مقال رئيس المركز


كتب فاطيمة طيبى
11 ديسمبر 2024 2:32 م
-
حرب العملات

حرب العملات  

بقلم ـ الدكتور خالد الشافعي  

البنوك المصرية لم يصادفها ان تعرضت الى مثل  هذا الرقم الذي وصل اليه الدولار حاليا، ورغم تحليلات سابقة بانه قد يتارجح  سعره ما بين 48 جنيه الى 50 جنيها  الا ان هذا الصعود الصاروخي المفاجئ من المؤكد ان اثاره السلبية ستطول مجالات مختلفة لكن السؤال الذي يجدر طرحه  ما مصير العملة الخضراء في الايام القادمة وهل من الممكن ان تعود السوق السوداء مرة اخرى ؟. 

النقطة الجوهرية من وجهة نظري ان الجنيه المصري لما تتراجع قيمته الفعلية امام الدولار هذا معناه ان ما نسميه  بـ "الهوت مونيه" ( hot money)  او الاموال  الساخنة   يزيد قلقها الحقيقي في تداعي مستمر لانها في واقع الامر  تعتمد على الثبات كمصدر النمو بالنسبة لها لاستفادتها من سعر الفائدة وهنا تاتي مشكلة اضافية تستدعي  حتميا هروب هذه الاموال الساخنة . 

من ناحية اخرى، الذي يتبادر الى اذهان البعض هل نحن بالفعل على ابواب كارثة اخرى و قد ياتي يوم نصدم فيه  بانهيار الجنيه، ام ان الواقع قد ينفي هذه الاحتمالات .. الرد بكل بساطة ، الحقيقة ان  هناك الكثير من الاحتمالات القوية التي تنفي وجود مثل هذه التوقعات وعلى سبيل المثال وجود ما يسمى بالتامين على مخاطر ..  التسديد  لما على مصر من ديون  ولما الدولة تعطي اشارات بحجم مدفوعاتها لتسديد هذه الديون معناها ان مصر ملتزمة بالدفع  وهذا ما يبعد اشارة الخطر الفعلي  وما يستدعي  الى وجود شعور لدى  المستثمرين بالامان، و بالتالي  يفسر هذا ان الدولة  ليس لديها ازمة والنتيجة الحتمية   تؤدي الى استقرار الدولار . النقطة الثانية ان امريكا عمدت على تقليص سعر الفائدة ومعها بعض الدول الاخرى هذا يؤكد حتما انه لا مجال على الاطلاق بعودة السوق السوداء . 

ما اراه ان الذي يقلق بالفعل التصريح الذي ادلى به رئيس الوزراء عن فكرة 5% قد يفهم من خلاله ان السوق معرضة الى شكل جديد من التلاعب .. لكن الذي اؤكده انه من الصعب جدا ان يكون هناك انهيار للجنيه في اي حال من الاحوال  والسبب  الاعتماد على فكرة التحوط  كما هو موجود مثلا في بورصة لندن . 

لذلك التطرق لفكرة التحوط  بالنسبة للجنيه قد تصل الى 6%  يفسر بانه  لا توجد اي رؤيا  من بعيد او من قريب لفكرة انهيار الجنيه وهو ما يتوافق مع ما صرح به رئيس الوزراء حول فكرة 5 في المائة .

وباختصار  معنى التحوط ..ان يكون هناك استعدادات اولية جانبية لاي ازمة مفاجئة قد تحدث  في اي شكل من الاشكال  ... النقطة الثانية كلنا قد سمعنا بتصريح دونالد ترامب لدول البريكس الذي هدد من خلاله برفع قيمة التعريفة الجمركية قد تصل الى 100% لمن يحاول ضرب قيمة الدولار،  اعتبر ان هذا التهديد ليس بالهين لانه على مقدرة فعلية بان يضرب به عمق الاقتصاد العالمي ومنه اقتصاد الصين ذاته وهنا مربط الفرس على اعتبار ان امريكا مازالت  تمثل ربع اقتصاد العالم .

 الرئيس الروسي فلاديمير بوتن كان حكيما في الرد على مثل هذه المسالة خاصة وانه يريد ان يجد طريقا فعالة وفعلية  ينهي  بها الحرب .

بوتن..  اوضح لترامب ان المشكلة الفعلية ليست عند روسيا على الاطلاق بقوله " لسنا نحن من يحارب الدولار ، المتهم الرئيسي في هذه المسالة هم خصومك السياسيين" وهناـ  يقصد بهذه الجملة بايدن والفريق الموالي لبايدن ـ لانهم وفي الاربع سنوات الماضية استخدمو الدولار كسلاح سياسي استهدفو به دولا كثيرة منها روسيا ووجدت نفسي من الخطر ان ابقي على الاحتياطي الروسي من الدولار ، ومن هنا جاءت فكرة ان يكون لدي عملة ثانية او اعمل تكتل .. احاول به  ان يكون لي  هناك منفذا تجاريا رغم وجود في المقابل مشكلة اخرى وهي العملات المحلية .

 ايضا من جهة اخرى ان خصومك السياسيين تقع عليهم المسئولية الكبرى في  تراجع اقتصاد امريكا في كل  دول العالم و بالتالي ان الحجم الكلي للاقتصاد يقل ولا يتطور والنتيجة الحتمية ان حجم الدولار نفسه قل ثم تراجع ،المشكلة في النهاية لا تعود الى روسيا في اي شكل من الاشكال ..

لذلك  نحن روسيا لا نحارب الدولار لكن انت الذي تحاربنا بالدولار والمطلوب في الوقت الحالي ان نجلس معا بعد مغادرة خصومك المشهد ونجد حلا يرضي جميع الاطراف ..

الذي اود ان اشير اليه ان هناك بعضا من المحللين السياسيين اشارو بالفعل  ساعة وجود عقوبات على روسيا واستخدام الدولار في هذه العقوبات  ووصفوه  بالامر الخطير جدا  لان من نتائجه و المتضرر الفعلي منه  الدولار كعملة ذات قيمة وهذا ما اكده بالفعل اقتصاديون امريكيون ايضا.

هناك من المشاكل الاقتصادية العالمية والتي تسببت فيها الحرب بشكل مباشر ينتظر ان تحل مفرداتها مع قدوم الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب لانه يريد الاستقرار لمشاريعه الاقتصادية  ولا يفضل الحرب وليس من المستبعد ان البريكس نفسه سيغيره مساره .. الى اين ؟ سنرى ذلك حينما يمسك ترامب بزمام الحكم .

 

 

 



التعليقات