تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
2 يونيو 2025 1:27 م
-
تحديات صناعة الصلب لتقلبات الطلب العالمي والتوترات التجارية وازمة الرسوم المرتفعة

تحديات صناعة الصلب لتقلبات الطلب العالمي والتوترات التجارية  وازمة الرسوم المرتفعة

اعداد ـ فاطيمة طيبي

تواجه  صناعة الصلب تحديات متزايدة تتعلق بالتحول نحو الإنتاج الأخضر وتدخل هذه الصناعة  في مختلف القطاعات الحيوية مثل البناء، فهي تشكل البنية التحتية، للنقل والطاقة والدفاع. ايضا ، هذه التحديات تمثل في  التوترات التجارية، والتقلبات في الطلب العالمي، بالإضافة لأزمة الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم ضاعفها لتصل لـ50% .

ـ الإنتاج العالمي للصلب في 2024 :

بحسب ما أفاد الموقع الرسمي للرابطة العالمية للصلب " ذا وورلد ستيل أسوشياشن"، بلغ الإنتاج العالمي من الصلب الخام 1882.6 مليون طن في عام 2024، مسجلا انخفاضا طفيفا بنسبة 0.8% مقارنة بعام 2023.

وتصدرت الصين قائمة المنتجين للصلب خلال العام الماضي 2024 ، بحصة تقارب 53% من الإنتاج العالمي، رغم تراجع إنتاجها بنسبة 1.7% إلى 1.005.1 مليون طن.

أما الهند، فقد واصلت نموها القوي، بزيادة إنتاجها بنسبة 6.3% لتصل إلى 149.6 مليون طن خلال 2024، مما يعزز مكانتها كثاني أكبر منتج عالميا.

في حين سجلت تركيا نموا ملحوظًا بنسبة 9.4% . بينما شهدت كل من اليابان، والولايات المتحدة، وروسيا تراجعا في الإنتاج وفق تقرير رابطة الصلب العالمية.

ـ الطلب العالمي وتوقعات الاستهلاك:

ووفقا لتقرير رابطة الصلب العالمية،"worldsteel"  في أكتوبر 2024، انخفض الطلب العالمي على الصلب بنسبة 0.9% ليصل إلى 1.751 مليون طن.

وكان متوقعا أن يشهد عام 2025 انتعاشا بنسبة 1.2% ليصل إلى 1.772 مليون طن، مدفوعا بتحسن في الطلب خارج الصين، قبل أن تحدث سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية، أزمة عالمية في الصناعة وسلاسل التوريد.

وذلك بعد ما فرضه من تعريفات جمركية بنسبة 50% على الصلب، عززت من أزمات القطاع الصناعي العالمي للصلب بجانب ما يواجهه من تحديات ، مثل انخفاض القوة الشرائية للأسر، تشديد السياسات النقدية، والضغوط الجيوسياسية.

ـ أبرز المصدرين والمستوردين للصلب :

بحسب بيانات لمنصة  ".tradeimex"، المزودة لبيانات التجارة العالمية للاستيراد والتصدير، تحتل دول مثل الصين والولايات المتحدة وألمانيا واليابان باستمرار مراكز متقدمة بين أكبر المستوردين للصلب، مما يظهر تأثيرها العالمي الكبير في تجارة الصلب.

وتشمل قائمة أكبر 10 مستوردين للصلب حسب حجم الإنفاق، وفقا لبيانات الشحن العالمية وبيانات واردات الصلب للفترة بين ختام عام 2024 ومطلع 2025.

  ـ أبرز المستوردين للصلب :

1 ـ  الولايات المتحدة الأمريكية: 32.99 مليار دولار  7.2%

2 ـ الصين: 32.07 مليار دولار  7%

3 ـ  ألمانيا: 28.87 مليار دولار  6.3%

4 ـ  تركيا: 23.65 مليار دولار  5.1% 

5 ـ إيطاليا: 22.86 مليار دولار  5% 

6 ـ الهند: 17.67 مليار دولار 3.8%

7 ـ المكسيك: 15.87 مليار دولار 3.4%

8 ـ  كوريا الجنوبية: 14.24 مليار دولار 31.1%

9 ـ  فيتنام: 14.05 مليار دولار 31.1%

10 ـ بلجيكا: 13.79 مليار دولار 3%

ـ أبرز المصدرين للصلب :

واعتبارا من عام 2024  يهيمن مزيج من الدول الآسيوية والأوروبية على المشهد العالمي لتصدير الصلب، مما يعكس كلا من القدرة الإنتاجية والموقع التجاري الاستراتيجي. ووفقا لتقرير "الصلب العالمي بالأرقام 2024 " الصادر عن الرابطة العالمية للصلب، وفيما يلي أكبر عشر دول مصدرة للصلب من حيث حجم الصادرات في عام 2023 ، وتشمل :

1 ـ الصين 94.3 مليون طن

2 ـ  اليابان 32.2 مليون طن

3 ـ  كوريا الجنوبية 27 مليون طن

4 ـ  الاتحاد الأوروبي 27 مليون طن

5 ـ  ألمانيا 22.5 مليون طن

6 ـ إيطاليا 16.1 مليون طن

7 ـ  بلجيكا 14.6 مليون طن

8 ـ  روسيا 13.9 مليون طن

9 ـ  تركيا 12.7 مليون طن

10 ـ البرازيل 12.3 مليون طن.

