تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
22 يونيو 2025 1:39 م
-
مستثمرون: استمرار التصعيد الإقليمي يؤثر سلبا على اقتصادات الشرق الأوسط ومنها مصر

مستثمرون: استمرار التصعيد الإقليمي يؤثر سلبا على اقتصادات الشرق الأوسط ومنها مصر

اعداد ـ فاطيمة طيبي

حذر مستثمرون وتجار من التداعيات السلبية للتصعيد العسكري الإسرائيلي الإيراني على اقتصادات منطقة الشرق الأوسط، ومنها مصر، مشيرين إلى أن سلاسل الإمداد والطاقة أبرز المتأثرين حتى الآن.

ـ توسيع الصراع يحدث تأثيرا كبيرا جدا على الجميع:

وقال علي عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، إن التنبؤ بتأثير العمليات العسكرية "صعب جدا"، موضحا أن الهجمات أربكت الأسواق، وأن تفاقم الصراع سيجر العالم كله إلى مرحلة اقتصادية كارثية. مشيرا عيسى إلى أن التخوف الآن من الانزلاق إلى حرب إقيمية أوسع سيكون تأثيرها كبير جدا على الجميع. كما أن مصر تحاول بكل الطرق تجنب تأثيرات التوترات الجيوسياسية على اقتصادها، لكن الأمور صعبة ونتمنى توقف العمليات العسكرية سريعا.

ـ أهمية توفير مدخلات الإنتاج لاستمرار المصانع:

وقال أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية، إن أحدا لا يستطيع تقييم الأوضاع الاقتصادية في ظل استمرار العمليات العسكرية، وعدم معرفة أبعادها، وإلى متى ستستمر. لكن بالقطع هناك تأثير على الطاقة وسلاسل الإمداد على الأقل، وقد تكون هناك تأثيرات أخرى وفقا لنتائج الأحداث ومدتها . موضحا ، أن اضطراب سلاسل الإمداد يؤثر على الأسعار، وإنتاج المصانع والتصدير، كما يؤثر أسعار النفط على الشحن، لعدم استقرار الاوضاع . وأشار إلى أن الحكومة المصرية اتخذت عدة إجراءات بخصوص البترول والغاز،  وما نستطيع فعله حاليا التأكد من استمرار سلاسل الإمداد لمدخلات الصناعة حتى لا تتوقف المصانع .

ـ مخزون بعض السلع يكفي حتى 9 أشهر.. والأسعار لن ترتفع:

وفي المقابل، قال علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، إن التأثير الأكبر من العمليات العسكرية حتى الآن على أسعار البترول. مضيفا، أن سلاسل الإمداد لن تتأثر كثيرا لأن منطقة الصراع الحالي بعيدة عن مناطق مرور الواردات المصرية القادم معظمها من أوروبا وجنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية. وعن مدى توافر السلع الغذائية، أشار إلى وجود احتياطي من السلع الاستراتيجية يكفي 3 أشهر بحد أدنى، ويصل في بعض السلع إلى 9 أشهر، فالوضع حتى الآن مطمئن، والأسعار لن ترتفع.

ـ حرب إسرائيل وإيران مؤقتة.. والغاز الإسرائيلي "سياسي":

كما قال رئيس شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، نجيب ساويرس، إن الحرب الجارية في المنطقة لم تحدث تأثيرا جسيما على الأسواق المالية حتى الآن، إلا أنها أوجدت حالة من الضبابية أدت إلى تجميد قرارات الاستثمار في عدد من الدول.

كما  أن أسعار الذهب والنفط ارتفعت بشكل طفيف،  وسعر الذهب يعتبر مستقرا ويتحرك في نطاق ضيق. كما أوضح ساويرس أن المشروع العقاري الذي تنفذه شركته في العراق يسير بشكل جيد، في ظل عدم تأثر العراق بالحرب الحالية، مشيرا إلى أن المناخ الاستثماري في العراق واعد.

