تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
22 يوليو 2019 12:41 م
-
البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يسعيان إلى التجديد بعد 75 عاما على تأسيسهما

البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يسعيان إلى التجديد بعد 75 عاما على تأسيسهما

  كتبت ـ فاطيمة طيبي

  يفترض أن يواصل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي  بعد 75 عاما على تأسيسهما،  الابتكار لتجاوز أزمات من نوع جديد مثل الهجرة بسبب المناخ، وكذلك من أجل التكيف مع ظهور أدوات غير مسبوقة مثل العملات الاقتراضية. وولدت المؤسستان الماليتان في  يوليو 1944 خلال الحرب العالمية الثانية في مدينة بريتون وودز بولاية نيوهامشير في الولايات المتحدة بمبادرة من 44 بلدا لتجنب أزمة شبيهة بتلك التي حدثت في 1929. وكلف صندوق النقد الدولي حينذاك بضمان الاستقرار المالي العالمي بينما على البنك الدولي العمل من أجل إعادة الإعمار والتنمية قبل أن يتكرس لخفض الفقر. وتثير المؤسستان باستمرار تشكيكا وانتقادات تعتبر أنهما صممتا لتكونا أداتين بأيدي القوى الغربية.

وقال أوغستان كارستنز الخبير الاقتصادي المكسيكي والرئيس السابق للجنة النقدية والمالية في صندوق النقد الدولي إن "هاتين المؤسستين شهدتا تطورا إيجابيا إلى أبعد حد". وهما تعملان، بأعضائهما الـ 189 من أجل كل أمم العالم تقريبا. ويبدو أن الصندوق يستخلص من دروس الماضي. فقد اتهم لمدة طويلة بالتضحية بالسكان لصالح الإصلاحات القاسية التي يطالب بها مقابل تقديم قروض. اذ بات يتمسك اليوم بحماية الشق الاجتماعي كما حدث مؤخرا في برنامج للأرجنتين. قال كارتسنز إن "صندوق النقد الدولي يبدو شريرا لأنه يفاوض على بعض الشروط" لكنه "يشبه طبيبا يصف علاجا مؤلما".

أما البنك الدولي، فيؤكد رئيسه ديفيد مالباس أن حصيلة أدائه إيجابية بشكل عام، من زيادة معدلات الاعمار إلى خفض وفيات الأطفال والأمهات وتعليم أفضل. وقال لوكالة فرانس برس إن "البنك الدولي نجح في تحسين حياة الناس وجعلها أكثر ازدهارا".

من جهته، ذكر مدير صندوق النقد الدولي بالوكالة ديفيد ليبتون خلال الأسبوع الجاري أن التعددية أخرجت أكثر من مليار شخص من الفقر. وأضاف أن "نسبة إجمالي الناتج الداخلي العالمي للفرد أصبحت أكبر بخمس مرات مما كانت عليه في 1945".

وأكد المدير السابق للشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي مسعود أحمد أنه "في تاريخ العالم، لم يسجل تقدما في تحسين مستويات المعيشة مثل ذاك الذي حدث في السنوات ال75 الأخيرة". لكن مالباس اعترف بأنه ما زال يجب القيام بعمل كبير للقضاء على الفقر المدقع وخصوصا في إفريقيا. من جهة أخرى، يجب إدخال تغيير على إدارة مؤسستي بريتون وودز. فصندوق النقد الدولي يديره دائما أوروبي والبنك الدولي أميركي، وهو توزيع يواجه اعتراضا إذ إن دولا أخرى مثل الصين لديها وزن كبير في الاقتصاد العالمي.

وبينما يبحث صندوق النقد الدولي عن مدير خلفا لكريستين لاغارد التي أصبحت مديرة للبنك المركزي الأوروبي، يمكن أن يعزز تمثيلا أفضل للدول، شرعيته، في مرحلة مفصلية بما أنه يمكن أن يواجه تغييرا في النظام المالي العالمي تحت تأثير العملات الافتراضية.وقال ليبتون إن "الأرباح (من هذه العملات) واضحة: استخدام أسهل وكلفة أقل".

لكن المخاطر المرتبطة بالعملات الافتراضية مثل الليبرا التي أعلن عنها فيسبوك، كثيرة، حسبما يرى وزراء مالية دول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، بمن فيهم الأميركي ستيفن منوتشين. وهم يشيرون إلى استخدام البيانات الشخصية لجمع أموال وخطر النشاطات غير القانونية وتهديد الاستقرار المالي.

