تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
9 ديسمبر 2024 2:35 م
-
الإيكونوميست: تنافس الصين مع كبار مستثمري دول الخليج حول المشروعات الأفريقية

الإيكونوميست: تنافس الصين مع كبار مستثمري دول الخليج حول المشروعات الأفريقية

اعداد ـ فاطيمة طيبي

كانت إمكانات القارة السمراء مجالا لمنافسة القريب والبعيد عليها، ومنذ سنوات طويلة أدركت الصين حجم هذه الموارد، ورسخت أقدامها في قطاعات عدة، أبرزها التعدين، وفق خطة تبنتها منذ عام 2013 باسم "مبادرة الحزام والطريق" لتوسعة نطاق اتصالها واستثماراتها العالمية.

ولهذا السبب المباشر تكثّف دول خليجية من حجم استثماراتها في أفريقيا؛ ما يضعها في منافسة مباشرة مع الصين، ويعكس قدرة موارد القارة على جذب الاستثمارات بقوة، للحصول على حصة من كعكة الاستثمارات.

كما انضم ايضا  بعض دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات القليلة الماضية إلى سباق المنافسة على الموارد الأفريقية، وسطع نجم 3 دول بصورة محددة، هي:  السعودية،  الإمارات، وقطر . ونتيجة لهذا كله نجد ،  ان أميركا والاتحاد الأوروبي يخططان أيضا من جهة ثانية  للانضمام إلى سباق المنافسة على إمكانات القارة، مع إبداء الاستعداد لضخ المزيد من الاستثمارات ومنافسة أكبر الاقتصادات الآسيوية و3 من كبريات الدول العربية.

ـ التعاون  التجاري الخليجي الأفريقي :

تستورد بعض دول أفريقيا النفط والغاز من دول مجلس التعاون الخليجي، وتشكل حصة النفط والغاز أبرز مكونات مبيعات هذه الدول للقارة. وفي المقابل، تصدر القارة المعادن لهذه الدول، ضمن نطاق تبادل تجاري أوسع يعكس حجم الاستثمار المتبادل الآخذ في الارتفاع.

كما تعد السعودية والإمارات وقطر من كبار مستثمري دول الخليج في المشروعات الأفريقية، في ظل اتجاه لتوسعة نطاق الاستثمارات الآونة المقبلة، بحسب ما أورده تقرير لقسم الأبحاث والتحليل في مجموعة الإيكونوميست.

وتملك دول الخليج ميزة استثنائية بتوافر التمويل اللازم لإطلاق العنان للاستثمارات الأفريقية؛ ما يؤسس لعلاقات تجارية وسياسية أكثر عمقا، طبقا لتقرير الإيكونوميست الذي نشره موقع ذا إيست أفريكان (The East African).

وخلال العقد الماضي، فاق حجم استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في أفريقيا 100 مليار دولار، بما يعادل 30% من قيمة الاستثمارات الخارجية لهذه الدول. وضخت الإمارات وحدها استثمارات تقرب من 50 مليار دولار في بعض دول القارة السمراء، خلال عام 2022، لتقتنص لقب أكبر مستثمري القارة في ذلك الحين، ومن بين دول القارة كافة، حصدت مصر وجنوب أفريقيا 95% من استثمارات الإمارات.

ـ نمو التجارة الخليجية الافريقية :

سجل النمو التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا 8%، خلال المدة من 2012 حتى 2022، بقيمة إجمالية تصل إلى 154 مليار دولار قبل عامين. ومن شأن هذه البيانات أن تعكس تفوقا لدول مجلس التعاون الخليجي بين الأطراف المتنافسة على "كعكة" موارد القارة السمراء، إذ تفوقت على الاستثمارات الأميركية والهندية، واقتربت من الاستثمارات الصينية والأوروبية.

وتشير البيانات إلى أن شركات بارزة في عدد من دول المجلس تخطط للحصول على مساحة أكبر، بصناعات النفط والغاز والتعدين في قارة أفريقيا، بالإضافة إلى مجالات تعاون أخرى مثل في الطاقة المتجددة والقطاع الزراعي والبنية التحتية والنقل.

ووسعت الإمارات من حصصها في المواني الأفريقية، وحصلت مجموعة مواني أبو ظبي (AD Ports Group) على عقود تطوير في 16 دولة بالقارة، من بينها: مصر ،الجزائر ، أنجولا، الكونجو، نيجيريا، غينيا، والسنغال. وتطور الشركة محطات تصدير في ميناء سفاجا المصري حسب عقد موقع في نوفمبر  2023، بالإضافة إلى الاستثمار في مشروع ضخم لبناء وتشغيل ميناء أبو عمامة والمنطقة الاقتصادية التابعة له في السودان .

 مركز أبحاث "آسيا هاوس": سياسات ترامب تهدد نمو التجارة بين الصين والشرق الأوسط وتوقعات بنمو التجارة الخليجية - الصينية إلى 325 مليار دولار مطلع 2027 .. يتوقع أن يتفوق حجم التجارة بين الشرق الأوسط والصين على العلاقات التجارية بين المنطقة الغنية بالنفط وحلفائها التقليديين في الغرب بمنتصف الولاية الثانية لدونالد ترامب، في البيت الأبيض، وفقا لتقرير صادر عن مركز أبحاث "آسيا هاوس".

