مقال رئيس المركز
كتب فاطيمة طيبى 5 فبراير 2025 2:40 م - التعليقات الجغرافيا التجارية ..
الجغرافيا التجارية .. بقلم الدكتور خالد الشافعي اقصد بهذا المصطلح إن جاز لي أن اطلق عليه اسم مصطلح .. كيف ان الموقع الجغرافي الفريد لمصر جعل منها دولة صناعية تجارية ليس لان الظروف السياسية الراهنة شكلت خارطة العالم التجارية بل لانها سارت ومنعطف جديد بقدوم دونالد ترامب للبيت الابيض. هنا مطلع بيت القصيد وحسب ما ردده في حملته الانتخابية غير ازمة المهاجرين انه سيعيد للورقة الخضراء مجدها المفقود .اهتمامه برفع قيمة الدولار والعودة به الى سابق ايامه يفسر بجدية ان الرئيس لا يريد الحرب ولا يرغب فيها ،بل يؤثرالاستقرار والسلام بالعالم . ارجع واقول ان كل الاحداث تصب في بؤرة واحدة وان كل المؤشرات تقول ان الاقتصاد المصري يتعافى بالفعل وما يفسرهذا التعافي بالنسبة لي .. ان مصرعرضت سندات بقيمة 2 مليار دولار حسب ما أعلنت عنه "جي بي مورجان سيكيوريتيز" التابعة لبنك "جي بي مورجان"، معتبرة بذلك ان الإصدار الحالي الأول منذ عامين . والسؤال لماذا لم يكن بالامكان بيع مثل هذه السندات الدولارية سابقا .. ببساطة مصر كانت تعاني من ازمة اقتصادية وقلة المتعاملين من جهة ، مع ارتفاع سعر التامين على هذه السندات من جهة ثانية . والمفاجاة انه بعد عرض سندات 2 مليار دولار، تداعت عنها في المقابل عروضا سهمية وصلت الى ما قيمته 15 مليار دولار وهذا ما يفسر قطعيا مما لا يدعو للشك انه قد حدث تعاف للاقتصاد المصري ليس هذا فقط بل ان هناك طلبات متزايدة دعت الكثير من رجال الاعمال و واصحاب الشركات العالمية نحو الاسثمار بالاقتصاد المصري . ما افسره شخصيا من خلال هذه التطورات المتلازمة، من الممكن جدا ان هذا سيساعد وبصورة مباشرة على تراجع سعر الدولار في مصر.. وبالفعل سعر الدولار حاليا يعيش نوبة من التراخي او كما يقال عنه بلغة السوق المحلي ( الدولار بريح) كل الاراء الاقتصادية تتفق حول هدف وراي اساسين ان الاقتصاد المصري استرجع تعافيه وقوته ، لذلك اعتبر ان فترة رئاسة ترامب الحالية ، بالفترة الجيدة للاقتصاد المصري اضف اليها ايضا انها فترة جيدة للكفاح ضد الارهاب وايضا ضد سد اثيوبيا . لذلك ما يقوم به في الجهة المقابلة نتنياهو في محاولة خلق مشاكل بين الحزب الجمهوري ومصر بطرق ملتوية ينظر اليها البعض على انها طرقا خبيثة وفاشلة .. الامر الثاني والذي لا يقل اهمية بالفعل ، موضوع قناة السويس وما جاء به من تصريحات اسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس ان الملاحة في البحر الاحمر اصبحت اكثر هدوءا ، وقام بابلاغ سفينة الحاويات العملاقة الدانماركية "ميريت ميرسك" ان تضبط جداول ابحارها من البحر الاحمر نحو قناة السويس ما اعتبره بالفعل مكسبا اقتصاديا ضخما لمصر . النقطة الثالثة ان الذي قلب موازن التبادل التجاري.. ان ترامب وكما توعد به في حملته الانتخابية انه نفذ وبشكل مبالغ فيه رفع رسومه الجمركية على دول عظمى كالصين وكندا والمكسيك ، واعتبر ان هنا مربط الفرس بالنسبة لمصر ان لم اقل انها المستفيد الاكبر من هذا القرار. كيف ذلك ؟ . في حالة ما اذا ان ترامب لم يضع رسوما جمركية على مصر لعلمي ان هناك اتفاق مسبق بعدم تعرض مصر لمثل هذا القرار .. هذا يفسر وبشكل تفاءلي ان كل السلع والبضائع التي تصدرها مصر للولايات المتحدة ستخلق نوعا من المنافسة القوية على مثيلاتها القادمة من الصين والسبب المباشر في هذا ان الاسعار المصرية ستكون اقل عن اسعار تلك البضائع القادمة من الصين وهنا تكمن الفرصة الذهبية لمصر حيث يستلزم وبالضرورة ظهور نشاط داخلي واسع في مصر في فتح الكثير من المصانع المتعطلة او الجديدة ،هذا معناه انتاج اكثر خاصة في تصنيع الملابس ما يسمح عودة الكثير من المصانع الاجنبية للانتاج داخل مصر. كل هذه عوامل تعني ان الفرصة سانحة لتجديد خط الصناعة والتصدير نحو امريكا وهذا ما يفسر حسب راي ان العائد الفعلي بالارقام سيكون مرتفعا باضعاف مضاعفة مما اعتبرها فرصة غير عادية خلال الاربع سنين القادمة . لذلك لابد ان يكون التعامل مع الرئيس ترامب بالاتجاه نحو السياسة والسياسة فقط لتحقيق الهدف التجاري .. حول ما يتداول من اراء ان مصر ستخضع لعقوبات اقتصادية من امريكا، ارد على ذلك واقول: انا استبعد كلا ومضمونا ان يحدث مثل هذا القرار واعتبر هذا ما هو الا زرع شكل من الاثقة داخل الوسط المجتمعي ، وانها اقاويل كاذبة مثلها مثل ما ورد ان الجيش الامريكي يتحرك نحو سيناء .. لذلك ليس كل ما يقال يصدق على خلفية اقاويل اخرى ان ترامب لديه النية في تدمير الدولة المصرية .. وانا ارد انه لا يقدر قولا واحدا والسبب ببساطة شديدة ان الجيش الامريكي ذاته لن يقبل بشكل او بآخر ان يدخل في مثل هذا.. وشكل هذه القرارات تحكمها بالدرجة الاولى المصالح . الغالب في هذا الامر ان ما ترسمه المصالح تحتم ان يكون هناك رؤيا اخرى تبنى في الاساس على التوافق وما اعتقده حسب مقتضيات الاحداث ان يكون هناك مشروع مصري بديل، يرسم نوعا من التوازن المختلف لكل مجريات الاحداث في المنظقة رغم تعقيداتها.
|
||||||||||