مقال رئيس المركز
كتب فاطيمة طيبى 12 نوفمبر 2024 2:49 م - التعليقات رجل القانون
رجل القانون بقلم ـ الدكتور خالد الشافعي خلال مباراة الوقت الاضافي من اجل التأهل الى الكأس، كل المناصرين في ترقب للنتيجة بقلق عصبي وضغط فكري .. بنفس حذافير هذا الاحساس عاش العالم بكل فئاته الفكرية والسياسية والاجتماعية اللحظات الاخيرة التي فاز فيها المرشح ترامب على هاريس .. كل واحد من هؤلاء المتخصصين ان كان بالسياسة او بالاقتصاد يحمل في جعبته الكثير من التساؤلات والافتراضات ، كيف ليكون مصيرالعالم سياسيا واقتصاديا وكثيرا من القضايا الجوهرية الدولار ،الذهب الصين، بما في ذلك شكل العلاقات الدولية المستقبلية . ما يتبادر الى ذهني بالدرجة الاولى ان ترامب يجسد حلقة من سلسلة حلقات التاريخ الرئاسي الامريكي ان لم اقل التاريخ السياسي الامريكي مع العالم وبوصوله الى هذه المرحلة فهو من المؤكد ايضا انه يجسد الوجه الحقيقي للولايات المتحدة رغم اننا كنا نرى بايدن بعباراته ذات الاوجه، فيها الكثير من السلاسة الرطبة المرنة يخفى وراءها وعودا وهمية ليصطدم العالم بتاييده للكيان الصهيوني . اعتقد بعد السلبية الواضحة التي عاشتها امريكا في الفترة الماضية الا ان العالم بالفعل يحتاج الى رجل بقوة ترامب الرجل القوي الجريء الذي لايخاف .. على طريقة الفتوة في الافلام العربي القديمة .. وقد اكتسح ترامب كل التوقعات رغم تضارب الاراء وتعددها جاء بصورة صريحة ليحل مشاكل امريكا اولا والعالم على حساب العالم . ترى في هذا الكلام نوعا من الغموض الا ان غموضه يكمن في نتائجه ما عانى منه العالم خلال الاربع سنين الماضية وما حدث مع بوتن في غرب اوكرانيا وهزيمة امريكا النكراء في اوروبا والشرق الاوسط كما تفسره الاحداث من حولنا باستمرار الا ان الامر الثاني الذي يدعو للغرابة فعلا كيف ان الصين تمتهن دور الوسيط في اتفاقية بين السعودية وايران .. على ما يقوله المثل الشائع بيننا ما الذي لم الشامي على المغربي .. كيف اذن للصين ان تتدخل في مسالة شرق اوسطية بحتة . سؤال يرد عليه المتمرسون في السياسة . من ناحية اخرى هناك اعتبارات كثيرة تحتاج لقوة ترامب على هاريس .. لان هذه الاوضاع لتعرف طريقا لحلها كان لابد ان يكون هناك رجلا جريئا قويا يقتحم بقوة كل هذه القضايا وكل هذه المسائل دون تردد وكل هذه الصفات تتواجد في ترامب بالفعل .. لاعتبارات كثيرة من وجهة نظري اهمها اقتصادي .. والامركيون كشعب على درجة من الوعي يرون فيه انه الرجل الذي يتكلم في القضية الاساسية للبلد سر هيمنة الدولار على العالم. سر وجود القطب الاخر وسر التنويع بالبريكس و التعامل فيما بينها بالعملات المحلية مع محاولة بعض من الدول ترجمة هذا على ارض الواقع بعمل اتفاقيات بنقل الغاز بعملات غير الدولار . انما هي في الاساس محاولة منها ايجاد منفذ لحل قضايا اقتصادية داخلية كان السبب الرئيسي فيها الدولار كما راينا مع مصر. ولما لا .. نحن الشعوب العربية لا نسامح في من يحاول استنقاص من قدرتنا وايا كان الذي يجمعنا مع الدول الاخرى هو في النهاية المصلحة لذلك ارى ان هاريس لو كانت قد فازت بالسباق الانتخابي نتيجتها الحتمية السيرعلى نفس نهج بايدن ويبقى العالم يدور في نفس فلك صراعاته . ما اراه من منظوري الخاص ان تداعيات قدوم ترامب مرحلية مقرونة بوجوده بزمان فترة رئاسته جاء من اجل تقوية الدولار واعلائه عن بقية العملات وهو اول من دافع عنه بقوله "الدولار ممنوع الاقتراب منه" الفكرة ليست بالجديدة بل قام بها الرئيس السابق جورج بوش الا ان ترامب كان صريحا فيما ادلى به وقال " ساحاسب كل من حاول ان ينقص من قيمة الدولار " الامر الايجابي ما نتج عنه على المدى القريب من ارتفاع في البورصات الامريكية الا انه على المدى المتوسط ارى ان الرؤيا ستكون واضحة كثيرا وكل من هذه الدول بالعالم تستخدم ادواتها المختلفة والمتعددة خاصة حين قوله في حملته الانتخابية انه جاء لفرض ضريبة تقدر 100% اولها السيارات الامريكية مع بداية ضرب بكل الاتفاقيات الدولية عرض الحائط لا تشغله اتفاقيات التجارة ولا حتى اتفاقيات المنظمات الدولية ورغم ان القانون لايطبق الا على الضعفاء الا انه جاء ليقول انا رجل القانون .. رجل القانون يعني رجل يتمتع بقدر كبير من الذكاء سيجلس على طاولة المفاوضات سواء مع بوتن ليتفاوض معه بحكمة شديدة لانه مدرك وبكل قوة ان عدو امريكا ليس بوتن انما عدوها الحقيقي الصين محاولا بدهاء تصليح غلطة امريكا التاريخية بجمعها ان لم اقل قربت بين روسيا والصين وكانت السبب الرئيسي في ان يصبح القطبين على خط واحد غير ان الاثنان غدى قوة واحدة في وجه امريكا فترامب يحاول حينئذ معالجة هذا بكسب بوتن في صفه ضد الصين باستعمال سياسة النفس الطويل . الوضع في الشرق الاوسط لن يختلف كثيرا في وجود ترامب عنه على يد بايدن او هاريس اللهم بعض التهدئات العامة فقدومة بالدرجة الاولى اقتصادي وليس سياسي، وما اراه انه سيعمل على زيادة قروضه كما كان في مرحلة رئاسته السابقة ويستدين من دول مختلفة نعم يستدين امريكا ليست في مفر من الديون وارى انه لسيتجاوز الدين الامريكي 40 تريليون دولار حاليا ويعتبر ترمب اكثر شخص اقترض خلال فترة رئاسته الاولى . لذلك المواطن لا يهمه في النهاية الا جيبه لانه تألم كثيرا نتيجة الاحداث المتتالية في الفترة الماضية . لكن السؤال هل نار ضرائبه التي توعد بها ستحرق بالفعل كل الدول التي شكلت قوة البريكس ومنها الدول العربية ... هذا ما ستجيب عنه التطورات القادمة .
|
||||||||||