تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
2 ديسمبر 2025 1:16 م
-
محللون: سيناريوهات توضح مسار الجنيه المصري خلال 2026

محللون: سيناريوهات توضح مسار الجنيه المصري خلال 2026

اعداد ـ فاطيمة طيبي

تتباين توقعات الخبراء والمحللين الاقتصاديين في مصر بشأن المسار المتوقع لسعر صرف الجنيه مقابل الدولار خلال العام المقبل 2026، رغم التحسن الملحوظ في مصادر التدفقات الدولارية الرئيسية التي تدعم الاقتصاد المصري.

وأكد المحللون  لوسائل اعلامية عربية أن حركة الدولار تحدد وفقا لمعادلة العرض والطلب التي تتغير على مدار العام، مرجحين 3 سيناريوهات محتملة لسعر الصرف في 2026، تتراوح بين الاستقرار النسبي، أو التعرض لاضطرابات داخلية، أو ضغوط خارجية قد تعيد التوازن النقدي إلى دائرة التحديات.

شهد الدولار خلال العام الجاري تراجعا ملحوظا أمام الجنيه المصري، بعدما تجاوزت قيمته حاجز 51 جنيها في يونيو الماضي 2025 ، قبل أن يدخل في موجة هبوط متقطعة على مدار خمسة أشهر ماضية، لينخفض في نوفمبر إلى ما دون 47 جنيها خلال أيام فقط، ليستقر حاليا بين معدلات 47.20 جنيه و47.80 جنيه للبيع .

ـ الاستقرار النسبي الأكثر ترجيحا :

قال خبير أسواق المال هيثم فهمي إن تحركات سعر صرف الدولار مقابل الجنيه خلال العام المقبل لها 3 سيناريوهات، الأرجح بينها هو الاستقرار النسبي عند مستوى 47 جنيهاً، بينما يقود السيناريو المتشائم إلى مستوى 49 جنيها، ويرجح السيناريو المتفائل تراجع الدولار حتى 45 جنيها .

وأوضح فهمي أن تسعير الدولار المتوقع يتوقف على حجم التدفقات النقدية الدولارية من المصادر الرئيسة الخمسة:

ـ الصادرات .

ـ تحويلات المصريين بالخارج .

ـ إيرادات السياحة .

ـ قناة السويس .

ـ الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة.

وأضاف أن جميع السيناريوهات تأخذ في الاعتبار وتيرة انخفاض التضخم العام المقبل 2026 ، إضافة إلى قرارات السياسة النقدية بشأن أسعار الفائدة.

من جانبه رجح رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب المصري، فخري الفقي، أن ينخفض سعر الدولار مقابل الجنيه خلال العام المقبل لمستوى 47 جنيها قابل لمزيد من التراجع.

وعزا الفقي توقعه لهذا المستوى السعري للدولار إلى التدفقات النقدية المرتقبة من مصادر الدولة الأساسية والتي قدرها بنحو 135 مليار دولار العام المالي الحالي، موزعة بين 40 مليار دولار من تحويلات المصريين بالخارج، 55 مليار دولار من الصادرات، 18 مليار دولار من السياحة، و12 مليار دولار من قناة السويس وخدمات التعهيد، إضافة إلى 10 مليارات دولار استثمارات أجنبية مباشرة.

وأشار الفقي إلى أن الدولة أصبحت قادرة على تلبية التزاماتها الدولارية خلال الشهور الأخير، متوقعا استمرار هذا الأداء مع تحقيق فوائض دولارية تعزز مستويات السيولة بالجهاز المصرفي وتدفع الجنيه نحو مزيد من التماسك. وكذلك تُرجح شركة "فيتش سوليوشنز" للأبحاث والتحليلات أن يتداول سعر الدولار مقابل الجنيه حول 47 إلى 49 جنيها خلال عام 2026، إذ سيظل السعر مستقرا تقريبا طوال العام.

ـ الدولار يتراجع 5% خلال 2026 :

ويرى أستاذ التمويل والاستثمار مصطفى بدرة، أن النمو في معدلات التدفقات الأجنبية بنحو 20% تقريبا خلال العام الحالي ساهم في تماسك قيمة العملة المحلية بشكل ملحوظ. وتوقع استمرار تسارع وتيرة نمو التدفقات الدولارية من المصادر الرئيسية، خاصة الصادرات والسياحة، مما يخفض قيمة الدولار عند 45 جنيها خلال في 2026.