ـ أزمة الغاز في مصر:

وقال رئيس شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، إن قرار مصر وقف إمدادات الغاز للقطاع الصناعي لا يعتبر حلا لتراجع واردات الغاز، خاصة أن توقف مصانع الأسمدة سيؤدي لأزمة في القطاع الزراعي وتراجع الصادرات الزراعية أو عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي بالقطاع الزراعي. وأضاف ساويرس، أن مصر يجب أن تتوقف عن الاعتماد على الغاز الإسرائيلي لأنه يعتبر "غاز سياسي" يمكن أن يتوقف في حالة وجود أي أزمة.

ـ سعر الدولار مقابل الجنيه:

وفيما يخص عن سعر الدولار مقابل الجنيه المصري  قال بانه يشهد حالة من الاستقرار خلال الفترة الحالية بدعم من زيادة إيرادات السياحة ونمو عوائد الصادرات وازدهار القطاع الخاص المصري. وأشار إلى أن الأزمة تكمن في سداد القروض المستحقة على مصر حتى نهاية العام الحالي والتي يمكن أن تؤثر على سعر الدولار مقابل الجنيه، لذلك يجب وضع خطة واضحة لسداد القروض.

واضاف إن القطاع الخاص يستحوذ على نحو 80% من الاقتصاد المصري، ولكن الانتقادات توجه إلى الإدارة الحكومية للقطاع العام في مصر بسبب الخسائر التي يتكبدها. ايضا القطاع العام في مصر يشهد خسائر واختلاسات ورشاوي، ويجب إنهاء أسطورة القطاع العام لأنه مال سايب ملوش صاحب، وتوجد شركات تخسر 500 مليون ومليار و2 مليار جنيه ورئيس مجلس إدارتها يحصل على مكافأة وحوافز بسبب عدم وجود محاسبة، وكل فترة يتم اكتشاف قضايا فساد من خلال الأجهزة الرقابية".

ـ مستقبل الاستثمار في الذهب:

وأوضح أن تكلفة استخراج الذهب من المناجم تتراوح بين 1200 و1500 دولار للأونصة ما يعني تحقيق أرباح كبيرة حتى في أسوأ سيناريوهات تراجع الأسعار. كما ان أكبر المشترين للذهب خلال الفترة الحالية هما الصين وروسيا بسبب التحوط من هيمنة الدولار، كما أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرغب في تخفيض سعر الدولار، بالإضافة إلى أن الطلب على الذهب أكبر من المعروض لأن المناجم الجديدة تستغرق وقتا حتى تبدأ في الإنتاج.

واعتبر ساويرس أن الفرنك السويسري يمثل "عملة حديدية" لا تتأثر بالأزمات، مشيرا إلى أهميته كأداة تحوط في أوقات التقلبات، كما أن العقارات تعتبر من أهم أدوات التحوط. وفي الظروف الحالية يجب الاحتفاظ بنسبة من 25% أو 30% من المحفظة الاستثمارية في صورة كاش من أجل اقتناص الفرص الاستثمارية التي يمكن أن تظهر في أي وقت.

"جولدمان ساكس" يرفع توقعاته لمتوسط واردات مصر من الغاز الطبيعي المسال وأكد أنه يعكس عجزها الهيكلي في السوق :

عدل بنك جولدمان ساكس توقعاته بشأن واردات الغاز الطبيعي المسال إلى مصر، بما يعكس عجزها الهيكلي في السوق. ورفع البنك توقعاته لمتوسط واردات الغاز الطبيعي المسال للفترة 2025 ـ 2026 إلى ما بين 7 إلى 9 ملايين طن سنويا مقابل تقديرات سابقة بلغت ما بين 4 و5 ملايين طن. كما رجح جولدمان ساكس أن ترتفع الواردات إلى 12 مليون طن سنويا في الفترة ما بين 2026 و2030، مقارنة بتقديرات سابقة عند 3 ملايين طن سنويا.

