تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
25 نوفمبر 2025 3:57 م
-
مجموعة العشرين.. ترامب يرفض أجندة جنوب أفريقيا للقمة

مجموعة العشرين.. ترامب يرفض أجندة جنوب أفريقيا للقمة

اعداد ـ فاطيمة طيبي

اعتمدت قمة قادة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا اليوم السبت الثاني والعشرين من شهر نوفمبر الحالي 2025  إعلانا يتناول أزمة المناخ وتحديات عالمية أخرى، تم إعداده دون مشاركة الولايات المتحدة في خطوة وصفها مسؤول في البيت الأبيض بأنها "مخزية".

وقال المتحدث باسم رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا للصحافيين إن الإعلان، الذي تضمن عبارات عارضتها واشنطن، "لا يمكن إعادة التفاوض عليه"، مما يشير إلى التوتر بين بريتوريا وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القمة. وأضاف المتحدث "عملنا طوال العام من أجل هذا الإقرار، وكان الأسبوع الماضي حافلا بالعمل".  وقال رامابوسا، مضيف اجتماع قادة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ هذا الأسبوع، في وقت سابق إن هناك "توافقا ساحقا" حول إعلان القمة.

وقالت أربعة مصادر مطلعة إن المندوبين في القمة وضعوا المسودة الجمعة 21 من نوفمبر دون مشاركة الولايات المتحدة.وتضمن الإعلان أسلوبا وعبارات لطالما رفضتها إدارة ترامب، من بينها التأكيد على خطورة تغير المناخ والحاجة إلى التكيف معه بشكل أفضل، والإشادة بالأهداف الطموحة لتوسيع استخدام الطاقة المتجددة، إضافة إلى الإشارة لمستويات خدمة الديون المرهقة التي تعاني منها البلدان الفقيرة.

ـ ترامب يرفض أجندة جنوب أفريقيا للقمة :

اعتبر ذكر تغير المناخ في الإعلان تجاهلا لترامب، الذي يشكك في التوافق الكبير بين العلماء على أن الاحتباس الحراري العالمي ناجم عن الأنشطة البشرية. وعبر المسؤولون الأميركيون عن رفضهم لأي إشارة إليه في الإعلان.

وفي كلمته الافتتاحية للقمة، قال رامابوسا "كان هناك توافق ساحق في الآراء واتفاق على أن إحدى المهام الأخرى التي يجب أن نضطلع بها منذ البداية هي... اعتماد إعلاننا". وشكر جميع الوفود التي تعاونت مع جنوب أفريقيا "بحسن نية لإعداد وثيقة ختامية قيمة لمجموعة العشرين".

وأضاف "يجب ألا نسمح لأي شيء بأن يقلل من قيمة ومكانة وتأثير أول رئاسة أفريقية لمجموعة العشرين". وقال ترامب إن المسؤولين الأميركيين لن يحضروا القمة بسبب اتهامات، لا تحظى بمصداقية كبيرة، بأن حكومة الدولة المضيفة تضطهد الأقلية البيضاء لديها. ورفض الرئيس الأميركي أيضا جدول أعمال الدولة المضيفة المتمثل في تعزيز التضامن ومساعدة الدول النامية على التكيف مع الكوارث المناخية والانتقال إلى الطاقة النظيفة وخفض تكاليف ديونها المفرطة. وبدا في بادئ الأمر أن المقاطعة الأميركية أدت إلى تثبيط خطط رامابوسا للترويج لدور جنوب أفريقيا في تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف.

وستستضيف الولايات المتحدة قمة مجموعة العشرين في عام 2026، وقال رامابوسا إنه سيتعين عليه تسليم الرئاسة الدورية إلى "مقعد فارغ". ورفضت رئاسة جنوب أفريقيا عرض البيت الأبيض إرسال القائم بالأعمال الأميركي لتسلم رئاسة مجموعة العشرين.

ـ صندوق النقد: نمو دول مجموعة العشرين سيكون الأضعف منذ أزمة 2009 ...

أضعف توقعات للصندوق للمدى المتوسط ..

قال صندوق النقد الدولي يوم الأربعاء 20 نوفمبر إن الدول صاحبة أكبر 20 اقتصادا في العالم ستشهد نموا بواقع 2.9% فقط في عام 2030 وسط ضغوط من الضبابية وسياسات الحماية، وهو ما يمثل أضعف توقعات للصندوق للمدى المتوسط منذ الأزمة المالية العالمية عام 2009.

