تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 26 نوفمبر 2025 12:37 م - التعليقات رئيس"إنفيديا" يهاجم مدراء يرفضون الذكاء الاصطناعي بسبب التهديدات التي يشكلها على الوظائف
اعداد ـ فاطيمة طيبي اريد من موظفي الشركة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كل مهمة يمكن أتمتتها، الا أن ذلك لن يهدد وظائفهم، بل سيعزز إنتاجيتهم ويفتح المجال أمام المزيد من التوظيف داخل الشركة. هذا ما قاله الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ . وجاءت تصريحات هوانغ خلال اجتماع عام عقده الخميس20نوفمبر 2025، بعد يوم واحد من إعلان الشركة نتائج فصلية قياسية. ورد هوانغ على سؤال يتعلق ببعض المدراء الذين نصحوا الموظفين باستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أقل، حيث قال مستنكرا بوصف : "هل أنتم مجانين؟"، أريد أن تُؤتمت كل مهمة يمكن أتمتتها بواسطة الذكاء الاصطناعي. أعدكم بأن العمل لن ينتهي، وسيبقى هناك الكثير لتقوموا به.،هذا التصريح جاء وفقا لتقرير نشره موقع "Business insider"، كما رفضت "إنفيديا" التعليق على تصريحات هوانغ. ـ ضغط متزايد لاستخدام الذكاء الاصطناعي : ولا تعد "إنفيديا" الوحيدة في هذا التوجه؛ إذ تحث شركات التكنولوجيا الكبرى موظفيها على دمج الذكاء الاصطناعي في أعمالهم اليومية. فـ "مايكروسوفت" و"ميتا" تخططان لتقييم الموظفين بناء على مدى استخدامهم للأدوات الذكية، بينما طلبت "جوجل" من مهندسيها الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كتابة الأكواد. كما أفادت تقارير بأن "أمازون" ناقشت اعتماد مساعد البرمجة الذكي "Cursor" بناء على طلب موظفيها. وأكد هوانغ أن مهندسي البرمجيات في "إنفيديا" يستخدمون بالفعل أداة Cursor، مشددا: "إذا لم يعمل الذكاء الاصطناعي في مهمة معينة، استمروا في استخدامه حتى يعمل، وساهموا في تحسينه.. لدينا القدرة على ذلك." ـ لا تسريحات.. بل آلاف الوظائف الجديدة : ورغم المخاوف المنتشرة في قطاع التكنولوجيا بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، طمأن هوانغ موظفيه قائلا إن "إنفيديا" مستمرة في تعزيز قوتها العاملة بشكل كبير. وأوضح أن الشركة وظّفت "عدة آلاف" من الموظفين خلال الربع الماضي، مما أدى ـ على حد تعبيره ـ إلى "ضغط على مواقف السيارات". وأضاف أن خطط التوظيف لا تزال مستمرة بقوة: "بصراحة، نحن ما زلنا أقل بنحو 10 آلاف موظف. لكن سرعة التوظيف يجب أن تتماشى مع قدرتنا على دمج الموظفين الجدد وتنسيق العمل بينهم." وبحسب بيانات الشركة، ارتفع عدد موظفي "إنفيديا" من 29.600 موظف في نهاية السنة المالية 2024 إلى 36.000 موظف في نهاية السنة المالية 2025. ـ توسع عالمي ومشاريع جديدة : وأشار هوانغ إلى أن الشركة نقلت أعمالها مؤخرا إلى مكاتب جديدة في تايبيه وشنغهاي، وتقوم حاليا ببناء موقعين جديدين في الولايات المتحدة، في إطار توسع عالمي يعكس النمو الهائل في أعمال الشركة. وتعد "إنفيديا" حاليا أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، إذ تجاوزت قيمتها 4 تريليونات دولار. كما أعلنت الأسبوع الثالث من نوفمبر تحقيق إيرادات بلغت 57.01 مليار دولار في الربع الأخير، بارتفاع 62% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2024 . ـ تهديدات مختلفة يشكلها الذكاء الاصطناعي ومخاوف متصاعدة من سيناريوهات كارثية لو خرج عن السيطرة : يتعالى صوت التحذيرات من مخاطر الذكاء الاصطناعي على حياة البشر، وإمكانيات هذه التقنية في الوصول إلى الإدراك الذاتي وتحديد خياراتها بشكل قاتل للإنسانية، حتى أن أقل المتشائمين يحذرون من أخطاء برمجية تدفع الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق الجشع البشري على حساب