أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
26 نوفمبر 2025 3:29 م
-
ثورة تقنية ستشكل أساليب الدفع الإلكتروني عالميا و4 تريليون دولار سوق المدفوعات البيومترية 2027

ثورة تقنية ستشكل أساليب الدفع الإلكتروني عالميا و4 تريليون دولار سوق المدفوعات البيومترية 2027

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

قال الشريك في "إستراتيجي أند" الشرق الأوسط أنطوان خديج، إن تطور أساليب الدفع عالميا يمكن تلخيصه في ثلاثة أبعاد رئيسية: كيف ندفع؟ وكيف تنتقل الأموال؟ وبماذا ندفع؟، موضحا أن العالم يشهد تسارعا غير مسبوق في الابتكار المالي والتحول الرقمي.

وأوضح خديج في مقابلة مع مصادر اعلامية عربية  أن أساليب الدفع تنتقل بسرعة من النقد والبطاقات إلى المدفوعات البيومترية مثل البصمة والوجه، وهي سوق مرشحة لتجاوز 3 إلى 4 تريليون دولار بحلول 2027. وأضاف أن المدفوعات غير المرئية أصبحت تنتشر أيضًا، حيث يتمكن العميل من دخول المتجر واختيار احتياجاته ثم الخروج مباشرة دون المرور على الكاشير، إذ يتعرف النظام عليه وعلى مشترياته ويخصم قيمتها تلقائيا.

وانتقل خديج للحديث عن البعد الثاني، وهو كيفية انتقال الأموال من الدافع إلى المستفيد، مشيرا إلى أن العالم كان يعتمد تاريخيا على شبكات البطاقات الدولية مثل "ماستركارد" و"فيزا"، قبل أن تبدأ عدة دول، وخاصة في الخليج، بإطلاق شبكات محلية مثل "مدى" في السعودية، و"جيون" في الإمارات، و"هميان" في قطر. وأضاف أن التطور الأكبر اليوم يكمن في المدفوعات الفورية من حساب إلى حساب التي أصبحت العمود الفقري لحلول الدفع الحديثة في العالم وفي دول الخليج، مستشهدا بنجاح نظام  UPI  في الهند الذي يغطي أكثر من نصف المعاملات، ونظام PIX في البرازيل الذي تجاوز حجم تعاملاته 16 تريليون ريال برازيلي خلال عامين وأصبح يمثل نحو 30% من حجم التجارة .

أما حول البعد الثالث "بماذا ندفع؟"، أكد خديج أن العالم شهد لعقود اعتمادا كليا على العملات التقليدية، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت صعودا سريعا للعملات الرقمية، وبالأخص العملات المستقرة (Stablecoins) التي تجاوز حجم تعاملاتها 7 تريليون دولار، وهو رقم يفوق حجم تعاملات "فيزا" و"ماستركارد" مجتمعتين، ما يعكس تحولا جذريا في مشهد المدفوعات العالمية.

وحول تأثير الذكاء الاصطناعي في مستقبل المدفوعات، قال خديج إن العالم يدخل مرحلة جديدة تعرف باسم "التجارة المؤتمتة" حيث تبدأ الأنظمة الذكية والأجهزة المتصلة باتخاذ قرارات الشراء وتنفيذها نيابة عن المستخدم. وضرب مثالا بالشراء الإلكتروني التقليدي الذي يتطلب بحثًا ومقارنة واختيارا ودفعا، مقابل الوكيل الذكي الذي يعرف احتياجات المستخدم مسبقا، فيرصد قرب نفاد منتج ما، ويبحث تلقائيا عن السعر الأفضل وأسرع توصيل وأعلى جودة، ثم ينجز عملية الشراء والدفع دون أي تدخل بشري.