ـ تحديات سبقت أزمة التعريفات :

ووفق ما أفادت وكالة أنباء رويترز، يعيش قطاع صناعة الصلب العالمي تحديات أخرى سبقت أزمة التعريفات الجمركية الحالية، حيث تسعى صناعة الصلب إلى تقليل بصمتها الكربونية.

حيث يمثل إنتاج طن واحد من الصلب حوالي 2.2 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتشمل الابتكارات في هذا المجال استخدام تقنيات الاختزال المباشر بالهيدروجين والأفران الكهربائية، بالإضافة إلى تعزيز عمليات إعادة التدوير.

وتعد قارة أوروبا رائدة في هذا المجال، بإطلاقها لمشاريع مثل "Hybrit" ومشروع"Hydnum Steel"  في كل من السويد وإسبانيا، وهي مشاريع تهدف بالمقام الأول إلى إنتاج صلب منخفض الكربون باستخدام مصادر طاقة متجددة .

ـ التوترات التجارية وتأثيرها على السوق في المستقبل:

وبعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو 2025 عن مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى 50%، أثيرت العديد من المخاوف بين دول العالم من التصعيد المستمر في الحرب التجارية التي أطلقها ترامب وتأثيراتها سلبية على الأسواق العالمية بشكل عام، والصلب بشكل خاص.

وضمن التنبؤات المستقبلية لتداعيات هذا القرار، يرى خبراء أن هذا القرار قد يؤدي إلى تدفق الصلب الرخيص إلى الأسواق الأوروبية، مما يهدد الصناعات المحلية ويزيد من التحديات التي تواجهها، خاصة في ظل فائض الإنتاج العالمي المقدر بـ600 مليون طن في عام 2023، وفق تقرير حديث نشرته صحيفة فاينانشال تايمز نهاية مايو  2025 .

وتزيد الرسوم الجمركية البالغة 25% على واردات الصلب إلى أمريكا والتي دخلت حيز التنفيذ الأربعاء، 12 من مارس 2025  الأمور تعقيدا في هذه السوق الاستراتيجية لناطحات السحاب والسيارات بعدما أصبحت غير مستقرة بسبب عدم تنافسية أفران الصهر القديمة مقارنة بمصانع إعادة تدوير الصلب.

وفقا لـ"فرانس برس"، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى (2017-2021)، رسوما جمركية بنسبة 25% على واردات بلاده من الصلب، و10% على وارداتها من الألمنيوم، في محاولة لحماية الصناعة الأمريكية وناخبيه الذين ينتمي العديد منهم إلى منطقة حزام الصدأ الصناعي في الغرب الأوسط .

ويعود آخر 12 فرنا للصهر في الخدمة في الولايات المتحدة إلى شركة "يو إس ستيل" US Steel، ومقرها في بيتسبرج في ولاية بنسلفانيا، وكليفلاند كليفس في ولاية أوهايو.

لكن كان تأثير فرض الرسوم الجمركية محدودا جدا، بحسب ما أكد روبين نيزارد الخبير الاقتصادي في شركة التأمين كريدي كوفاس.

وعليه، انخفضت واردات الولايات المتحدة من الصلب بنسبة 24% خلال هذه الفترة، وانخفضت واردات الألمنيوم بنسبة 31%، وفقا لتقرير صادر عن لجنة التجارة الدولية الأمريكية. وأكد روبين أنه "لم تظهر أي فائدة واضحة من حيث التوظيف أو الإنتاج، وارتفعت الأسعار"، ما أدى إلى تفاقم التضخم.

وقال مارسيل جينيه من شركة "لابلاس كونساي" Laplace Conseil الاستشارية في مجال الصلب "يبلغ سعر الصلب المسطح الأوروبي حاليا 600 دولار للطن، في حين يبلغ سعر الصلب الأمريكي 900 دولار".

ـ دول  تصدر الصلب إلى الولايات المتحدة :

أنتج العالم 1.84 مليار طن من الصلب الخام في العام الماضي2024  (-0.9% مقارنة بالعام 2023). وجاء أكثر من نصف الإنتاج، أي 1 مليار من الصين، المنتج الأول للصلب عالميا، وفقا لأحدث تقرير صادر عن "رابطة الصلب العالمية" ويشمل 71 دولة تمثل 98% من الإنتاج العالمي.

الولايات المتحدة رابع أكبر منتج في العالم مع 79.5 مليون طن (-2.4%). وهي ثاني أكبر مستورد في العالم بعد الاتحاد الأوروبي إذ استوردت 26.4 مليون طن في العام 2023، فيما استورد التكتل 39.2 مليون طن.

وتستورد الولايات المتحدة الصلب من كندا في الدرجة الأولى التي صدرت إليها 5.95 مليون طن في العام 2024، بحسب وزارة التجارة الأمريكية.

