أبحاث
كتب فاطيمة طيبى 27 يوليو 2025 12:07 م - التعليقات وزراء مالية دول البريكس يقترحون إصلاح صندوق النقد وإيران تبحث عن حلفاء اعداد ـ فاطيمة طيبي دعا وزراء مالية مجموعة "بريكس" للاقتصادات الناشئة، إلى إصلاح صندوق النقد الدولي، بما في ذلك توزيع جديد لحقوق التصويت وإنهاء تقليد الإدارة الأوروبية على رأس الصندوق. ويمثل البيان المشترك لوزراء مالية المجموعة المرة الأولى التي تتفق فيها دول البريكس على موقف موحد بشأن الإصلاحات المقترحة. واتفقوا على دعم الاقتراح المشترك في اجتماع مراجعة صندوق النقد الدولي الذي سيعقد في ديسمبر 2025، والذي سيناقش التغييرات في نظام الحصص الذي يحدد المساهمات وحقوق التصويت. وكتب الوزراء في بيانهم بعد اجتماعاتهم في ريو دي جانيرو: "يجب أن تعكس إعادة تنظيم الحصص المراكز النسبية للأعضاء في الاقتصاد العالمي مع حماية حصص الأعضاء الأكثر فقراً "، وأضافوا أن الصيغة الجديدة ينبغي أن تزيد من حصص الدول النامية. وقال مسؤول برازيلي تابع المفاوضات إن وزراء دول البريكس دعوا إلى صيغة جديدة مرجحة حسب الناتج الاقتصادي والقوة الشرائية، مع الأخذ في الاعتبار القيمة النسبية للعملات، والتي ينبغي أن تمثل بشكل أفضل الدول ذات الدخل المنخفض. جاءت الاجتماعات الوزارية قبل قمة القادة في ريو، للتكتل الذي توسع في 2024 ليتجاوز البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، لتشمل مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والإمارات. ذلك نفوذا دبلوماسيا للمجموعة، التي تهدف إلى التحدث باسم الاقتصادات الناشئة في الجنوب العالمي، وتحث على إجراء إصلاحات في المؤسسات التي تهيمن عليها القوى الغربية التقليدية منذ فترة طويلة. وكتب وزراء المالية: "مع الاحترام الكامل لعملية الاختيار على أساس الجدارة، يجب تعزيز التمثيل الإقليمي في إدارة صندوق النقد الدولي والتغلب على اتفاق السادة الذي عفا عليه الزمن بعد الحرب العالمية الثانية والذي لا يتناسب مع النظام العالمي الحالي" . كما أكد البيان أيضا على إجراء مناقشات لإنشاء آلية ضمان جديدة مدعومة من البنك الوطني للتنمية، وهو بنك متعدد الأطراف ممول من مجموعة "البريكس"، تهدف إلى خفض تكاليف التمويل وتعزيز الاستثمار في الاقتصادات النامية. ـ في غياب شي وبوتين... زعماء "بريكس" يجتمعون في البرازيل للدعوة لإصلاح النظام العالمي : فتح توسيع تجمع بريكس مساحة جديدة للتنسيق الدبلوماسي في وقت خيمت فيه الانقسامات على مجموعات اقتصادية مثل الدول السبع الصناعية الكبرى ومجموعة العشرين، وهي تجمعات تعاني أيضا من تبعات نهج "أميركا أولا" الذي يتبعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقال رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لمنتدى أعمال " بريكس" في 5 يوليو في مواجهة عودة سياسات الحماية التجارية، يعود الأمر للدول الناشئة للدفاع عن نظام التجارة متعدد الأطراف وإصلاح هياكل المؤسسات المالية الدولية». وأشار إلى أن دول «بريكس» تمثل الآن ما يزيد عن نصف سكان العالم و40 % من الناتج الاقتصادي. وفي أول قمة لـ"بريكس" في 2009، اجتمع زعماء البرازيل وروسيا والهند والصين. ثم أضاف التجمع فيما بعد جنوب أفريقيا والعام الماضي ضم مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والسعودية والإمارات بعضوية كاملة. واليوم ستكون أول قمة للزعماء تحضرها إندونيسيا. وأبدت أكثر من 30 دولة اهتمامها بالمشاركة في "بريكس" بالعضوية الكاملة أو الشراكة. وهناك تساؤلات حول الأهداف المشتركة لمجموعة "بريكس" مع تزايد عدم تجانسها عندما اتسعت لتشمل دولا متنافسة واقتصادات ناشئة كبرى. مما قلل من أهمية قمة هذا العام بعض الشيء، قرار الرئيس الصيني شي جينبينغ إرسال رئيس الوزراء بدلاً منه وحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الإنترنت فقط بسبب مذكرة اعتقال صادرة بحقه من