أما البنك الدولي، فعليه مضاعفة الجهود لمعالجة تغييرات المناخ التي تؤدي إلى هجرات جماعية للسكان. وإذا لم يتحقق أي تقدم، سينزح 143 مليون "مهاجر بسبب المناخ" بحلول 2050 في إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية بسبب تراجع الإنتاج الزراعي أو نقص المياه أو ارتفاع مستوى البحار. ويرى مسعود أحمد أنه على البنك لدولي "التأثير" على سياسات البلدان النامية في هذا المجال.

وأخيرا، يعترف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بضرورة الاخذ في الاعتبار المتضررين من العولمة الذين يؤدي غضبهم إلى تصاعد الشعبوية في الدول المتطورة.

وأكد ليبتون أن التفاوت الطبقي "كبير جدا"، داعيا الحكومات إلى "ضمان المساواة في الفرص". وقال إن الحلفاء أسسوا في نهاية الحرب العالمية الثانية مؤسستين تعتمدان على التعاون الاقتصادي لمنع وقوع حروب في المستقبل    

ومع احتفال المؤسسة، ، بالذكرى الـ75 لتأسيسها، يقول ديفيد مالباس الذي بدأ   ولايته على رأس البنك الدولي في أبريل بالتشديد على الضرورة الملحّة للحد من الفقر في العالم وتوزيع الازدهار بشكل  افضل في وقت لا يزال 700 مليون شخص يعيشون في الفقر المدقع كما  قال مالباس  تطورت مهمة البنك على مرّ الزمن على ضوء الاقتصادات النامية.

 هذا ويرى المساعد السابق لوزير الخزانة الأميركي أن الإنجاز الرئيسي الذي حققه البنك الدولي أنه توصل إلى "تحسين حياة الناس بشكل ملفت، وجعلها أكثر ازدهارا". وأتمنى أن تزداد فاعلية البنك الدولي بتركيزه على نوعية المشاريع التي يمكن أن يمولها، وعلى النتائج الواجب تحقيقها، وعلى مكافحة الفساد الذي يقوض إمكانات النمو في بعض الدول.

ويدعو مالباس إلى تركيز الجهود بصورة خاصة على إفريقيا حيث  المشكلات كبرى للغاية كما   أن اعتماد "سياسات جيدة عنصر أساسي" من أجل هذه القارة التي تجد صعوبة في النهوض. وبإمكان البنك الدولي المساهمة في الحد من الفقر في إفريقيا  بتسهيل المبادلات والتجارة عبر الحدود ومرونة الأسعار والمنافسة مع الشركات العامة.كما يخصّص البنك الدولي "الكثير من الوقت لمحاولة معالجة مسألة الديون تحديدا" مع تشجيع الدول على الشفافية. لان هذا أساسي لوضع هذه الدول على مسار النمو". وإلى تنمية إفريقيا، يواجه البنك الدولي "تحديا هائلا" آخر هو مشكلة هجرة الشعوب هربا من عواقب التغير المناخي أو النزاعات المسلحة.

وحين تواجه الدول حالات طارئة، يقدم البنك الدولي تمويلا فوريا، كما حصل في موزمبيق حين ضربها الإعصاران إيداي وكينيث. ويشير مالباس إلى أنه في هذه الحالة تحديدا، كانت المساعدة مفيدة "ليس للبلد فقط بل أيضا لزيمبابوي وتنزانيا".

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 22 ساعةنحو التكافؤ في السلطة.. دورالمرأة على طاولة نقاشات دافوس 202521 يناير 2025 11:30 صالمالية: نسعى لرفع كفاءة إدارة المالية العامة للتوسع في الإنفاق على الصحة والتعليم20 يناير 2025 2:04 موعود ترامب.. خطة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي19 يناير 2025 4:01 ممنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تختار مصر لإطلاق النسخة العربية من إرشاداتها للسلوك المسئول للشركات15 يناير 2025 2:37 مشرق أوسط جديد يحمل بصمات لارث ثقيل من إدارة الرئيس جو بايدن14 يناير 2025 3:31 مخالد عبد الغفار يوجه بتأسيس لجنة استشارية عليا للتنمية البشرية12 يناير 2025 12:37 متمكين المرأة اقتصاديا من خلال توفير الخدمات المالية وغير المالية للمشروعات وبرامج التدريب8 يناير 2025 3:06 ممصر: سيناريوهات استيراد الغاز المسال في الربع الأول من 20256 يناير 2025 12:40 معودة أعمال تنمية حقل غاز"ظهر" يناير 2025 مع طرح مناطق للتعدين5 يناير 2025 2:56 مارتفاع أسعار الخامات والأدوات والأجور.. أبرز تحديات صناعة الأثاث

التعليقات