تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
23 يونيو 2025 3:07 م
-
الاقتصاد العالمي على مفترق طرق.. البنك الدولي يراجع تقديراته نزولا

الاقتصاد العالمي على مفترق طرق.. البنك الدولي يراجع تقديراته نزولا

اعداد ـ فاطيمة طيبي

خفض البنك الدولي، توقعاته للنمو العالمي خلال العام الجاري بما يعادل 0.4 نقطة مئوية إلى 2.3%، قائلا إن ارتفاع الرسوم الجمركية وتزايد الضبابية يشكلان "عقبة كبيرة" أمام جميع الاقتصادات تقريبا .

وفي تقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" نصف السنوي، خفض البنك توقعاته لما يقرب من 70% من جميع الاقتصادات، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وأوروبا، بالإضافة إلى ست مناطق للأسواق الناشئة، وذلك مقارنة بالمستويات التي توقعها قبل ستة أشهر، أي قبل أن يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبي

وأحدث ترامب انقلابا في التجارة العالمية عبر سلسلة من الزيادات والتخفيضات في الرسوم الجمركية مما رفع معدل الرسوم الجمركية الأمريكية الفعلي من أقل من 3% إلى ما يقرب من 16%، وهو أعلى مستوى منذ نحو 100 عام، والذي أثار ردود فعل من الصين ودول أخرى.

والبنك الدولي أحدث مؤسسة تخفض توقعاتها للنمو نتيجة لسياسات ترامب التجارية، وذلك على الرغم من إصرار المسؤولين الأمريكيين على أن التداعيات السلبية ستعوضها زيادة في الاستثمار وتخفيضات ضريبية لم تحصل على الموافقة بعد.

ولم يتنبأ البنك بحدوث ركود لكنه قال إن النمو الاقتصادي العالمي هذا العام سيكون الأضعف خارج نطاق الركود منذ 2008. وبحلول عام 2027، من المتوقع أن يبلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي 2.5% فقط، وهي أبطأ وتيرة في أي عقد منذ الستينيات.

وتوقع التقرير أن تنمو التجارة العالمية 1.8% في 2025، بانخفاض من 3.4% في 2024، أي ما يقرب من ثلث مستواها البالغ 5.9% في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وتستند التوقعات إلى الرسوم الجمركية السارية بداية من أواخر مايو ، بما في ذلك الرسوم الأمريكية البالغة 10% على الواردات من معظم البلدان. وتستثني الزيادات التي أعلن عنها ترامب في أبريل ثم تم تأجيلها حتى 9 من يوليو  2025 للسماح بالتفاوض. وتوقع البنك أن يصل التضخم العالمي إلى 2.9% في 2025، ليظل أعلى من مستويات ما قبل كوفيد-19.

وكتب البنك قائلا "لا تزال المخاطر التي تهدد التوقعات العالمية تميل بالتأكيد إلى الانخفاض". وقال البنك إن نماذجه أظهرت أن زيادة إضافية قدرها 10% في متوسط الرسوم الجمركية الأمريكية، بالإضافة إلى النسبة المطبقة بالفعل عند 10%، ورسوم مضادة من جانب دول أخرى، قد تخفض توقعات 2025 بما يعادل 0.5 نقطة مئوية أخرى.

وأشار التقرير إلى أن مثل هذا التصعيد في الرسوم التجارية من شأنه أن يؤدي إلى "عرقلة التجارة العالمية في النصف الثاني من هذا العام.. وانهيار واسع النطاق في الثقة، وارتفاع حالة عدم اليقين والاضطراب في الأسواق المالية". ومع ذلك أشار التقرير إلى أن احتمال حدوث ركود عالمي أقل من 10% .

ـ  اشبه بضباب يخيم على مهبط طائرات:

يجتمع كبار المسؤولين من الولايات المتحدة والصين في لندن لمحاولة نزع فتيل نزاع تجاري اتسع نطاقه ليشمل قضايا متنوعة من بينها الرسوم الجمركية والقيود المفروضة على المعادن الأرضية النادرة، مما يهدد بصدمة في سلاسل التوريد العالمية وتباطؤ النمو.

وقال نائب رئيس الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي أيهان كوسي في مقابلة مع مصادر اعلامية دولية..  "لا تزال الضبابية تمثل عائقا كبيرا، مثل ضباب يخيم على مهبط طائرات. إنها تبطئ الاستثمار وتؤثر على التوقعات".