 في تقديرى أن السعر المتوازن للدولار خلال 2026 عند 45 جنيها، مستبعدا مزيد من التراجع عن هذا المستوى تجنبا لحدوث هزة في سعر الصرف تربك دراسات الاستثمارات المباشرة أو غير المباشرة"، بحسب بدرة.

كما رجح محللو الاقتصاد ببنك "بى إن بى باريبا" حدوث تراجع طفيف للجنيه في 2026 وبنسبة تقل عن 5% .

وأرجعوا هذه التوقعات إلى أن السيولة الدولارية ستظل متاحة لمصر من العملات الأجنبية، وهو ما قد يشكل عاملا يدفع نحو انخفاض معتدل في قيمة الجنيه. بينما توقع رئيس قسم البحوث في "الأهلي فاروس"، هاني جنينة في عدة مقابلات صحفية أن يدور سعر الجنيه خلال العام المقبل بين 43 و47 جنيه مدعوما بتحسن عجز ميزان المعاملات الجارية مع زيادة إيرادات قناة السويس والسياحة وكذلك تحسن عجز ميزان المعاملات المالية.

ـ ضغوط خارجية محتملة :

رغم التحسن الملموس في معدلات تدفق العملة الأجنبية، يرى فريق من المحللين أن احتمالات تراجع الجنيه لمستويات تتجاوز 50 جنيها خلال العام المقبل قائمة، نتيجة ضغوط خارجية وجيوسياسية محتملة، بجانب تقلبات مؤشر الدولار العالمي.

وقال عضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، مدحت نافع: "حاليا ما يقلقني استخدام أدوات مثل عقود المبادلة والعقود الآجلة لخلق وفرة دولارية آنية على حساب التزامات مؤجلة يتحرك معها سعر الصرف بشكل عنيف خاصة لو لم تدعمه أية تدفقات ساخنة او أكثر استقراراً"، بحسب نافع. وأوضح أنه ليس لديه نموذج محدث يبنى عليه توقعات لسعر صرف الجنيه العام المقبل 2026 ، غير أن هناك فروقات واسعة بين التنبؤات الحالية والتي تتراوح بين 48 و60 جنيها.

رفع صندوق النقد الدولي توقعاته بشأن مسار الجنيه في العام المقبل إلى 54.05 جنيه مقابل 54.13 جنيه.وتغيرت توقعات الصندوق للعام المالي التالي هامشيا لتصبح 55.31 جنيه مقابل 55.13 جنيه. وكذلك توقعت "كابيتال إيكونوميكس" أن يضعف الجنيه المصري بنحو 10% بحلول نهاية 2026، ليصل إلى 53 جنيهاً للدولار.

ـ موازين المخاطر تشير لأول مرة إلى ارتفاع الجنيه الأشهر المقبلة :

زيادة الدولار المفاجئة جاءت رغم تحسن الموارد الدولارية لمصر مع زيادة إيرادات قناة السويس بنسبة 25% خلال نوفمبر2025  و15% خلال أكتوبر الماضي.

كما ارتفعت إيرادات السياحة بدعم من نمو أعداد السياح بنسبة 21% خلال أول 10 أشهر من العام الحالي، والدفعة الإضافية التي تلقتها مع افتتاح المتحف المصري الكبير.

موازين المخاطر تشير لأول مرة إلى ارتفاع الجنيه الأشهر المقبلة ، بحسب رامونا مبارك رئيس قطاع مخاطر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى "فيتش سوليوشنز"، ما يعني احتمال ارتفاع الجنيه إذا استمرت تدفقات قناة السويس في التحسن وإيرادات السياحة في التعافي.

ـ الأموال الساخنة بريئة من ارتفاع الدولار:

لم تكن الأموال الساخنة سببا أيضا في زيادة الدولار حيث سجلت صافي تدفق للداخل قدره 1.27 مليار دولار منذ بداية الأسبوع الاخير من نوفمبر  وحتى ختام تعاملات26 من نوفمبر ، كما أن عوائد أذون الخزانة والعطاءات لم تشر لتخارجات بيعية ضاغطة. كما استقرت تكلفة التأمين على الديون السيادية لمصر عند 333 نقطة في العقود أجل 5 سنوات.

وبحسب مصدر بغرفة المعاملات الدولية لأحد البنوك الخاصة، فإن سوق الإنتربنك الدولاري شهدت تداولات في حدود 880 مليون دولار يومياً، وكانت الزيادة مدفوعة بالعرض والطلب.

ويرى المصدر أن استعداد الأجانب لإغلاق بعض مراكزهم في سوق الدين المحلية عند استحقاقها نهاية العام قد يكون سببا، لكنه ليس الأكبر، متوقعا ارتفاع الجنيه من جديد مع استقرار الطلب المرتفع بشكل مؤقت.