كما انخفضت التجارة بين الخليج والصين العام الماضي 2023  إلى 225 مليار دولار نتيجة انخفاض أسعار النفط، لكنها تستعد للنمو العام الجاري لتصل إلى 325 مليار دولار مطلع عام 2027، وفقا لمركز الأبحاث، الذي يركز على آسيا والشرق الأوسط وأوروبا. كما أشار التقرير إلى أن التجارة بين الخليج واقتصادات آسيا الناشئة قد تصل إلى 682 مليار دولار بحلول عام 2030 إذا استمرت مستويات النمو الحالية، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبرغ".

ـ  ارتفاع حجم التجارة بين دول الخليج وامريكا وبريطانيا :

وفي المقابل، تجاوزت التجارة بين الخليج والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا 250 مليار دولار في عام 2023، لكنها تنمو بمعدل أبطأ مقارنة بالتجارة الخليجية - الصينية.

وقال مايكل لورانس، الرئيس التنفيذي لمركز "آسيا هاوس": "توضح أبحاثنا أننا نشهد تحولا عميقا في المشهد العالمي. إذ يتم تشكيل هذه التحالفات الجديدة ـ سواء الدبلوماسية أو الاقتصادية أو التجارية ـ  في ظل تزايد السياسات الحمائية في الاقتصادات الغربية".

تعزز دول مثل السعودية والإمارات علاقاتها مع الصين وغيرها من الاقتصادات الآسيوية ذات النمو السريع، حيث تسعى إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التجارة مع أكبر مستوردي صادراتها النفطية. وتم دعوة كلا البلدين للانضمام إلى مجموعة "البريكس"، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، كجزء من خطط لتعزيز تحالفات ما يعرف بـ"الجنوب العالمي".

مع ذلك، قد تواجه نمو التجارة الصينية مع الخليج تحديات بسبب سياسات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، وفقا لمركز "آسيا هاوس". بينما قد تشجع التعريفات الجمركية الأميركية على الواردات الصينية المزيد من التجارة مع دول الخليج، فقد تحد الضغوط الأميركية على الدول العربية لتقليل التعاون مع الصين من هذا النمو. وبدأت الولايات المتحدة بالفعل بالضغط على دول الخليج لتقييد التعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مع الصين.

ورغم هذه الضغوط، فإن جهود دول الخليج لتطوير صناعات الطاقة المتجددة، والترويج لاستخدام السيارات الكهربائية، وتعزيز دورها كمراكز مالية دولية، ستزيد من جذب الاستثمارات الصينية، بحسب مركز "آسيا هاوس". وفي الوقت ذاته، توسع صناديق الثروة السيادية الخليجية، التي تدير أكثر من 4 تريليونات دولار، استثماراتها في آسيا.

ـ استثمارات الصين وأميركا :

يبدو أن خريطة الاستثمار في القارة الأفريقية تشهد تحولًا، وبعد أن كانت الصين المستثمر الأبرز بها يزداد النفوذ الخليجي يومًا بعد يوم، بالإضافة إلى محاولات أميركية وأوروبية للّحاق بالركب. وزاد عمر الاستثمارات الصينية في القارة عن عقدين، لكن أميركا ودول الاتحاد الأوروبي تخطّط لانتشار بمعدل أكبر بها.

ويدفع التوسع الإماراتي في القارة نحو تراجع حصة الصين وأميركا من استثماراتها، رغم أن حجم تمويل بكين لاستثمارات البنية التحتية في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى بلغ -خلال العقدين الماضيين- 155 مليار دولار. ووصلت قيمة التعاون التجاري بين الصين ودول أفريقيا 289 مليار دولار عام 2022، مقابل 244 مليار دولار لدول أوروبا الغربية، و99 مليار دولار مع الهند، و74 مليار دولار لأميركا .


أخبار مرتبطة
 
منذ 8 ساعاتنحو التكافؤ في السلطة.. دورالمرأة على طاولة نقاشات دافوس 202521 يناير 2025 11:30 صالمالية: نسعى لرفع كفاءة إدارة المالية العامة للتوسع في الإنفاق على الصحة والتعليم20 يناير 2025 2:04 موعود ترامب.. خطة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي19 يناير 2025 4:01 ممنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تختار مصر لإطلاق النسخة العربية من إرشاداتها للسلوك المسئول للشركات15 يناير 2025 2:37 مشرق أوسط جديد يحمل بصمات لارث ثقيل من إدارة الرئيس جو بايدن14 يناير 2025 3:31 مخالد عبد الغفار يوجه بتأسيس لجنة استشارية عليا للتنمية البشرية12 يناير 2025 12:37 متمكين المرأة اقتصاديا من خلال توفير الخدمات المالية وغير المالية للمشروعات وبرامج التدريب8 يناير 2025 3:06 ممصر: سيناريوهات استيراد الغاز المسال في الربع الأول من 20256 يناير 2025 12:40 معودة أعمال تنمية حقل غاز"ظهر" يناير 2025 مع طرح مناطق للتعدين5 يناير 2025 2:56 مارتفاع أسعار الخامات والأدوات والأجور.. أبرز تحديات صناعة الأثاث

التعليقات