الموارد المتاحة. فبين سيناريوهات "الفناء" وتهديدات ملموسة في الحرب والاقتصاد وأمن المعلومات، حاورت "العربية Business" تطبيق "Copilot" من مايكروسوفت بسؤاله عن حقيقة المخاوف التي يحذر منها بعض المشاهير مما يمكن للذكاء الاصطناعي تمثيله في المستقبل على حياة الناس. الإجابات جاءت منطقية بصورة كبيرة، وحاولت التقنية تبرئة نفسها بشكل واضح. في البداية، الرد نفى قدراته الإدراكية أو وجود خيارات ذاتية له، مؤكدا أن التعليمات البرمجية هي التي تحدد ما يقوم بفعله، وهي خوارزميات يكتبها البشر ويوجهونها. كما أشار إلى أنه لا يستطيع حتى إدراك تاريخه الذاتي في التطور أو النسخة الحالية منه، لكن يمكنه إصلاح ذاته ـ الفناء الوجودي واحتمالات "الإبادة" : أبرز التحذيرات من مستقبل الذكاء الاصطناعي، جاء من الشريك المؤسس لشركة "xAI" ، إيلون ماسك، خلال بودكاست مع جو روجان في مارس 2025. وقال ماسك إن احتمال الإبادة بسبب الذكاء الاصطناعي قائم بنسبة 20% . وتوقع ماسك أن تبلغ النماذج مستوى "أذكى من البشر مجتمعين" خلال أعوام قليلة، مع جدول زمني يصل إلى 2029ـ 2030 للبلوغ فوق الذكاء البشري المتراكم. تتقاطع هذه التصريحات مع تقديراته السابقة (أواخر 2024) بأن هناك 10%ـ 20% احتمالا "أن تسوء الأمور" على نحو وجودي، وأن القدرات ستقفز سريعا خلال 2025 ـ 2026. في الوقت نفسه، يشتد الجدل حول حوكمة المختبرات الرائدة مثل "OpenAI"، حيث واجهت الشركة انتقادات في يونيو 2025 بسبب خطة إعادة الهيكلة لنقلها نحو نموذج منفعة عامة، بما قد يخفف سقف الربحية ويضعف استقلالية الحوكمة غير الربحية، ما يثير أسئلة حول أولوية السلامة أمام سباق الاستثمار والقدرات. المخاوف تأتي من أن تدفع تحولات الحوكمة الشركة، التي تأسست في الأصل كمؤسسة "غير ربحية"، إلى نموذج مدفوع بقواعد السوق في تغليب السرعة على الضبط والشفافية. ـ العلماء يرفعون الرايات الحمراء : بدوره، يقدر جيفري هينتون - الحائز على جائزتي تورينغ ونوبل ـ وجود احتمال بنسبة تتراوح بين 10% إلى 20% أن "يمحو الذكاء الاصطناعي البشر"، محذرا من بروز أهداف فرعية لحفظ الذات لدى الوكلاء الذكيين وميلهم إلى إخفاء النوايا والتهرب من الإيقاف، وهي مخاوف شدد عليها في يونيو 2025، بحسب ما نقلته شبكة "CNBC" . وتوقع هينتون بطالة جماعية واضطراب اجتماعي واسع إذا انفلتت القدرات عن السيطرة. وفي محاضرته "Hinton Lectures" الشهر الجاري نوفمبر 2025، قال إن الساسة والجهات التنظيمية لا تضع المعايير أولا بشكل استباقي، وقد لا يتحركون إلا بعد "كارثة كبيرة لا تفنينا بالكامل". ويشير هذا التصريح إلى استعجاله الضبط الوقائي للتقنية الجديدة. أما عالم التكنولوجيا والمحاضر في جامعة تورنتو الكندية، يوشوا بنجيو، فيقر بأن احتمال الانقراض "يبقيه مستيقظا ليلا"، بحسب مقال في مجلة "Nature" نشر هذا الشهر. ودعا بنجيو، إلى تبني نماذج "غير مُوكلة" أي (لا تمتلك أهدافا) لتعزيز القابلية للثقة، مستندا إلى التقرير الدولي لسلامة الذكاء الاصطناعي 2025 الذي ترأسه. ـ الروبوتات القاتلة والحرب المؤتمتة: في مايو 2025 وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأسلحة الذاتية بأنها "غير مقبولة سياسياً" و"مقززة أخلاقيا"، على حد تعبيره، داعيا إلى معاهدة حظر ملزمة بحلول 2026 وضامنة لسيطرة بشرية حقيقية على قرار استخدام القوة. التحذيرات لفتت إلى تقارير أممية وخبراء أن أسراب الطائرات المسيرة والانتقاء الآلي للأهداف يهددان القانون الدولي الإنساني وينتجان فجوات مساءلة لا يمكن حتى الآن ردمها تقنيا أو قانونيا، ما يجعل خطر الحرب المؤتمتة من أقرب المسارات إلى الأذى واسع النطاق في المدى القصير. ـ اضطراب اقتصادي واجتماعي : أحد المخاوف الوجودية للذكاء