لكنه أشار إلى وجود مؤشرات على تزايد المحادثات المتعلقة بالتجارة، مما قد يساعد في تبديد الضبابية، وأوضح أن سلاسل التوريد تتكيف مع خريطة تجارية عالمية جديدة ولا تمر بحالة تنهار. وقال إن نمو التجارة العالمية قد يشهد انتعاشا طفيفا في 2026 ليصل إلى 2.4% وإن التطور في مجال الذكاء الاصطناعي قد يعزز النمو.

وتابع "نرى أن الضبابية ستنحسر في نهاية المطاف... وبمجرد أن يتبدد الضباب، قد يبدأ محرك التجارة في العمل مجددا، ولكن بوتيرة أبطأ".

وأضاف كوسي أنه في حين أن الأمور قد تسوء، إلا أن التجارة مستمرة ولا تزال الصين والهند ودول أخرى تحقق نموا قويا. وأشار إلى أن دولا كثيرة تناقش أيضا شراكات تجارية جديدة قد تؤتي ثمارها لاحقا .


ـ في نطاق 4.25%-4.50% وللمرة الرابعة في ولاية ترامب الثانية الفيدرالي الأمريكي يثبت سعر الفائدة :  

ثبت الاحتياطي الفيدرالي الثامن عشر من شهر يونيو الحالي سعر الفائدة الرئيسي في نطاق 4.25%-4.50%، في رابع اجتماع له في 2025، وهي المرة الرابعة التي يثبت فيها أسعار الفائدة في 2025، وأيضا منذ عودة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض.

في مايو 2025 ، قرر الاحتياطي الفيدرالي تثبيت سعر الفائدة الرئيسي في نطاق 4.25%-4.50%، بعد أن اتخذ نفس القرار في اجتماعه الثاني في مارس ، وأيضا في اجتماعه الأول في 2025 نهاية يناير ، وهو الاجتماع الأول في الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفي نهاية العام الماضي 2024 ، خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي ثلاث مرات، ليصل إلى حوالي 4.3% بعد أن كان عند 5.3%.

وفي 18 سبتمبر الماضي 2024 ، خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة بنحو نصف نقطة مئوية، للمرة الأولى منذ 4 سنوات، بعد 11 مرة رفع فيها الفائدة وبعد تثبيت لـ8 مرات متتالية. وكان الاحتياطي الفيدرالي قد رفع أسعار الفائدة بسرعة لمكافحة التضخم، ومع تباطؤ نمو الأسعار، أتاح ذلك للبنك المركزي عكس بعض تلك الزيادات في أسعار الفائدة.

وتوافق قرار المركزي الأمريكي 19 من يونيو 2025  مع التوقعات، حيث يشير الاقتصاديون إلى أنه من شبه المؤكد أن الاحتياطي الفيدرالي سيبقي على سعر الفائدة قصير الأجل الذي يسيطر عليه عند حوالي 4.3%، وهو المستوى الذي استقر عليه منذ آخر خفض للبنك المركزي لأسعار الفائدة في ديسمبر . ومنذ ذلك الحين، ظل الاحتياطي الفيدرالي على الحياد بينما يقيم تأثير رسوم الرئيس دونالد ترامب الجمركية وغيرها من التغييرات السياسية على الاقتصاد والأسعار.

ـ لولا ارتفاع ضرائب الاستيراد، كان من الممكن للاحتياطي الفيدرالي ان يجري  تخفيضات إضافية للفائدة :

بدأ التضخم بالتباطؤ منذ يناير 2025 ، ويرى العديد من الاقتصاديين أنه لولا ارتفاع ضرائب الاستيراد، لكان من المرجح أن يجري الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات إضافية على أسعار الفائدة. ووفقا للمقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، انخفض التضخم إلى 2.1% فقط في أبريل 2025 ، وهو أدنى مستوى له منذ سبتمبر الماضي 2024 . وبلغ التضخم الأساسي ـ الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة - 2.5% .

تشير هذه الأرقام إلى أن التضخم أصبح تحت السيطرة إلى حد كبير في الوقت الحالي. ومع ذلك، لا يزال سعر الفائدة قصير الأجل الذي يفرضه الاحتياطي الفيدرالي عند مستوى مرتفع يهدف إلى إبطاء النمو والتضخم. ويجادل بعض الاقتصاديين بأنه مع تباطؤ التضخم، قد يستأنف الاحتياطي الفيدرالي تخفيضاته لأسعار الفائدة.