وفي تقرير إلى مجموعة العشرين، حدد الصندوق سلسلة من التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي بما في ذلك الضغوط على الماليات العامة إلى جانب شيخوخة السكان في الاقتصادات المتقدمة.

وجاء في التقرير أن اقتصادات مجموعة العشرين المتقدمة (الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية) من المتوقع أن تشهد نموا اقتصاديا بواقع 1.4% فقط في عام 2030. وتوقع الصندوق أن تسجل اقتصادات الأسواق الناشئة في مجموعة العشرين (الأرجنتين والبرازيل والصين والهند وإندونيسيا والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وتركيا) نموا أقوى يصل إلى 3.9% .

 ومن المتوقع أن ينمو ناتج المجموعة بواقع 3.2% في عام 2025، انخفاضا من 3.3% العام الماضي، وأن يصل إلى 3% في عام 2026. ويعقد قادة المجموعة   القمة في جنوب أفريقيا مع غياب عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ.

وحث صندوق النقد الدولي الدول على التعاون من أجل خفض الحواجز التجارية والحد من حالة عدم اليقين التي تؤثر على آفاق النمو، وحث أعضاء مجموعة العشرين على تبني "خرائط طريق واضحة وشفافة للسياسة التجارية".

ـ للمرة الأولى.. غياب رؤساء أكثر 3 دول نافذة عن اجتماعات مجموعة العشرين :

تشهد قمة مجموعة العشرين للدول الصناعية الكبرى والدول الناشئة في جنوب أفريقيا غيابا لافتا لرؤساء أكثر ثلاث دول نافذة للمرة الأولى منذ تشكلت المجموعة.

وألغى الرئيس الصيني شي جين بينغ مشاركته في قمة جنوب أفريقيا، عقب انسحابات سابقة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الخميس 13 نوفمبر ، إن رئيس الوزراء لي شيانغ سوف يمثل بكين في جوهانسبرغ في وقت لاحق من الشهر الجاري، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) .

ويرسل الروس نائب رئيس الإدارة الرئاسية ماكسيم أوريشكين. ويعتزم ترامب أن يتم تمثيله من جانب نائب الرئيس جيه دي فانس. رغم أنه هدد مؤخرا بمقاطعة القمة لأنه يتهم جنوب أفريقيا بقتل المزارعين البيض ومصادرة أراضيهم بشكل غير قانوني. ولم يقدم أي دليل على هذا.

ـ وزير الخارجية السعودي: نشدد على ضرورة الحد من التدفقات المالية العالمية غير المشروعة و التحديات العالمية تتطلب تنسيقا مستمرا :

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن المملكة تشدد على ضرورة الحد من التدفقات المالية العالمية غير المشروعة.

وأكد الوزير خلال كلمته في قمة مجموعة العشرين المنعقدة السبت 22 نوفمبر  في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا: "التحديات العالمية تتطلب تنسيقا مستمرا، ونستمر في تشجيع الاستثمار بمختلف القطاعات". وتحتل قضيتا أوكرانيا وتغير المناخ موقعا رئيسيا في قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى التي تنطلق السبت في جوهانسبرغ في غياب دونالد ترامب.

ويقاطع الرئيس الأميركي القمة التي تعقد في إفريقيا لأول مرة، لكن خطته لإنهاء الحرب في أوكرانيا تهيمن على المناقشات في جنوب إفريقيا. وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن القادة الأوروبيين سيجتمعون في جوهانسبرغ لمناقشة هذه المسألة على هامش قمة مجموعة العشرين. كذلك، ستحظى مناقشات المناخ المقررة بعد الظهر بمتابعة دقيقة، فيما يبدو أن مفاوضات مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ (كوب30) في البرازيل وصلت إلى طريق مسدود.

خلال اليوم الأخير رسميا للمؤتمر المناخي العالمي في بيليم بمنطقة الأمازون البرازيلية  ، تعثرت المناقشات حول مسألة إقرار خريطة طريق محتملة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، المساهم الرئيسي في الاحترار. ولم يستبعد الاتحاد الأوروبي احتمال انتهاء مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ من دون اتفاق.

ـ إعلان مشترك :

تضم مجموعة العشرين 19 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وتمثل 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وحوالى ثلثَي سكان العالم.