وأكد خديج أن هذا التحول لم يعد نظريا، إذ بدأت شركات عالمية مثل "فيزا" و"ماستركارد" بإطلاق منصات تعتمد على وكلاء ذكاء اصطناعي، مثل "Visa Intelligent  Commerce"  و"Mastercard Agents"، كما بدأت منصات التجارة الإلكترونية العالمية مثل "شوبيفاي" بدمج قدرات التجارة المؤتمتة ضمن خدماتها. وقدر خديج أن يصل حجم سوق التجارة المؤتمتة إلى 3 أو 4 تريليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، مشيرا إلى أن السنوات المقبلة ستشهد تحولات أسرع وأعمق في عالم المدفوعات الرقمية.

ـ وكلاء للتسوق.. الذكاء الاصطناعي يتسلل للتجارة الإلكترونية :

 ـ "فيزا" و"ماستركارد" يلحقان بالسباق ...

لم يقتصر تسلل الذكاء الاصطناعي إلى عالم الشركات الناشئة فحسب، بل دخلت شركتا بطاقات الائتمان العملاقتان، "فيزا" و"ماستركارد"، مجال الذكاء الاصطناعي. وأعلنت فيزا في الاول من شهر مايو 2025 عن "التجارة الذكية"، التي تمكن الذكاء الاصطناعي من البحث والشراء. سيتمكن وكلاء الذكاء الاصطناعي من التسوق وإجراء عمليات الشراء نيابة عن المستهلكين، بناء على تفضيلاتهم المختارة مسبقا، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" 

في بيان، قال جاك فوريستيل، كبير مسؤولي المنتجات والاستراتيجيات في فيزا: "كل مستهلك يضع حدوده، وفيزا تساعد في إدارة الباقي". وتعلن فيزا أنها تتعاون مع مجموعة من شركات التكنولوجيا العملاقة والشركات الناشئة لتطوير تجارب تسوق مدعمة بالذكاء الاصطناعي، تكون أكثر خصوصيةً وأمانا وراحة.

وتشمل هذه الشركات: "أنثروبيك"، و"آي بي إم"، و"مايكروسوفت"، و"ميسترال إيه آي"، و"أوبن إيه آي"، و"بيربليكسيتي"، و"سامسونغ"، و"سترايب"، وغيرها. تأتي هذه الخطوة عقب إعلان "ماستركارد"   عن عزمها منح عملاء الذكاء الاصطناعي القدرة على التسوق عبر الإنترنت للمستهلكين.

وأوضحت "ماستركارد" أن خدمة Agent Pay الجديدة ستعزز محادثات الذكاء الاصطناعي التوليدية للأفراد والشركات على حد سواء من خلال دمج المدفوعات في توصيات ورؤى مصممة خصيصا تقدم بالفعل على منصات المحادثة.

وقالت في بيان: "هذا يعني أنه بالنسبة لفتاة على وشك بلوغ الثلاثين من عمرها وتخطط لحفل عيد ميلادها المميز، يمكنها الآن التحدث مع وكيل ذكاء اصطناعي لاختيار تشكيلة من الملابس والإكسسوارات من المتاجر المحلية ومتاجر التجزئة الإلكترونية، بناء على ذوقها وأجواء المكان وتوقعات الطقس. بناء على تفضيلاتها وملاحظاتها، يمكن للوكيل الذكي إتمام عملية الشراء، كما يمكنه اقتراح أفضل طريقة للدفع، على سبيل المثال، باستخدام بطاقة ماستركارد ون الائتمانية."

أعلنت "ماستركارد" أنها ستعمل مع "مايكروسوفت" على حالات استخدام جديدة لتوسيع نطاق ما يعرف بـ التجارة الوكيلة، بالإضافة إلى التعاون مع "آي بي إم"، و"برينتري"، و"Checkout"  في جوانب أخرى من التسوق المدعوم بالذكاء الاصطناعي. "فيزا" و"ماستركارد" ليستا الشركتين الوحيدتين اللتين تتيحان التسوق المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

فقد أعلنت "باي بال" عن عرضها الخاص بالتجارة الوكيلة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت "أمازون" عن بدء اختبار وكيل تسوق جديد يعمل بالذكاء الاصطناعي، وهو ميزة أطلقت عليها اسم "اشترِ لي"، مع مجموعة من المستخدمين. كما عرضت "OpenAI" و"جوجل" و"Perplexity" وكلاء مشابهين يمكنهم زيارة المواقع الإلكترونية ومساعدة المستخدمين على إجراء عمليات الشراء. وأعلنت "OpenAI"   أنها تحدث بحث شات جي بي تي، أداة البحث على الويب في تطبيق شات جي بي تي، لمنح المستخدمين تجربة تسوق إلكتروني محسنة.