عندما يخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة، غالبا - وإن لم يكن دائما - يؤدي ذلك إلى انخفاض تكاليف اقتراض المستهلكين والشركات، بما في ذلك الرهن العقاري وقروض السيارات وبطاقات الائتمان. ومع ذلك، تؤثر الأسواق المالية أيضا على مستوى أسعار الفائدة طويلة الأجل، ويمكنها إبقاءها مرتفعة حتى لو خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة قصير الأجل الذي يتحكم فيه.

لكن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قالوا إنهم يريدون معرفة ما إذا كانت رسوم ترامب الجمركية ستعزز التضخم وإلى متى. يعتقد الاقتصاديون عموما أن رفع الرسوم الجمركية يجب أن يؤدي على الأقل إلى زيادة لمرة واحدة في الأسعار، حيث تسعى الشركات إلى تعويض تكلفة الرسوم الجمركية المرتفعة. ومع ذلك، يشعر العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بالقلق من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى تضخم أكثر استدامة.

قال جيفري شميد، رئيس فرع الاحتياطي الفيدرالي في مدينة كانساس سيتي وعضو مصوت في لجنة تحديد أسعار الفائدة التابعة له، في وقت سابق من هذا الشهر:  في حين أن النظرية قد تشير إلى أن (البنك المركزي الأمريكي) ينبغي أن يعيد النظر في زيادة الأسعار لمرة واحدة، إلا أنني لا أشعر بالارتياح للمراهنة على سمعة الاحتياطي الفيدرالي ومصداقيته بناء على هذه النظرية".

ـ الضغط على باول لخفض تكاليف الاقتراض:

وقد صعد البيت الأبيض بقيادة ترامب الضغط على باول لخفض تكاليف الاقتراض، حيث وصف ترامب نفسه رئيس الاحتياطي الفيدرالي بأنه "غبي" الأسبوع الماضي لعدم خفضه أسعار الفائدة. كما يدعو مسؤولون آخرون، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير التجارة هوارد لوتنيك، إلى خفض أسعار الفائدة.

إن الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة لمجرد إنقاذ الحكومة من مدفوعات الفائدة عادة ما يثير قلق الاقتصاديين، لأنه سيهدد تفويض الكونجرس للاحتياطي الفيدرالي بالتركيز على استقرار الأسعار وتحقيق أقصى قدر من التوظيف.

من بين شكاوى ترامب عدم خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، حتى مع قيام بنوك مركزية أخرى حول العالم بخفض تكاليف الاقتراض، بما في ذلك في أوروبا وكندا والمملكة المتحدة. ، أبقى بنك اليابان سعر فائدته الرئيسي قصير الأجل دون تغيير عند 0.5%، بعد أن رفعه مؤخرا.



أخبار مرتبطة
 
22 يونيو 2025 1:39 ممستثمرون: استمرار التصعيد الإقليمي يؤثر سلبا على اقتصادات الشرق الأوسط ومنها مصر18 يونيو 2025 1:31 مخبراء: الهند قد تصبح بديلا استراتيجيا للصين نحو سباق المعادن الأرضية النادرة17 يونيو 2025 3:35 ممصر السابع عالميا في قائمة أكبر الدول المتلقية لتحويلات العاملين بالخارج 202417 يونيو 2025 1:11 مالتوترات الجيوسياسية وتصاعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية تضاعف كلفة الديون في المنطقة16 يونيو 2025 4:16 مإدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى قائمة حظر السفر.. بينها مصر وسوريا15 يونيو 2025 12:20 مخبراء: تحديات اقتصادية جديدة تفرضها تداعيات الضربات الإسرائيلية على التجارة والطاقة والسياحة4 يونيو 2025 12:32 ممنتدى الاستدامة والعمل الحكومي 2025.. قيادة عربية نحو مستقبل أخضر3 يونيو 2025 3:00 ماعلان وزيرا المالية والاستثمار تفاصيل البرنامج الجديد لرد الأعباء التصديرية2 يونيو 2025 1:27 متحديات صناعة الصلب لتقلبات الطلب العالمي والتوترات التجارية وازمة الرسوم المرتفعة1 يونيو 2025 11:36 صخريطة استثمارية مصرية تضم فرصا جاهزة مع إعداد حملة ترويجية شاملة لتلك الفرص

التعليقات