مقال رئيس المركز
كتب فاطيمة طيبى 11 مارس 2025 2:55 م - التعليقات المارد الذي افاق من نومه
المارد الذي افاق من نومه بقلم ـ الدكتور خالد الشافعي كل الاحداث الاقتصادية حول العالم تنتهي عند الرسوم الجمركية الامريكية رغم تنوع تناول هذه المجريات من الوسائل الاعلامية المختلفة ، الا اننا لا ننكر مدى تاثيرها على مختلف الدول بالعالم .. والبداية تكون من مصر . مصر وما تعاصره من احداث متتالية ومتغيرة في الاونة الاخيرة تحتاج منا الى وقفة و بدايتنا مع.. زيادة المرتبات الامر البالغ الاهمية بالنسبة لكثير من شرائح المجتمع وكان بالامكان ان تتم هذه الزيادة قبل شهر رمضان الا ان الموضوع تم تاجيله من الحكومة ، ليس لعدم مقدرتها بل لان لديها رؤيا مختلفة للسوق الداخلي وما يترتب عن هذه الزيادة من ارتفاع الاسعار وبالتالي عدم مقدرة التحكم في نسب التضخم. والحكمة الاقتصادية تقتضي حينما تكون هناك زيادة ، يكون هناك ثبات واستقرار في الاسعار. وهنا اقول ان مشكلة مصر ليست في الاسعار بقدر ما مشكلتها الحقيقية في التضخم . لذلك زيادة المرتبات معناه ارتفاع نسبة التضخم. لذلك من وجهة نظري ان الوقت لم يحن بعد على الاقل لعدد من الاشهر القادمة لاننا بالفعل نعيش ازمة تضخم ومن المنطقي ان مثل هذه الازمة تقلل من خروج الاموال وليس ان نضاعف خروجها لسبب بسيط ان تكون العملة المحلية اقوى من البضاعة . النقطة الثانية.. ما اثير حول تصريح الرئيس التنفيذي لبنك ( سي اي بي ) هشام عز العرب الذي اقام الدنيا بتصريحه في ان الحكومة افسدت كل شيء بسبب طبع الفلوس مما تسبب في ان قيمة الفلوس تراجعت امام البضائع وصار المعروض منها اكثر، وأكبر مشكلة تواجه الاقتصاد المصري حاليا، طباعة النقود بأرقام فلكية، ليجد بعدها البنك المركزي صعوبة في سحب هذه السيولة الزائدة من السوق. النقطة الثالثة .. و من الاخبار الاقتصادية المهمة ان "فيتش" ادلت بتصريحات ايجابية حول الاقتصاد المصري وان هناك انخفاض واضح في التضخم يستند الى ارقام جيدة حيث ان التضخم من 37.7% تراجع في يناير الماضي 2025 الى 24% .. كما توقعت "فيتش" ان هذا التضخم سيصل في سنة 2026 الى 10% اعلانا برجوعه الى مستوياته الاولى قبل الازمة ، وهذا ما يجعلني اؤكد ان الاربع سنين القادمة ستكون احسن فترة اقتصادية بالنسبة لمصر . والذي اود توضيحه .. في الاقتصاد لا نشير فقط لتحركات الحكومة او نتائج الاستثمار، بل الاقتصاد ذاك الاحساس الايديولوجي العام للافراد ،هذا ما يجعلني اشير مرة اخرى الى ما ورد عن الرئيس التنفيذي لبنك سي اي بي لاؤكد ان العقود الاجلة تقدر بخمسين جنيها .. الا ان العامة من المواطنين من الممكن ان تبني توقعاتها على ان الدولار قد يصل الى 58 جنيه والنتيجة هنا يولد الفرق من ارقام التضخم ليصنع فرق الفائدة على الجنيه والدولار، وبالتالي الدولار يضعف الجنيه ، وهذا ما ارى اسبعاد حدوثه لسبب بسيط ان "فيتش" تقول انه في اجتماع البنك المركزي سيعمل على تنزيل الفائدة من 1% الى 2% ، وهذه الخطوة في حد ذاتها اعتبرها جيدة جدا الان .. القادم بعد ذلك من سلسلة النزول ستكون كل فترة تصل لشهر او شهرين حسب ما تمليه التطورات الداخلية . من وجهة نظري .. الذي اربك الراي العام على وجه الخصوص ما يصرح به من بعض الجهات الاعلامية بان الجنيه في حالة من الضعف امام الدولار او الذهب وبالتالي حتما الافراد يكون ملاذهم الاستثمار في الذهب او الدولار خاصة .. وهنا تكمن خطورة اضعاف الجنيه لكن في الجهة المقابلة والامور ان سارت عكس ذلك تكون ازمة العملة قد انتهت ليعود للجنيه مرة اخرى لقوته وهنا جوهر الموضوع كيفية مقدرتنا ان نعيد الى الاذهان فكرة تماسك الجنيه . النقطة الرابعة .. ما ورد عن ان بريطانيا تريد سحب استثماراتها من مصر والتي تقدر باربعة مليارات دولار بسبب مشكلة