المحكمة ـ مدبولي يبحث مع مسؤولين علاقات التعاون على هامش مشاركته بقمة "بريكس" و يترأس رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الوفد المصري للمشاركة في عدد من الجلسات الخاصة بالدول أعضاء مجموعة بريكس ، وفق ماافاد به مجلس الوزراء المصري . وتسهم مجموعة "بريكس" بما يقارب 40 % من التجارة العالمية وتجارة داخلية تجاوزت التريليون دولار، و27 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و72 % من احتياطيات المعادن النادرة في العالم، وفق البيانات الرسمية التي أكدت أن المجموعة تضم أكثر من 3.7 مليار نسمة، أي ما يعادل 45 % من سكان العالم، ويترجم هذا الحجم الديموجرافي الضخم، إلى قوة استهلاكية وإنتاجية هائلة، خصوصا مع النمو المستمر للطبقة المتوسطة في هذه البلدان. ومنذ انضمامها إلى مجموعة "بريكس"، أنشأت الحكومة المصرية "وحدة بريكس"، وتتبع رئاسة مجلس الوزراء، وتعد إطارا تنظيميا يهدف إلى توحيد رؤى الوزارات والجهات المعنية، بما في ذلك القطاع الخاص، وتسريع وتيرة اندماج مصر في آليات التعاون داخل المجموعة. ويعد التعاون بين دول "الجنوب العالمي" وإصلاح المؤسسات المتعددة الأطراف من الأولويات المعلنة للرئاسة البرازيلية لمجموعة "بريكس" التي بدأت رسميا في الأول من يناير مع العمل على تطوير وسائل الدفع لتسهيل المبادلات التجارية بين الدول الأعضاء. تكتسب القمة أهمية كبيرة لعدة أسباب مرتبطة بالتعاون السياسي والاقتصادي بين الدول الأعضاء"، حسب نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير صلاح حليمة الذي يقول": إن القضايا السياسية مطروحة من أجل دعم الدول النامية لاتخاذ مواقف مشتركة في الكثير من القضايا بجانب المناقشات الاقتصادية التي لن تقل أهمية في ظل الرغبة بتحقيق تنسيق سياسي واقتصادي. كما أن القمة تعطي أولوية للقضايا السياسية والاجتماعية في ظل الموقف الأميركي المناهض للتنسيقات التي تقوم بها بعض الدول الأعضاء، مشيرا إلى أن مصر تضع على رأس أولوياتها ملفات التعاون الاقتصادي مع الدول الأعضاء بما يفيد الاقتصاد المصري، والتوافق بشأن الكثير من الملفات المهمة إقليميا . وشارك في وقت سابق من الأسبوع الاول من شهر يوليو "مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار" بمجلس الوزراء في فعاليات "المنتدى الأكاديمي السابع عشر لـ (بريكس) على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة، حيث جرى استعراض فرص التعاون بين الدول الأعضاء ومصر في مجال سلاسل التوريد وتعزيز التجارة المستدامة. وطرح "مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار" ، حسب بيان الحكومة المصرية، الرؤى والمقترحات الخاصة بتعزيز آليات التعاون بين دول مجموعة "بريكس" في هذا الإطار، بما يشمل مناقشة التحديات والفرص المرتبطة باستخدام العملات المحلية في التبادل التجاري بين دول التكتل، واستعراض آليات دعم المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر (MSMEs) من خلال تبني أدوات رقمية وتمويلية مبتكرة. ـ إيران تبحث عن حلفاء في "بريكس" وسط توترات إقليمية : في ظل عزلة وتوترات متصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، تتجه إيران إلى مجموعة "بريكس" الناشئة بحثا عن موطئ قدم دبلوماسي يعزز موقفها في مواجهة الضغوط الغربية المتصاعدة. مع انطلاق قمة "بريكس" في مدينة ريو دي جانيرو تنضم إيران رسميا باعتبار أنها عضو جديد في التكتل الطموح الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، إلى جانب دول منضمة حديثا. وتأتي مشاركة طهران في وقت حرج، بعد نحو أسبوعين على ضربات عسكرية إسرائيلية وأميركية استهدفت مواقع داخل إيران، على خلفية برنامجها النووي. ورغم إصدار "بريكس" بيانا أعربت فيه عن قلق بالغ إزاء تلك الهجمات، واعتبارها انتهاكا للقانون الدولي ، فإن البيان خلا من أي إدانة صريحة للولايات المتحدة أو