تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
15 يونيو 2025 12:20 م
-
خبراء: تحديات اقتصادية جديدة تفرضها تداعيات الضربات الإسرائيلية على التجارة والطاقة والسياحة

خبراء: تحديات اقتصادية جديدة  تفرضها تداعيات الضربات الإسرائيلية على التجارة والطاقة والسياحة

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

تحديات جديدة على الاقتصاد المحلي والإقليمي والدولي، فرضها الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران، والذي بدأ فجر الجمعة 13 يونيو  وتلاه هجمات متتالية بين الجانبين يصعب التنبؤ بنهايتها. 

بين عدد من رؤساء الشركات الممثلة لقطاعات مختلفة، وخبراء اقتصاديين،  في استطلاع   أجرته جريدة حابي فرض الغموض نفسه على غالبية التوقعات. إلا أن هناك شبه اتفاق على أن التداعيات السلبية لهذا الصراع تتطلب المزيد من الإجراءات التحوطية والتحفيزية أيضًا خاصة على مستوى القطاعات المولدة للنقد الأجنبي وفي مقدمتها السياحة والصادرات والاستثمار المباشر.

ـ قال إلهامي الزيات، رئيس الصندوق الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الآثار التابع لصندوق مصر السيادي، إن مصر جزء من العالم ومن الطبيعي تأثرها سلبيا بالتطورات الإقليمية الجديدة، خاصة مع موقع مصر الجغرافي في المنطقة.

ورأى أن حركة السياحة الوافدة إلى مصر من أوروبا وأمريكا ستتأثر بشكل كبير في ضوء التوترات الأمنية المتصاعدة في المنطقة.

ـ وقال د. مدحت نافع عضو اللجنة الاستشارية المتخصصة للاقتصاد الكلي التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، إن الاقتصاد العالمي بدأ يشهد بعض التداعيات المعجلة، التي تنعكس بشكل مباشر على أسعار المعادن وخاصة الذهب، فضلا عن انعكاسها على أسعار النفط، وتقلبات مؤشر الخوف، إلى جانب تأثيرها على أسعار العملات وخاصة الدولار الذي بدأ ينزف بشكل كبير في سوق العملات، وهو ما لا تشهده مصر.

ايضا المشكلة التي تواجه مصر لا تقتصر على إمدادات الغاز، وسلاسل التوريد، بل تمتد لتشمل الصدمات التضخمية التي نعاني منها بالفعل منذ فترة، حيث إنها لم تنقطع وتأثرت سلبا مع رفع أسعار المحروقات في مصر.

وأكد د. نافع أن التدابير يجب أن تكون استباقية، ومن الضروري التحلي بوجود سياسات لمواجهة التقلبات الدورية  counter cyclical policies، وذلك على المستوى المالي والنقدي والتجاري، وألا يتم الاعتماد على السياسات التي تتعامل مع التقلبات من خلال ردود الأفعال.

ـ وقال المهندس شريف الصياد، رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية إنه من المبكر رؤية تداعيات كاملة للتطورات الإقليمية الأخيرة، ولكن من الملاحظ خلال السنوات الماضية أن أي تداعيات يكون لها تأثير مباشر على النقل البحري.

ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الشحن سيؤثر بالتبعية على أسعار جميع المنتجات، بالإضافة إلى أنه في حال زيادة أسعار الخامات المستوردة، ينعكس ذلك على أسعار التصدير.

ووصف خطة الطوارئ ووقف إمدادات الغاز الطبيعي لبعض الأنشطة الصناعية بالحكيمة، في ظل عدم ضمان استمرارية استيراد الغاز الطبيعي من الخارج.

ـ وقال هاني جنينة، رئيس وحدة البحوث بشركة فاروس لتداول الأوراق المالية إن مصر كانت لتتأثر نظريا، من خلال 3 طرق، أولها غلق مضيق هرمز، وهو أمر شديد الصعوبة، والثاني يتمثل في تصعيد الصراع في البحر الأحمر، والذي أصبح مستبعدا الآن نظرا لانتقال الصراع إلى إيران، وثالث الطرق يكمن في حدوث تخارج كلي من أذون الخزانة المصرية مثل الذي حدث في عام 2022، وهو أمر مستبعد وقد يكون هناك تخارج جزئي طبيعي.

