تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 17 نوفمبر 2025 3:44 م - التعليقات خبراء: الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات محركا الابتكار والتنمية في مصر
اعداد ـ فاطيمة طيبي أكد خبراء ومسؤولون بارزون خلال فعاليات جلسات AIDC 2025 أن الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات يمثلان محركي الابتكار والتنمية في مصر، مع ترسيخ قدرة الدولة على استغلال ثروتها البشرية والبيانات الضخمة لتحقيق فرص استثمارية متنامية في مختلف القطاعات. ـ ركيزة أفقية لتسريع التنمية : أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية والتعاون الدولي، أن معرض Cairo ICT أصبح منصة رئيسية لاكتشاف أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا عالميا، وتبادل الخبرات، وجذب الاستثمارات في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والابتكار، بالإضافة إلى الاستثمار في رأس المال البشري. وقالت المشاط خلال مؤتمر AIDC 2025 إن الذكاء الاصطناعي بات عنصرا أساسيا في صياغة مستقبل الاقتصادات الحديثة، ليس فقط كأداة تقنية بل كقوة تدعم قدرة الإنسان على تطوير البرمجيات والخدمات التي تسهل حياة المواطنين في مختلف القطاعات، سواء الصحة أو التعليم أو التكنولوجيا والخدمات اليومية " . وأضافت: "الجدل حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف طبيعي، إلا أنه لا يلغي حقيقة أن التقنيات الحديثة تخلق وظائف جديدة مرتبطة بتشغيل وتطوير حلول الذكاء الاصطناعي وابتكار تطبيقاته . وأوضحت الوزيرة أن مصر بما تمتلكه من 110 ملايين نسمة، وتعدد قطاعاتها التنموية ومشروعاتها القومية، تولد كما ضخما من البيانات التشغيلية في الصحة والتعليم والتدريب والاختبارات المعملية، ويمكن تصنيف هذه البيانات جغرافيا أو ديموغرافيا أو وفق مراحل التطور، مما يجعل مصر مختبرا واسعا يوفر مدخلات غنية لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وأضافت المشاط: مستهدفات رؤية مصر 2030 وما بعدها تعتمد على الذكاء الاصطناعي والابتكار كعنصر رئيسي لتسريع وتيرة التقدم، وهو ما برز أيضا في مؤتمر الصحة والسكان والتنمية البشرية، حيث تمت مناقشة دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات الصحية وتطوير التدريب ورفع كفاءة تقديم الخدمات للمواطنين. واختتمت بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي ليس قطاعا رأسيا محدودا، بل مجالا أفقيا يخترق كل القطاعات مثل النقل والصحة والتعليم والخدمات الحكومية، ويجب ترسيخ هذه الثقافة داخل الاستراتيجيات الوطنية وخطط العمل لضمان تسريع التنمية وتحقيق أفضل استفادة من التكنولوجيا . ـ نمو غير مسبوق : أكد المهندس عمرو المشهراوي، الرئيس التنفيذي لشركة DCP Data Center Prime، أن سوق مراكز البيانات في مصر يشهد مرحلة نمو غير مسبوقة، بدعم تطور البنية التحتية الرقمية وتزايد الطلب على حلول الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، خلال جلسة سوق مراكز البيانات والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في مصر: الفرص والتحديات . وقال المشهراوي إن حجم سوق مراكز البيانات في مصر بلغ نحو 350 مليون دولار في 2025، مع توقعات بالوصول إلى 550 مليون دولار خلال السنوات المقبلة، في ظل التوسع المتزايد في خدمات الكولوكيشن ومراكز البيانات السحابية، والعائد الداخلي على الاستثمار في القطاع يصل ما بين 30% و50%، ما يجعله أحد أكثر القطاعات جذبًا للمستثمرين مقارنة بالعقارات التقليدية. وأشار إلى أن موقع مصر الاستراتيجي على خريطة الكابلات البحرية العالمية يعزز قدرتها على لعب دور محوري كمركز إقليمي للبيانات، مضيفًا: لقدرة التحميلية الحالية تبلغ نحو 30 ميجاوات، بينما يتزايد الطلب بوتيرة أسرع من القدرة المنشأة، خاصة مع التوسع الكبير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن يصل السوق المصري إلى قيمة 2.83 مليار دولار في خدمات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. وشدد