ـ شركات التوصيل السريع الصينية توسع عملياتها في الشرق الأوسط :

ـ سوق الخدمات اللوجستية عبر الحدود قد يصل إلى 2.8 تريليون دولار لنهاية 2025..

تسارع شركات التوصيل السريع الصينية إلى توسيع عملياتها في سوق الشرق الأوسط، مدفوعة بازدهار التجارة الإلكترونية وتزايد الطلب على حلول لوجستية فعالة. وأطلقت شركة "ديبون لوجيستكس" الصينية 12 خطا مخصصا للنقل الجوي والبحري يربط الصين بست دول خليجية هي: الإمارات، السعودية، الكويت، قطر، البحرين، وعمان، في خطوة تهدف إلى تسهيل وصول البضائع الصينية إلى مختلف أسواق المنطقة.

وتقدم هذه الخطوط خدمة متكاملة من الباب إلى الباب عبر مسارات مرنة، بينما تنقل الشحنات الخاصة ـ مثل المواد الكيميائية والمنتجات الطازجة وملحقات الأجهزة المنزلية ـ وفق معايير تشغيل متخصصة تضمن سلامة النقل، بحسب وكالة "شينخوا" .

ووفقا لـ معهد بكين هواشيا للبحوث الصناعية، قد يبلغ حجم سوق الخدمات اللوجستية عبر الحدود عالميا نحو 20 تريليون يوان (ما يعادل 2.8 تريليون دولار) بحلول عام 2025. وفي ظل المنافسة المتزايدة داخل السوق المحلية في الصين، تتجه كبرى شركات التوصيل السريع إلى تعزيز إيراداتها وأعمالها عبر التوسع في الأسواق العالمية.

منذ تأسيسها في عام 2015، وسعت شركة "جيه آند تي إكسبريس" نطاق خدماتها إلى 13 دولة، من بينها الإمارات، السعودية، ومصر. وقد استثمرت خلال السنوات الأخيرة مبالغ كبيرة لترسيخ حضورها في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشركة عملياتها رسميا في السعودية عام 2022، وتمكنت من النمو بسرعة لتصبح واحدة من أبرز مقدمي الخدمات اللوجستية في المملكة، حيث تصنف حاليا ضمن أكبر ثلاث شركات في قطاع التوصيل السريع من حيث متوسط عدد الطلبات اليومية. وفي يونيو الماضي 2025، أعلنت شركة "تساينياو" الصينية العملاقة عن إنشاء شبكة لوجستية عابرة للحدود تربط بين دول الخليج العربية الست، في خطوة وصفت بأنها تقدم كبير في بناء شبكاتها اللوجستية العالمية. وتتيح هذه الشبكة دعم التجارة الإلكترونية المحلية والعابرة للحدود مع إمكانية التسليم في غضون ثلاثة أيام فقط في أسرع الحالات.

وفي الشهر نفسه، أطلقت شركة "جينجدونغ لوجيستكس"، الذراع اللوجستية لعملاق التجارة الإلكترونية الصيني جي دي.كوم، خدمة التوصيل السريع في السعودية ضمن جهودها للتوسع العالمي.

وبحسب بيان صادر عن الشركة، فإن الخدمة الجديدة "جوي إكسبريس" تمثل خدمة توصيل سريع ذاتية التشغيل من الشركات إلى المستهلكين. وتغطي الخدمة معظم مناطق المملكة، مع خيارات تشمل التوصيل إلى باب المنزل، والدفع عند الاستلام، إضافة إلى التوصيل السريع في نفس اليوم أو اليوم التالي.