ـ وقال خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية، إنه من الطبيعي أن تتأثر قطاعات الصناعة والتصدير في كل الدول، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية. وفي الوقت نفسه أكد على الإيمان بمرونة وقدرة القطاع على التكيف مع التحديات، والاستفادة من الفرص المتاحة.

وأشار أبو المكارم ، إلى أنه يتم التعامل مع هذه التحديات بروح من التعاون مع الجهات المعنية، من أجل ضمان استمرارية التوريد والتصدير بشكل منتظم.

ـ وتوقع أحمد منصور، نائب رئيس لجنة التصدير بجمعية رجال الأعمال المصريين ورئيس مجلس إدارة شركة  أفريكانا لتصدير الحاصلات الزراعية ، أن تسهم الأزمة الإقليمية الحالية، في زيادة تكلفة الإنتاج الزراعي عقب تقليص إمدادات الغاز لمصانع الأسمدة نتيجة انخفاض معدلات التوريد.

وأوضح منصور أن الحكومة بدأت بالفعل في تقليص كميات الغاز الموجهة لمصانع الأسمدة، بهدف الموازنة بين احتياجات الصناعة من جهة ومتطلبات إنتاج الكهرباء من جهة أخرى. وأشار منصور إلى أن التوسع في الأسواق الإفريقية، وخاصة في شرق وغرب القارة، يمثل خيارا إستراتيجيا لتعويض أي انخفاض محتمل في الصادرات إلى أسواق أخرى.

ـ وقال إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة مباشر هولدنج للاستثمارات المالية، إن أكثر القطاعات المعرضة للتأثر تشمل: الخدمات اللوجستية والتوكيلات الملاحية، وأيضا الأسمنت والأسمدة والكيماويات، والسياحة.

ورأى نائب رئيس مجلس إدارة مباشر هولدنج للاستثمارات المالية أن ارتفاع أسعار البترول الذي شهد قفزة بنسبة 8 إلى 9%– قد يمثل فرصة لبعض القطاعات مثل شركات البتروكيماويات، بينما سيكون عبئا على قطاعات أخرى تعتمد عليه كمادة إنتاج، مثل الأسمنت والأسمدة.

ورجح رشاد، أن تنعكس تلك التوترات بشكل عام على مسار البورصة المصرية خلال الأسبوع الجاري، مشيرا إلى أن عمق التراجعات مرهون على التطورات المنتظرة على الصعيد الإقليمي، وهل سيستمر التصعيد بين الطرفين أم سيتم الوصول إلى حلول.

ـ توقع ياسر المصري، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العربي الإفريقي لتداول الأوراق المالية، أن يكون للهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، انعكاس مباشر على بيئة الاستثمار في الشرق الأوسط، ومنها مصر كونها الدولة الوحيدة تقريبا المجاورة لدول النزاع دون أن تكون طرفا مباشرا فيه.

وأشار المصري، إلى أن التأثير لن يقتصر على مؤشرات البورصة المصرية خلال جلسات الأسبوع الجاري، بل يمتد إلى قطاعاتها وتحديدا المعتمدة على الغاز الطبيعي في إنتاجها، نتيجة لتوقف الإمدادات، مشيدا بالخطوات الاحترازية المبكرة التي اتخذتها الحكومة في هذا الشأن.

ـ كما رجح شوكت المراغي، العضو المنتدب لشركة بلتون لتداول الأوراق المالية، أن تنعكس الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، سلبا على مسار مؤشرات البورصة المصرية وقطاعاتها، مشيرا إلى أن عمق التأثير غير واضح بسبب السيناريوهات المبهمة.

ـ دول الخليج تستفيد من النفط لكنها تواجه مخاطر جيوسياسية:

ايضا قال محمد إبراهيم حافظ، مستشار الاستثمار الأجنبي المباشر وباحث في الجغرافيا الاقتصادية في جامعة نوتنجهام ترينت في المملكة المتحدة، إن الضربات الإسرائيلية على المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية ، تشكل تصعيدا دراماتيكيا من شأنه أن يؤدي إلى عواقب اقتصادية وخيمة على الدول المجاورة في منطقة الشرق الأوسط.

