تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 19 مايو 2025 3:31 م - التعليقات خفض التصنيف الائتماني لأمريكا يهز الدولار مع تراجع كبير في القيمة
اعداد ـ فاطيمة طيبي تراجع الدولار مقابل مجموعة من العملات الرئيسية الأخرى الإثنين الموافق للتاسع عشر من شهر مايو الحالي 2025 وسجل أدنى مستوياته في 10 أيام مقابل الين مع عكوف المتعاملين على تقييم أثر لخفض التصنيف الائتماني للحكومة الأمريكية بشكل مفاجئ وتأثر المعنويات بالتوتر التجاري. خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني السيادي الأعلى للولايات المتحدة درجة واحدة في السادس عشر من مايو 2025 ، وهي آخر وكالات التصنيف الرئيسية التي تخفض تصنيف البلاد، مشيرة إلى مخاوف إزاء تراكم ديون واشنطن البالغة 36 تريليون دولار. وفقا لوكالات اجنبية ، أدت الأنباء إلى تراجع الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى بعد 4 أسابيع متتالية من المكاسب بدعم من تنامي التفاؤل نتيجة الاتفاقات التجارية الأمريكية وتحسن العلاقات مع الصين الذي خفف المخاوف من ركود عالمي. وقال كينيث بروكس، رئيس أبحاث الشركات للعملات وأسعار الفائدة لدى سوسيتيه جنرال: "يأتي هذا في وقت حرج للإدارة الأمريكية، إذ تسعى للحصول على إقرار الميزانية من الكونجرس بحلول أوائل شهر يوليو 2025. مما قد يثير هذا مزيدا من التساؤلات المنطقية حول العجز، ووضع سندات الخزانة الأمريكية والدولار كملاذات آمنة". ـ سعر الدولار اليوم التاسع عشر من مايو : وانخفض الدولار افي 19 من مايو بنحو 0.7% ليصل إلى 144.665 ين، وهو أدنى مستوى منذ الثامن من مايو. وارتفع اليورو 0.73% إلى 1.1247 دولار. ودعت الصين الولايات المتحدة إلى اتخاذ تدابير سياسية مسؤولة للحفاظ على استقرار النظام المالي والاقتصادي العالمي وحماية مصالح المستثمرين. وجاء ذلك بعد أن قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في مقابلات تلفزيونية في 18 مايو الحالي إن الرئيس دونالد ترامب سيفرض رسوما جمركية بالمعدل الذي هدد به الشهر الماضي ابريل 2025 على الشركاء التجاريين الذين لا يتفاوضون "بحسن نية". لكن تقريرا لصحيفة فايننشال تايمز أفاد بأن الولايات المتحدة بدأت محادثات تجارية جادة مع الاتحاد الأوروبي، لتنهي جمودا طال أمده، مما بث بعض الأمل في التوصل إلى اتفاقات أخرى بعد أن وقعت واشنطن اتفاقا إطاريا مع بريطانيا في وقت سابق من شهر مايو الجاري. ـ الدولار مقابل العملات الأخرى : وارتفع الجنيه الاسترليني 0.6% إلى 1.33595 دولار، مع تركيز المتعاملين على التطورات في المحادثات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. وانخفض الدولار 0.45% إلى 0.83355 فرنك سويسري، وهو ملاذ آمن أيضا. وقالت مهجابين زمان، رئيس قسم أبحاث العملات الأجنبية في إيه إن زد "ربما يكون التركيز على مخاطر النمو الأمريكي وسياسات الإدارة الأمريكية قد أثار الشكوك في وضع الولايات المتحدة كملاذ آمن". وارتفع الدولار الأسترالي 0.34% إلى 0.64255 دولار بعد ثلاثة أيام من الخسائر. وزاد الدولار النيوزيلندي 0.25% إلى 0.5894 دولار ـ الصين تطالب واشنطن بالحفاظ على استقرار النظام المالي الدولي : بعدما تم خفض تصنيفها : دعت الصين، في التاسع عشر من شهر مايو الحالي ، الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات سياسية مسؤولة للحفاظ على استقرار النظام المالي والاقتصادي الدولي وحماية مصالح المستثمرين.