ترتدي قمة جوهانسبرغ دلالات رمزية كبيرة، إذ إنها تنظم لأول مرة في إفريقيا، وتمثل أيضا نهاية دورة رئاسات مجموعة العشرين التي تولتها دول "الجنوب العالمي"، بعد إندونيسيا (2022) والهند (2023) والبرازيل (2024). مع ذلك، كانت حكومة جنوب إفريقيا هدفا لترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض.

فقد أدرجت بريتوريا ضمن أولوياتها خلال رئاستها لمجموعة العشرين هذا العام، إنشاء لجنة دولية معنية بقضايا التفاوت الاقتصادي، على غرار لجنة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ. كما يشمل جدول أعمال القمة التي تستمر حتى الأحد تخفيف أعباء الديون، والمعادن اللازمة للتحول في مجال الطاقة، وهي متوافرة بكثرة في القارة، والذكاء الاصطناعي.

وفي هذا الإطار، تطرح تساؤلات عما إذا كان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا سينجح في انتزاع بيان مشترك من القادة الحاضرين، وما هو سقف طموحاته. وأكد رامافوزا "نأمل في الحصول على إعلان مشترك من القادة يضع أجندة جديدة ومستدامة للعالم، ولا سيما لمجموعة العشرين".

وعارضت الولايات المتحدة إصدار بيان ختامي، مشيرة إلى غيابها عن قمة "تتعارض أولوياتها" مع التوجهات السياسية لواشنطن. وقال مصدر دبلوماسي وآخر حكومي من جنوب إفريقيا إنه جرى الانتهاء من صياغة مسودة بيان على أن تُرسل إلى القادة المشاركين. وأضاف المصدران أن عنوان الوثيقة المعتاد، أي "بيان قادة مجموعة العشرين"، قد تغير، من دون الكشف عن محتواه. وطوال فترة رئاستهم، قدم الجنوب إفريقيون أنفسهم كمدافعين عن التعددية التي تعد مجموعة العشرين إحدى أدواتها.

أعلن رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا من جوهانسبرغ أن "التعددية دفاعنا الأفضل وربما الوحيد ضد الاضطرابات والعنف والفوضى. وقد طبقت جنوب إفريقيا التعددية عمليا".

من جانبه، يواصل ترامب حملته الحمائية، وقد انسحب من هيئات دولية عدة في الأشهر الأخيرة. وبادر خصوصا إلى سحب الولايات المتحدة للمرة الثانية من اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، ولم يرسل أي وفد رسمي إلى مؤتمر الأطراف الثلاثين في البرازيل. مع ذلك، من المقرر أن تتولى الولايات المتحدة الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين بعد جنوب إفريقيا. وقد أعلنت إدارة ترامب عن نيتها تركيز القمة على قضايا التعاون الاقتصادي.

 


أخبار مرتبطة
 
3 ديسمبر 2025 1:28 متجاوز اقتصاد الإمارات التوقعات ليصبح أكثر اقتصادات العالم نموذجا وديناميكية2 ديسمبر 2025 1:16 ممحللون: سيناريوهات توضح مسار الجنيه المصري خلال 20261 ديسمبر 2025 2:30 متوقعات متفائلة لاتجاهات نمو الاقتصاد المصري للعام 2026 بتنفيذ الإصلاح الاقتصادي والهيكلي26 نوفمبر 2025 12:37 مرئيس"إنفيديا" يهاجم مدراء يرفضون الذكاء الاصطناعي بسبب التهديدات التي يشكلها على الوظائف24 نوفمبر 2025 2:40 ممصر: أرقام صادمة لأسعار إيجارات الأراضي الزراعية خلال العامين الماضيين23 نوفمبر 2025 1:20 م10 قطاعات مستفيدة من برنامج الصناعات الخضراء لتعزيز تنافسية الصناعة المصرية في الأسواق الدولية19 نوفمبر 2025 3:28 مثورة رقمية في السوق العقارية مع توسع الملكية الجزئية وازدهارالمنصات التكنولوجية18 نوفمبر 2025 1:30 مخبراء: الشراكات بين البنوك والفينتيك تمهد مستقبل الخدمات المالية الرقمية في مصر17 نوفمبر 2025 3:44 مخبراء: الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات محركا الابتكار والتنمية في مصر16 نوفمبر 2025 2:17 مقمة بريدج 2025.. مسارات للمحتوى تسهم في تطوير مستقبل الإعلام

التعليقات