ويرى أن دول الخليج في وضع جيد نسبيا لاستيعاب التداعيات الاقتصادية للضربات، ما لم تنفذ إيران تهديدها بضرب القواعد الأمريكية التي تستضيفها. في المقابل، من المرجح أن تواجه دول شمال إفريقيا صدمات اقتصادية حادة قد تعطل خططها التنموية والمالية.

ـ ارتفاع أسعار النفط :

وقال  حافظ  في مقالة نشرها على موقع " fdiintelligence"، إن أحد ردود الفعل الأكثر مباشرة في الاقتصاد العالمي اتضحت في ارتفاع أسعار النفط، التي سجلت بالفعل أكبر ارتفاع يومي منذ عام 2022 ، مرجحا استمرار هذه الوتيرة في الأسابيع المقبلة.

وأضاف أنه بينما ينعم مصدرو الهيدروكربونات في منطقة الخليج العربي بهذه الهبة المالية الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط، إلا أنها تشكل خطرا جيوسياسيا كبيرا، إذ تستضيف العديد من هذه الدول قواعد عسكرية أمريكية، لاسيما في ضوء تهديد إيران رسميا بمهاجمتها.

على الجانب الآخر، ستواجه الاقتصادات المعتمدة على الواردات في شمال أفريقيا عجزا ماليا وتجاريا متزايدا، يفاقمها ضغوط تضخمية مستمرة.

ـ التداعيات على سلاسل التوريد:

تواجه سلاسل التوريد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تعاني بالفعل من اضطرابات سابقة وارتفاع تكاليف الشحن، مخاطر متزايدة في الفترة الراهنة حيث يهدد هذا التصعيد طرق التجارة الرئيسية.

مستشار الاستثمار الأجنبي المباشر يرى أنه إذا تصاعد الصراع، فمن المرجح أن تستغل إيران سيطرتها على مضيق هرمز لخدمة أجندتها الحربية.

ـ انخفاض متوقع في حركة المرور بقناة السويس :

رجح محمد إبراهيم حافظ ان تشهد قناة السويس  التي تسيطر على حوالي 12% من حركة التجارة العالمية، و شهدت انخفاضا في إيراداتها بسبب اضطرابات البحر الأحمر  مزيدا من الانخفاض في حركة المرور إذا رفعت شركات التأمين أقساط التأمين أو تجنبت شركات النقل المنطقة تماما.

ولن يقتصر الأمر على تعطل الصادرات بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل إن واردات السلع الاستراتيجية، بما في ذلك القمح وزيت الطهي والمدخلات الصناعية، أصبحت الآن معرضة بشدة لصدمات الأسعار والإمدادات.

ـ التداعيات على القطاع السياحي :

لن تتوقف التأثيرات الاقتصادية المتوقعة عند قطاعي الطاقة والتجارة، بل ستمتد إلى قطاع السياحة.

يقول محمد حافظ إنه حتى لو ظل العنف محصورا جغرافيا، فإن احتمال نشوب حرب إقليمية كاف لإلغاء رحلات، وتثبيط الحجوزات المستقبلية، ودفع وزارات الخارجية في دول العالم إلى إصدار تحذيرات بشأن سفر مواطنيها لبلدان الشرق الأوسط.

وقال إنه في أسوأ الأحوال، إذا تفاقم التصعيد بين إيران وإسرائيل، ستنهار عائدات السياحة لبلدان المنطقة. كما أن جميع هذه التداعيات الاقتصادية الإقليمية السابقة الذكر سترسل إشارات سلبية للمستثمرين المحليين والأجانب، سواء كانوا شركات جديدة أو شركات قائمة، مما قد يسبب تأخيرا في المشاريع المخطط لها بالمنطقة.

ـ شركات التأمين ترفع تكاليف تغطية مخاطر الشحن:

وقال تقرير نشره موقع مارتيم قبرص، إنه على الرغم من استمرار تدفق السفن حتى الآن بمضيق هرمز، إلا أنها تفعل ذلك بالرغم من تزايد حالة عدم اليقين.

نتيجة انتشار أصداء الضربات الإسرائيلية على إيران لنجد أن شركات التأمين رفعت أقساط تأمين مخاطر الحرب على السفن التي تدخل الخليج العربي، كما يضغط مستأجرو السفن من أجل إدراج بنود معينة في عقود الشحن.

