تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
12 أكتوبر 2025 1:43 م
-
وزير الري: إدارة ذكية لمعالجة وتحلية المياه لمواجهة الزيادة السكانية في مصر

وزير الري: إدارة ذكية لمعالجة وتحلية المياه لمواجهة الزيادة السكانية في مصر

اعداد ـ فاطيمة طيبي 

أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أن الزيادة الكبيرة في عدد سكان مصر تستلزم اتباع استراتيجيات جديدة لإدارة الموارد المائية، بما في ذلك التوسع في معالجة المياه وتحليتها.

وأوضح، خلال كلمته في ندوة مجلس الأعمال المصري الكندي مساء الثلاثاء السادس عشر من شهر سبتمبر الحالي 2025   ، أن الوزارة تعمل على رفع كفاءة منظومة استهلاك المياه وتقليل الفاقد، مع تثبيت فاتورة الاستيراد بعدم استيراد مياه في شكل غذاء، مشيرا إلى أن الإدارة الذكية للمياه عنصر محوري في المرحلة المقبلة.

وأضاف الوزير أن التحول الرقمي يمثل أحد محاور العمل الأساسية في الوزارة، بالتوازي مع الاهتمام بالبيئة واستخدام مواد طبيعية بديلة للخرسانة في المشروعات المائية. وأشار إلى أن الوزارة أنشأت 1.650 منشأة للحماية من السيول وتخزين المياه، وهو ما ساهم في الحد من الأضرار التي كانت تسببها السيول في الماضي.

ـ  تكنولوجيا الطائرات بدون طيار لرصد التعديات على نهر النيل :

كما أعلن ايضا  الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أنه من المقرر بدء استخدام الطائرات بدون طيار خلال الأسابيع القليلة المقبلة لرصد المجاري المائية في مصر، ومتابعة التعديات عليها، إلى جانب تحديد أماكن نقص المياه.

وأوضح سويلم أن هذه الطائرات مزودة بأجهزة استشعار حديثة لرصد أي مشكلات أو تحديات تتعلق بالمنشآت المائية وغيرها.

وأضاف خلال كلمته في الندوة التي نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي ، أن الوزارة تعمل على تدريب موظفيها على أن "نهر النيل قدس الأقداس"، مؤكدا أهمية الحفاظ عليه باعتباره شريان الحياة الرئيسي في البلاد.

وأشار وزير الري إلى أن الوزارة تأخرت في تطبيق منظومة التحول الرقمي، لكنها بدأت في الاستعانة بأنظمة الذكاء الاصطناعي لتوزيع مياه النيل على الترع والقنوات، في ظل وجود قصور تقليدي في فن توزيع المياه بمصر. وأكد أنه يجري التحول تدريجيا من الاعتماد على العنصر البشري إلى الأنظمة التكنولوجية، خاصة مع اقتراب تقاعد عدد من الخبرات والكفاءات المهمة بالوزارة.

ولفت سويلم إلى أن أعمال المقاولين المكلفين بتطهير ورد النيل تتم مراقبتها حاليا عبر الأقمار الصناعية، موضحا أن الوزارة تسعى إلى التوسع في استخدام تقنيات الري بالتنقيط في بعض المناطق الزراعية. وأكد أن تطبيق الري بالتنقيط في جميع أنحاء البلاد غير ممكن من الناحية العلمية، لأنه يحول دون الاستفادة من محطات تجميع المياه المنشأة تحت الأرض، التي تستخدم لإعادة توجيه المياه المتسربة للزراعة مرة أخرى، مشيرا إلى أن هذه التقنية قابلة للتطبيق في أماكن محددة فقط داخل مصر.

ـ   الأولوية للمحاصيل المربحة دولاريا وليس لزراعة القمح بالصحراء :

أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أنه لا يؤيد التوسع في زراعة القمح داخل الأراضي الصحراوية، مشيرا إلى أن هناك محاصيل أخرى يمكن أن تحقق عائدا دولاريا من الفدان يصل إلى 20 ضعف ما يدره القمح، ما يتيح شراء القمح بأقل تكلفة.

وأوضح سويلم، ايضا  خلال كلمته في الندوة التي نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي أن  امتلاك الدولار أهم من السعي الكامل لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح ، لافتا إلى أن مصر نجحت بالفعل في الوصول إلى حد أدنى من الاستقرار والأمن الغذائي في ما يتعلق بهذا المحصول.

وأضاف أنه لم يدع إلى التوقف عن زراعة القمح نهائيا، بل يرى أن الكميات المزروعة حاليا كافية لتحقيق الحد الأدنى المطلوب، بينما يفضل توجيه التوسع الزراعي إلى محاصيل تدر عوائد دولارية مرتفعة.

ـ  سكان مصر تضاعفوا أربع مرات منذ بناء السد العالي.. والتحلية والمعالجة ضرورة لمواجهة الطلب على المياه :

كما  قال ايضا  الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، إن مصر شهدت زيادة في عدد السكان بمعدل أربعة أضعاف منذ بناء السد العالي.

وأوضحايضا  سويلم خلال كلمته في الندوة التي نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي   أن عدد سكان مصر يبلغ حاليا 120 مليون نسمة، بعد احتساب الأجانب المقيمين في البلاد.

وأضاف أن تلبية الزيادة في استهلاك المياه يمكن أن تتم عبر استيراد المياه في صورة غذاء أو من خلال رفع كفاءة منظومة الاستهلاك. وأكد أن الوزارة تسعى إلى تثبيت فاتورة الاستيراد بعدم استيراد مياه في شكل غذاء، والتوجه نحو رفع كفاءة المنظومة وتقليل استهلاك الأفراد.