 وفي وقت سابق، أكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء  ، أن الدولة بدأت في تنفيذ خطة طوارئ شاملة لتأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي، في ضوء التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، مشيرا إلى أن وزارة البترول والثروة المعدنية اتخذت بالفعل إجراءات لوقف مؤقت لشحنات الغاز لبعض القطاعات الصناعية، خاصة مصانع الأسمدة، ضمن إطار مدروس ومحدد.

وأوضح الحمصاني ، أن هذا الإجراء يأتي ضمن خطة أكبر أُعدت منذ عدة أشهر، وتهدف إلى ضمان توفير الغاز الطبيعي لكافة القطاعات الحيوية، وعلى رأسها محطات توليد الكهرباء، دون انقطاع أو تراجع في الخدمة.

وكشف المتحدث الرسمي أن من أبرز محاور هذه الخطة استقدام ثلاث سفن لتغويز الغاز الطبيعي وربطها بالشبكة القومية، حيث تم بالفعل الانتهاء من ربط السفينة الأولى، ويجري العمل على ربط السفينة الثانية قبل نهاية الشهر الجاري، بينما من المقرر الانتهاء من ربط السفينة الثالثة خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو المقبل 2025 .

وأشار إلى أن تشغيل هذه السفن الثلاث سيؤدي إلى ضخ نحو 2.25 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا، ما يعزز أمن الطاقة الوطني ويوفر بديلا محليا في حال تعطل أو توقف واردات الغاز من أي دول مجاورة. وكانت مصادر كشفت   أن الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" اتفقت على استلام 4 شحنات من الغاز الطبيعي المسال إضافية بعد أسبوعين، وسيتم استقبالها بواقع شحنة إضافية أسبوعيا، بإجمالي حمولة 355 ألف طن، والتي ستوفر قرابة 12 مليار قدم مكعبة على مدار شهر كامل، بواقع 400 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا، بهدف تعويض تراجع تدفقات الغاز الإسرائيلي إلى مصر .

وفعلت وزارة البترول المصرية خطة الطوارئ عبر وقف إمدادات الغاز لبعض الأنشطة الصناعية كما أوقفت الحكومة ضخ المازوت والسولار للمصانع التي تستخدمه كوقود في صناعات كالأغذية والأسمنت لمدة 14 يوما، بهدف توفير نحو 8 آلاف طن مازوت يوميا لسد احتياجات محطات الكهرباء.

ـ التعامل المرن والذكي مع هذه المتغيرات يعزز كفاءة الاقتصاد الوطني:

 كما حذرت  ايضا عبير لهيطة ، العضو المنتدب للشركة المصرية لخدمات النقل والتجارة ـ إيجيترانس، من التداعيات السلبية لتصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني على قطاع النقل واللوجيستيات العالمي. كما عرقلة حركة الملاحة في مضيق هرمز، المهم والحيوي لنقل الطاقة عالميا، قد يؤدي إلى اضطرابات كبرى في سلاسل الإمداد العالمية.

ودعت لهيطة، الحكومة المصرية لاتخاذ عدة إجراءات استباقية في التعامل مع تداعيات الصراع الإسرائيلي الإيراني، منها: بناء احتياطي استراتيجي من الوقود. كما أشارت إلى أهمية تعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتسريع وتيرة التحول الرقمي في إدارة اللوجستيات.ايضا أن التعامل المرن والذكي مع هذه المتغيرات يمثل فرصة لتعزيز كفاءة الاقتصاد الوطني، وان أهمية استغلال الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمصر بوصفها مركزا إقليميا لحركة البضائع والخدمات اللوجيستية.

وأضافت أن الحكم على تداعيات الضربات الإسرائيلية – الإيرانية ما زال مبكرًا، مشيرة إلى عدة سيناريوهات تصل في أسوأها إلى ارتفاع أسعار النفط لأكثر من 300 دولار للبرميل وفق تقديرات دولية، ما يزيد تكاليف النقل بنسبة تصل إلى 45%. وأن استهداف إسرائيل المزيد من الأصول الاستراتيجية داخل إيران قد يدفع قطاع النقل واللوجيستيات العالمي نحو أزمة طاحنة.