سياسية ردت عنها مصر في مؤتمر المناخ بعدم التدخل في شؤنها الداخلية . اود ان اوضح انه لا يوجد هناك ما يسمى بسحب الاستمارات لان القائم على هذه الاستثمارات اتفاقيات واضحة مع شركات خاصة وعملية السحب نتائج خسائرها فادحة بالفعل لذلك اجد ان "الجرديان" تقدم حلولا هي في الاساس بيد القيادة السياسية . النقطة الخامسة .. لتفادي اي شكل من الضغوط لجأت مصر الى تنويع مصادر سلاحها بسبب معاناتها من تهديدات امريكية وبريطانية بالامتناع عن بيع السلاح لها او حتى قطع الغيار الخاصة به . وهذا ما يفسر الصفقة الاخيرة التي تمت مع كوريا الجنوبية لتطورها الكبير في صناعة السلاح ،المدهش في هذا الموضوع ان هذه الصفقة شملت طيارات حربية وطيارات دروع وطيارات مضادة للدروع الجانب المتميز في هذه الصفقة ان الجزء الاخر من هذه الصفقة، هناك تصنيع لاجزاء هذه الطائرات في مصر لتخطي مشكلة الاحتياج في كل مرة الى قطع غيار.. لكن الذي يغيب عن الاذهان ان مصر بالفعل تؤسس لصناعة كورية مهمة في الاسلحة . عبارة عن منظومة دفاع كاملة ذاتية الحركة ما يجعلني اقول ان مصر تسير بقوة نحو تصنيع السلاح وهذا ما دفع بعض الاوساط الاعلامية تعنون منشوراتها عن مصر بانها.. "المارد الذي افاق من نومه ". هنا اعود لما اراه ان اسرائيل ليس من مصلحتها على الاطلاق ان تخفض امريكا جزء من معونتها لمصر لان هذه المعونة عبارة عن قطع غيار للاسلحة الامريكية ومن مصلحتها ان تكون اسلحة مصر امريكية حتى تحافظ على ما يسمى بمعادلة التوازن في القوة وامريكا في حالة اي حرب تستطيع ان تضغط على مصر والضغط هنا معناه اللجوء الى اسواق اخرى مثل روسيا وفرنسا والهند والاهم من هذا كله ما تم من فكرة اللجوء وبقوة لفكرة التصنيع . النقطة السادسة.. ما جرى بين ترامب وزلينسكي وكيف ان هذا الاخير بعد البحث عن منقذ له من مساعديه في اوروبا لم يجد له من نصير واصفا اياه ترامب بالمتهور والدكتاتور وان ما يفعله مدعاة لاستمرار الحرب والتي ستكون سببا في حرب عالمية ثالثة وسيسهل بعدها استحواذ روسيا على اوكرانيا بالكامل جواب ترامب على هذا .. اقتراح مشروع يصل الى تريليون دولار هذا المشروع عبارة عن صندوق امريكي داخل اوكرانيا و لن تقدم امريكا مساعدات اخرى والبداية تكون على العمل على المعادن النادرة مع مراعاة ان يكون نصيب امريكا في الصندوق ما يقدر بالنصف تريليون دولار هذا المبلغ يقسم مناصفة بينه وبين اوكرانيا.. امريكا بالفعل لم تصرف كل هذا المبلغ ( فلسفة ترامب كل شيء يسير بالاموال ) الا ان الذي اعلنت عنه (فاينانشال تايمز) ـ وولد ستريت ـ ان الصفقة قد تمت بالفعل .وان امريكا لتحصل من خلالها على عقود طويلة الاجل . الذي يجدر الاشارة اليه ان امريكا من خلال هذا الاتفاق بامكانها ان تحدث باوكرانيا تغيرا تكنولوجيا بالاعتماد على تحرك صناعي قوي ، فكرة الصفقة هذه ان امريكا محتاجة بالفعل لهذه المواد في المستقبل حتى تنفلت من تحكم الصين لها .. لا ننسى ان الاتفاق النهائي سيكون بموافقة بوتن على وجود قوات السلام في اوكرانيا ورفع ترامب للعقوبات التي خسرت من خلالها الكثير روسيا والمانيا التي استغنت عن البترول والغاز الروسي والذي كلفها مبالغ ضخمة جدا . الحرب في اوكرانيا من وجهة نظري سببها روسيا وليست اوكرانيا ، وترامب لا يريد فكرة تدخل بين روسيا والصين بقدر ما يرجح فكرة تبادل الغنائم. الذي اود ان اضيفه في النهاية ان اوكرانيا في خارطتها الجغرافية كانت جزءا من روسيا وان شعبها بالفعل روسي وروسيا دفعت الثمن غاليا نتيجة لهذه الحرب كان لها جزء من الغنائم الا ان امريكا كان لها نصيب الاسد من غير خسائر بشرية على عكس اوكرانيا او روسيا .. خلاصة الصفقة عند ترامب " لازم ان يكون الكل كسبان" .. وتهدئة الحرب في الشرق الاوسط سيكون له عائد على الاقتصاد المصري .
|
||||||||||