تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 22 ديسمبر 2022 11:35 ص - التعليقات ريتشارد هاس: 9 دروس مستفادة من 2022 اعداد ـ فاطيمة طيبي لن يفتقد كثيرون عام 2022، وهو عام شهد جائحة مستمرة، وتغيرا متزايدا في المناخ، وتضخما مفرطا، ونموا اقتصاديا متباطئا، والأهم من كل ذلك اندلاع حرب مكلفة في أوروبا، ومخاوف من احتمال اندلاع موجة من الصراع العنيف في آسيا في القريب العاجل، بحسب رأي ريتشارد هاس الكاتب الأمريكي. يرى هاس في مقال نشره مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي أن "بعض هذه الأمور كان متوقعا، لكن كثيرا منها لم يكن متوقعا، وجميعها توفر لنا دروسا نتجاهلها على حساب سلامتنا جميعا". 1 ـ الدرس الأول: هو أن الحرب بين الدول - التي يعتقد عدد ليس بقليل من الأكاديميين أنها قد عفا عليها الزمن - هي ليست كذلك، حيث مضت عشرة أشهر والحرب مستمرة ولا تلوح لها نهاية في الأفق. 2 ـ الدرس الثاني: هو أن فكرة "الاعتماد الاقتصادي المتبادل يمثل حصنا في مواجهة الحرب" - لأنه لن يكون لدى أي طرف مصلحة في عرقلة العلاقات التجارية والاستثمارية المفيدة لجميع الأطراف - لم تعد فكرة مقبولة. فالاعتبارات السياسية لها الأولوية. وفي حقيقة الأمر، فإنه من المرجح أن يكون اعتماد الغرب بصورة كبيرة على إمدادات الطاقة الروسية قد أسهم في اتخاذ روسيا قرار التدخل العسكري في أوكرانيا، لاعتقادها أن أوروبا لن تقف ضده. 3 ـ اما الدرس الثالث: فهو أن التكامل الذي حرك عقودا من السياسة الغربية تجاه الصين قد فشل أيضا. واعتمدت هذه الاستراتيجية أيضا على الاعتقاد أن العلاقات الاقتصادية - إلى جانب العلاقات الثقافية والأكاديمية وغيرها - ستؤدي إلى تطورات سياسية، تدفع نحو ظهور صين أكثر انفتاحا وتوجها نحو السوق وأكثر اعتدالا في سياستها الخارجية. يقول هاس "إنه لم يحدث أي شيء من ذلك، على الرغم من أنه يمكن بحث إذا ما كان الخطأ يرجع إلى مفهوم التكامل أم إلى الطريقة التي تم بها تطبيقه، وهو أمر يجب بحثه". والواضح هو أن اقتصاد الصين يتحرك في اتجاه أكثر اقتصارا عليها، وسياستها الخارجية تزداد صرامة. 4 ـ الدرس الرابع، هو أن العقوبات الاقتصادية ، التي كانت آلية الغرب وشركائه المفضلة في كثير من الحالات عند الرد على انتهاكات الحكومات لحقوق الإنسان أو قيامها بأي عدوان خارجي ، نادرا ما حققت تغييرات مجدية في سلوك تلك الحكومات. ورغم أن العقوبات التي يقودها الغرب قد تضعف القاعدة الاقتصادية لروسيا، فإنها لم تصل إلى حد إقناعها بالتخلي عن سياستها. 5 ـ الدرس الخامس: هو أن هناك حاجة إلى التوقف عن استخدام عبارة" المجتمع الدولي"، فليس هناك مجتمع دولي. فحق النقض الذي تتمتع به روسيا في مجلس الأمن جعل الأمم المتحدة عاجزة. وعلاوة على ذلك لم يكن هناك قدر كبير من المواجهة العالمية لجائحة كوفيد - 19، وهناك قدر قليل من الاستعدادات للتعامل مع الجائحة المقبلة. ومع ذلك، يظل النهج متعدد الأطراف أمرا أساسيا، لكن فاعليته ستعتمد على وضع ترتيبات أضيق نطاقا بين الحكومات المتشابهة في التفكير. 6 ـ والدرس السادس: هو أنه من الواضح أن الديمقراطيات تواجه نصيبها من التحديات، لكن المشكلات التي تواجهها النظم السلطوية ربما تكون أكبر. فالأيديولوجيا وبقاء النظام يحركان غالبا عملية صنع القرارات في مثل هذه النظم، وغالبا يرفض القادة السلطويون التخلي عن السياسات الفاشلة أو الاعتراف بالأخطاء، خشية اعتبار ذلك دلالة على الضعف، ويؤدي إلى مطالب عامة بتحقيق تغيير أكبر. ولا بد دائما أن يشغل بال هذه النظم التهديد باندلاع احتجاجات جماعية. 7 ـ الدرس السابع: هو أن احتمال تمكين الإنترنت للأفراد لتحدي الحكومات أكبر في الديمقراطيات عنه في النظم المغلقة. ومن ناحية أخرى، تعد وسائل التواصل الاجتماعي في الديمقراطيات عرضة لنشر الأكاذيب، والمعلومات المضللة، التي تزيد من الاستقطاب وتجعل الحكم أكثر صعوبة. 8 ـ الدرس الثامن، هو أنه لا يزال هناك "غرب"، وهو لفظ يعتمد على القيم المشتركة أكثر من الجغرافية، ولا تزال التحالفات أداة مهمة لتعزيز النظام. 9 ـ الدرس التاسع: هو أن قيادة الولايات المتحدة مستمرة في أن تكون أساسية. ولا يمكن للولايات المتحدة العمل بصورة أحادية في العالم إذا أرادت أن تكون مؤثرة، لكن العالم لن يتحد لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة وغيرها إذا كانت الولايات المتحدة سلبية أو مهمشة. والاستعداد الأمريكي للقيادة من الأمام وليس من الخلف هو أمر مطلوب في الغالب. وأضاف هاس في نهاية مقاله "إنه يتعين أن نكون متواضعين بالنسبة إلى ما يمكن معرفته. ومن دواعي التواضع القول إن قليلا من الدروس سالفة الذكر كان من الممكن التكهن به قبل عام. وما تعلمناه هو ليس فقط أن التاريخ قد عاد، لكن أيضا أنه في أفضل الأحوال أو أسوئها يحتفظ بقدرته على أن يفاجئنا. ومع مراعاة ذلك دعونا نستقبل 2023".
|
|||||||||||||||