ـ تحويل الأرباح :

 سداد مستحقات الشركاء الأجانب في قطاع البترول قد يكون العامل الأكبر في زيادة الطلب، بجانب تحويلات أرباح الشركات الأجنبية"، بحسب هاني جنينة، رئيس البحوث في "الأهلي فاروس".

وتستهدف مصر سداد 750 مليون دولار من مستحقات الشركاء الأجانب، التي باتت تتراوح بين 1.7 وملياري دولار في الفترة الأخيرة، قبل نهاية الربع الأول من العام 2026، كما يتعين عليها سداد 11 مليار دولار التزامات خلال الربع الحالي بحسب بيانات البنك الدولي.

ويتوقع جنينة أن يعاود الجنيه ارتفاعه خلال الفترة المقبلة على أن يكون سعر 45 جنيها للدولار خطاً فاصلا للعملة سيسعى البنك المركزي المصري عنده لبناء الاحتياطيات بقوة لحماية القدرة التنافسية للصادرات المصرية والاستثمارات التي ضخت بها.

ـ الديون الخارجية :

وقال علي متولي، اقتصادي في "IBIS" للاستشارات، إن السوق لا يتحرك على أساس التدفقات فقط، لذلك فإن قوتها لا تمنع موجات الطلب لو ظهرت فجأة.

وأضاف أن مصر لديها جدول سداد لديون خارجية وفوائد كل ربع سنة، ما يجعل البنك المركزي بحاجة لتوفير الدولار، كما أن العمليات الطبيعية من جني أرباح وتدفقات للأجانب تخلق طلبا أعلى على الدولار.

وأشار إلى أن البنك المركزي قد يبني احتياطياته الأجنبية ليعوض تراجع احتياطي الذهب المتوقع مع انخفاض سعره خلال نوفمبر الحالي. وقال إنه في نهاية السنة المالية أو قبل المواسم الاستهلاكية يرتفع الطلب بطبيعة الحال على خامات ومستلزمات الاستيراد، ما يؤدي لزيادة الطلب وتحريك السوق.

ويترقب السوق تدفق نحو 7 مليارات دولار خلال الشهر ديسمبر  مع تلقي سعر الأرض في صفقة "علم الروم" البالغة 3.5 مليار دولار بجانب إفراج صندوق النقد عن نحو 2.7 مليار دولار من تمويلات برنامج مصر حال إتمام المراجعتين الخامسة والسادسة والخاصة ببرنامج الصلابة والمرونة، وهو ما قد يفرج بدوره عن مليار دولار.

كما ستشهد قناة السويس عودة بعض الخطوط الملاحية تدريجياً بداية من ديسمبر المقبل، تمهيداً لاستعادة كامل إيراداتها لتلامس 10 مليارات دولار بنهاية 2026.

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
3 ديسمبر 2025 1:28 متجاوز اقتصاد الإمارات التوقعات ليصبح أكثر اقتصادات العالم نموذجا وديناميكية1 ديسمبر 2025 2:30 متوقعات متفائلة لاتجاهات نمو الاقتصاد المصري للعام 2026 بتنفيذ الإصلاح الاقتصادي والهيكلي26 نوفمبر 2025 12:37 مرئيس"إنفيديا" يهاجم مدراء يرفضون الذكاء الاصطناعي بسبب التهديدات التي يشكلها على الوظائف25 نوفمبر 2025 3:57 ممجموعة العشرين.. ترامب يرفض أجندة جنوب أفريقيا للقمة24 نوفمبر 2025 2:40 ممصر: أرقام صادمة لأسعار إيجارات الأراضي الزراعية خلال العامين الماضيين23 نوفمبر 2025 1:20 م10 قطاعات مستفيدة من برنامج الصناعات الخضراء لتعزيز تنافسية الصناعة المصرية في الأسواق الدولية19 نوفمبر 2025 3:28 مثورة رقمية في السوق العقارية مع توسع الملكية الجزئية وازدهارالمنصات التكنولوجية18 نوفمبر 2025 1:30 مخبراء: الشراكات بين البنوك والفينتيك تمهد مستقبل الخدمات المالية الرقمية في مصر17 نوفمبر 2025 3:44 مخبراء: الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات محركا الابتكار والتنمية في مصر16 نوفمبر 2025 2:17 مقمة بريدج 2025.. مسارات للمحتوى تسهم في تطوير مستقبل الإعلام

التعليقات