وفي الدرجة الثانية تأتي البرازيل التي استوردت منها واشنطن 4.08 مليون طن من الصلب، ثم يحل الاتحاد الأوروبي مع 3.89 مليون طن.

وتستورد الولايات المتحدة 3.19 مليون طن من المكسيك، و2.5 مليون طن من كوريا الجنوبية، تليهما فيتنام واليابان وتايوان بإجمالي حوالي مليون طن، والصين بنحو 470 ألف طن.

ـ ترامب وحديثه عن منافسة غير عادلة :

شهدت أسعار الصلب انخفاضا عالميا حادا خلال العام 2024  بسبب فائض الطاقة الإنتاجية العالمية. وبحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، يتراوح فائض الصلب العالمي بين 500 و560 مليون طن. وتنتج الصين أو شركات صينية لصناعة الصلب مركزها في جنوب شرق آسيا الحجم الأكبر من هذا الفائض مغرقة الأسواق، ما يشتكي منه الصناعيون الأوروبيون والأمريكيون ويتهمون حكومة الصين بدعم هذه الشركات على نطاق واسع.

وأفاد خبراء بأن صناعة الصلب التي كانت تمر بدورات منتظمة من الارتفاع والهبوط على مدى العقود الخمسة الماضية، تواجه حاليا مشكلة "هيكلية" تتمثل في فائض الانتاج.

ولكن يعارض بعض الخبراء هذا التحليل ومنهم مارسيل جينيه، الذي يرى أن المشاكل المرتبطة بالصلب تنبع في المقام الأول من عدم القدرة التنافسية لأفران الصهر القديمة التي تنتج ما يسمى بالصلب "الأولي" من خلال خام الحديد والفحم، مقارنة بالصلب المصنوع من الخردة المعدنية المعاد تدويرها في أفران كهربائية إذ إن إنتاجه أرخص بكثير.

 وقال إن "الشركات التي تعتمد على أفران الصهر التقليدية لا تملك الوسائل لتمويل انتقالها في مجال الطاقة، أي التخلي عن الفحم (واستخدام الغاز أو الهيدروجين) من دون الحصول على مساعدات ضخمة من دولها".

إلى ذلك، لفت مارسيل جينيه إلى أن صناعات الصلب في أوروبا وأمريكا الشمالية تعاني من انخفاض صادراتها من الصلب على مدى السنوات الخمسين الماضية، في حين طورت البلدان الناشئة قطاعاتها تدريجيا، وخصوصا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وحاولت مجموعة "نيبون ستيل" اليابانية الاستحواذ على شركة "يو اس ستيل" المتعثرة إلا أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عطل هذه الخطوة، ومن بعده ترامب.

وفي أوروبا، حيث ما زال هناك نحو 50 فرنا تقليديا للصهر بحسب مارسيل جينيه، أعلنت الشركة الألمانية "تيسين كروب" إلغاء آلاف الوظائف. ويواجه فرنان للصهر في دويسبورغ تابعان لشركة "إتش كي إم" HKM خطر الإغلاق.

أما أفران مدينة تارانتو في إيطاليا حيث توجد أكبر مصانع الصلب في أوروبا، فلم تعد تنتج حاليا سوى مليوني طن سنويا على الرغم من أن طاقتها الإنتاجية تبلغ 12 مليون طن.

وفي أوروبا، تعمل معظم أفران الصهر بأقل من 70% من طاقتها، وأعلنت تعليق مشاريع استثماراتها الضخمة في مجال إزالة الكربون.

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 17 ساعةمنتدى الاستدامة والعمل الحكومي 2025.. قيادة عربية نحو مستقبل أخضر3 يونيو 2025 3:00 ماعلان وزيرا المالية والاستثمار تفاصيل البرنامج الجديد لرد الأعباء التصديرية1 يونيو 2025 11:36 صخريطة استثمارية مصرية تضم فرصا جاهزة مع إعداد حملة ترويجية شاملة لتلك الفرص28 مايو 2025 10:48 ص860 مليون دولار قيمة صادرات شركات قطاع الأعمال بنهاية الربع الثالث27 مايو 2025 2:35 مبرنامج دعم الصادرات الجديد يعزز الثقة بين الحكومة والمصدرين27 مايو 2025 11:07 صتطوير آليات العمل المشترك مع شركاء التنمية للتوسع برامج القطاع الخاص26 مايو 2025 2:39 مالهند تخطط لمنطقة اقتصادية جديدة في السويس باستثمارارات 12 مليار دولار25 مايو 2025 1:42 مأكبر مجمع ذكاء اصطناعي بفرنسا.. حجر أساس للاستقلال الرقمي الأوروبي21 مايو 2025 4:36 متفاصيل عن القبة الذهبية التي أعلن ترامب عنها.. وعلاقة الصين بها20 مايو 2025 12:19 ماستمرار الإصلاحات الهيكلية يضمن استدامة استقرار الاقتصاد الكلي وتحسين بيئة الأعمال

التعليقات