وأشار وزير الري إلى أن الزيادة السكانية تدفع الدولة نحو التوسع في معالجة المياه وتحليتها، مؤكدا أن الإدارة الذكية للمياه أصبحت مسألة بالغة الأهمية. وشدد على أهمية التحول الرقمي في عمل الوزارة، إلى جانب الاهتمام بالطبيعة واستخدام مواد طبيعية بديلة للخرسانة. وكشف أن الوزارة أنشأت 1.650 منشأة للحماية من السيول وتخزين المياه، ما ساهم في الحد من الأضرار التي كانت تسببها السيول في السابق.

ـ  إعادة استخدام مياه الدلتا.. والاعتماد على التحلية للزراعة بحلول 2040 و2050

كما  أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أنه لا يتم إهدار المياه في منطقة دلتا النيل، موضحا أن مصر تمتلك شبكة معقدة من مواسير ومحطات الصرف الزراعي تحت الأرض، تعمل على تجميع المياه المتسربة في عدد من النقاط المختلفة بالجانبين الشرقي والغربي للدلتا لإعادة استخدامها.

مضيفا ، خلال كلمته في الندوة التي نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي   أن الحكومة اتجهت لإنشاء محطات كبرى لمعالجة وإعادة استخدام المياه، من بينها محطتا بحر البقر والمحسمة، اللتان تعدان من أكبر محطات المعالجة في العالم.

وأشار وزير الري إلى أن قدرة محطات تحلية المياه في مصر ستصل إلى نحو 26 مليار متر مكعب خلال السنوات المقبلة، موضحا أن المياه الناتجة عن هذه المحطات تستخدم في ري الأراضي الزراعية، ويوجه جزء منها إلى سيناء لدعم مشروعات التنمية هناك.

وأوضح أن محطة  الدلتا الجديدة  تبلغ طاقتها نحو 7.5 مليون متر مكعب يوميا، وهو معدل قياسي، لافتا إلى أن الاتجاه نحو تحلية مياه البحر قد يبدو حاليا غير مجد بسبب ارتفاع تكلفته، لكنه سيصبح ضرورة بعد نحو عشر سنوات.

وقال سويلم: ايضا سنكون مضطرين في عامي 2040 و2050 إلى الاعتماد على المياه المحلاة في الزراعة  ، مؤكدا أن تكلفة التحلية مرتفعة بسبب تكلفة الموارد، بينما تظل الطاقة الشمسية منخفضة التكلفة وتبلغ نحو 2 سنت يوميا لكل كيلو وات. وأشار إلى أن تحلية مياه البحر ستكون خيارا مجديا مستقبلا، مؤكدا أن هذا هو اتجاه الزراعة عالميا، كما يظهر في تجارب دول مثل إسبانيا وأستراليا التي قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال.

ـ وكالة الفضاء المصرية وبحوث المياه يوقعان بروتوكول تعاون لتعزيز إدارة الموارد المائية:

وقع الدكتور مهندس ماجد إسماعيل، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، بروتوكول تعاون مع الدكتور شريف محمدي، رئيس المركز القومي لبحوث المياه لتعزيز استخدام التكنولوجيا الفضائية في إدارة الموارد المائية.

جاء ذلك خلال زيارة رسمية أُقيمت  الأحد الموافق 14 سبتمبر 2025 بمقر وكالة الفضاء المصرية، بحضور عدد من قيادات الجهتين. ويهدف البروتوكول إلى دعم التعاون العلمي والبحثي بين الطرفين، من خلال استخدام تقنيات تحليل الصور الفضائية والتعاون في البحث العلمي ، إلى جانب المشاركة في مشروعات وتبادل الخبرات الفنية والتدريبية.

وأكد الدكتور ماجد إسماعيل، أن هذا التعاون يأتي في إطار حرص الوكالة على توظيف التطبيقات الفضائية لخدمة القطاعات الحيوية في الدولة، وعلى رأسها قطاع المياه. فيما أشار الدكتور شريف محمدي، رئيس المركز القومي لبحوث المياه، إلى أهمية هذا التعاون في تطوير أدوات الرصد والتحليل، بما يسهم في تحسين إدارة المياه وتحقيق التنمية المستدامة.

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 19 ساعةواشنطن: رئيس الرقابة المالية يستعرض جهود تطوير القطاع غير المصرفي وممثلي بنكي ستاندرد تشارترد15 أكتوبر 2025 2:21 متصعيد واشنطن وبكين استراتيجي وليس اقتصادي والطريق نحو اتفاق تجاري بات أكثر تعقيدا13 أكتوبر 2025 1:31 مالبنك الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصادات الشرق الأوسط في 202513 أكتوبر 2025 11:36 صتوقيع خطابات نوايا لتمويل مشروع تغذية مجمع مصر للألومنيوم بالطاقة النظيفة12 أكتوبر 2025 3:23 ممصر تتجه لرفع أسعار الأسمدة المدعمة 33% مع زيادة حصة التصدير12 أكتوبر 2025 2:51 مبعد ساعات من الإغلاق الحكومي.. كيف يعيش الأمريكيون حياتهم؟12 أكتوبر 2025 12:59 ممنتدى المجتمع الأخضر: مصر تستهدف رفع نسبة الاستثمارات الخضراء 50% بحلول 202624 سبتمبر 2025 2:32 مالسردية الوطنية: إصدار اللائحة التنفيذية لقانون التخطيط يونيو المقبل23 سبتمبر 2025 11:52 صالسردية الوطنية: تطوير مؤشر لقياس التقدم في تنفيذ سياسة ملكية الدولة21 سبتمبر 2025 11:57 صنسعى لإيجاد حلول متكاملة لدعم مجتمع الأعمال من خلال الحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية

التعليقات