وأدلى متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول تخفيض وكالة موديز للتصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة بسبب المخاوف بشأن تراكم ديونها المتنامية. وفي سياق منفصل، رفع بنك "جي بي مورجان" تصنيفه لأسهم الأسواق الناشئة من "محايد" إلى "زيادة الوزن"، على خلفية انحسار تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتراجع قيمة الدولار. لكن أسهم الصين وهونغ كونغ أغلقت على استقرار شبه تام يوم 19 مايو، حيث سلطت البيانات الضعيفة لمبيعات الصناعة والتجزئة في الصين الضوء على التحديات الاقتصادية المستمرة، على الرغم من أن إعفاء الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة استمر في رفع أسهم مشغلي المواني. وانخفض مؤشر "سي إس آي 300" الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.3%، بينما لم يشهد مؤشر شنغهاي المركب أي تغيير يذكر، وكذلك لم يشهد مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ أي تغير يذكر. واستعادت أسواق الصين وهونغ كونغ ما خسرته منذ إعلان دونالد ترمب عن الرسوم الجمركية في أوائل أبريل الماضي 2025 ، بعد أن اتفقت بكين وواشنطن لاحقا على تعليق مؤقت للرسوم الجمركية لمدة 90 يوما الأسبوع الثاني من مايو ؛ لكن يبدو أن هذا الارتفاع بدأ يفقد زخمه. وأظهرت بيانات رسمية التاسع عشر من شهر مايو الحالي تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين في أبريل، مما حد من الإقبال على المخاطرة. وحذرت شركة "جوشنغ" للأوراق المالية المستثمرين من استهداف الأسهم قبل أن تشير أدلة ملموسة إلى اقتصاد أفضل من المتوقع ، موضحة لا يزال التقلب ضمن نطاق واسع السيناريو الأساسي لدينا". لكن أسهم مشغلي المواني الصينية استمرت في الارتفاع، حيث ضاعف المستثمرون رهاناتهم على أن تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما سيحفز تدفقا كبيرا في الشحنات. وصلت جميع مواني ليانيونقانغ ونينغبو وتشوهاي إلى حدها الأقصى اليومي للارتفاع البالغ 10 %. كما ارتفعت أسهم مشغلي المواني الرئيسيين الآخرين، مثل مجموعة مواني التجار الصينيين وميناء شنغهاي الدولي، بشكل حاد. وقال تشيوي تشانغ، رئيس شركة بينبوينت لإدارة الأصول: "قد يواصل المصدرون تعزيز الإنتاج والتسليم في الأشهر القليلة المقبلة في حال رفع الرسوم الجمركية مجددا في المستقبل". وقال محللون في شركة تشاينا سيكيوريتيز إن تعليق الرسوم الجمركية قد "يحفز تدفقا كبيرا في الشحنات، مما يؤدي إلى زيادة في الأعمال لمشغلي المواني". ـ تنديد البيت الأبيض بسبب تخفيض موديز تصنيف امريكا الانتمائي : خفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، الجمعة، السادس عشر من شهر مايو 2025 تصنيف الولايات المتحدة درجة واحدة من "Aaa" إلى "Aa1"، مشيرة إلى ارتفاع الدين وتكاليف الفائدة "الأعلى بكثير من الدول ذات التصنيف المماثل". وذكرت موديز: "لم تتمكن الإدارات الأميركية المتعاقبة والكونجرس من الاتفاق على تدابير لتغيير اتجاه العجز المالي السنوي الكبير وتكاليف الفائدة المتزايدة". يأتي هذا التخفيض في أعقاب تخفيض وكالة فيتش المنافسة تصنيفها الائتماني للولايات المتحدة في أغسطس 2023 درجة واحدة، وذلك استنادا إلى ما وصفته بتدهور مالي متوقع ومفاوضات متكررة بشأن سقف الدين مما يهدد قدرة الحكومة على سداد ديونها. من جهته، رفض البيت الأبيض بشدة تصنيف موديز للولايات المتحدة. وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد مدير الاتصالات بالبيت الأبيض ستيفن تشيونغ على وجه الخصوص الخبير الاقتصادي في موديز مارك زاندي ووصفه بأنه خصم سياسي للرئيس الأميركي دونالد ترامب. ولا أحد يأخذ تحليله على محمل الجد، لقد ثبت خطأه مرارا وتكرارا". ـ مورجان ستانلي يعتزم شراء الأسهم الأمريكية عند انخفاضها عقب قرار موديز : يرى مايكل ويلسون الخبير الاستراتيجي لدى "مورجان ستانلي" أنه ينبغي على المستثمرين شراء الأسهم عند أي انخفاض في السوق الأمريكية بعد خفض "موديز" لتصنيف البلاد الائتماني الجمعة السادس عشر من مايو 2025 ، نظرا لأن الهدنة التجارية التي تم التوصل إليها مع الصين تقلص احتمالات الركود. ومع توقعه احتمالية تراجع الأسهم بعد قرار "موديز" الذي دفع عوائد السندات لأجل عشر سنوات لتجاوز مستوى 4.5%، كتب ويلسون في مذكرة حسبما نقلت بلومبرج : سنشتري عند مثل هذا الانخفاض. وقررت موديز في نهاية الأسبوع االثالث من مايو تجريد الولايات المتحدة من تصنيفها الائتماني الأعلى وسط مخاوف بشأن عجز الميزانية المتضخم، مما عزز حالة من عدم اليقين. وأشار ويلسون أيضا إلى موسم نتائج أعمال الشركات الذي انتهى دون تأثره بصورة كبيرة بحالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية، مضيفا: نتوقع احتمالية تجاوز السوق للضعف الحالي واعتباره مؤقتا بدعم من الهدنة التجارية التي تم التوصل لها مع الصين.
|
|||||||||||||||