المشهراوي على ضرورة الاستثمار في الطاقة، وتسهيل الإجراءات التنظيمية، ودعم المستثمرين الجدد، مؤكدا ان مصر تمتلك واحدة من أكبر قواعد الشباب المتخصص في التكنولوجيا في المنطقة، ونعمل على تدريب نحو 200 مهندس مصري بالشراكة مع مؤسسات عالمية لتعزيز القدرات الفنية التي تحتاجها صناعة مراكز البيانات . ـ أساس التقدم العالمي : أكد عاصم جلال، شريك إداري بشركة جلال وكراوي للاستشارات الإدارية، أن حجم الاستثمارات والأبحاث الموجهة للذكاء الاصطناعي يمثل المحرك الأساسي للتقدم الهائل الذي يشهده العالم. وقال جلال إن اللحظة الفاصلة في مسار تطور الذكاء الاصطناعي لم تكن فقط مع ظهور نماذج الذكاء التوليدي في نوفمبر 2022، بل تعود جذورها إلى عام 2017 عند نشر البحث العلمي الشهير ‘Attention Is All You Nee’ الذي شكل نقطة تحول كبرى ومهّد لظهور النماذج الحديثة الأكثر تقدما . وأضاف: “نموذج DeepSeek عند إطلاقه قدم أداء يفوق في كفاءته عددا من النماذج العالمية الرائدة آنذاك، ما يعكس الدور المحوري للبحث العلمي في تحسين قدرات النماذج وتعزيز كفاءتها. ـ نقص العمالة الفنية: أكد بارت ستيوارت، المدير الإداري لشركة WP Engineering في واشنطن، أن سوق مراكز البيانات يواجه تحديات حقيقية بسبب ندرة العمالة الفنية المتخصصة القادرة على تنفيذ مشروعات البنية التحتية بسرعة وكفاءة. وقال ستيوارت: "بناء وتشغيل مراكز البيانات يتطلب مزيجا متكاملا من المهارات يشمل التصميم، وأعمال الإنشاء عالية الدقة، والتكامل بين الأنظمة، والإدارة التشغيلية، وندرة الكفاءات في هذه المهن الدقيقة تجعل من الصعب تلبية الطلب العالمي المتزايد وتسليم مراكز البيانات بالسرعة المطلوبة" . وأضاف بأنه من أصعب المهارات نقصا حاليا تتمثل في الفنيين المتخصصين مثل: فنيي اللحام، والفنيين الماهرين في أعمال يبينج، وكبار الكهربائيين القادرين على التعامل مع الأنظمة المعقدة وربط مكوناتها بدقة عالية. تطوير هذه المهارات يمثل عنصرا أساسيا لضمان قدرة السوق على تلبية احتياجات البنية التحتية الرقمية المتنامية، والاستثمار في التدريب الفني هو حجر الزاوية لتسريع نمو قطاع مراكز البيانات عالميا . ـ بناء "عقلية الذكاء الاصطناعي ": أكد تييري موباكس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة AI Compass، أن العالم يعيش لحظة تحول تاريخية مع التطور السريع للذكاء الاصطناعي، معتبرا أن هذا التطور يفوق قدرة نظم التعليم الحالية على مواكبته. وقال موباكس: "الذكاء الاصطناعي للجميع صحيح، لكن تطبيقه على أرض الواقع يتطلب إعادة صياغة جذرية لطريقة التفكير داخل المؤسسات التعليمية والشركات، ويجب على الأفراد النظر إلى التحديات اليومية باعتبارها فرصا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيلها " . وأضاف أنه من الأدوات الحالية مثل ChatGPT و Gemini تتيح إمكانات هائلة دون الحاجة إلى مهارات برمجية، لكن استخدامها الفعال يتطلب فهم البيانات والأدوات والعمليات التي تحوّل هذه المدخلات إلى قيمة حقيقية، ويجب اعتماد هذا الفكر داخل الشركات والمدارس والجامعات دون تأخير." وشدد على أن مصر تمتلك فرصة استثنائية لإعادة كتابة تاريخها التكنولوجي، وأن نقص المواهب يمثل في الوقت ذاته فرصة ذهبية للتعلم، مؤكدا أن تعلم كيفية التعلم أصبح المهارة الأكثر أهمية للمستقبل، والدافع نحو حل المشكلات هو ما يقود الابتكار الحقيقي . ـ خبراء التعليم والتكنولوجيا يستشرفون فرص وتحديات سوق العمل : ـ خلال فعاليات Cairo ICT 2025 : استعرض خبراء التعليم والتكنولوجيا في جلسة حوارية معمقة ضمن مؤتمر ومعرض Cairo ICT 2025، كيفية سد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل المتغيرة بوتيرة غير مسبوقة بفعل الذكاء الاصطناعي. الجلسة التي جاءت بعنوان “رأسمال الذكاء: أزمة وفرص فجوة المهارات في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات”، أدارها عاصم جلال، الشريك الإداري في جلال آند كاراني مانجمنت كونسالتنج، الذي طرح تساؤلات جوهرية حول المهارات التي يجب أن يكتسبها