إسرائيل، ما كشف عن انقسامات داخل المجموعة بشأن كيفية التعاطي مع التصعيد في الشرق الأوسط. وينظر في طهران إلى التحاقها بمجموعة "بريكس" على أنه إنجاز رمزي في توقيت بالغ الحساسية، خاصة في ظل محاولاتها المستمرة للالتفاف على العقوبات الدولية، وتأكيد حضورها على الساحة الدولية. ونقلت "نيويورك تايمز" عن سانام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد "تشاتام هاوس" البريطاني، أن "الانضمام إلى بريكس يحمل رمزية كبيرة لإيران في هذا الوقت . لكن ثمة تحديات تتعلق بتماسك المجموعة، إذ فشلت دولها حتى الآن في تبني موقف موحد بشأن الضربات الأخيرة على إيران. ويرى محللون أن التوسع السريع لـ "بريكس" ضاعف من حدة التباين في الرؤى، لا سيما في ملفات ساخنة مثل الملف النووي الإيراني. ويقول باولو نوجويرا باتيستا جونيور، نائب الرئيس السابق لبنك تنمية "بريكس"، إنه "كلما زاد عدد الدول حول الطاولة، زادت صعوبة الوصول إلى توافق" ـ صعوبات متزايدة : منذ تأسيسها عام 2009، سعت "بريكس" إلى تقديم بديل للنظامين المالي والسياسي العالميين المهيمن عليهما من قبل القوى الغربية، لكنها ظلت حتى اليوم أقرب إلى تحالف رمزي من كونها كتلة سياسية فاعلة. وتراهن إيران على القمة الحالية للحصول على دعم أقوى في البيان الختامي، إلا أن مصادر مطلعة تشير إلى تباينات حادة خلف الكواليس بشأن كيفية صياغة هذا البيان، وفق "نيويورك تايمز". ويقول أوليفر ستوينكل، الأستاذ المساعد في مؤسسة "غيتوليو فارغاس" في البرازيل: "لا يوجد أي توافق حول إيران، لذا جاء البيان بلغة ناعمة وغير مؤذية". ـ مواقف متباينة : تعكس المواقف الرسمية للدول الأعضاء توازنات دقيقة بين المصالح الاقتصادية والسياسية. فروسيا، التي تواجه بدورها عزلة غربية منذ غزوها لأوكرانيا، وصفت الضربات على إيران بأنها عدوان غير مبرر ، فيما دعت الصين إلى التحلي بضبط النفس . أما البرازيل، المضيفة للقمة، فقد أدانت الهجمات، لكنها سعت في الوقت ذاته لعدم الإضرار بعلاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ثاني أكبر شريك تجاري لها بعد الصين. وهو موقف مماثل لما اتخذته الهند التي ترتبط كذلك بعلاقات وثيقة مع واشنطن. ويضيف ستوينكل: "البرازيل لا تبحث عن مشكلات. فهي أقرب إلى الولايات المتحدة من إيران، ولا يوجد لديها سبب للدخول في هذا الصراع" . ـ غيابات بارزة : تشهد القمة هذا العام غيابا لافتا لبعض أبرز قادة دول بريكس. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشارك عبر تقنية الاتصال المرئي، بسبب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، والتي تعتبر البرازيل من أعضائها. كما سيغيب الرئيس الصيني شي جينبينغ، ويمثله رئيس الوزراء لي تشيانغ. ويأمل الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجموعة هذا العام، في توظيف القمة لتعزيز مكانة البرازيل بوصف أنها وسيط يسعى إلى نظام عالمي أكثر عدالة. غير أن مراقبين يرون أن الانقسامات الداخلية، وتداعيات الصراع الإيراني قد تحد من فرص تحقيق اختراق حقيقي. ويقول باولو باتيستا:"آمل فقط ألا يتم التراجع عن التقدم الذي تحقق العام الماضي" . ـ فيتنام تنضم إلى مجموعة "بريكس" : أصبحت فيتنام أحدث دولة تنضم لمجموعة "بريكس"، وسط تطورات في مشهد الاقتصاد العالمي، وتحالفات جديدة بعيدا عن الاقتصاد الأميركي . وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفيتنامية، فام تو هانغ، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة، يوم الاثنين 16 يونيو ، إن فيتنام أصبحت شريكة في مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة، في إطار سعيها لتوسيع التعاون متعدد الأطراف مع الدول الأعضاء في المجموعة. وجاء في البيان، أن انضمام فيتنام للمجموعة يعكس رغبتها في تعزيز صوت ودور البلدان النامية وتعزيز التعددية القائمة على الشمول .
|
|||||||||||||||