ويراجع مشغلو السفن البحرية بروتوكولات إعادة توجيه السفن، وهو اقتراح مكلف قد يضاعف أطوال الرحلات ويزيد من استهلاك الوقود، وفقا للمقالة.

واستبعدت المقالة إغلاق المضيق، مشيرة إلى أن إيران لا تحتاج إلى إغلاقه لإحداث اضطراب. كما أنه قد يدفع حادث واحد يتعلق بطائرة مسيرة أو صاروخ مضاد للسفن شركات التأمين إلى إدراج منطقة الشرق الأوسط في القائمة السوداء، مما يؤدي إلى تحويل حركة ناقلات النفط حول رأس الرجاء الصالح.

ورأت أن هذا الافتراض ليس نظريا، فقد أدت هجمات عام 2019 على ناقلات النفط في خليج عمان إلى تعطيل التدفقات مؤقتا ودفعت إلى ارتفاع حاد في أسعار خام برنت.

وقالت إن أسعار خام برنت ارتفعت   عقب الهجوم الإسرائيلي، ليس بسبب فقدان الإمدادات بشكل مباشر، بل بسبب ارتفاع مخاطر أقساط التأمين.

ومن المتوقع أن ترتفع تكاليف الشحن بشكل حاد، كما قد تتجاوز أقساط التأمين نسبة 0.5% من قيمة كل رحلة، وبالتالي ستبلغ تكلفة الرحلة الواحدة لناقلات النفط الخام العملاقة مئات الآلاف من الدولارات.

وأضافت أن خيارات إعادة توجيه السفن مكلفة أيضا، فالتحويل حول رأس الرجاء الصالح يضيف حوالى 6000 ميل بحري وما يصل إلى 14 يوما من وقت العبور، وبالتالي سترتفع تكاليف الوقود وطاقم السفينة تبعا لذلك، فضلا عن مخاطر الازدحام في الموانئ والقنوات البديلة.

ولخصت المقالة التداعيات المحتملة للضربات الإسرائيلية في عدة احتمالات أبرزها:

ـ إعادة هيكلة منظومة أمن الطاقة وإعادة النظر في التنسيق البحري.

ـ السيناريو الأكثر رعبا لتأثير الضربات الإسرائيلية ليس إغلاق مضيق هرمز بل الغموض الذي يكتنف هذه الخطوة، وإذا خلقت إيران ما يكفي من التوتر لردع حركة الشحن دون إشعال حرب شاملة في المنطقة، قد تكون النتيجة تأثيرا طويل الأمد في حركة الملاحة في الخليج العربي.

ـ تاثير هذه التطورات سالفة الذكر في إضعاف ثقة المستثمرين في البنية التحتية الإقليمية ويستنزف الموارد البحرية عالميا.

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 15 ساعةإدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى قائمة حظر السفر.. بينها مصر وسوريا4 يونيو 2025 12:32 ممنتدى الاستدامة والعمل الحكومي 2025.. قيادة عربية نحو مستقبل أخضر3 يونيو 2025 3:00 ماعلان وزيرا المالية والاستثمار تفاصيل البرنامج الجديد لرد الأعباء التصديرية2 يونيو 2025 1:27 متحديات صناعة الصلب لتقلبات الطلب العالمي والتوترات التجارية وازمة الرسوم المرتفعة1 يونيو 2025 11:36 صخريطة استثمارية مصرية تضم فرصا جاهزة مع إعداد حملة ترويجية شاملة لتلك الفرص28 مايو 2025 10:48 ص860 مليون دولار قيمة صادرات شركات قطاع الأعمال بنهاية الربع الثالث27 مايو 2025 2:35 مبرنامج دعم الصادرات الجديد يعزز الثقة بين الحكومة والمصدرين27 مايو 2025 11:07 صتطوير آليات العمل المشترك مع شركاء التنمية للتوسع برامج القطاع الخاص26 مايو 2025 2:39 مالهند تخطط لمنطقة اقتصادية جديدة في السويس باستثمارارات 12 مليار دولار25 مايو 2025 1:42 مأكبر مجمع ذكاء اصطناعي بفرنسا.. حجر أساس للاستقلال الرقمي الأوروبي

التعليقات