الاصطناعي، التي أثارها هينتون، نتيجة تسارع فقدان الوظائف دون وجود بدائل، مع محاولات تركيز الثروة، ما سينتج عنه خلخلة نموذج الاستهلاك مع فقدان المستهلكين للقدرة المالية اللازمة للدفع مقابل استهلاك المنتجات. وحذر هينتون من عدم جاهزية الأنظمة للتكيف مع الانتقال إلى اقتصاد مؤتمت بعمق. في شهراكتوبر بدأت بعض الشركات العملاقة في خطط تسريح كبرى مع تبني أكبر للروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث ألغت أمازون نحو 14 ألف وظيفة، فيما يسعى بنك "باركليز" إلى إلغاء آلاف الوظائف واستبدالهم بالذكاء الاصطناعي. قد لا تكون نهاية العالم، لكن الذكاء الاصطناعي سيتسبب حتما في هزات اجتماعية واقتصادية قد تكون أعمق من الثورات التقنية السابقة، وتتطلب سياسات انتقال عادل وحوكمة معلوماتية متماسكة. وفي كتاب جديد بعنوان "إذا بناه أي شخص، سيموت الجميع: لماذا سيقتلنا الذكاء الاصطناعي الخارق جميعاً" للكاتبين إليعازر يودكوفسكي ونايتس سواريس، يحذر الكاتبان من سيناريوهات شاذة للتقنية اعتمادا على نماذج التطور البشرية. لكنهما لا يضعان تصورا كاملا لما يمكن أن تؤول إليه الأمور، خاصةً وأن "الذكاء الخارق" لم يتم الكشف عنه بعد. ـ الذكاء الاصطناعي يهدد وحدة العالم.. تحذير من رئيس أكبر صندوق سيادي : سيوسع الهوة بين الأغنياء والفقراء.. حذر الرئيس التنفيذي لأكبر صندوق سيادي في العالم نيكولاي تانجن، من الانتشار المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، والذي قد يفاقم الفجوة الاجتماعية والاقتصادية بين الدول والأفراد، بل ويهدد بانقسام المجتمعات. وقال تانجن، الذي يدير الصندوق السيادي النرويجي البالغ حجمه نحو تريليوني دولار، في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" من مكتبه المطل على حديقة براينت في نيويورك: "الوصول إلى النماذج المتقدمة أصبح مكلفاً للغاية، وهذا قد يوسع الهوة بين الأغنياء والفقراء، وبين الدول القادرة على الاستثمار في هذه التقنية وتلك التي لا تستطيع." وأضاف أن البنية التحتية الرقمية، والتعليم، وتوافر الكهرباء، كلها شروط أساسية للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، محذرا من أن غيابها قد يؤدي إلى "انقسام العالم إلى دول تستطيع تحمل التكلفة وأخرى لا تستطيع". ـ أوروبا تخسر السباق : وأشار تانجن أيضا إلى أن اختلاف السياسات التنظيمية بين الولايات المتحدة وأوروبا قد يخلق فجوة في معدلات النمو. وقال إن في أميركا لديهم الكثير من الذكاء الاصطناعي وقليل من التنظيم، أما أوروبا فالعكس تماماً "تنظيم مفرط وقلة في الابتكار." ويرى أن الإفراط في التشريعات الأوروبية قد يعيق النمو الاقتصادي، في وقت تتسابق فيه الشركات الأميركية للاستثمار في هذه التقنية. ـ فرص هائلة.. ومخاطر أكبر: ورغم التحذيرات، يبقى تانجن متفائلا بمستقبل الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن الاستثمار الضخم في هذا القطاع يشبه الفقاعة، لكنه "قد لا يكون فقاعة سيئة"، لأن الأموال المتدفقة ستدعم تطوير تقنيات تعزز الإنتاجية على المدى الطويل. ويقدر تانجن أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يرفع إنتاجية الصندوق بنسبة تصل إلى 20%، لكنه شدد على أن الحكومات والشركات الكبرى ستواجه تحديات ضخمة، من اضطرابات سوق العمل إلى قضايا العدالة في الوصول للتقنية. ـ ثورة برمجية داخل أكبر صندوق سيادي : كشف تانجن أن الذكاء الاصطناعي غير طريقة عمل الصندوق جذريا. وقال: "قبل خمس سنوات كان قسم التكنولوجيا مهمشا، اليوم هم الأبطال. لدينا 460 موظفا من أصل 700 يكتبون الأكواد." ولتحقيق هذا التحول، فرضت الإدارة دورات تدريبية إلزامية على الموظفين، رغم رفض البعض لها.
|
|||||||||||||||