الجيل الحالي للنجاح في المستقبل. ـ التحديات التعليمية : أكد الدكتور أحمد ضاهر، نائب وزير التربية والتعليم، أن الفجوة بين التعليم الأكاديمي والواقع العملي ليست جديدة، وهي تتسع مع كل تقدم تكنولوجي. وأوضح أن صعوبة استشراف وظائف المستقبل تجعل صناع القرار أمام تحد كبير، مشيرا إلى أن المطالب الحالية من الشركات تتطلب خريجا قادرا على العمل والإنتاج من اليوم الأول، وهو ما يستدعي تطوير نماذج تعليمية أكثر مرونة وتفاعلية. ـ المهارات الأساسية : أجمع المتحدثون على أن العصر الجديد يتطلب عقلية متكاملة، تتخطى المهارات التقنية البحتة. ووضح تيري موباكس، المؤسس المشارك لشركة كومباس، ثلاث ركائز أساسية: الإبداع، التواصل الفعال، والمهارات التحليلية. في حين دعا عمرو عبد الرحمن، الرئيس التنفيذي لشركة نكست تكنولوجي ديفلوبمنت، الشباب إلى تحديد هويتهم المهنية بوضوح، وأن يكونوا منتجين ومساهمين في منظومة الذكاء الاصطناعي، لا مجرد مستهلكين للأدوات. كما ركز بارت ستيوارت، المدير الإداري في WSP Engineering، على أهمية المرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات المستمرة في التكنولوجيا، وفهم المنظومة المتكاملة. ـ فرص المستقبل : تباينت آراء الخبراء حول مستقبل الذكاء الاصطناعي بين التفاؤل والحذر. وأكد أحمد ضاهر على سرعة التطور الهائلة في المجال والتي تشكل ضغطا على منظومة التعليم، بينما رأى عمرو المشهراوي، الرئيس التنفيذي لشركة DCP، أن مصر تمتلك فرصة ذهبية إذا ركزت على تأهيل الموارد البشرية بشكل احترافي، ووضع إطار عمل وطني يبدأ من المراحل التعليمية المبكرة ويركز على التدريب العملي في الشركات. واختتم عاصم جلال النقاش بالإشارة إلى أن الفضول هو السمة الأهم، إلى جانب التفكير النقدي والقدرة على حل المشكلات، كعناصر أساسية لتأهيل الشباب لمهارات المستقبل في عالم سريع التغير. وينعقد معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وأفريقيا Cairo ICT 2025 في نسخته التاسعة والعشرين خلال الفترة من 16 إلى 19 نوفمبر، برعاية وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، تحت شعار "AI Everywhere"، بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، وبمشاركة أكثر من 500 عارض، إلى جانب وزارات وهيئات حكومية رائدة. ويجمع Cairo ICT 2025 خمس فعاليات كبرى تشمل: PAFIX للمدفوعات الرقمية والشمول المالي تحت رعاية البنك المركزي المصري، AIDC للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات تحت رعاية وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، Connecta للشباب وتكنولوجيا الترفيه، Innovation Arena للإبداع، وCyber Zone للأمن السيبراني، ولأول مرة في موقعين داخل المعرض. كما تشارك في المعرض جهات كبرى تشمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، البنك المركزي، الهيئة العامة للرقابة المالية، الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات NTRA، هيئة ITEDA ، البريد المصري، الهيئة العربية للتصنيع، إلى جانب مشاركة جهاز مستقبل مصر كضيف شرف. ويقدم المعرض جلسات تفاعلية وعروضا تطبيقية تغطي أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، الجيل الخامس، الأمن السيبراني، المدن الذكية، تكنولوجيا التعليم، الحوسبة السحابية، التكنولوجيا المالية، التقنيات الخضراء، والهوية الرقمية eKYC. ويقام معرض ومؤتمر Cairo ICT 2025 برعاية كل من شركة دل تكنولوجيز، ومجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، وشركة WB Engineers+Consultants، والبنك التجاري الدولي مصر CIB، وشركة هواوي، وشركة أورنچ مصر، وشركة مصر للطيران، بالإضافة إلى رعاية إيجيبت تراست وماستركارد، وشركة ميدار، وشركة فورتينت. كما تضم قائمة الرعاة كلًا من شركة سيلزفورس، ومجموعة بنية، وشركة خزنة، والبنك الأهلي المصري، والبنك العربي الأفريقي الدولي، وبنك الإسكندرية، ومجموعة شاكر، وشركتي ICT Misr و IoT Misr، ونتورك إنترناشيونال، وشركة Meinhardt.
|
|||||||||||||||