ـ تأثير محدود للصراع الإيراني الإسرائيلي على الأسواق ما لم تقفز أسعار النفط:

قال كبير مسؤولي الاستثمار ورئيس لجنة الاستثمار العالمية في بنك "مورجان ستانلي"، مايك ويلسون، إن التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل ستؤدي إلى تراجع محدود في سوق الأسهم الأمريكية، ما لم تشهد أسعار النفط قفزة حادة. وأضاف ويلسون أن  الأساسيات الاقتصادية لا تزال قوية بما يكفي لتحمل هذا النوع من المخاطر"، متوقعا أن يتراوح التصحيح في السوق بين 5% و7% فقط، ما لم تتغير المعطيات، بحسب ما ذكره لشبكة "CNBC".

وإذا ارتفع سعر النفط إلى 90 دولارا أو أكثر، فحينها قد نواجه مشكلة حقيقية، لكن هذا ليس الوضع حاليا . وقد سجل خام غرب تكساس الوسيط نحو 75 دولارا للبرميل، رغم ارتفاعه الأخير.

تأتي هذه التصريحات في وقت تتجه فيه الأنظار إلى مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية لنقل النفط، وسط مخاوف من أن تؤثر أي اضطرابات في المنطقة على الإمدادات العالمية، خاصة أن إيران تُعد تاسع أكبر منتج للنفط في العالم. ورغم تصاعد التوترات، يرى ويلسون أن المستثمرين يركزون حاليا على تحسن توقعات أرباح الشركات، قائلا: “نحن متفائلون ليس بسبب الصراع، بل لأن مراجعات الأرباح بدأت تتحسن بشكل ملحوظ منذ منتصف أبريل" .

ويلسون ليس الوحيد الذي يقلل من تأثير الصراع على الأسواق، إذ أشار محللون آخرون إلى أن الأسواق غالبا ما تتعافى بسرعة بعد الأحداث الجيوسياسية، ما لم تترافق مع صدمات اقتصادية حادة. وفي الوقت نفسه، شدد ويلسون على أهمية عدم التقليل من المخاطر الإنسانية للصراع، قائلا: “لا نريد أن نقلل من شأن الخطر على الأرواح .

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
18 يونيو 2025 1:31 مخبراء: الهند قد تصبح بديلا استراتيجيا للصين نحو سباق المعادن الأرضية النادرة17 يونيو 2025 3:35 ممصر السابع عالميا في قائمة أكبر الدول المتلقية لتحويلات العاملين بالخارج 202417 يونيو 2025 1:11 مالتوترات الجيوسياسية وتصاعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية تضاعف كلفة الديون في المنطقة16 يونيو 2025 4:16 مإدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى قائمة حظر السفر.. بينها مصر وسوريا15 يونيو 2025 12:20 مخبراء: تحديات اقتصادية جديدة تفرضها تداعيات الضربات الإسرائيلية على التجارة والطاقة والسياحة4 يونيو 2025 12:32 ممنتدى الاستدامة والعمل الحكومي 2025.. قيادة عربية نحو مستقبل أخضر3 يونيو 2025 3:00 ماعلان وزيرا المالية والاستثمار تفاصيل البرنامج الجديد لرد الأعباء التصديرية2 يونيو 2025 1:27 متحديات صناعة الصلب لتقلبات الطلب العالمي والتوترات التجارية وازمة الرسوم المرتفعة1 يونيو 2025 11:36 صخريطة استثمارية مصرية تضم فرصا جاهزة مع إعداد حملة ترويجية شاملة لتلك الفرص28 مايو 2025 10:48 ص860 مليون دولار قيمة صادرات شركات قطاع الأعمال بنهاية الربع الثالث

التعليقات