وفي تصريح سابق خلال اجتماع عمل حول تطور قطاع التوصيل السريع عقد في يناير الماضي 2025، قال رئيس الهيئة الوطنية للبريد في الصين تشاو تشونغ جيو، إن بلاده ستواصل هذا العام تعزيز بناء شبكات التوصيل الدولية، ودعم شركات التوصيل السريع في التوسع الخارجي إلى جانب شركات التجارة الإلكترونية عبر الحدود وشركات التصنيع، بما يسهم في توفير حلول لوجستية متكاملة.

ـ رئيس "مايكروسوفت: 30% من أكواد الشركة مكتوبة بالذكاء الاصطناعي قد تصل لـ 95% في 2030 :

قال الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، خلال محادثة ودية مع الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، في مؤتمر "ميتا LlamaCon" نهاية ابريل 2025 ، إن ما بين 20% و30% من أكواد الشركة كتبت بواسطة البرمجيات، أي الذكاء الاصطناعي. قدم ناديلا هذا الرقم بعد أن سأل زوكربيرغ عن النسبة التقريبية لشفرة "مايكروسوفت" المولدة بالذكاء الاصطناعي حاليا.

وقال الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت إن الشركة تشهد نتائج متباينة في الشفرات المولدة بالذكاء الاصطناعي عبر مختلف اللغات، مع تقدم أكبر في بايثون وتراجع في ++C .  وسبق أن صرح كيفن سكوت، المدير التقني في "مايكروسوفت"، بأنه يتوقع أن تولد 95% من جميع الشفرات باستخدام الذكاء الاصطناعي بحلول عام  2030. وعندما طرح ناديلا السؤال على زوكربيرج، قال الرئيس التنفيذي لشركة ميتا إنه لا يعرف مقدار الكود الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.

في مؤتمر أرباح شركة جوجل، منافسة "مايكروسوفت"، صرح الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي بأن الذكاء الاصطناعي يولد أكثر من 30% من أكواد الشركة . وبالطبع، ليس من الواضح كيف تقيّم "مايكروسوفت" و"جوجل" ما يولده الذكاء الاصطناعي وما لا يولده، لذا يفضل أخذ هذه الأرقام بحذر.

 

 


أخبار مرتبطة
 
3 ديسمبر 2025 2:54 مكم ستدوم صلاحية رقائق الذكاء الاصطناعي. ؟2 ديسمبر 2025 3:11 مشقق الإجازات فرصة ذهبية لرفع الطاقة الفندقية وجذب شرائح سياحية متنوعة1 ديسمبر 2025 3:24 مالنسخة الرابعة من معرض إيديكس 2025 للصناعات الدفاعية.. منصة القوة والتكنولوجيا العسكرية العالمية25 نوفمبر 2025 3:33 مرسالة ختام COP30.. إنقاذ الأرض بالالتزام بـ "اتفاق الإمارات" التاريخي24 نوفمبر 2025 1:51 ممصر استثمرت في بنية تحتية محفزة للاستثمار خاصة في مجالات التحول الرقمي23 نوفمبر 2025 3:58 ممصر توقع اتفاق تمويل ومنحة بقيمة 53.8 مليون يورو لبرنامج الصناعات الخضراء المستدامة19 نوفمبر 2025 2:56 مخبراء Cairo ICT: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل بيئات العمل دون إلغاء دور الإنسان18 نوفمبر 2025 2:56 متاثير صفقة "علم الروم" على سعر الجنيه المصري وتصنيفات مصر الائتمانية17 نوفمبر 2025 2:49 مفعاليات معرض والمؤتمر الدولي الثاني عشر للمدفوعات الرقمية والشمول المالي والبنوك الرقمية "PAFIX"16 نوفمبر 2025 3:13 ممجلس التعاون الخليجي: 167 مليار دولار حجم التبادل التجاري مع مصر في 7 سنوات

التعليقات