 2:37 م25 مليار جنيه استثمارات خطة 2025/2026 للبدء بمشروعات المرحلة الثانية "حياة كريمة"15 سبتمبر 2025 2:22 مانقسام وضغوط بالاحتياطي الفيدرالي لإجراء أول خفض لأسعار الفائدة هذا العام15 سبتمبر 2025 11:32 صآلية إعداد مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مصر14 سبتمبر 2025 4:25 محساب لتمويل دراسات جدوى مشروعات المشاركة مع القطاع الخاص بقيمة 10 ملايين يورو10 سبتمبر 2025 4:23 مدخول كبار المطورين ينعش الاستثمار في البحر الأحمر والمطالبة بعودة الترويج للمنطقة9 سبتمبر 2025 3:05 مفرنسا مقبلة على مأزق مالي وسياسي ومرحلة غير مسبوقة من الضبابية السياسية

التعليقات