تحليلات
كتب فاطيمة طيبى 17 يونيو 2019 1:59 م - التعليقات ترامب صانع الكساد في أمريكا والعالم
كتب ـ فاطيمة طيبي تغريدة نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على "تويتر" قائلاً: يحقق اقتصاد ترامب أرقاما قياسية ولا يزال أمامه طريق طويل من الصعود، إلا أنه في حال فاز أي شخص غيري بانتخابات الرئاسة في 2020، فسيحدث انهيار لم يشهده السوق من قبل.. فلنجعل أمريكا عظيمة. ..
بهذه الكلمات وكأن ترامب يطلق انذارا للشعب الامريكي من عواقب عدم انتخابه لفترة رئاسية جديدة ، والسبب في ذلك توقعه أن خسارته للانتخابات الرئاسة الأمريكية المنتظر إجراؤها في نوفمبر من العام المقبل، ستعرض السوق الأمريكية لانهيارغير مسبوق، حيث يعتبر نفسه رجل صفقات أسطوريا، نجح خلال فترة حكمه في إبرام عديد من الصفقات، التي أحدثت طفرة في مسيرة الاقتصاد الأمريكي، محاولا تسويق نفسه للأمريكيين ليقنعهم بمنحه أربع سنوات جديدة في البيت الأبيض مليئة بالأحداث، متخذا من سلاح البطالة والازدهار الاقتصادي، الذي عاشته أمريكا خلال فترة حكمه، ذريعة قوية لإقناع الجماهير لانتخابه مجددا. وبحسب تقرير على موقع "بزنس انسايدر" البريطاني، فإن ثمة مؤشرات اقتصادية ربما تأتي في صالح ترامب وتثبت صحة ادعاءاته بأنه صنع اقتصادا أمريكيا ناجحا. ومن هذه المؤشرات على سبيل المثال سوق الأسهم، والذي يعد مؤشرا مهما، لكنه ليس مثاليا، على بعض الجوانب المتعلقة بصحة الاقتصاد. فمن واقع الأرقام، سجلت الأسهم الأمريكية ارتفاعا في قيمتها بنسبة 27% منذ تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة بصفة رسمية في 20 يناير 2017، إلا أن هذا الارتفاع تبدد بفعل حركة بيع هائلة للأسهم أشبه بالهرولة، نتيجة الخوف من عواقب الحروب التجارية التي لا يكاد ترامب يتوقف عن شنها، فتارة يستهدف الصين بتعريفات جمركية حمائية، وتارة أخرى المكسيك، ولا أحد يعلم من الهدف المقبل لتعريفات ترامب جاء هذا في وقت اعتبر فيه بعض من المحللين ان الحرب التجارية عصفت بمحفزات ترامب المالية، وإذا استمرت فقد تؤدي إلى كساد عالمي سيطلق عليه المؤرخون "كساد ترامب" وتمكن الرئيس الأمريكي خلال السنوات الماضية من تحقيق أمور إيجابية يمكنه تسليط الضوء عليها، ففي عهده، ازدهر الاقتصاد الذي كان تقليديا الموضوع الأبرز بالنسبة للناخبين، حيث سجل النمو الاقتصادي في الفصل الأول من العام الحالي ارتفاعا نسبته 3.1 %، فيما انخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوياته خلال 50 عاما بنسبة 3.6 %، ما دفع ترمب إلى التفاخر بشكل متكرر ومبالغ فيه بأن لديه على الأرجح "أفضل" اقتصاد في التاريخ الأمريكي. ومن هنا تنطلق الآراء المخالفة تماما لرأي ترامب، والتي تفند ادعاءه بأنه هو منقذ الاقتصاد الأمريكي. بل على العكس، إذ يرى مؤيدو هذه الآراء أن ترامب نفسه هو الذي يصنع الكساد في أمريكا بيديه، نتيجة سياساته التجارية التصادمية. وتنتشر هذه الآراء في الأوساط المالية الأمريكية، ويتبناها قطاع عريض ومتنوع من المعنيين بشؤون المال والأعمال،بعد أن وجدوا أنفسهم مضطرين إلى سداد أسعار مضاعفة لشراء سلع ومنتجات صينية كانوا يشترونها بأسعار بخسة قبل ذلك، وتحديداً قبل اندلاع حرب ترامب التجارية. وقال ماركو كولانوفيتش، محلل اقتصادي لدى "جيه بي مورغان تشيس": "عصفت الحرب التجارية بكافة فوائد المحفزات المالية التي جلبها ترامب. وإذا استمرت الحرب، فقد تؤدي إلى كساد عالمي وإذا حدث ذلك، فسيطلق المؤرخون على هذا الكساد وصف "كساد ترامب"، كونه نتج عن حربه التجارية . من جهة اخرى يتوقع خبراء الاقتصاد تهديدات متزايدة بما فيها ارتفاع الدين العام بشكل كبير وتداعيات الاستراتيجية العدائية، التي اتبعها ترمب في التبادلات التجارية، خصوصا مع الصين، كما لم يتردد ترمب في الانخراط في حرب تجارية مع الصين والمطالبة برفع نفقات الحلفاء في ميزانية حلف الأطلسي وإعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحر (نافتا) مع المكسيك وكندا. وفي 2016، كان ترمب جديدا على الساحة كمرشح مختلف كثيرا عن غيره لم يعتقد إلا قلة أنه قد يفوز على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، حيث يقول لاري ساباتو المحلل السياسي من جامعة فيرجينيا "ترمب يعتبر أن الأمور سارت بطريقة رائعة في 2016 عندما أخطأ الجميع التقدير، ولذا فسيتبع الرئيس الأمريكي الحدس ذاته وسيؤمن بقدرته على الفوز مجددا في 2020"وأضاف "قد لا تكون هذه هي الاستراتيجية الصحيحة لكننا نتحدث عن ترمب وهو غير قادر على إعادة توجيه نفسه . ترمب، الذي يرى نفسه شخصية من خارج المؤسسات التقليدية في واشنطن ويفضل التواصل مباشرة مع الناخبين بدلا من الكونجرس أو حتى الإعلام "العدو"، تجمعات أكثر بكثير من أي من الرؤساء الذين حكموا البلاد في السنوات الأخيرة، ولا فرق كبيرا بين تجمع وآخر يجريه ترمب وكأنها كلها تتبع نصا من مسرحية طويلة. وتهدد الحرب التجارية مع الصين، التي أشار ترمب في الماضي إلى أنها ستكون "سهلة" بالتحول إلى واقع جديد قائم على الرسوم الجمركية والتوترات الدائمة، أما مشروع الجدار الحدودي مع المكسيك الذي تعهد لأنصاره بأن المكسيك ستدفع ثمن بنائه، فلم يشيد في معظمه ويفتقد التمويل الكافي، بينما تحول إلى موضوع نقاش حام في أنحاء البلاد. وبات الناخبون الأمريكيون أكثر غضبا واستقطابا من أي وقت مضى جراء الجدل والفضائح المستمرة، وهو ما يجعل من الصعب التكهن بنتائج الانتخابات. ومن ناحية اخرى، لا يبدو أن الديموقراطيين اقتربوا حتى من اختيار مرشحهم للرئاسة ضمن قائمة طويلة تضم أكثر من 20 اسما، ولا سيما أن الشخصية التي يختارها الديموقراطيون بانها ستواجه منافسا شرسا لا يتردد في استخدام عبارات لاذعة في انتقاد خصومه.
|
||||||||||